
شبكة النبأ: في كل يوم تطل علينا
مراكز البحوث باختراعات جديدة الهدف منها انهاء هيمنة النفط كمصدر طاقة
وحيد بالاضافة الى الجهود الساعية للحد من التلوث المنبعِث من مشتقات
البترول من خلال ايجاد مصادر طاقة نظيفة او ما يدعى بالوقود الحيوي،
الذي تارة ما تولده مراكز البحوث تلك من محاصيل زراعية او عن طريق
معالجة انواع من البكتريا.
ورغم النتائج الواعدة للوقود البديل إلا ان ضآلة المنتج بمواجهة
الطلب المتزايد ودور الوقود الحيوي في التأثير سلبياً على أسعار
المحاصيل الاستراتيجية هو التحدي الاكبر الذي سيظل بمواجهة مصادر
الطاقة النظيفة.
الإيثانول أحد بدائل البنزين ومن أوائل
الوقود الحيوي
مع ارتفاع أسعار البنزين خلال الأسابيع القليلة الماضية، والذي
تصادف مع بدء موسم العطلات والإجازات، أصبحت الرحلات تشكل عبئاً
اقتصادياً على الأسر، سواء في الولايات المتحدة أم خارجها.
وفي الولايات المتحدة على وجه التحديد، يبحث العلماء عن وقود بديل
يمكن أن يساعد في خفض مستوى التلوث ويقلل من اعتماد البلاد على النفط
الخارجي.
وفي السنوات القليلة الماضية، ازداد استخدام الوقود الحيوي "السولار
الحيوي" كبديل للبنزين، وهو عبارة عن مزيج من البنزين والزيوت
النباتية، التي تتسم بأنها غير سامة وقابلة للتحلل الطبيعي.
ويمكن لمعظم السيارات العاملة بالسولار أن تستخدم هذا الوقود، الذي
يمكن العثور عليه في العديد من محطات الوقود في الولايات المتحدة.
ويعتبر "السولار الحيوي" أحد البدائل قليلة التكاليف للبنزين، والذي
أخذ دوره يتزايد بقوة مؤخراً، فقد قامت ولايات أمريكية عدة بتحويل
وتعديل سياراتها للعمل على هذا الوقود، فولاية أريزونا مثلاً عدّلت
أسطول سياراتها المختلفة، مثل سيارات الإطفاء ودوريات الشرطة، للسولار
الحيوي أو غيره من مصادر الوقود الحيوي البديل. بحسب سي ان ان.
والعديد من بدائل الوقود يعتبر أرخص سعراً من البنزين بما بين 20
إلى 35 سنتاً للغالون الواحد، بحسب وزارة الطاقة الأمريكية، ما يعني أن
العائلة الأمريكية الواحدة يمكنها أن توفر حوالي 300 دولار سنوياً، إذا
ما استخدمت "الإيثانول" على سبيل المثال.
ولكن ليس كل أنواع الوقود الحيوي أرخص دائماً من البنزين، رغم أنها
تستخدم مصادر متجددة في صناعته، كزيت الخضراوات أو زيت الطهي المستعمل.
بكتيريا جديدة تنتج ايثانول رخيص!!
أفاد باحثون ان بكتيريا معدلة وراثيا يمكنها أن تجعل انتاج
الايثانول السليلوزي ارخص وهو الاكتشاف الذي قد يطلق العنان لمزيد من
أنواع الطاقة المستخرجة من منتجات نفايات الزراعة والغابات.
وطرح الايثانول المستخرج من السليلوز وهو نوع من السكر يشبه عيدان
الذرة ونشارة الخشب كبديل صديق للبيئة بدلا من انواع الوقود الحفري مع
تميزه بأنه لا يستخدم المحاصيل الغذائية مثل القمح كمواد خام.
وكتب الباحثون يقولون في مجلة (وقائع الاكاديميه الوطنية للعلوم) ان
البكتيريا المعدلة وراثيا تخمر السليلوز لتنتج ايثانول بفاعلية أكبر.
وقال لي ليند من كلية دارموث وهو مؤلف الدراسة في مقابلة عبر الهاتف
ان البكتريا الطبيعية يمكنها ايضا ان تخمر السليلوز لكنها تقوم بذلك في
درجات حرارة منخفضة تتطلب استخدام انزيم باهظ الثمن يدعى (سليوليز).
بحسب سي ان ان.
ويمكن للبكتريا الجديدة المعدلة وراثيا المعروفة باسم (ايه.ال. كيه
2) أن تخمر جميع انواع السكر الموجودة في الكتلة الحيوية ويمكنها
القيام بذلك عند درجة حرارة 50 درجة مئوية مقارنة بالميكروبات
التقليدية التي لا يمكنها القيام بالوظيفة فوق 37 درجة مئوية.
