اوباما هل يكون مثالاً يحتذي به الشبّان السود؟

شعور بالفزع بعد عرض للمراهنة على اغتيال أوباما

 

شبكة النبأ: من شأن انتخاب أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة ان يبعث برسالة قوية للشبان الأمريكيين السود.. اذا كان اوباما قد حقق نجاحاً باهراً بكل المقاييس فبأمكانك أنت أيضا.

ولكن بعض الامريكيين من أصل افريقي في الأحياء الفقيرة في اتلانتا يقولون ان اوباما يعد مثلا أعلى ولكن حياته تبدو مختلفة كثيرا عن معاناتهم لدرجة يبدو معها من الصعب تصور الاستفادة منها لتحفيزهم على النجاح.

ويقول اخرون ان حتى مثل هذا الحدث الجلل -أي انتخاب اوباما- لن يجعل من السهل عليهم اكتساب ثقة بالذات للمضي قدما.

يقول ليبرون كوك (22 عاما) الذي سجل اسمه لأول مرة في كشوف الناخبين ليمنح صوته لاوباما في الانتخابات التي جرت في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني "اذا كان اوباما قد نجح في تولي منصب الرئيس فلا يمكن التحجج بان امريكا عنصرية لانه اثبت ان بوسعك ان تفعل شيئا."

وقال انه يريد ان يكون موسيقيا ناجحا وابدى اعجابه بمغني الراب جاى -زد الذي حقق نجاحا ايضا في مجال الاعمال. وكعمل بديل يقول كوك انه يرغب ان يكون صيدليا. بحسب رويترز.

غير ان احلامه تبدو صعبة المنال اذ لم يكمل دراسته وعاش مشردا عدة اشهر وعمل بسلسلة من الوظائف يصفها بانها بلا مستقبل ومنخفضة الاجر.

ودخل والده وافرد اخرون من اسرته السجن أكثر من مرة بينما يقيم هو في منزل احد اقاربه بضاحية بنكهيد في اتلانتا حيث يبيع شبان اخرون المخدرات لكسب قوتهم على حد قوله. وقال "المخدرات في كل مكان" مضيفا انه يعيش بعشرين دولار في الأسبوع.

وتعطي قصة كوك امثلة للعقبات التي تواجه العديد من الشبان الامريكيين من اصل افريقي المقيمين في الاحياء الفقيرة من حالة تردي أحوال المدارس والتفكك الاسري في اغلب الاحوال والمخدرات والعنف مما يعوق نجاحهم.

وجاء في دراسة نشرتها جريدة رابطة علماء الاجتماع الامريكية في عام 2006 ان اكثر من عشرين بالمئة من جميع الرجال السود الذين ولدوا بين عامي 1965 و1969 دخلو السجن قبل بلوغهم اوائل الثلاثينات من العمر.

وترتفع هذه النسبة بين الشبان السود الذين لم يلتحقوا بالجامعة. وبالمقارنة فان نسبة من دخل السجن من الرجال البيض من مواليد نفس الفترة تقل عن ثلاثة بالمئة.

ويقول المنتج السينمائي بايرون هيرت "الوسيلة الوحيدة لاحداث اوباما تغييرا كبيرا ان يعالج امورا مثل الفقر والبطالة وتلك العوامل الشائعة الى حد كبير التي تؤثر على الاطفال والرجال السود."

وأحدث أفلام هيرت هو (باراك وكيرتيس) وهو فيلم وثائقي مدته عشر دقائق اذيع على الانترنت ويقارن بين صورة اوباما وصورة كيرتيس جاكسون مغني الراب الذي اشتهر باسم (فيفتي سنت).

ويدفع الفيلم بأن صورة اوباما رب الاسرة المتعلم تتناقض تماما مع صورة فيفتي سنت الذي قدم البوم (المذبحة) وساهم في شهرته اصابته بتسع رصاصات في حادث له علاقات بالعصابات.

وقال هيرت في مقابلة ان انتخاب اوباما ليس بالعلاج الشافي للسود ولكن لا يمكن التهوين من اهمية المثال الذي يقدمه.

واضاف "الدفعة التي اعطاها للسود رمزية اكثر من اي شيء اخر ولكن لا أريد التهوين من الرمز والصورة. حين ارى صور اوباما وهو يضع قبعة بيسبول ويقوم بتوصيل ابنتيه للمدرسة... انها صورة مؤثرة."

ويقول عدد كبير من الامريكيين السود ان نتيجة الانتخابات غيرت كثيرا من معتقدات متأصلة بعمق عن النظرة الامريكية للاقلية السوداء التي تمثل 13 في المئة من السكان وان استيعاب اثر ذلك سيستغرق وقتا.

