بريطانيا والمسلمون: بريطانيا مرتع للجهاديين الدوليين

عِدّة آلاف من الإرهابيين ناشطون في المملكة المتحدة

 

شبكة النبأ: كشفت تقارير أمنية حديثة عن ان الحرية التي يتمتع بها مسلمو بريطانيا قد جعلت منهم يُظهرون تطرفهم وتشددهم في مختلف المناسبات، الامر الذي حوَّلَهم الى مرتع للجهاديين الدوليين الذين تسعى وزارة الداخلية البريطانية لإصدار اوامر بمنع دخولهم لبريطانيا خشيةً من تكرار سيناريوهات عنف دموية كالتي حصلت في مومباي مؤخراً. حيث تفيد التقارير بوجود عدة آلاف من الاسلاميين المتطرفين حالياً في البلاد.

فقد كشف تقرير استخباراتي حديث عن وجود "عدة آلاف" من العناصر المتشددة النشطة في المملكة المتحدة التي تعد من الأهداف  البارزة للإرهاب الدولي.

وشارك في إعداد التقرير السري تحت عنوان "الإرهاب الدولي" الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، وMI5 (الاستخبارات الداخلية) والقسم الخاص، وفق صحيفة التلغراف البريطانية.

وجاء في التقرير أن المملكة المتحدة: "ستظل، وعلى المدى المنظور، في سلم أولويات أهداف الإرهابيين الدوليين المنحازين لتنظيم القاعدة.. وتواجه تهديد من مواطنيها البريطانيين، منهم معتنقو الإسلام، وإرهابيون أجانب مقيمون بالبلاد، إلى جانب إرهابيين يخططون لضربات من خارج البلاد."

ويورد التقرير أن تهديدات "المجتمع المتشدد" في المملكة المتحدة "متنوعة وواسعة الانتشار" إلا أنه يشير في ذات الوقت إلى "صعوبة تقدير" أعداد الإرهابيين في بريطانيا، وفق الصحيفة.

ويقدر "مركز تحليل الإرهاب المشترك" التابع لـMI5، وجود "عدة آلاف من المتشددين" داخل المملكة المتحدة، من الملتزمين بدعم الأنشطة الجهادية داخل أو خارج البلاد.

وكان رئيس جهاز الاستخبارات القومية، جونثان إيفانز، قد أشار العام الماضي إلى تحديد الوكالة لقرابة ألفي فرد ممن يمثلون تهديداً على الأمن القومي والسلامة العامة.

وتشير إحصائية وزارة الداخلية البريطانية إلى اعتقال 1200 مشتبهاً بالإرهاب منذ عام 2001، تم توجيه الاتهام إلى 140 منهم، وإدانة أكثر من 45 بتهم تتصل بالإرهاب.

وقدرت الوزارة وجود نحو 200 شبكة إرهابية عاملة ببريطانيا في يومنا هذا، متورطة في 30 مخططاً إرهابياً على الأقل، بحسب التقرير.

وحدد التقرير الاستخباراتي تلك الفئات الإرهابية بأن معظمهم "من المواطنين البريطانيين من أصول آسيوية، تحديداً من باكستان، بالإضافة إلى آخرين من شمال وشرق أفريقيا، والعراق والشرق الأوسط، بجانب فئة من معتنقي الإسلام حديثاً."ويذكر التقرير أن غالبية تلك الفئة المتشددة من الرجال، تتراوح أعمارهم بين سن 18 إلى 30 عاماً. وتقدر أعداد المسلمين في بريطانيا بقرابة 1.5 مليون مسلم، مليون منهم يقيمون في لندن.

الاندبندنت: مسلمو بريطانيا مرتع للجهاديين الدوليين

وواصلت الصحف البريطانية انشغالها التام بالاحداث الدموية في مدينة مومباي الهندية، وما آلت اليه من خسائر بشرية وتداعيات درامية متسارعة قبل ان يسدل الستار عن فصل فريد من ازمات المواجهات المسلحة التي مرت بها الهند في السنوات الاخيرة.

فقد خرجت الصحف بتغطيات موسعة من كافة الجوانب لهذه الاحداث، والحقتها بتحليلات ومقالات ترصد الظاهرة.

ومنها صحيفة الاندبندنت، التي كتبت فيها (كين سينجوبتا) موضوعاً تحت عنوان: المسلمون البريطانيون صاروا مرتعا "للجهاد" على مستوى العالم.