لننس الوقود الحيوي.. نحتاج طعامنا اليومي
وسط تهافت بعض الدول على شراء بعض المحاصيل الزراعية لاستخدامها في
الوقود الحيوي طالبت شركة (برميار) اكبر شركة بريطانية لانتاج المواد
الغذائية الحكومة البريطانية بزيادة المساحات المخصصة للقمح لتلبية
الاحتياجات المتزايدة في الغذاء ولمكافحة الارتفاع في اسعار المواد
الغذائية، فقد سجلت اسعار القمح تزايدا كبيرا حيث تزايد السعر اكثر من
الضعف في السنة الماضية وسط تزايد الطلب على القمح من بعض الدول كالهند
والصين. ومما يذكر ان مادة الايثانول التي تستخدم في الوقود الحيوي
يمكن استخراجها من بعض المحاصيل كالقمح والذرة.
جاء ذلك في مقالة نشرتها صحيفة (تايمز) بعنوان (لننس الوقود الحيوي
ونركز على الطعام اليومي). واشارت الصحيفة الى ان رغيف الخبز ارتفع
سعره الى اكثر من جنيه استرليني للمرة الاولى وذلك في سبتمبر الماضي.
وبلغ سعر رغيف الخبز في الوقت الحالي جنيه استرليني و15 بنسا.
وتأتي مطالبة الشركة البريطانية (برميار) في الوقت الذي اعلنت فيه
عن خسارة قيمتها 73.5 مليون جنيه استرليني بالاضافة الى خفض ارباح
حاملي الاسهم الى النصف.
كما كشفت الشركة عن صفقة اجرتها مع البنوك لزيادة تسهيلات سداد
الديون من 225 مليون جنيه استرليني الى 2.1 مليار جنيه استرليني.
وذكر روبرت شوفيلد الرئيس التنفيذي لشركة (برميار) انه يجب زيادة
المساحات المخصصة لزراعة القمح حيث يتزايد الطلب عليه من دول الشرق
الاقصى مثل الصين والهند لاستخدامه في الوقود الحيوي.
وقال ان الهدف من زراعة المزيد من مساحات القمح هو تحقيق مزيد من
الامن الغذائية لتوفير كميات اكثر من القمح. وقال انه يتعين اتخاذ
مبادرة سياسية من اجل تنفيذ هذه المطالب.
ومن جهة اخرى، ومع الخسائر التي تتكبدها شركات المواد الغذائية
والمتاعب المادية التي يتحملها الكثيرون بسبب ارتفاع اسعار هذه المواد
نجد البعض الآخر يحقق مكاسب كبيرة من تحويل المحاصيل الزراعية الى مواد
تستخدم في الوقود الحيوي. وتزايد طلب الصين على القمح وسط تهافت محموم
على استخدام في الوقود الحيوي مما جعل الاستثمار في السلع الزراعية
امرا مربحا للغاية في العام الماضي. وذكرت صحيفة (تايمز) ان بعض
المحاصيل مثل القمح وفول الصويا حققت ارباحا قياسية تصل الى %100.
واشارت الصحيفة الى (الرجل الذي حول القمح الى ذهب) وهو (كريستوفر
وايك) العقل المدبر في (صندوق الحلول البديلة للسلع الزراعية) والذي
زادت ارباحه %47 منذ انشائه في اكتوبر 2005.
وذكرت الصحيفة ان (كريستوفر) بدأ اول وظيفة له في اواخر السبعينيات
في كتابه الخطب التي كانت تلقيها رئيسة الوزراء البريطانية السابقة
مارجريت تاتشر، ثم جذبته اضواء مجال الاعمال حيث عمل في ادارة صندوق
سندات، ثم بدأ يصعد نجمه عندما انضم الى شركة شرودر في عام 2000 ثم تم
انشاء (صندوق الحلول البديلة للسلع الزراعية).
ويقول (كريستوفر) ان سبب ارتفاع المواد الغذائية يرجع الى زيادة
الطلب على المحاصيل الزراعية من اجل الغذاء للانسان والغذاء للحيوان
والوقود الحيوي. وقال ان الولايات المتحدة تنتج حوالي 5 مليارات جالون
من الايثانول الحيوي سنويا. واضاف ان الولايات المتحدة لديها 120 مصنعا
لانتاج الوقود الحيوي وتقوم ببناء 68 مصنعا آخر، وردا على سؤال ما طول
مدة استمرار الانتعاش الاقتصادي الذي يحققه من يقومون بانتاج الوقود
الحيوي؟ قال ان ذلك قد يستمر لمدة 20 عاما.
