لبنان: ملف العلاقات مع سوريا الأسخن من بين الاقتصاد والشأن الداخلي

 

شبكة النبأ: يبدو ان العلاقات اللبنانية السورية، ورغم المحاولات في تقريب وجهات النظر، انها تسير نحو حافة الانزلاق، خصوصا بعد تفجيرات دمشق والتي أكدت إعترافات المنفذين أنهم قد حصلوا على دعم من بعض الفصائل السياسية اللبنانية، لهذا ترى دمشق ان مسألة المتطرفين السنة في الشمال اللبناني باتت تشكل خطرا حقيقيا عليهم، خاصة وان الحدود تحت مراقبة غير منضبطة.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على مجمل  العلاقات السورية اللبنانية وبعض التوترات القائمة بين الطرفين، مع عرض للزيارة الرسمية لوزير الدخلية اللبناني إلى سوريا:

العلاقة المشبوهة بين تيار المستقبل والمجموعات المتطرفة

نفى تيار المستقبل الذي يتزعمه النائب سعد الحريري في لبنان اي علاقة له بمجموعات سنية متطرفة اعلن اعضاؤها في اعترافات بثها التلفزيون السوري انهم نفذوا اعتداء دمشق الذي وقع في 27 ايلول/سبتمبر.

وقال النائب احمد فتفت من كتلة تيار المستقبل النيابية لوكالة فرانس برس: هذه ادعاءات لا اساس لها من الصحة ومسرحية تؤكد ان الاستخبارات السورية مرتطبة بفتح الاسلام.

وقد اعلن التلفزيون السوري ان منفذي اعتداء دمشق ينتمون الى تنظيم فتح الاسلام المتطرف الذي كان تواجه مع الجيش اللبناني في شمال لبنان العام الماضي وبث اعترافات المنفذين الذين قالوا ان التنظيم حصل على اموال من تيار المستقبل. بحسب فرانس برس.

واضاف النائب فتفت: اذا كان لديهم اي حقائق فليقدموها للجنة تحقيق عربية او دولية وبالتأكيد ان الحقائق ستفيد كثيرا ومعرفة الحقيقة ستفيد كثيرا.

وتساءل المسؤول في تيار المستقبل عما اذا كان هناك علاقة بين الاعترافات والانتشار السوري عند الحدود مع لبنان.

وقال انها: مسرحية متكاملة الاطراف ولذلك نخشى من عمليات امنية في الشمال وفي انحاء اخرى من البلاد.

واضاف، لقد طلبت من زملائي في الاحزاب الاخرى توخي الحذر والمزيد من الحذر. انها مرحلة خطيرة جدا وهو تهديد سوري خطير جدا محذرا من ان السوريين يعتقدون انه يمكنهم استغلال المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة للاستفادة على حساب لبنان.

وبث التلفزيون السوري اعترافات عشرة اشخاص حول تنفيذ اعتداء بسيارة مفخخة على طريق مطار دمشق في 27 ايلول/سبتمبر الماضي وبينهم امراة قالت انها ابنة شاكر العبسي زعيم تنظيم فتح الاسلام.

واوضح التلفزيون ان الذين ادلوا باعترافاتهم هم من الارهابيين السوريين والعرب الذين نفذوا الاعتداء بسيارة مفخخة عند مفرق السيدة زينب على طريق مطار دمشق الدولي.

واودى الاعتداء بحياة 17 شخصا وجرح 14 اخرين. وهو الاعتداء الاكثر دموية في سوريا منذ الثمانينات.

من جانبها اعتبرت قوى 14 آذار التي تمثل الاكثرية النيابية في لبنان في بيان: ان الاتهامات الاخيرة التي وجهها النظام السوري ضد اللبنانيين تشكل محاولة جديدة ومكشوفة للتهرب من مسؤوليته في جرائم الاغتيال استباقا لتقرير لجنة التحقيق الدولية (في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري) وقيام المحكمة الدولية.

