الأزمة المالية العالمية تطال السيارات وصنّاعها

 

شبكة النبأ: يبدو ان الازمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة لم تبق ولم تذر، فها نحن اليوم نرى ان شركات السيارات المصنعة في أمريكا تعاني وبشكل كبير من نقص حاد في ميزانيتها وسيولتها، مما يهدد كبريات الشركات المصنعة في أمريكا أمثال فورد، بالافلاس، وبالتالي يعود صدى هذا الموقف سلبا على الشارع الامريكي، لما سيتم من إقالة عدد كبير من الأيد العاملة في هذا القطاع، ورغم توفر الكونجرس على مشروع دعم مالي فدرالي لهذه الشركات إلا ان الازمة لم تفرج بعد، ومن المحتمل ان بعض هذه الشركات ستعلن حتما عن إفلاسها قبل دخول أوباما البيت الابيض، وهذا الاخير كان قد وعد خيرا في حل مشكلة شركات السيارات.

(شبكة النبأ) في سياق تقريرها التالي تسلط الضوء على المشاكل العالقة في أزمة السيارات العالمية عموما والامريكية خصوصا، مع عرض لبعض الافكار التي من المحتمل ان تخرج هذه الشركات من الازمة:

واشنطن تقر مساعدات اضافية لقطاع السيارات

اعلن قادة الكونغرس الاميركي تأييدهم بتقديم مساعدات اضافية لصناعة السيارات الاميركية في اعقاب لقاء في الكابيتول بواشنطن مع مسؤولي ثلاث اكبر شركات هي فورد وجنرال موتورز وكرايزلر.

وذكرت الصحافة الاميركية ان الديموقراطيين ينوون في اطار خطة ثانية للانعاش الاقتصادي زيادة 25 الى 50 مليار دولار قيمة القروض بفوائد متدنية التي يمكن ان تقدم لمساعدة صناعة السيارات في الولايات المتحدة على تحديث منشآتها. بحسب فرانس برس.

وفي بيان اكدت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي ان: من المهم جدا الحفاظ في هذا البلد على مصانع وتكنولوجيا قطاع السيارات.

واضافت ان: القيادة الديموقراطية ناقشت اليوم وسائل حماية الاف العمال والمتقاعدين والحفاظ على مصالح دافعي الضرائب واستخدام التكنولوجيا القادرة على تحويل فرص العمل في هذا القطاع فرص عمل خضراء للاجيال المقبلة.

وقد استقبلت بيلوسي مع رئيس لجنة الطاقة والتجارة جون دينغل مسؤولي الشركات الثلاث ورئيس كبرى نقابات هذا القطاع. وكانت بيلوسي اعربت لوول ستريت جورنال عن استعدادها لتقديم مساعدات اضافية لقطاع السيارات ابتداء من الشهر المقبل.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال غريغ مارتن المتحدث باسم جنرال موتورز: يمكن ان تتوقف كل المصانع في هذه المرحلة اذا لم تحصل الشركات على المساعدة الضرورية لمواجهة هذه المرحلة الصعبة.

وقد صوت الكونغرس في ايلول/سبتمبر على منح صناعة السيارات قروضا تبلغ قيمتها 25 مليار دولار لكن الشركات لم تتسلم بعد فعليا هذه المساعدات.

وتواجه صناعة السيارات في الولايات المتحدة صعوبات خطرة منذ بداية السنة وقد تفاقمت مع ارتفاع اسعار النفط خلال الصيف. وتراجعت مبيعات جنرال موتورز 45% في الولايات المتحدة اذ باعت 170 الفا و585 سيارة جديدة في تشرين الاول/اكتوبر الذي وصفته بأنه أسوأ شهر على صعيد المبيعات منذ الحرب العالمية الثانية.

مساعدة صناعة السيارات ضمن أولويات أوباما القصوى

وقال الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما ان مساعدة صناعة السيارات الامريكية التي تمر بأزمة تحظى بأولوية مرتفعة لدى فريقه الانتقالي.

