العراق وعام 2008 بالأرقام: انخفاض العنف الطائفي ومعدلات فقر مرتفعة

سكان العراق تجاوزَ 29 مليون نسمة مناصفة بين الذكور والإناث

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: فيما كشف تقرير الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات، ان تقديرات سكان العراق لسنة 2007 بلغت 29682 مليون نسمة، أظهر مسح أجرته مؤسسات إحصائية في الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق، أن ما يقرب من مليون مواطن عراقي يعيشون حاليا تحت خط الفقر، وأن النسبة الأكبر بينهم تتركز في المناطق الريفية فضلا عن تفاوت معدلات الفقر بين محافظة أخرى.

ومن جهة أخرى ذكرت دراسة جديدة ان العنف الطائفي انخفض بشدة في العراق من أعلى مستوياته في عامي 2006 و 2007 ولكن الهجمات ضد القوات الأمريكية والحكومية تتواصل وتودي بحياة المدنيين العراقيين.

(شبكة النبأ) تقدم من خلال تقريرها التالي عرضاً مفصلاً بالأرقام عن اهم معطيات العام الماضي المتعلقة بصورة مباشرة او غير مباشرة بالعراقيين.

وقال تقرير الجهاز التابع لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي، إن “تقديرات سكان العراق لسنة 2007 بلغ (29682) مليون نسمة منهم (14943) مليون نسمة من الذكور و(14739) مليون نسمة من الاناث”. 

وورد في التقرير ان “عدد سكان العراق بلغ (4,8) مليون نسمة عام 1947 ثم ارتفع الى (6,3) مليون نسمة عام 1957 أي بمعدل نمو قدره (2,68%) للمدة (1947 – 1957) ثم ارتفع بعدها الى نحو (12) مليون نسمة عام 1977 و(16,3) مليون نسمة عام 1987 أي بمعدل نمو سنوي مقداره (3,1%) للفترة (1977 – 1987) ثم ارتفع الى (22) مليون نسمة عام 1997 وبمعدل نمو قدره (3%) للفترة (1987 – 1997)”.

وفي باب الاحصاءات الصناعية اظهر التقرير ان “مجموع المنشآت الصناعية الكبيرة في العراق بلغ 411 منشأة يعمل فيها (166.245) الف عامل يتقاضون مامجموعه (692494.688) مليون دولار وذلك عام 2006″.

واشار التقرير الى ان “احصاءات البناء والتشييد تشير الى منح (40519) اجازة بناء خلال عام 2006 بكلفة (1774719749) مليون دينار، ثم تأتي احصاءات النقل والاتصالات لتكشف انه تم تبليط (40755.5) كيلو متر خلال عام 2006 كطرق رئيسية وثانوية وريفية”. بحسب اصوات العراق.

وفي ذات السياق اعلن التقرير عن “وجود (134) شركة سياحية في العراق وبلغ عدد بدالات الاتصالات (288) بدالة .. وبلغ عدد مقاهي الانترنيت (358) مقهى.. فيما بلغ عدد السيارات المسجلة فحص مؤقت (83849) سيارة بنوعيها حمل وركاب اذ شكلت سيارات الركاب مانسبته (70,4%) اما سيارات الحمل فقد شكلت (29.6%)”.

من جانب آخر وفي مجال احصاءات التربية والتعليم بين التقرير ان “عدد رياض الاطفال في العراق للعام 2006-2007 بلغ 589 روضة فيها 81536 طفل وطفلة و5256 معلمة وبلغ عدد المدارس الابتدائية 12141 مدرسة فيها 4150940 تلميذ وتلميذة وعدد اعضاء الهيئة التعليمية 236968 معلم ومعلمة”.

وتابع “وبلغ عدد المدارس الثانوية 4109 مدرسة يتعلم فيها 1491933 طالبا من خلال 113556 مدرس ومدرسة وفي الفرع المهني بلغ عدد المدارس المهنية (زراعية ،صناعية ،تجارية ، فنون بيتية ) 276 مدرسة انخرط فيها 58707 طالبا يدرسهم 11023 مدرسا ومدرسة”، كما بلغ “عدد معاهد المعلمين والمعلمات ومعاهد الفنون الجميلة  263 معهدا فيها 6055 طالبا وعدد المدرسين 4161 مدرسا ومدرسة وبلغ عدد الطلبة المقبولين في الجامعات والمعاهد خلال العام الدراسي 2006-2007 (99695) طالب وطالبة اما عدد الاساتذة الجامعيين فقد بلغ 29080 استاذا اما مجموع الطلبة المتخرجين فقد بلغ 74349 طالبا وطالبة”.