واضاف بيان الامانة العامة لقوى 14 آذار: يحاول هذا النظام الايحاء بان مسؤولية القتل انما هي مسؤولية يتشارك فيها الجميع بدليل الحملة الارهابية التي تستهدف سوريا وذلك تمهيدا لتبرير رفضه الانصياع لما قد يصدر بحقه نتيجة التحقيق في جرائم الاغتيال.

وتتولى لجنة تحقيق دولية تابعة للامم المتحدة التحقيق في اغتيال الحريري ومن المتوقع ان تنهي عملها اخر السنة الجارية ليبدأ عمل الادعاء العام.

واشارت تقارير اولية للجنة التحقيق الدولية الى احتمال تورط مسؤولين امنيين في لبنان وسوريا في عملية التفجير الكبيرة التي وقعت في بيروت في 14 شباط/فبراير العام 2005 وادت الى مقتل الحريري مع 22 شخصا آخرين.

استئناف الحوار اللبناني وسط الخلاف حول سلاح حزب الله

وبدأ ابرز القادة السياسيين في لبنان الجلسة الثانية من الحوار الوطني وسط استمرار الخلاف حول سلاح حزب الله الشيعي ويستبعد محللون ومشاركون التوصل الى اتفاق وشيك بين الاطراف المتحاورين.

وقال هلال خشان رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت: انا مستعد للرهان على ان شيئا لن يحدث في الاجتماعات اللاحقة. بحسب فرانس برس.

واضاف، الامر سيان اذا كانت الجلسة ليوم واحد او اذا شهدنا سلسلة من الجلسات. لن يخرج من هذه الجلسات اي شيء.

وبحث القادة الاربعة عشر الذين يمثلون الغالبية النيابية والمعارضة في وضع استراتيجية للدفاع الوطني.

الا ان احدى المسائل الشائكة التي ستناقش في الحوار هي مسألة سلاح حزب الله التي سلطت عليها الاضواء خصوصا اثر المواجهات التي اوقعت 65 قتيلا في ايار/مايو الفائت وهددت بدخول البلاد مجددا في دوامة الحرب الاهلية.

وسيطر حزب الله وحلفاؤه انذاك على مناطق عدة من بيروت ذات غالبية سنية مؤيدة لتيار المستقبل بزعامة النائب سعد الحريري.

ويرفض حزب الله التخلي عن سلاحه ويرى ان من الضروري الاحتفاظ بترسانته لحماية البلد من اي هجوم اسرائيلي محتمل.

وتتهمه الغالبية النيابية المدعومة من الغرب بانه يدور في فلك ايران وسوريا وتشدد على ان يكون السلاح محصورا بيد الدولة بحيث تملك وحدها قرار الحرب والسلم.

وكانت جلسة اولى من الحوار الوطني عقدت في 16 ايلول/سبتمبر برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وذلك اثر اتفاق الدوحة الذي وقع في ايار/مايو بوساطة قطرية وانهى ازمة سياسية غير مسبوقة استمرت 18 شهرا.

وتتمثل نقطة الخلاف الثانية في طلب حزب الله وعدد من حلفائه في المعارضة زيادة عدد المشاركين في طاولة الحوار.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس تساءل النائب حسن حب الله من كتلة نواب حزب الله: لماذا نريد ان نعزل او نستثني طرفا له تمثيل ويستفيد منه الوطن؟.

وقال: نقترح ان تزاد على طاولة الحوار قوى اخرى لها تمثيل شعبي ويجب ان يدرس هذا الاقتراح بجدية.

الا ان الغالبية النيابية المناهضة لسوريا واجهت هذا الطلب برفض قاطع لانه يتناقض في رأيها مع اتفاق الدوحة الذي اتاح انتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الموالاة والمعارضة.

وقال النائب هنري حلو من الغالبية النيابية: لكي يكون امام الحوار اي فرصة للنجاح يجب ان نبقي عدد المشاركين عند 14.

