![](Images/423.jpg)
شبكة النبأ: في ظل تصاعد الحملات
الانتخابية في العراق يجد العديد من اصحاب المهن ان للانتخابات مكاسب
استثنائية درت للعديد منهم الرزق بشكل غير مسبوق.
حيث يجد اصحاب المطابع في مدينة البصرة انهم زجوا في خضم الانتخابات
بسبب الاقبال الشديد من قبل الاحزاب والشخصيات المستقلة المترشحة على
طبع البوسترات واللافتات الدعائية.
فيما يرى عمال التنظيف ان الانتخابات وافرازاتها الجانبية كانت
السبب في معاناتهم، خصوصا في ما يتردد عن تبادل الادوار بين الاحزاب في
تمزيق اللوائح الدعائية، مما اضاف عبئ كبير على عمال التنظيف في مدينة
البصرة.
الاستغناء عن الرموز الدينية
يقول مدير مطبعة الهدى حسين حبيب، في حديث إن "أصحاب المطابع كانوا
يستعدون منذ أسابيع لموسم الانتخابات من خلال توظيف عمال جدد للعمل
بشكل مؤقت، إضافة إلى شرائهم كميات كبيرة من الأحبار وعشرات الأطنان من
الأوراق ذات المنشأ الصيني المستوردة عن طريق دولة الأمارات"، ويضيف أن
"مطابع البصرة في الانتخابات السابقة، عانت شحة الورق ولكن التحضيرات
المسبقة لاستقبال الانتخابات المقبلة حالت دون تكرار نفس المشكلة".
ويوضح حبيب أن "جميع الكيانات السياسية تجنبت في هذه الانتخابات
الاستعانة بصور الرموز الدينية أو العبارات الإسلامية في ملصقاتها
وبطاقاتها الانتخابية، واستخدمت بدلا عنها خارطة العراق أو علمه"،
ويشير إلى أن "اغلب المرشحين قاموا بطباعة صورهم باعتبار أن الانتخابات
القادمة سوف تجرى وفق نظام القائمة المفتوحة التي تتيح للناخب اختيار
المرشح الذين يعتقد بأنه مناسب من دون انتخاب القائمة بأكملها، إن كانت
تتضمن مرشحين لا يحبذ انتخابهم".
تباين كبير بين احوال المرشحين المادية
ويلفت حبيب إلى أن "المرشحين المستقلين هم الأقل إنفاقا على حملاتهم
الانتخابية"، ويشير إلى أن "معظمهم يفضلون طباعة ملصقاتهم الانتخابية
بنسخ قليلة نسبياً، ويتجنب بعضهم طباعة الملصقات ويقبلون على طباعة
البطاقات التعريفية الصغيرة لأن تكاليفها أقل".
لكن الحالة مختلفة بالنسبة للكيانات السياسية التابعة للأحزاب
والكيانات المشاركة في الحكومة ومجلس النواب، كما يقول حبيب فهي "تطبع
أعدادا هائلة من الملصقات والبطاقات الانتخابية وبتصاميم وأنواع مختلفة،
وبعض تلك الكيانات طبعت ملصقاتها وبطاقتها في سوريا وإيران، بالاتفاق
مع شركات محلية متخصصة في الطباعة والنشر".
ويشير حبيب إلى أن "بعض الكيانات السياسية اقترحت على المطابع التي
قامت بطباعة ملصقاتها الانتخابية دفع التكاليف بالدولار وليس بالدينار
العراقي"، ويوضح أن "متوسط سعر طباعة الملصقات الانتخابية الملونة هو
360 ألف دينار عراقي، أي ما يعادل نحو 300 دولار عن كل ألف نسخة وهذا
السعر لا يختلف كثيرا عن أسعار طباعة الملصقات في الانتخابات السابقة".
مطابع البصرة تستقطب المحافظات المجاورة
ويرى مدير مطبعة الرسالة حيدر محمد أن "السنوات القليلة الماضية
شهدت تطور قطاع الطباعة والنشر في محافظة البصرة على الرغم من انحسار
النشاط التجاري المتعلق بهذه المهنة"، موضحا أنه "في السابق عندما
تتعطل إحدى مكائن الطباعة يتوقف الإنتاج في المطبعة، لكن الآن يمكننا
معالجة الخلل بسهولة نظراً لتوفر قطع الغيار في الأسواق المحلية".
ويقول محمد "حالياً تواجه مطبعتنا زخماً لم نشهده من قبل في حجم
الطلبات، ما دفعنا إلى رفض طباعة الوصولات والإعلانات التجارية، التي
اعتادت مطبعتنا القيام بها في الظروف العادية، والتفرغ بشكل كامل
لطباعة الملصقات والبطاقات الانتخابية".