وتقول كاتبة المقال ان نحو اربعة آلاف مسلم بريطاني تخرجوا من معسكرات التدريب الارهابية في افغانستان وباكستان، حسب تقديرات وكالات الامن والاستخبارات، وهو ما يجعل منهم مصدرا مهما من مصادر رفد حركة "الجهاد" الاسلامية على مستوى العالم بالرجال.

الى جانب الدعم البشري لتلك الجماعات، هناك دعم مالي يأتيها من تبرعات خيرية تجمع لهم من اوساط المسلمين في بريطانيا.

وتشير الكاتبة الى ان بعضهم انضم الى جماعة "عسكر طيبة"، المتهم الابرز في تنفيذ هجمات مومباي الاخيرة، وهي جماعة تقاتل القوات الهندية في كشمير.

الى جانب آخرين من خلفيات باكستانية انضموا الى تنظيم طالبان وجماعات اخرى تقاتل القوات البريطانية وقوات حلف الاطلسي الاخرى في افغانستان، حسب قولها.

وتنقل الكاتبة عن اللواء ايد بوتلر القائد السابق للقوات البريطانية في ولاية هلمند الافغانية قوله ان القوات البريطانية واجهت مسلمين بريطانيين في جنوب البلاد، وهو يحملون جوازات سفر بريطانية وعاشوا في بريطانيا.

وتقول انه عثر عليهم في اماكن مثل قندهار، وهو امر قد لا يعرف عنه الشعب البريطاني الشيء الكثير. وتعتقد الكاتبة انه الى جانب الدعم البشري لتلك الجماعات، هناك دعم مالي يأتيها من تبرعات خيرية تجمع لهم من اوساط المسلمين في بريطانيا.

بل قيل ان بعض الاموال التي جمعت لصالح متضرري زلزال وقع قبل ثلاثة اعوام حولت لصالح جماعات مسلحة.

وتقول الكاتبة ان الحكومة الانتقالية في الصومال تتهم بريطانيا بوصفها المصدر الرئيسي للمال والرجال بالنسبة لاتحاد المحاكم الاسلامية.

وتضيف ان صحيفة الاندبندنت كشفت عقب اخراج اتحاد المحاكم من العاصمة مقديشو وجود العديد من الصوماليين ممن يحملون جوازات سفر غربية وقد عادوا الى بلادهم للقتال الى جانب اتحاد المحاكم، بعد سنوات من العيش في الاغتراب.

اجراءات مشددة لمنع المتطرفين من دخول بريطانيا

ومن المقرر ان تعلن وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث قريبا عن اجراءات مشددة لمنع دخول المتطرفين من دخول الاراضي البريطانية.

وترمي هذه الاجراءات الى منع من يطلق عليهم دعاة الكراهية من اثارة التوتر، كما ستقضي باعلان اسماء المتطرفين في بعض الحالات.

وتمنع السلطات البريطانية 230 شخصا منذ عام 2005 من دخول الاراضي البريطانية، فيما لم يعلن عن هوياتهم الا في الحالات التي احتجوا فيها علنا على قرار استبعادهم.

ويقول مراسل بي بي سي نك رفينسكروفت ان هؤلاء الذين طبق عليهم قرار الحظر يتضمنون النازيين الجدد، ومنكري وقوع الهولوكوست، والمتشددين الدينيين.

وكان رجل الدين الاسلامي عمر بكري محمد قد منع من دخول بريطانيا في اعقاب التفجيرات التي شهدتها لندن في يوليو/ تموز عام 2005. بحسب بي بي سي.

واستخدم وزير الداخلية البريطاني الاسبق تشارلز كلارك صلاحياته في منع بكري من العودة مجددا الى بريطانيا لان وجوده على اراضيها "يتنافى مع المصلحة العامة للبلاد".

وذكر مسؤول في وزارة الداخلية لصحيفة صنداي ميرور ان " هذه الاجراءات تهدف الى منع اي شخص يثير التوترات في بريطانيا من دخول اراضيها".

وقال " نحن لم نسمهم في السابق لكن الان عندما يخدم ذلك الصالح العام، فسنفعل". واضاف " انهم ايضا سيضعون على قوائم مراقبة دولية ستعرف منها الدول الاخرى انهم ممنوعون واسباب ذلك المنع".

وذكر المسؤول البريطاني ان " الدخول الى بريطانيا هو امتياز ونحن لا نرغب ان تسيء الناس ذلك الامتياز باثارة التوترات".

يذكر ان بكري كان قد حصل منذ الثمانينات على لجوء سياسي واقامة دائمة في بريطانيا، لكن وزير الداخلية السابق قرر الغاء هذه الاقامة.