وحث أوباما في أول مؤتمر صحفي رسمي له منذ فوزه الانتخابي إدارة جورج بوش على بذل كل ما بوسعها للتعجيل بصرف قروض تكنولوجيا متقدمة قيمتها 25 مليار دولار لصالح الصناعة. بحسب رويترز.

وأضاف، جعلتها أولوية مرتفعة لفريقي الانتقالي أن يعمل على اعداد خيارات اضافية للسياسة من أجل مساعدة صناعة السيارات على التصحيح واجتياز الازمة المالية والنجاح في انتاج سيارات موفرة في استهلاك الوقود هنا في الولايات المتحدة.

وتسعى جنرال موتورز وفورد موتور وكرايسلر الى الحصول على قروض انقاذ اتحادية مع انهيار المبيعات في خضم الازمة الاقتصادية العالمية.

مطالبة اوباما بمساعدة قطاع السيارات يقابل بالرفض

ورفض البيت الابيض تأكيد ما تردد من معلومات بان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما حث الرئيس جورج بوش على تقديم مساعدة فورية لشركات صناعة السيارات الاميركية التي تواجه صعوبات كبيرة.

واشار المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو من جديد الى خصوصية المباحثات التي اجراها بوش واوباما والتي كانت الاولى منذ فوز اوباما في الانتخابات في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

واوضح فراتو ان ادارة بوش منفتحة بشروط على فكرة ان يصدر الكونغرس المنتهية ولايتة قانونا لتسريع منح شركات السيارات مبلغ ال25 مليار دولار من المساعدات التي اقرها الكونغرس مؤخرا.

وقال ان: الكونغرس اقر خطة اقراض وضعت خصيصا لمساعدة قطاع صناعة السيارات. واذا كان الكونغرس ينوي بحث اصدار قانون لتسريع دفع هذه المبالغ التي رصدها له بالفعل فاننا سنستمع لافكاره شرط ان تصل الاموال الى شركات قابلة للاستمرار وان يكون دافع الضرائب محميا بشكل جيد.

وكانت شركات السيارات تلقت في ايلول/سبتمبر الماضي مساعدة من البرلمان على شكل 25 مليار دولار من القروض لمساعدتها على اعادة توجيه انتاجها نحو نماذج اقل استهلاكا للوقود.

الا ان صرف هذا المبلغ تاخر في انتظار وضع الاجراء التنظيمي المصاحب للقانون. في الوقت نفسه اعترفت اول مجموعة اميركية لصناعة السيارات مؤخرا بانها على وشك الافلاس وطلب المساعدة الفدرالية.

ولتسريع الحركة يطالب الديموقراطيون بان يستفيد قطاع السيارات من خطة انقاذ بمبلغ 700 مليار دولار وضعت مؤخرا.

واذا اسرعت الدولة الفدرالية بمساعدة قطاع صناعة السيارات فانها تخاطر بذلك بفتح الباب امام طلبات مؤسسات اخرى في قطاع الانتاج. كما تبدي الادارة قلقها من ان تذهب هذه الاموال سدى.

واكد اوباما الجمعة قلقه على قطاع صناعة السيارات الاميركية الذي يعتبره العمود الفقري للصناعة الوطنية ووعد باتخاذ اجراءات.

وخلال مباحثاته مع بوش في البيت الابيض حث الرئيس المنتخب الرئيس الحالي على تقديم المساعدة الفدرالية وفقا للصحف.

ويبدو ان بوش رد بانه قد يدعم مثل هذه المساعدة وخطة جديدة لانعاش الاقتصاد عامة اذا ما سمح الديموقراطيون في النهاية بالتصديق على اتفاقية التبادل الحر مع كولومبيا التي تفاوضت عليها حكومته والتي تعني لها الكثير.