واكد حلو وخشان ان مسألة سلاح حزب الله لا يمكن حلها بسرعة لانها جزء من نزاع اقليمي اكبر يضع الدول الغربية في مواجهة ايران.

لكن كل الاطراف يتفقون على ضرورة استمرار الحوار بالنظر الى موجة العنف والاغتيالات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

وقال حلو: اعتقد ان البلاد لم تعد تحتمل اي توترات في الشارع، مضيفا على الاقل نحن الان في مرحلة نطرح فيها خلافاتنا على طاولة الحوار بدل التعبير عنها عبر عنف في الشارع.

تيار المستقبل يقول ان سوريا تخترع الإرهاب

تستمر الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري لمجموعة قال إنها تنتمي لتنظيم فتح الإسلام ومسؤولة عن تفجير دمشق في سبتمبر/أيلول الماضي بالتفاعل، خاصة وأن الاعترافات حملت اتهاماً لتيار المستقبل اللبناني، الذي يقوده النائب سعد الحريري، بتمويل العمليات.

وفي هذا السياق، رد مصدر مسؤول في تيار المستقبل في حديث لـCNN بالعربية على الاتهامات بوصف الخطوة السورية بأنها لا تنفصل عن العد التنازلي لتقرير المحقق الدولي بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتؤكد أن التقرير يقض مضاجع نظام دمشق الذي اعتبر أنه يقدم أوراق اعتماده للأمريكيين عبر اختراع تنظيمات إرهابية ويهوّل على السنّة في بلاده ولبنان. بحسب (CNN).

واتهم المصدر القيادي بتيار المستقل، الذي طلب عدم ذكر اسمه، دمشق وبعض القوى المتحالفة معها في لبنان بأنها بدأت تتعامل على أنها واقعة تحت التهديد المباشر للمحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الحريري الذي وقع في 14 فبراير/شباط 2005، والذي تحمّل عدة قوى في لبنان سوريا المسؤولية عنها.

وتابع بالقول إن دمشق: تحاول إقامة بازار سياسي يسبق انعقاد المحكمة، ولا شك إنه إذا كانت فتح الإسلام مسؤولة عن الأمر فهي في نهاية المطاف تنظيم أنتجته الاستخبارات السورية، وبما أن دمشق تتهم اليوم شريحة من اللبنانيين بالإرهاب وتصدير العنف إليها ولبنان يتهم سوريا بالأمر عينه، رغم الإعلان عن علاقات دبلوماسية بين البلدين، فلا بد بالتالي من اللجوء إلى تحقيق دولي مستقل.

وبلغ عدد المعترفين 13 شخصاً بينهم 6 سوريين و4 فلسطينيين ويمني وعراقي بالإضافة إلى ابنة زعيم فتح الإسلام، شاكر العبسي، وهي أردنية الجنسية

وبرز في تغطية وكالة الأنباء السورية اقتصارها على إيراد مضمون الاعترافات وذلك دون تعليقات رسمية، ومع ذلك، فقد رد المسؤول بتيار المستقبل بالقول: الجميع يعلم ماهية القضاء السوري وتحقيقاته المشكوك بها بعد الأحداث الغامضة المتتالية مثل اغتيال القيادي بحزب الله عماد مغنية والعميد في الجيش السوري محمد سليمان وحالات الانتحار السابقة، فمن الغريب بالتالي أن تعجز العدالة السورية أمام كل هذه الحوادث وتنجح فقط في الكشف عن انفجار دمشق الذي ذهب ضحيته أيضاً ضابط كبير على صلة بقضية الحريري.

واتهم المصدر النظام السوري بمحاولة تقديم أوراق اعتماد للأمريكيين عبر اختراع مجموعات إرهابية لتوجيه اتهامات إلى خصومهم في السعودية وفي لبنان، واعتبر أن سوريا مولت وأنشأت تنظيم فتح الإسلام وتحاول إلصاقه بأطراف لبنانية دعمت القضاء عليه في معارك نهر البارد خلال صيف عام 2007.

