اوباما والشرق الاوسط والبحث عن براهين للسلام

الامم المتحدة تطالب اوباما بأولوية السلام في الشرق الاوسط

إعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: بعد فوزه الساحق في سباق البيت الابيض، هل يحقق أوباما السلام المرجو في الشرق الأوسط؟ وهل سيكون هذا السلام على سلم أولوياته كما يأمل الكثير؟

هذا ما لم يتنبأ به المحللون إلى الان، ذلك ان الازمة الاقتصادية العالمية التي تلقي بظلالها على العالم أجمع، والولايات المتحدة الامريكية خصوصا، جعلت من مسألة الشرق الاوسط والتي تتوزع ما بين التواجد العسكري في العراق، وملف المفاوضات الفلسطيني الاسرائيلي الذي أطلقه جورج بوش، تجعل من هذه الملفات في ازمة محتملة من التباطئ المحتمل في آلية العمل للمرحلة القادمة. رغم الدعوات الدولية في استمرارية العمل الامريكي في المنطقة وعدم ترك الامور على نحو معلق.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض على القارئ الكريم بعض القراءات المحتملة في فترة الرئاسة الديمقراطية لأوباما، والرغبة السورية في إقامة السلام في المنطقة:

إمكانيات أوباما واحتمالية التغيير الشامل في مسار الشرق الأوسط 

جاء في مقال كتبته ايلين بروشر في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور: يمثل الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما بنظر شعوب منطقة الشرق الاوسط تطورين مهمين يحدثان لأول مرة في التاريخ فهو اول رئيس امريكي ينحدر من اب مسلم، واول رئيس أمريكي ايضا امضى سنوات من عمره يعيش في الخارج في بلد مسلم، (اندونيسيا).

وفي اشارة واضحة لنفس هذا المضمون، نشرت احدى الصحف الاسرائيلية مؤخرا رسما كاريكاتيريا لرجلين محليين يبتسمان ويقول احدهما للآخر: اخيرا رجل شرقي! لكن بصرف النظر عن مشاعر الرضى او الضيق المنبعثة من بعض تفاصيل حياة اوباما، يمكن القول ان هذه الاحاسيس او الاماني يمكن ان تتبدد بسرعة عندما تصطدم بتعقيدات محاولات ايجاد حلول مقبولة للصراعات المتنوعة القائمة في الشرق الاوسط اليوم.

فبالرغم من زيارة وزير الخارجية الامريكية كوندليزا رايس للمنطقة قبل ايام قليلة، وتنقلاتها المكوكية بين الاسرائيليين، الفلسطينين والعرب، لن يكون الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على الارجح في رأس قائمة اولويات الادارة الامريكية المقبلة.

فهناك مسائل ساخنة اخرى مثل: الاستقرار في لبنان وكيفية ترتيب الاولويات في العراق وافغانستان، وهذا عدا عن الازمة الاقتصادية العالمية المطبقة على امريكا، بل ويقول بعض المحللين الاسرائيليين ان اوباما يمكن ان يجد المسار الفلسطيني الاسرائيلي وعرا جدا بحيث يصعب التعامل معه في مستهل فترته الرئاسية.

يقول معين رباني من معهد الدراسات الفلسطينية في عمان الاردن: ليس ثمة سبب يدعونا لتوقع حدوث تغير جوهري على صعيد السياسة الراهنة في الشرق الاوسط، اذ ليس بوسع الرئيس المنتخب القيام بانعطاف كبير بمقدار 180 درجة بعد انتخابه مباشرة.

كما ان أي رئيس جديد سوف يلحظ بسرعة شيئين في هذا الصراع. الاول، انه مستمر منذ اكثر من نصف قرن. والثاني، انه يمكن ان يحرق اصابعه بسهولة فيه، لذا، اعتقد ان اوباما سوف يقول لنفسه: دعونا نعالج القضايا الضاغطة اولا مثل العراق وافغانستان باعتبار اننا متورطون فيهما عسكريا اكثر.

غير ان اوباما يمثل فعلا بنظر البعض في العالم العربي عودة لدور امريكا كوسيط نزيه في الصراع العربي الاسرائيلي، وذلك بعد ان كانت قد تشوهت هذه الصورة خلال السنوات الثماني الماضية من ادارة الرئيس بوش. فقد كان معظم سكان المنطقة يرون امريكا منحازة لاسرائيل بشكل مكشوف.

