
شبكة النبأ: تتهم الولايات المتحدة
وبعض الاوساط السياسية العراقية ايران منذ فترة طويلة بتزويد
الميليشيات الشيعية بالمتفجرات الخارقة للدروع في العراق لشن هجمات على
القوات الامريكية والعراقية بالاضافة الى دعم مجموعات خاصة لاغتيال
مسؤولين وأفراد عراقيين. ونفَتْ ايران دائماً إذكاء العنف في العراق
متهمةً القوات الامريكية المتواجدة فيه بإثارة هذه التهم لأغراض سياسية
عديدة. لكن الامر الواقع يشير مؤخرا الى تراجع دعم طهران للميليشيات
فيما يؤشر الى بوادر كبح جماحها.. بالاضافة الى تقارير تفيد بانخفاض
تهريب الاسلحة عبر الحدود الايرانية مع العراق.
فقد قال مسؤولون أمريكيون وعراقيون ان إيران قامت بجهد مقصود لكبح
جماح الميليشيات الشيعية العراقية من مهاجمة القوات الأمريكية
والعراقية في الأشهر الأخيرة.
وقال اللفتنانت جنرال بالجيش الامريكي توماس ميتز الذي يشرف على
برنامج البنتاجون لمكافحة الهجمات بقنابل مزروعة على جانب الطرق في
العراق وأفغانستان ان استخدام الشيعة ذخائر يعرف انها خارقة للدروع
تراجع الى 20 حادثا في الشهر مقارنة مع 80 شهريا خلال الأيام التسعين
الاخيرة.
وقال ميتز لصحفيي البنتاجون ان البيانات تشير الى ان قوة القدس
بالحرس الثوري الايراني اتخذت قرارا بتقييد استخدام المتفجرات الخارقة
للدروع من جانب الميليشيات الشيعية.
وقال "اعتقد انه يمكن استخلاص النتائج من البيانات ... وهذه هي
النتيجة التي استخلصها." واضاف "يجب ان نفترض ان شخصا ما اتخذ القرار
في الجانب الشيعي له اتصالات مع ايران... لخفضها."بحسب رويترز.
والمتفجرات الخارقة للدروع التي يمكنها اختراق الدروع الثقيلة هي
نوع من الذخيرة القاتلة بشكل خاص وتمثل خمسة في المئة من كل هجمات
القنابل التي تزرع على جوانب الطرق في العراق لكنها تشكل 35 في المئة
من الاصابات الامريكية الناجمة عن هذا النوع من القنابل.
ويوافق علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية على ان إيران قيدت
أعمالها داخل العراق وقال ان هذا يرجع الى ان طهران خلصت الى ان
الاتفاقية الامنية التي تم توقيعها في الآونة الأخيرة بين بغداد
وواشنطن لا تمثل تهديدا للأمن الايراني.
والاتفاقية التي يبدأ سريانها في اول يناير كانون الثاني تقضي
بانسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية بحلول منتصف عام 2009
ومغادرة البلاد بحلول نهاية عام 2011 .
وقال الدباغ انه يجب ان تفهم ايران انه من اجل ان تكون شريكا جيدا
يجب عليها احترام القانون الدولي ويجب الامتناع عن التدخل ليس فقط في
العراق وانما في المنطقة. ودعا الدباغ الى استئناف المحادثات بين
مسؤولين امريكيين وايرانيين في العراق.
ولم يذكر الجنرال سبب الاعتقاد بأن بيانات المتفجرات الخارقة للدروع
توحي بقرار مقصود من جانب ايران.
انخفاض كبير بعدد الاسلحة الايرانية المهرّبة للعراق
وذكرت صحيفة لوس انجلس تايمز Los Angeles Times ان جنرالات امريكيين
يقولون ان انخفاض اعداد القتلى في العراق مرتبط بانحسار الاسلحة
الايرانية، مشيرة الى ان هناك انخافضا “شديدا” في استخدام القنابل
الخارقة للدروع.
وقالت الصحيفة ان جنرالا امريكيا رفيع المستوى قال ان الانخفاض
الكبير في اعداد المتفجرات القادمة الى العراق من الجارة ايران ساعد في
تقليل الهجمات “المميتة” ضد افراد القوات المسلحة الامريكية.
وعلقت الصحيفة بالقول ان هذا الرأي العسكري يعكس الاعتقاد المتزايد
بأن ايران قللت من حجم تأثيرها في العراق ولم تعد، كما تزعم الولايات
المتحدة، تزود سلاحا يستخدم في قتل القوات الامريكية، ما يسهل الامر
للادارة القادمة التحاور مع حكومة طهران.
وكان الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما قال في اثناء حملته
الانتخابية العام الحالي انه يرغب بلقاء قادة ايرانيين، ما اثار انتقاد
المحافظين الذين يتهمون ايران بتقديم الدعم الى “ميليشيا عنيفة مناهضة”
للولايات المتحدة.