اما بالنسبة لخطة انعاش اقتصادي جديدة فقد توقع في الوضع الحالي للامور ان لا يكون لما اقترحه الديموقراطيون تاثير على المدى القصير في تحفيز الاقتصاد.

خسائر هائلة لشركة فورد للسيارات

اعلنت شركة فورد انها خسرت 129 مليون دولار في الربع الثالث من العام المالي مؤكدة انها ستستغني عن 10% من الوظائف مشيرة في الوقت نفسه الى ان هذه الخسائر هي افضل مما كانت توقعت. بحسب فرانس برس.

وكانت الشركة خسرت 380 مليون دولار في الفصل نفسه من العام الماضي. وتمثل هذه خسارة ستة سنتات للسهم مقارنة مع خسارة 93 سنتا للسهم العام الماضي.

وقالت الشركة التي شهدت خسائر تجاوزت 30% في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر في الولايات المتحدة ان خفض عدد الوظائف يهدف الى زيادة انتاج السيارات التي تستخدم كمية اقل من البنزين وخفض انتاج الاليات الكبيرة.

جنرال موتورز تستغيث طلباً للمساعدة قبل تسلم مهام اوباما

حذر رئيس مجلس الادارة والمدير العام لمجموعة جنرال موتورز الاميركية لصناعة السيارات ريك واغونر من ان المجموعة التي تشرف على الافلاس بحاجة الى مساعدة السلطات الفدرالية قبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما مهامه في كانون الثاني/يناير.

وقال واغونر لصحيفة اوتوموتيف نيوز المتخصصة: انها مسالة ينبغي معالجتها بصورة عاجلة. بحسب فرانس برس.

وتقترح المجموعة التي تدهور سعر سهمها في البورصة بنسبة 22% على الحكومة الاميركية امتلاك اسهم تفضيلية وتسريع خروج السيارات الاقل تلويثا وتقليص مخصصات المسؤولين الكبار مقابل الحصول على مساعدة مالية.

واقرت مجموعة جنرال موتورز التي خسرت 2,5 مليار دولار في الفصل الثالث من العام فقط بانها مهددة بازمة سيولة وشيكة قادتها الى اطلاق نداء للحكومة الفدرالية لتقديم مساعدة لا بد منه.

وبحسب مديرها العام فان مالية المجموعة البالغة حاليا نحو 16 مليار دولار ستنخفض مليار دولار كل شهر في حين انها بحاجة الى ما بين 11 و14 مليار دولار لمتابعة العمل.

وبحسب المحللين في دويتشي بنك، فان عملاق ديترويت (شمال) قد يجد نفسه حتى في حالة نقص مالي اعتبارا من شهر كانون الثاني/يناير.

ودعا الامين العام المقبل للبيت الابيض رام ايمانويل الى اتخاذ مبادرات سريعة لدعم صناعة السيارات الاميركية التي تواجه صعوبات منذ عدة فصول.

ووجه المسؤولون الديموقراطيون في الكونغرس رسالة الى وزير الخزانة هنري بولسون طلبوا منه فيها استخدام خطة المساعدة المالية التي اقرت في تشرين الاول/اكتوبر بهدف تقديم مساعدة موقتة للقطاع.

وقال واغونر: اتساءل ما اذا كان بامكان الصناعة الاميركية في مجملها ان تبقى ناشطة من دون دعم، معتبرا ان على شركات تصنيع السيارات ان تواصل حركة اعادة هيكلتها في حال بقيت المبيعات متدنية حتى ولو حصلت على مساعدة الحكومة.

ازمة مالية تهدد السيارات والنقل البحري

سجلت اسواق المال في آسيا تراجعا على الرغم من تحسن بورصة نيويورك وسط مخاوف من انكماش عالمي بينما طلبت شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة انقاذها قبل اعلان افلاسها.