وتقول كارلا ستوكس مؤسسة منظمة تعمل مع المراهقات من السود ان احد النتائج الفورية ربما تكون ان يصبح التعليم بديلا أكثر عملية للشبان الامريكيين من أصل افريقي.

وتضيف ستوكس رئيسة منظمة مساعدة المراهقات التي لا تسعى للربح ان اوباما "فتح الباب امام الشبان الامريكيين للاعتقاد بان بالامكان ان يصبحوا شيئا أكثر من مجرد العمل كموسيقيين او كرياضيين."

ازدياد جرائم الكراهية بعد انتخاب اوباما

يقول محللون ومنظمات مراقبة لجرائم الكراهية ان عدد الحوادث التي ترتدي طابعا عنصريا ازداد في الولايات المتحدة منذ انتخاب باراك اوباما اول رئيس اسود للولايات المتحدة.

ففي ولاية بنسلفانيا عثر زوجان احدهما اسود والاخر ابيض على صليب محروق في حديقة منزلهما. بحسب فرانس برس.

وفي كاليفورنيا شهدت احدى المدن تخريبا لسيارات وكراجات رسم عليها الصليب المعقوف رمز النازية وعبارات وشعارات عنصرية مثل "عودوا الى افريقيا".

اما في ولاية مين فقد علقت دمى سوداء على مشانق وهتف طلاب في ايداهو في حافلات مدرسية "اغتالوا اوباما".

ويقول مارك بوتوك مدير مركز "سذرن بوفرتي لو" ومقره الاباما ان الاسابيع الاخيرة من الحملة الانتخابية الرئاسية الاميركية وما اعقبها شهدت "مئات ومئات" من حوادث تتعلق بالكراهية.

وصرح لوكالة فرانس برس "منذ الاسابيع الاخيرة في الحملة الانتخابية شهدنا اعمالا انتقامية حقيقية وكبيرة قام بها البيض واعتقد ان الامور تزداد سوءا".

وقال بوتوك ان احداث العنف بدأت في التجمعات الانتخابية التي عقدتها سارة بايلن مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس حيث انطلقت صيحات "اقتلوه" من الحشود.

واضاف "لكننا اصبحنا نرى الان كافة مظاهر الكراهية من حرق الصلبان الى تهديدات القتل الى شنق دمى تمثل اوباما الى الحوادث العنصرية البشعة في ساحات المدارس في انحاء البلاد". واكد "لا استطيع ان احصر الاعداد لكنني استطيع ان اقول بوضوح ان مئات ومئات من هذه الحوادث وقعت".

واوضح بريان ليفين البروفيسور في "مركز دراسة الكراهية والتطرف" في جامعة ولاية كاليفورنيا انه يبدو ان الارتفاع في جرائم الكراهية هو جزء من ظاهرة ستمتد الى فترة طويلة.

شعور بالفزع بعد طلب متجر المراهنة على اغتيال اوباما

تفجر الغضب في بلدة بولاية مين الامريكية بعد أن علق متجر لافتة تطلب من الزبائن المراهنة على اغتيال الرئيس المنتخب باراك اوباما.

وقالت السلطات المحلية ان مجلس بلدية ستانديش أدان اللافتة في تصويت بالاجماع يوم الخميس وأعلن انها تستوجب الشجب في اجتماع دافع فيه بعض السكان عن صاحب المتجر قائلين ان له الحق في حرية التعبير حتى اذا كان بطريقة تنم عن ذوق سيء.

وقال القرار الذي نشر في موقع البلدية على الانترنت "بلدة ستانديش تدين بأقوى العبارات أي نشاط مزعوم مثل هذا يدعو الي العنف ضد أي شخص أيا كان منصبه أو جنسه أو عرقيته". بحسب رويترز.

وطلبت اللافتة في متجر (اوك هيل جنرال ستور) من الزبائن وضع رهان قدره دولار واحد على موعد اغتيال اوباما وكتب عليها "فلنأمل ان يفوز شخص ما" وفقا لما ذكرته صحيفة بورتلاند برس هيرالد.

وما زال المتجر في البلدة التي يبلغ عدد سكانها 9285 نسمة في جنوب شرق مين مغلقا منذ ان ظهرت التقارير عن اللافتة في وسائل الاعلام يوم الاحد.

وقالت ماري تشابمان وهي موظفة بمجلس البلدية ان أكثر من 80 شخصا حضروا الاجتماع بمن فيهم البعض الذين دافعوا على صاحب المتجر.

وقالت جماعات تراقب جرائم الكراهية ان الفوز التاريخي لاوباما في الانتخابات ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة اثار حوادث عنصرية في انحاء البلاد.

ومين بين الولايات التي فاز فيها اوباما عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي على منافسه الجمهوري السناتور جون مكين في انتخابات الرئاسة في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/كانون الثاني/2008 - 9/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م