ووفقا للصحيفة، يشهد العراق الان انحسارا كبيرا في استخدام القنابل
الخارقة للدروع التي يقول عنها مسؤولون امريكيون انها تصمم او تركب في
ايران.
وقال اللفتنانت جنرال توماس ميتز في لقاء مع صحفيين، حسب ما تذكر
الصحيفة، ان في السابق كان يصل عدد الهجمات بهذا النوع من الاسلحة الى
80 هجوما شهريا، الا ان العدد انخفض الى ادنى من 12 هجوما.
ويتولى ميتز مجموعة عسكرية تهدف الى تقليل اثار قنابل الطريق التي
تستهدف القوات الامريكية.
وقال ميتز “في الشهور الثلاثة الاخيرة انخفضت اعدادها”، واضاف “احد
ما اتخذ قرارا في الجانب المرتبط بايران… ان يقلل منها”.
واشار ميتز الى ان القنابل الخارقة للدروع التي نعثر عليها الان هي
اقل تطورا وتركب في العراق، وليست مهربة من ايران.
وكشف ميتز عن ان هذه الاسلحة لم تكن تصل الى نسبة 5% من مجموع قنابل
الطريق الا انها تسببت بـ 35% من الاصابات.
وكثيرا ما اتهمت الولايات المتحدة قوة القدس في الحرس الثوري
الايراني بتزويد قنابل خارقة للدروع للميليشيات، الا ان ميتز قال ان
على اساس البيانات التي لديه فان الحرس الثوري قلل من اعداد الاسلحة
المهربة الى العراق. وذكر ميتز “انا لا اعمل في الاستخبارات، الا ان
هذا ما استنتجه”.
وتلاحظ الصحيفة ان تعليقات ميتز هذه وجدت صداها في ملاحظات الناطق
باسم الحكومة العراقية علي الدباغ الذي قال ان ايران اتخذت “موقفا اكثر
ايجابية” في الشهور الاخيرة.
رجل دين ايراني: الاتفاقية الامريكية
العراقية بها مشكلات
وفي نفس السياق قال رجل دين ايراني كبير ان اجزاء من الاتفاقية
الامنية الامريكية العراقية التي صدق عليها البرلمان في بغداد هذا
الاسبوع لا تزال تحتوي على مشكلات وان واشنطن مارست ضغوطا وتهديدات
لاقرارها.
لكن رجل الدين اية الله احمد جنتي الذي يرأس منظمة رقابة دستورية
قوية في الجمهورية الاسلامية بدا مرحبا باحتواء الاتفاقية على جدول
زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق. بحسب رويترز.
وتضع الاتفاقية التي ربطها البرلمان بتعهدات باجراء سلسلة من
الاصلاحات السياسية واستفتاء عام في 2009 نهاية للوجود العسكري
الامريكي الذي بدأ بغزو قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي اطاح بـ
صدام حسين.
وقال جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور للمصلين خلال خطبة الجمعة في
طهران والتي بثتها الاذاعة الرسمية " تم التصديق على هذه الاتفاقية رغم...المشكلات
التي تنطوي عليها. هذا التصديق لم يتم بصورة طبيعية."
واعتبر ان التوقيع على الاتفاقية اشبه "بشخص يقف على رأسك حاملا
سيفا" وقال ان واشنطن هددت بصورة غير مباشرة بالاطاحة بالحكومة
العراقية ما لم يتم التصديق على الاتفاقية.
وتحل الاتفاقية محل تفويض من الامم المتحدة يوشك على الانتهاء وتمنح
للعراق السلطة على نحو 150 الف جندي أمريكي في البلاد سيتحتم عليهم
الانسحاب من البلدات بحلول منتصف عام 2009 وتحملهم المسؤولية القانونية
عن بعض الجرائم التي ترتكب خارج نوبات الخدمة. وينظر العراق الى
الاتفاق على موعد للانسحاب بانه حصول على تنازل رئيسي بعد عدة شهور من
المحادثات المضنية مع واشنطن التي كانت عازفة في البداية عن تحديد جدول
زمني للانسحاب.
وقال جنتي ان هذا التعديل يجب ان يكون "محل ثناء" لكنه اضاف ان
القوات الامريكية ستظل تتمتع بحصانة قانونية. وقال ايضا ان السلطات
العراقية لن تكون قادرة على فحص الشحنات الامريكية.
لاريجاني: تحرك الامريكان بحرية داخل العراق
أهم ثغرات الاتفاقية
وقال رئيس مجلس الشوري الاسلامي الايرني علي لاريجاني إن تحرك
القوات الامريكية وادخال واخراج معداتها في العراق أهم ثغرات الاتفاقية
الامنية بين بغداد وواشنطن.
ونقلت وكالة ايرنا عن لاريجاني قوله ان “الامريكيين بامكانهم في حال
المصادقة علي الاتفاقية الامنية ادخال او اخراج معداتها الى العراق
بحرية، الامر الذي يسبب المشاكل للشعب العراقي والمنطقة باكملها”.