وفيما يتعلق بالاحصاءات الصحية والحياتية فقد بلغ “عدد المستشفيات 219 مستشفى و1605 مؤسسة صحية و374 عيادة طبية شعبية وبلغ عدد سيارات الاسعاف 1520 سيارة اسعاف وتم اجراء 183367 عملية جراحية مختلفة وبلغ عدد الولادات الحية 442996 ولادة خلال عام 2006 وبلغ عدد المختبرات 598 مختبرا وعدد الصيدليات 3927 صيدلية”.

وفي باب الاحصاءات الاجتماعية كشف التقرير ان “عدد المتقاعدين المدنيين في اجهزة الدولة الذين تم منحهم رواتب خلال سنة 2007 بلغ (104914) متقاعد وبلغ عدد العمال المشمولين بالضمان الاجتماعي 89999 عاملا وتم تسجيل (268638) عقد زواج”.

اما باب الحسابات القومية فقد ضم “بيانات احصائية عن الحسابات القومية الخاصة بالدخل القومي والناتج المحلي الاجمالي واجمالي تكوين رأس المال الثابت اذ بلغ الدخل القومي (15013422.2) مليون دينار عراقي خلال سنة 1998 ارتفع الى (85431538.8) مليون دينار عراقي سنة 2006″، بمعدل نمو “بلغ (24.3%) خلال الفترة (1998-2006)”.

اما متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي فقد “بلغ (661326) دينار سنة 1998 ثم ارتفع الى (2926339) دينار سنة 2006 بمعدل نمو بلغ (20.4%)”.

وبحسب التقرير فأن “الاحصاءات النفطية فقد سجل اجمالي الانتاج النفطي السنوي لسنة 2007 بلغ (100.3) مليون طن متري وبلغ المعدل اليومي للانتاج (1.600) مليون برميل يوميا بمعدل تصدير يومي بلغ (1.640) مليون برميل يوميا”.

أما في باب احصاءات التنمية البشرية الذي يعد اضافة نوعية جديدة للمجموعة الاحصائية السنوية  اشارت الى ان “عدد المقاعد التي تشغلها النساء في البرلمانات الوطنية خلال سنة 2007 بلغت (75 )امرأة  وعدد النساء اللائي يشغلن منصب مدير عام في مؤسسات الدولة 86 امرأة واللواتي يشغلن منصب خبير ومعاون مدير عام (251) امرأة وعدد المستشارين من النساء (33) امرأة وعدد وكلاء الوزارات من النساء (8) نساء”، وبهذا يكون “مجموع النساء في مراكز القرار خلال سنة 2005 (412) امرأة  وبلغ معدل البطالة بين السكان (30.3%) خلال عام 2006 وبلغت نسبة المدخنين (21.9%) من السكان”.

وتضمنت المجموعة الاحصائية السنوية للعراق لسنة 2007 الكثير من التفاصيل والمؤشرات والبيانات الاحصائية في مختلف جوانب الحياة.

مليون عراقي يعيشون حالياً تحت خط الفقر

وفي نفس السياق أظهر مسح أجرته مؤسسات إحصائية في الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق، أن ما يقرب من مليون مواطن عراقي يعيشون حاليا تحت خط الفقر، وأن النسبة الأكبر بينهم تتركز في المناطق الريفية فضلا عن تفاوت معدلات الفقر بين محافظة أخرى.

وقال وزير التخطيط بحكومة إقليم كردستان العراق عثمان شواني إن "المسح أجري لاستقصاء مستوى الأمن الغذائي في العراق، وإظهار نتائج ومعلومات دقيقة تتعلق بمستوى معيشة السكان ومدى اعتمادهم على برنامج البطاقة التموينية الذي تموله الدولة".

وأضاف شواني في حديث لـ"نيوزماتيك"، بأن "المسح أظهر بأن مستوى معيشة الفرد في محافظات إقليم كردستان، أفضل من بقية المناطق العراقية، وإن اعتمادهم في معيشتهم على مفردات برنامج البطاقة التموينية أقل من باقي سكان العراق".

وأعرب وزير التخطيط عن أمله بأن "تصبح المعلومات التي وفرها المسح أساسا لواضعي الخطط والبرامج الاقتصادية في العراق لوضع سياسات خاصة بالأمن الغذائي".

فيما قال مدير عام دائرة الإحصاء في محافظة أربيل جمال رسول محمد أمين إن "عدد الأفراد، حسب المسح، الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر يزيد على 990 ألفا في عموم العراق"، مؤكدا "اعتماد المسح على معايير دولية معتمدة في تحديد مستوى خط للفقر لدى منظمة الأمم المتحدة".