وجاء هذا التدبير جزءا من الحملة الصارمة التي بدأتها الحكومة البريطانية ضد رجال دين اسلاميين يخشى من ان يحرضوا مهاجمين على تنفيذ تفجيرات على غرار ما حصل في لندن 2005.

جمعية اسلامية تشتري حانة لتحويلها الى مسجد

من جهة ثانية اشترت جمعية اسلامية حانة قديمة في جنوب شرق انكلترا بهدف تحويلها الى مسجد ومركز ثقافي وفق ما علم لدى الجمعية.

وكان تم اغلاق حانة "سكيني دوغ" في اليسبيري في مقاطعة باكينغهامشير (جنوب شرق) قبل عدة اشهر بعد ان شبَّ فيها حريق متعمد.

وقد اشترتها جمعية "توحيد الاسلام" الخيرية "بنحو 600 الف جنيه استرليني (760 الف يورو)" حسبما افاد احد اعضاء الجمعية طالبا عدم كشف هويته.

واضاف المصدر لوكالة فرانس برس ان الجمعية تنوي بناء مسجد ومركز ثقافي "غير ان شيئا لم يتقرر نهائيا بعد" مشيرا الى ان الجمعية تنتظر موافقة السلطات المحلية.

وقال ردا على سؤال حول ما اذا كان ماضي المكان يمكن ان يثير قلق المصلين "لا اعتقد ان الامر يشكل مشكلة (..) انها ملكية جيدة بحجم جيد ومساحات لركن السيارات ولاقامة مكان العاب للاطفال".

ولا يوجد في اليسبيري حاليا الا مسجد واحد لنحو سبعة آلاف مسلم في المدينة. وذكرت الجمعية على موقعها على الانترنت ان "عدد المسلمين زاد بانتظام في السنوات الاخيرة ونأمل بفضل الله ان نلبي حاجات هذه المجموعة".

واعلنت الجمعية عملية الشراء مرفقة بالصور غير انها لم تشر الى ان العقار كان حانة. ويمكن للمسجد الجديد ان يستقبل الف مصل بحسب الجمعية.

من جهة اخرى تبذل جهود لمنع اغلاق حانة "سوان" في كلابتون في جنوب شرق لندن. ويدرس اصحاب الحانة بيعها لمنظمة يهودية محلية "ستامفورد هيل بوبوف جويش" التي تنوي تحويل الحانة الى معبد يهودي بحسب الساعين لمنع اغلاق الحانة.

وذكرت الجمعية البريطانية للحانات والجعة ان بريطانيا تشهد يوميا إغلاق خمس حانات. ويوجد في المملكة المتحدة حاليا 57 الف حانة مقابل 69 الفا في 1980.

إحتجاج على إمامة امرأة

ونُظِّمت وقفة احتجاجية أمام مسجد بأوكسفورد غير بعيد عن العاصمة البريطانية لندن أمَّت فيه (سيدة) الرجال والنساء لصلاة الجمعة.

وأمَّتْ أمينة ودود -الكاتبة والأستاذة بمعهد للدراسات الدينية بجامعة بيركلي في كاليفورنيا- بضعة عشر شخصاً من الرجال والنساء بقاعة المحاضرات في أوكسفورد قبل، ألقاء محاضرة في الجامعة عن الإسلام والمرأة.

ويرى المحتجون أن إمامة المرأة للصلاة بالرجال والنساء محظورة في الشريعة الإسلامية. ورد تاج هارجي رئيس مركز التربية الإسلامية لأوكسفورد - وهي الهيئة التي استدعت ودود- بالقول: "نحن نؤمن أن المرأة مساوية للرجل في الإسلام."

وقالت ودود من جهتها بعد أداء الصلاة: "إن الصلاة تقيم علاقة بين العبد وربه، لكنها تعرضت للتسييس من قبل أولئك الذين يعتبرونها محركاً للسلطة، وإنه لمن المهم أن تأخذ المرأة المسلمة في بريطانيا زمام المبادرة وأن تؤم الرجال للصلاة." وناشد زعماء الطائفة المسلمة في بريطانيا عدم التظاهر علناً، معتبرين أن ذلك سيمنح ودود مزيداً من الشهرة.

وقال مختار بدري نائب رئيس الجمعية الإسلامية لبريطانيا: " أعتقد أن إقامة الصلاة سواء في الإسلام أو في غيره من الديانات الأخرى ينبغي أن تكون وفقاً للفريضة الإلهية. وحسب علمي لا تؤم المرأة الصلاة إستنادا إلى النصوص الشرعية، في جميع مساجدنا، في كل القارات."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/كانون الثاني/2008 - 7/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م