وحّذر دمشق من مغبة التدخل العسكري في لبنان، ملوحاً بأن ذلك سيسرع في النظر بمصير النظام السوري، واتهم الرئيس الأسد الذي وصفه بأنه يخوض لعبة طائفية تقوم على خلق الإرهاب واستخدامه بمثابة تهمة ضد الأكثرية السنية في سوريا ولبنان.

يُذكر أن وكالة الأنباء السورية كانت قد نقلت بعد يوم على تفجير دمشق أن التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الأمنية في سوريا كشفت أن التفجير ناجم عن سيارة مفخخة دخلت إلى سوريا من دولة عربية مجاورة، وأن الإرهابي الذي نفذ العملية على علاقة بتنظيم تكفيري.

وكان الرئيس السوري قد ذكر في لقاء مع نقيب المحررين اللبنانيين، ملحم كرم، أن شمال لبنان بات قاعدة حقيقية للتطرف، تشكل خطراً على سوريا، وذلك بعد أن شهد الشمال اللبناني عدة تفجيرات وحوادث أمنية واشتباكات خلال العامين الأخيرين.

كما كشفت الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري لمنفذي العمل الإرهابي أنهم دخلوا إلى سورية من مدينة طرابلس تهريباً والسيارة التي استخدمت في التفجير عراقية سرقت وتم تفخيخها قبل يوم من الهجوم.

ووفق اعترافات عبد الباقي محمود الحسين الملقب بـ "أبو الوليد" وهو المسؤول الأمني لتنظيم فتح الإسلام، فإن الأموال كانت تأتي للتنظيم عن طريق أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة.. هؤلاء الأشخاص موجودون في الإمارات العربية المتحدة والأردن واليمن والعراق ومن إحدى الدول الأوروبية أيضاً.

ونقل التلفزيون السوري أيضاً اعترافات ياسر عناد العضو السوري في تنظيم فتح الإسلام وزوج وفاء ابنة شاكر العبسي، الذي قال بشأن التمويل حين كان في مخيم نهر البارد: بالنسبة للتمويل معلوماتي هي أن التنظيم بدأ بمساعدات أشخاص خليجيين، مضيفاً إن تيار المستقبل استطاع أن يخترق كل الجماعات الإسلامية بلا استثناء في لبنان من جماعة الشهّال حتى الجماعة الإسلامية له علاقات مميزة معها.

من جهتها قالت وفاء إبنة شاكر العبسي في اعترافاتها إن تنظيم والدها كان يتلقى دعماً من التيارات السلفية في شمال لبنان، وآخر من تيار المستقبل، مدعية أن مسؤولي ذلك التيار كانوا يرسلون حوالات من بنك المتوسط التابع له، وفقاً لوكالة الأنباء السورية.

تنسيق مشترك لمراقبة الحدود ومكافحة الارهاب

قرر وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد ونظيره اللبناني زياد بارود الذي يزور سوريا تنسيق اجراءات مراقبة الحدود السورية اللبنانية ومكافحة الارهاب بحسب بيان مشترك.

واتفق الوزيران على تشكيل لجنة تكون مهمتها التنسيق في مجال مكافحة الارهاب والجرائم بانواعها المختلفة ووضع آلية مشتركة لضبط الحدود، بحسب البيان الذي نشر في نهاية مباحثات الوزيرين.

وتندرج زيارة الوزير اللبناني الرسمية لسوريا في اطار تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين. وهي الاولى من نوعها منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في 2005 ببيروت. بحسب فرانس برس.

وتحمل الغالبية النيابية اللبنانية المناهضة لسوريا دمشق مسؤولية هذا الاغتيال. وتأتي هذه الزيارة بعد نحو ثلاثة اشهر من زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان وبعد اقل من شهر من الاتفاق على اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين للمرة الاولى منذ استقلالهما قبل اكثر من 60 عاما.