وأكد محمد أمين في حديث لـ"نيوزماتيك"، "اعتماد مبلغ 400 ألف دينار عراقي، "نحو 350 دولار أميركي"، كحد أدنى للدخل الشهري للعائلة الواحدة التي تعيش فوق خط الفقر"، مشيرا إلى أن "نسبة اعتماد السكان في العراق على برنامج البطاقة التموينية في تراجع مستمر، بسبب تحسن مستوى الدخل إلا أن الاعتماد عليها مازال قائما".

ولفت أمين إلى أن "السلطات العراقية وبالتعاون مع البنك الدولي بصدد الإعلان قريبا عن نتائج مسح آخر أكثر شمولا وجرى تنفيذه على مدى الشهور الأربعة عشر الماضية ويتضمن جوانب إحصائية عديدة أخرى من حياة الأفراد والأسر العراقية".

وبهذا الصدد قال مستشار وزير التخطيط بحكومة الإقليم محمد عثمان إن "المسح الجديد سيظهر مستوى الفقر بشكل مطلق، وسيتضمن جوانب التغذية والخدمات الأساسية وجميع المستلزمات الأخرى التي يحتاجها الفرد".

وأضاف عثمان، أن "المسح أظهر أن 24 % من سكان العراق يعيشون في حالة فقر في مختلف المجالات في حالة اعتماد مبلغ 78 ألف دينار عراقي شهريا، "نحو 66 دولار اميركي"، كحد أدنى للدخل الشهري للفرد الواحد الكافي لتأمين احتياجاته".

يذكر أن المسح أجري بدعم من برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة "WFP" في أنحاء مختلفة من العراق، حيث قسمت الأقضية التابعة للمحافظات العراقية وعددها 115 قضاء إلى خمس عشرة وحدة، وتم أخذ خمس عشرة عينة للمسح من كل وحدة، بمجموع 25700 استمارة استبيان، بالإضافة إلى أن المسح اظهر بأن 49 % من سكان محافظة المثنى الجنوبية يعيشون في حالة فقر وهي المعدلات الأعلى المسجلة، مقابل نسبة فقر أقل تم تسجيلها في السليمانية ووصلت إلى 3.3%.

عدد قتلى العراق منذ عام 2003 يصل الى 98 ألف شخص

من جهة ثانية ذكرت دراسة جديدة ان العنف الطائفي انخفض بشدة في العراق من أعلى مستوياته في عامي 2006 و 2007 ولكن الهجمات ضد القوات الأمريكية والحكومية تتواصل وتودي بحياة المدنيين العراقيين.

وقالت جماعة "ايراك بودي كاونت" المعنية بحقوق الانسان والتي تقوم باحصاء عدد القتلى العراقيين في تقرير جديد ان ما يتراوح بين 8300 الى تسعة آلاف مدني قتلوا في العراق في عام 2008 مما يصل بعدد القتلى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الى 98400 على الأقل.

وقالت الدراسة ان 25 شخصا كانوا يقتلون كل يوم في المتوسط في العراق في عام 2008. وبينما يقل هذا المتوسط كثيرا عن عامي 2006 و 2007 حيث قتل 48 ألفا على الأقل إلا انه يقارب مستويات العنف في عامي 2003 و2004. بحسب رويترز.

وقال جون سلوبودا المشارك في تأسيس الجماعة والمتحدث باسمها "أول شيء هو ان هناك تراجعا كبيرا في الموت بسبب العنف العام الماضي وهذا التراجع أكثر وضوحا في بغداد."

وأضاف "غير ان أحدا لا يقول في عام 2004 ان مستويات العنف كانت مقبولة. كان الناس يتحدثون عن دولة في اضمحلال مروع. انه فقط تحسن..عن الذروة المخيفة للعنف في عامي 2006 و 2007."

وتعترف الجماعة التي تجمع عدد القتلى من وسائل الاعلام ومن مصادر أخرى ان العدد الحقيقي للقتلى خلال خمس سنوات من العنف في العراق ربما يكون أعلى بكثير.

وقال سلوبودا ان الانخفاض في مستويات العنف في عام 2008 يعكس انخفاضا في العنف الطائفي الذي ارتفع بين الشيعة والسنة بعد تفجير مزار شيعي في فبراير شباط 2006. ومنذ عام 2003 قتل أكثر من 4200 جندي أمريكي وأكثر من 175 جنديا بريطانيا في العراق.

وتوصلت الدراسة الى ان عدد قتلى المدنيين العراقيين بأيدي القوات الأجنبية وصل الى 584 شخصا في عام 2008 مقابل 1359 شخصا في عام 2007.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/كانون الثاني/2009 - 9/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م