ويضيف محمد الذي يعمل منذ عشر سنوات في المطبعة التي تعود ملكيتها
لوالده أن "المطبعة كلفت في الأسبوع الماضي بطباعة ملصقات وبطاقات
انتخابية تعود لكيانات سياسية من محافظة ميسان"، ويشير إلى أن "حركة
الطباعة والنشر في ميسان تفتقر للمطابع الحديثة، لذلك فإن معظم
الكيانات السياسية في ميسان تقوم بطباعة ملصقاتها وبطاقاتها الانتخابية
في بغداد وأحياناً في البصرة".
بذخ بملايين الدنانير
وتتباين آراء ممثلي الأحزاب والحركات السياسية حول مدى أهمية إنفاق
الكثير من الأموال على طباعة الملصقات والبطاقات التي تندرج في إطار
تنفيذ الحملات الانتخابية، وبحسب مسؤول هيئة تجمع الوحدة الوطنية في
البصرة بهاء الخفاجي فإن "بعض الكيانات السياسية خصصت ملايين الدنانير
لتمويل حملاتها الانتخابية في حين رصدت كيانات أخرى ملايين الدولارات".
ويضيف الخفاجي أن "الأحزاب والحركات السياسية التي تمتلك تمثيلاً
في الحكومة أو البرلمان أو التي تتلقى الدعم من جهات خارجية، تتمتع
بإمكانات مالية تفوق بنسبة كبيرة إمكانيات الأحزاب والحركات السياسية
الأخرى".
ويرى ممثل جبهة الحوار الوطني في البصرة عوض العبدان أن "المرشحين
المستقلين هم الأكثر تضرراً في خضم تصاعد وتيرة الحملات الانتخابية"،
ويضيف أن "بعض الكيانات السياسية ذات التوجهات الإسلامية لم تقم حتى
الآن بإطلاق حملاتها الانتخابية، لأن تلك الكيانات تنتظر حلول شهر محرم
حتى تستغل تجمهر المواطنين في الحسينيات والجوامع للترويج لمرشحيها".
التمزيق مصيرها الاخير
ويرى المراقبون في محافظة البصرة أن الملصقات الانتخابية الأكثر
تضررا وعرضة للتمزيق أكثر من غيرها في محافظة البصرة تلك التي تروج
لتيار الإصلاح الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري،
وملصقات كتلة دولة القانون التي يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي.
ويلفت ممثل جبهة الحوار الوطني في البصرة أن "من الأمور الغريبة
التي رافقت انطلاق الحملات الانتخابية في البصرة قيام مجهولين بتمزيق
عشرات الآلاف من الملصقات الانتخابية"، ويشير إلى أن "الملصقات التي
تعود إلى ائتلاف دولة القانون، التي يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي،
وتيار الإصلاح الوطني، الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري،
قد تعرضت للتمزيق أكثر من غيرها من ملصقات الكيانات الأخرى".
ويقول عبدان إن "الجهة الاكثر تضررا من تعرض ملصقاتها للتمزيق هي
الجهات المستقلة"، ويوضح أن "الأحزاب والحركات الإسلامية ما أن تتعرض
ملصقاتها الانتخابية إلى التمزيق، حتى تقوم باستبدالها، لكن المرشحين
المستقلين يطبعون الملصقات الانتخابية بكميات محدودة ويتحسرون كثيراً
على تمزيقها لأن إمكانياتهم المالية ضعيفة، ولا يتمكنون من تعويض
الملصقات بأخرى".
الديمقراطية أتعبت عمال التنظيف
ويؤكد عامل التنظيف في بلدية البصرة عماد عودة 29 سنة، أن "أصحاب
المطابع هم وحدهم المستفيدون حتى الآن من الحملات الانتخابية"، ويضيف
وهو يشير إلى كومة من النفايات والملصقات الانتخابية الممزقة أنه "منذ
أن انطلقت الحملات الانتخابية للمرشحين والكيانات السياسية مطلع الشهر
الحالي وأنا أبذل كل يوم جهداً مضاعفاً في سبيل تنظيف منطقة عملي من
مخلفات الديمقراطية، إذ أقوم بجمعها مع النفايات تمهيداً لنقلها
وإحراقها خارج المدينة".
يذكر أن مجلس النواب العراقي صوت بالموافقة على قانون انتخابات
مجالس المحافظات، في الرابع والعشرين من شهر أيلول الماضي، وقد حدد
مجلس النواب نهاية شهر كانون الثاني المقبل موعدا لإجراء انتخابات
مجالس المحافظات في 14 من محافظات العراق الـ 18، إذ تم تأجيل
الانتخابات في كركوك ومحافظات إقليم كردستان العراق الثلاث.
![](Images/425.jpg) ![](Images/424.jpg)
![](Images/426.jpg) |