وفي بيروت انتقد النائب في الاغلبية المناهضة لسوريا وليد جنبلاط تشكيل لجنة. وقال رئيس اللقاء الديموقراطي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه: لا بد من لفت نظر الوزراء الذين يزورون دمشق الى أهمية الابتعاد عن تشكيل لجان امنية مشتركة قد تتطور في وقت لاحق لتبرير التدخل السوري مجددا في الشؤون الداخلية اللبنانية من البوابة الامنية.

وفي ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر اشار الجيش اللبناني الى انتشار قوات سورية على الحدود الشمالية والشرقية للبنان لمكافحة التهريب وملاحقة المطلوبين.

وتطرق الوزيران عبد المجيد وبارود ايضا الى اعترافات الموقوفين في تفجير القزاز في دمشق الذي نفذته مجموعة ارهابية في 27 ايلول/سبتمبر الماضي حيث اكد المجتمعون ادانتهم لهذه الجريمة النكراء ولكافة الجرائم الارهابية، بحسب البيان.

وقال البيان المشترك انه وبناء على طلب الجانب اللبناني تم التوافق على متابعة الموضوع وتبادل المعلومات من خلال المراجع المختصة.

واضاف البيان انه تم التاكيد في نهاية الاجتماع على اهمية استمرار التواصل والتنسيق بين الوزارتين.

كما تناولت المحادثات السورية اللبنانية بحسب الوزير بارود ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية. وتقول منظمات لبنانية غير حكومية ان 650 شخصا معتقلون او اختفوا في سوريا بعد اعتقالهم خلال الحرب الاهلية في لبنان (1975-1990).

وتنفي دمشق باستمرار وجودهم على اراضيها لكنها افرجت اخيرا عن شخص كان اسمه واردا على لوائح هؤلاء المفقودين.

وقررت بيروت ودمشق في اب/اغسطس انشاء لجنة مشتركة تهدف الى كشف مصير المفقودين في البلدين ذلك ان دمشق تقول ان مفقودين سوريين موجودون في لبنان ايضا.

وقال الوزير السوري: هناك لجنة في هذه المسالة وفي هذا الاجتماع تم التطرق لهذا الموضوع.

بيروت تعتقل احد منفذي تفجيرات دمشق

وفي تطور لاحق اعلن مصدر امني لبناني لوكالة فرانس برس ان الاجهزة الامنية اعتقلت اللبناني خالد العتر الملقب ب"ابو العبد" والذي ورد اسمه ضمن اعترافات منفذي تفجير دمشق التي بثها التلفزيون السوري.

واوضح المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته ان الموقوف في العقد الثالث من العمر وقد تم اعتقاله في منطقة القبة في مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان. بحسب فرانس برس.

وبث التلفزيون السوري اعترافات لعشرة اشخاص حول تنفيذ تفجير بسيارة مفخخة على طريق مطار دمشق في 27 ايلول/سبتمبر الماضي اسفر عن 17 قتيلا و14 جريحا اكدت ان تنظيم فتح الاسلام الذي يتزعمه شاكر العبسي يقف وراء الهجوم.

وقال صاحب الاعتراف انه التقى شاكر العبسي اكثر من مرة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين (شمال لبنان) عن طريق شخص يدعى ابو العبد وهو شخص لبناني من طرابلس مقيم في القبة.

وكان شاكر العبسي امضى عقوبة في احد السجون السورية لعلاقته بتنظيم القاعدة وانتقل لاحقا الى مخيم نهر البارد حيث تزعم تنظيم فتح الاسلام الذي خاض معارك ضارية مع الجيش اللبناني استمرت اكثر من ثلاثة اشهر وانتهت بهزيمة التنظيم الاسلامي المتشدد مطلع ايلول/سبتمبر 2007.

ونجح العبسي في الفرار من المخيم اثر سقوطه بيد الجيش وهو مذاك متوار عن الانظار ومطلوب من القضاء اللبناني. واستهجن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اثارة سوريا قضية تفجير دمشق تلفزيونيا خارج القنوات الرسمية بين البلدين.