ففي واشنطن حاول رؤساء شركات جنرال موترز وفورد وكرايزلر بدون جدوى اقناع مجلس الشيوخ بمنحها اعتمادات بقيمة 25 مليار دولار (20 مليار يورو) لتتمكن من النجاة من الازمة. بحسب فرانس برس.

واكد رئيس مجلس ادارة كرايزلر روبرت نارديلي ان مجموعته لم تعد قادرة على العمل بشكل طبيعي: بدون دعم مالي فوري من الدولة الاتحادية.

ولوح باحتمال افلاس كرايزلر الذي سيعرض 56 الف وظيفة للخطر مباشرة ويوقف تغطية صحية بقيمة عشرين مليار دولار كانت تؤمنها المجموعة ويشكل ربحا فائتا سنويا بقيمة 35 مليار دولار للمزودين على حد قوله.

واكد نارديلي انه مستعد للقبول براتب سنوي يبلغ دولارا واحدا للمشاركة في اصلاح الشركة ردا على اعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ اشاروا الى: قلق الناس الذين يعتقدون انهم يمولون اجور الكوادر القيادية.

من جهته صرح رئيس مجلس ادارة جنرال موترز ريك واغونر ان مخاطر الافلاس التي تهدد مجموعته هي نتيجة مباشرة للازمة المالية وليس لاخطاء ارتكبها في الاشهر الاخيرة.

وقال: هناك ما هو مهم جدا في ديترويت" ملمحا الى كبرى مدن ولاية ميشيغن مهد صناعة السيارات الاميركية. واضاف ان الامر يتعلق بانقاذ الاقتصاد الاميركي من انهيار شامل.

اما رئيس مجلس ادارة فورد الان مولالي فقد تحدث عن الاثر المدمر على كل قطاعات صناعة السيارات وتجهيزاتها واصحاب الاسهم فيها اذا انهارت احدى المجموعات.

ولملىء خزينتها باعت فورد 20,4% من رأسمال المجموعة اليابانية مازدا موتر بحوالى 425 مليون يورو بينما باعت جنرال موتورز الحصة التي كانت تملكها في سوزوكي موترز وتبلغ 3,2% ب180 مليون دولار.

وحذرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من ان اي مساعدة لقطاع السيارات يجب ان ترافقها شروط صارمة جدا خصوصا تجميد المكافآت والتعويضات الاخرى واجبار الشركات على استخدام تقنيات جديدة لانتاج آليات اكثر اقتصادا في المحروقات.

وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة انهت بورصة نيويورك تعاملاتها على ارتفاع. وتقدم مؤشر داو جونز 1,83% وناسداك 0,08%. وفي آسيا كانت الاسواق اقل تفاؤلا. وقد اغلقت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 0,66% وسيول 1,9%.

وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان الاوروبيين سيتأكدون من ان الخطة الاميركية لدعم قطاع السيارات لن يضر بالصناعة الاوروبية.

وكانت شركات صناعة السيارات الاوروبية طلبت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي مساعدة تبلغ اربعين مليار يورو على شكل قروض بفوائد مخفضة ومكافآت لتشجيع المستهلكين على استبدال سياراتهم.

وحذر رئيس مجلس ادارة نيسان ورينو كارلوس غصن من ان قطاع انتاج السيارات الياباني سيسجل ربحا قدره صفر في الفصل الثاني من السنة.

والضحية الاخرى للازمة المالية هو النقل البحري الذي تراجعت اسعاره الى ادنى المستويات خلال الشهر الجاري بسبب تباطؤ المبادلات التجارية العالمية.

وفي فرنسا ذكرت صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية ان صندوق الاستثمار الاستراتيجي الذي قرر الرئيس نيكولا ساركوزي انشاءه لدعم الشركات الوطنية سيمول باقل من عشرين مليار يورو اي اقل بكثير من المئة مليار التي تحدث عنها اعضاء في الحكومة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/تشرين الثاني/2008 - 27/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م