رغم معدلات البطالة المرتفعة.. العمالة الأجنبية تتوافد على العراق

كربلاء والنجف وكردستان أكثر المناطق استيعابا للعمال الأجانب

عدسة وتقرير: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تشير معدّلات البطالة في العراق إلى ما يوازي 16%، ورغم ان هذه النسبة قد تكون اقل بكثير من الواقع لكن ذلك لم يحد من توافد العمالة الأجنبية على العراق الناهض من بين أنقاض الحروب.

فالتحسن الأمني الملموس حفز على تصاعد أعداد الوافدين على العراق للعمل وكسب الرزق خصوصا من الدول الآسيوية الفقيرة كالهند أو بنغلاديش.

أمين الله، بنغالي الجنسية، متزوج وله طفلان، يروي لـ شبكة النبأ، انه أتى إلى العراق بعد استتباب الوضع الأمني بداية العام الفائت لكسب الرزق حيث يعمل في ورشة لغسل السيارات في كربلاء.

ويقول أمين الذي كان يجيد التحدث باللغة الانكليزية فقط، إن الخوف تملّكه عند وصوله إلى بغداد لكنه وجد إن الأمن سائد وخاصة في محافظات الوسط والجنوب، على عكس ما تتناقله وسائل الإعلام. على حد قوله.

يذكر أن  المجاميع الإرهابية المسلحة قامت بحملة مستمرة تستهدف العاملين الأجانب، مما أدى إلى عزوف الشركات الأجنبية عن العمل في العراق وتوقف العديد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات الحيوية كالكهرباء والصحة وباقي مفاصل البني التحتية.

لكن مؤخرا شهدت محافظات كربلاء والنجف وإقليم كردستان إقبال متزايد للعمال الأجانب، بيد ان ذلك يتم دون تنظيم عقود رسمية أو قوانين تنظم العمل حتى ألان.

العمل في العراق أفضل

ويرى بعض الوافدين إن الظروف في العراق أفضل نسبيا من العمل في بعض الدول الأخرى في الخليج، حيث يقول أبو بكر وهو بنغالي أيضا، يعمل في احد الفنادق في مدينة النجف، انه يفضل العمل في العراق.

ويضيف ابو بكر: راتبي الشهري هنا 200 دولار فضلا عن تأمين صاحب الفندق الطعام والسكن مجانا، في حين عندما كنت اعمل في السعودية اجري كان 150 دولار فقط مع تحملي نفقات السكن والطعام.

أما اشرف الإسلام وهو بنغالي أيضا: فيقول تعامل الناس معنا جيد، فهم يعاملوننا أسوة ببقية المواطنين العراقيين، فضلا عن منحنا بعض الامتيازات من قبل رب العمل كمساعدة مثل حصولنا إجازة سنوية تكفل صاحب الفندق بأجور السفر ذهابا وإيابا لزيارة الأهل في الهند. وهذا الامر لاتجده في اغلب دول الخليج مثلا او باقي دول اسيا..

ويجزم ابو بكر في حديثه: أنا متأكد إن إعداد العمال الأجانب ستزيد أكثر وأسرع خصوصا بعد أن تصلهم الأخبار منّا باستتباب الأمن وتحسن الأوضاع المعيشية والامنية في العراق.

أرباب العمل يفضلون الأجانب

السيد سفّين المختار، صاحب احدى ورش غسل السيارات، يحبذ استخدام اليد العاملة الأجنبية على العراقية، ويعزو ذلك إلى الالتزام الجدي من جانب العمالة الأجنبية في الأداء، بالإضافة إلى قلة الأجور التي يتقاضوها كرواتب.

ويروي لنا السيد سفّين، الذي تعاقد مع تسعة عمال أجانب لإدارة الورشة قائلا: مؤخرا تم افتتاح بعض المكاتب في بغداد تقوم بجلب الأيدي العاملة من الدول الآسيوية، ويتم ذلك عبر إجراء عقد عمل بين صاحب الشركة أو الورشة مع العامل الأجنبي بواسطة المكتب، فنتكفل برواتبهم ومساكنهم وإطعامهم أيضا.

اللغة تقف حائلاً

من جانبه يرى الحاج عبد الحسين الجبوري الذي يملك فندق إن العمال الأجانب جيّدون لكن اللغة تقف حائلا في بعض الأحيان، خصوصا إن اغلب العمال لا يجيدون العربية مما يسبب بعض المشاكل.

فيقول الجبوري: لقد استبدلت عشرة عمال عراقيين بخمسه أجانب فقط، فهم مطيعون ويجيدون العمل بسرعة ولا يسببون المشاكل لكن أكثر ما نعاني من اللغة فهم لا يجيدون العربية.

قلق عراقي مشروع

بينما رأى مواطنين عراقيين بأن مسألة توافد العمالة والاعتماد على الايدي العاملة الاجنبية يتناقض تماما والوضع الحالي الذي يعاني منه اغلب الشباب العراقي من قلّة الموارد والاعمال، لأنه في حال إغراق سوق العمل العراقية بالعمالة الاجنبية الرخيصة سيتسبب ذلك في رفع معدلات البطالة اكثر مماهي عليه الان. خاصة وإننا نرى المئات من الخريجين الشباب من مختلف اصناف الشهادات وهم يقبعون في ظل امل العثور على فرصة عمل..

ويقلق اخرون من ان شركات الإعمار الضخمة التي ينتظر العراقيون دخولها كي تتوفر لهم فرص عمل مختلفة تتناسب واختصاصاتهم، يقلق هؤلاء من ان هذه الشركات ستفرض ايضا دخول عمالتها معها لتقليل تكاليف المشاريع وزيادة الكسب المادي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17/تشرين الثاني/2008 - 17/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م