اوباما في رؤية نصر الله والانتخاب النيابية اللبنانية

من جهة اخرى حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من المبالغة في الآمال بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة حتى لا يصاب احد بخيبة امل داعيا الى التريث والانتظار.

وقال نصر الله في خطاب متلفز خلال حفل اقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة يوم الشهيد ان: عالمنا العربي والافريقي قد يتعاطف مع اوباما نتيجة ماضيه او لونه ولكن يجب ان لا يبالغ احد في الآمال حتى لا يصاب بخيبة امل.

ودعا الامين العام للحزب الشيعي الى التريث والانتظار لمعرفة سلوك ادارة اوباما مؤكدا ان هذا الامر صعب لان اميركا تحكمها مصالح واستراتيجيات مشددا على ان "ليس المنطق ان تراهن على التغيير عند الظالم فقط بل ان تعمل لتكون قويا. بحسب فرانس برس.

واعتبر نصر الله ان: الشعب الاميركي نفسه من خلال تصويته حاكم الحزب الجمهوري وبوش وادارة بوش ونتيجة التصويت هي اعتراف من الشعب الاميركي بفشل سياسات حكومة بوش.

واضاف ان الانسان العادي لا يستطيع الا ان يكون سعيدا بسقوط جون ماكين والحزب الجمهوري لانه يرى في ذلك سقوط جماعة بوش.

واكد الامين العام للحزب الشيعي المدعوم من دمشق وطهران ان ايران لم تستخدم لبنان لتلحق الهزيمة بالمشروع الاميركي، مشددا على ان الشعب اللبناني هو الذي الحق الهزيمة بهذا المشروع لانه متضرر منه نافيا ان يكون المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي قال ان ايران ستلحق الهزيمة باميركا في لبنان موضحا انه لم يقل هذا لقد قال ان اميركا ستهزم وتفشل في لبنان.

ومن ناحية اخرى اكد الامين العام لحزب الله ان المقاومة اليوم في نهايات 2008 هي اقوى من اي زمن مضى وانها تتدرب وتتجهز وتتعلم وتحضر كامل مقتضيات الدفاع محذرا من ان الاذرع الاسرائيلية التي ستمتد الى لبنان ستقطع.

وفي الشأن الداخلي اعلن نصر الله تأييده تواصل مساعي المصالحة والتهدئة التي تساعد على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها معتبرا ان اهم شروط التهدئة هو وقف التحريض والتحريض المقابل.

وفي موضوع الانتخابات هذه المقررة الربيع المقبل اكد نصر الله: نحن ملتزمون تحالفاتنا في المعارضة بشكل قاطع وحاسم وجازم، مؤكدا ان المصالحات لا تمس هذاالموقف.

ومن جهة اخرى دعا نصر الله الى حسم الحوار الدائر حول الاستراتيجية الدفاعية التي تشمل بحث مصير سلاح الحزب الشيعي. وقال: نحن نصر على حسم هذا البحث وانهائه حتى نعرف كلبنانيين جميعا كيف نبني قوتنا لمواجهة التهديدات، الاسرائيلية مجددا الدعوة لزيادة عدد المتحاورين حول هذا الملف.

ومن جهة اخرى رحب نصر الله بنفي السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة ان تكون بلاده هي التي وجهت دعوة الى اسرائيل لحضور مؤتمر الامم المتحدة حول الحوار بين الاديان الذي سيعقد بين 11 و13 تشرين الثاني/نوفمبر في نيويورك بمبادرة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والذي اعلن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز مشاركته فيه.

وقال نصر الله ان: التوضيح الذي اصدره السفير السعودي جيد ويدعو الى ارتياح لجهة توضيح هوية الداعين الى هذا المؤتمر مناشدا السعودية وايران وسوريا ان يعملوا لمنع حضور هؤلاء القتلة العنصريين الارهابيين، في اشارة الى الاسرائيليين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/تشرين الثاني/2008 - 22/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م