واضاف ان المزارعين قاموا بزراعة مساحات اكثر من المحاصيل التي
تستخدم في الوقود الحيوي مثل الذرة مما ادى الى تقليل المساحات المخصصة
لمحاصيل اخرى مع ارتفاع اسعارها.
مستثمرون يشيدون اول مصنع في دبي للوقود
الحيوي
قال شهاب قرقش المدير التنفيذي لشركة دامان للاستثمار ومقرها دبي ان
الشركة ستمتلك حصة اغلبية في مشروع لبناء اول مصنع في الامارات لانتاج
الوقود الحيوي من الزيوت غير الصالحة للاكل.
وتواجه دبي التي تشهد نموا سريعا زيادة كبيرة في الطلب على النفط
كواحدة من المدن التي تستفيد من ازدهار اقتصادي تغذيه الايرادات
النفطية في الخليج. وتمثل المدينة المركز التجاري والسياحي لدولة
الامارات العربية التي تسجل واحدا من اعلى المعدلات في العالم لانبعاث
غازات الاحتباس الحراري بالنسبة لعدد السكان. بحسب رويترز.
وقال وضاح ابو سن احد مؤسسي شركة اميريتس بيوديزل في مؤتمر صحفي يوم
الاحد ان الامارات تحتاج لتحسين وتنويع موارد الطاقة محليا لدعم الطاقة
التحتية اللازمة للنمو الاقتصادي. واضاف ان التركيز سيكون على تعزيز
الاستمرارية وتقليل انبعاث الكربون.
وستنتج اميريتس بيوديزل حوالي ثلاثة ملايين جالون سنويا (230 برميلا
يوميا) من الوقود الحيوي وهو جزء يسير من استهلاك الامارات من الديزل
البالغ 50 الف برميل يوميا.
وقال ابو سن ان الشركة ستستخدم زيوت الطعام المستهلكة وغيرها من
الزيوت غير الصالحة للاكل كمواد اولية وان من المقرر بدء تشغيل المصنع
في النصف الاول من 2009 .
واضاف ان الوقود الحيوي سيمزج مع ديزل يعتمد انتاجه على النفط
للمساعدة في تقليل الانبعاثات وزيادة خواص تقليل الاحتكاك للديزل. وقال
ان شركة اميريتس بيوديزل تتطلع لبيع انتاجها لشركات البناء والنقل
المحلية التي تسعى لزيادة قدرتها على الاستمرارية.
أير نيوزيلاند تقوم بأول رحلة خضراء باستخدام
الوقود الحيوي
سجلت الخطوط الجوية لنيوزيلندا سبقاً بتشغيل أول رحلة طيران تجارية
باستخدام الوقود الحيوي من الجيل الثاني انطلاقا من مطار أوكلاند، التي
تعتبر أكبر المدن النيوزيلندية.
وقامت بالرحلة طائرة من طراز بوينغ 400-747 مزودة بمحرك "رولز رويس"
وباستخدام الوقود الحيوي وهو خليط من وقود "جاتروفا" ووقود "جيت A1"،
وفق "نيوزيلاند هيرالد."
والجاتروفا، نبتة مستوردة من أفريقيا والهند يبلغ ارتفاعها 3 أمتار
وتنمو في ظروف قاسية، ويستخلص من بذورها زيتاً غير صالح للاستهلاك
البشري ويستخدم في إنتاج الوقود العضوي. بحسب سي ان ان.
ويبلغ إنتاج كل بذرة من الزيت ما بين 30 إلى 40 في المائة من حجمها،
وهناك مصافي في الولايات المتحدة لإنتاج وقود الطائرات من الزيت، الذي
قد يستخدم كبديل لوقود الطائرات المستخرج من البترول.
قال كبير الطياريين في "أير نيوزيلاند"، ديف مورغان، في كلمة
للصحفيين نقلت عبر الهاتف بالأقمار الصناعية إن "أداء الطائرة كان
جيداً للغاية.. ولم يحدث ما لم يكن متوقعاً.. الرحلة جرت كالمعتاد."
وصرح عقب انتهاء الرحلة بنجاح: "نحن مسرورون للغاية من هذا الإنجاز
المحوري والهام في صناعة الطيران.. مازال هناك الكثير من التحليلات
التي يجب إنجازها، إلا أننا حققنا الكثير بهذه الرحلة التجريبية..
وأداء الطائرة تميز بالسلاسة." |