وصرح رئيس مجلس الشوري الاسلامي ان “الامريكيين يتعاملون مع العراق
كبلد تحت الاحتلال مما يعد ظلما مضاعفا للحكومة والشعب العراقي”.
وبين ان “الامريكيين وعدوا باخراج العراق من الفصل السابع لميثاق
الامم المتحدة؛ الا انه لم يتم تحديد هذا الموضوع في الاتفاقية الامنية”.
والفصل السابع هو الفصل الخاص بالعقوبات الواجبة الأداء في الحال
وليس في الاستقبال من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على استخدام جميع
الوسائل لتنفيذها بما فيها القوة العسكرية ضد الدولة التي تهدد السلم
العالمي والذي وقع العراق تحت طائلته بعد حرب الخليج الثانية التي احتل
فيها الكويت.
القبض على مقاتلين تدعمهم ايران في العراق
وقال الجيش الأمريكي في العراق انه قبض على اربعة يشتبه في انهم
أعضاء في شبكة مقاتلين مدعومين من إيران.
وقال الجيش في بيان إن الاربعة ينتمون لجماعة مقاتلة يطلق عليها
كتائب حزب الله. وأضاف الجيش "اظهرت تقييمات ان كتائب حزب الله تعمل
بالوكالة عن إيران. ويعتقد ان أعضائها مسؤولون عن هجمات وقعت في الفترة
الاخيرة ضد مدنيين عراقيين وجنود من قوات التحالف."بحسب رويترز.
وتابع الجيش أن القوات الامريكية قبضت على "33 من العناصر الاجرامية
المدعومة في إيران" في الشهر الماضي.
وفي الشهر الماضي ايضاً أطلقت القوات الامريكية سراح مسؤول انشاءات
إيراني قبض عليه في بغداد للاشتباه في انتمائه إلى الحرس الثوري
الإيراني وقيامه بتهريب سلاح لميليشيات في العراق.
وقال مسؤول بالسفارة الإيرانية إن القوات التي نفذت الاعتقال اشتبهت
في عبوة ملح كان يحملها في حقيبته اعتقدت انها كوكايين.
الجيش الامريكي: اعتقال مسؤول رفيع من قوة
القدس
وأعلن الجيش الأمريكي عن توقيف مسؤول بارز من "قوة القدس" التابعة
للحرس الثوري الإيراني في مطار بغداد، بتهمة تسهيل دخول شحنات أسلحة
إيرانية إلى داخل العراق.
وقال الجيش إن الأسلحة تم تهريبها كشحنات مواد بناء تحت غطاء منظمة
معنية بتعمير المواقع الدينية.وأورد أن المسؤول أوقف أثناء محاولته
مغادرة العراق، حيث كان يحمل كميات، لم تحدد، من الكوكايين.
وتتهم الحكومة الأمريكية "قوة القدس" بتدريب المليشيات العراقية
وتزويدها بالأسلحة، كالقنابل الخارقة للدروع، التي أوقعت أعداداً كبيرة
من القتلى بين صفوف الجيش الأمريكي هناك.ولم يصدر أي تعليق فوري من
المسؤولين في طهران بشأن تقرير توقيف المسؤول الإيراني.ودأبت إيران على
نفي الاتهامات الأمريكية وتورطها في تأجيج العنف في العراق.
ومنذ مارس/آذار الماضي، نفذت الحكومة العراقية، التي يهيمن عليها
الشيعة عدداً من العمليات العسكرية في مناطق شيعية، منها البصرة ومدينة
الصدر في بغداد، وواجهت المليشيات الشيعية التي يعتقد بأن لها ارتباطات
بإيران.
الصادرات الايرانية الى العراق تجاوزت ملياري
دولار العام الجاري
من جهة ثانية ذكر رئيس غرفة التجارة الإيرانية العراقية، أن نسبة
صادرات البضائع الإيرانية الى العراق خلال العام الجاري وصلت الى أكثر
من ملياري دولار، فيما تستعد الشركات الإيرانية لإقامة معرض تجاري في
مدينة السليمانية.
وقال حسن تيز مغز الذي يزور العراق حاليا ضمن وفد تجاري يرأسه
المستشار الاقتصادي والتجاري للرئيس الإيراني، لـ اصوات العراق إن
ايران “لها دور كبير في إنجاح الأعمال التجارية والتنمية الاقتصادية
بين العراق وايران، حيث بلغت صادراتنا الى العراق خلال العام الجاري
اكثر من ملياري دولار منها مليار و200 الف دولار صدرت إلى اقليم
كردستان”.
وأضاف مغز أن “ايران تمكنت في العام الماضي من تصدير بضائع الى
اقليم كردستان تبلغ قيمتها نحو مليار دولار، فيما كانت صادرات 2007 الى
جميع العراق قد وصلت الى مليارين و800 الف دولار امريكي”. |