بيد ان سياسة اوباما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي لن تتغير على نحو جوهري عن سياسة منافسه الجمهوري خلال حملة الانتخابات برأي رباني الذي يقول: اذا كان هناك اختلافات اساسية حقا بين سياسات هذين الرجلين فإنك سوف تحتاج لمجهر مثل هابل مسبار الفضاء لاكتشافها. فعلى مستوى الشرق الاوسط، ليس هناك أي اختلاف رئيسي باستثناء وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

الا ان الاسرائيليين يشعرون بالقلق مع ذلك لكن لسبب آخر. فهم يتوقعون حدوث تحول سياسي امريكي حيال بعض القضايا الاساسية واولاها ايران.

فبينما كانت تفضل ادارة بوش استخدام عبارات حادة وصارمة في التحدث حول برنامج ايران النووي، ويعززها احتمال قيام اسرائيل بتوجيه ضربة جوية لبرنامج تخصيب اليورانيوم الايراني، يقول اوباما انه يعتزم البدء بحوار اولا.

وفي هذا الاطار، ذكرت وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني ان استعداد اوباما للحوار مع ايران يمكن ان يرى فيه البعض مؤشرا للضعف.

وتقول ليفني التي ترأس حزب كاديما: اننا نعيش في منطقة يمكن ان يفسر فيها البعض الرغبة بالحوار على انها ضعف، ولا سيما عندما يتم اللجوء لمثل هذا الحوار بعد فشل اجراء سابق كالعقوبات مثلا.

ولدى سؤال ليفني حول ما اذا كانت تؤيد أي حوار امريكي مع ايران اجابت: لا، بالطبع. غير أن محللين آخرين يرون أن وصول أوباما الى البيت الأبيض فتح الباب امام تسويات وسط يمكن ان تكون مقبولة بالنهاية.

ويقول هيليل كوهن خبير معهد ترومان لتقدم السلام في الجامعة العبرية بالقدس: أعتقد أن إسرائيل يمكن ان تقبل بحل للمشكلة النووية مع ايران دون اللجوء للمواجهة العسكرية فالتفاوض من خلال أوباما سيكون رائعا.

لكن قبل أن يبدأ أوباما اي جهد للسلام عليه أن يعرف اولا من سوف يكون شركاءه فيه. وهذا امر غير واضح حتى الآن. فالمرشحون الإسرائيليون سيخوضون حملة حارة استعدادا للانتخابات العامة التي ستأتي في العاشر من فبراير. وسوف تواجه ليفني، التي تمثل ايديولوجية يسار الوسط، والتي اجرت محادثات كثيرة مع الزعماء الفلسطينيين، معركة قاسية امام بنيامين ناتانياهو زعيم الجناح اليميني في حزب الليكود.

ولايزال الغموض ايضا يكتنف عالم السياسة الفلسطينية، فقد تم تأجيل محادثات المصالحة بين حركتي حماس وفتح التي كانت ستبدأ في القاهرة.

كما ستنتهي ولاية الرئيس محمود عباس في يناير المقبل، ولما كان قد أعلن انه لا يريد البقاء في منصبه لفترة اخرى، يرى الكثيرون في مسألة عقد انتخابات عامة عقبة صعبة جدا.

ولما كان أوباما قد أعرب عن استعداده للالتقاء مع اي زعيم في العالم، يتساءل بعض المحللين السياسيين في اسرائيل حول ما اذا كان هذا يشمل حماس أيضا.

يقول كوهن: ان العامل الرئيسي هنا هو ما يريده الاسرائيليون وما يريده الفلسطينيون وما هي الدرجة التي يمكن من خلالها للجانبين تقديم تنازلات والقبول بالحلول الوسط.

والمسألة الحقيقية هنا هي كيف نجعل الفلسطينيين والاسرائيليين يؤمنون بإماكن العيش معا او جنبا الى جنب في دولتين منفصلتين.

العالم يتطلع إلى تصدر عملية السلام لأولويات اوباما

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون إن الاطراف الرئيسية في عملية السلام في الشرق الاوسط تأمل أن تتصدر القضية اولويات الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما مع توليه الرئاسة في يناير كانون الثاني.

واجتمعت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط التي تضم الاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة في مصر للابقاء على استمرار محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية رغم ان عدم اليقين السياسي في اسرائيل احبط امال التوصل الى اتفاق العام الجاري. بحسب رويترز.

ومثل بان الامم المتحدة في الاجتماع مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.

ويتوقع ان تكون تلك اخر رحلة لرايس الى المنطقة قبل ان يتولى اوباما المنصب في يناير. وقال بان في مؤتمر صحفي: نتوقع ان تستمر المفاوضات دون انقطاع خلال فترة الانتقال.

واضاف، سوف تتطلع كل الاطراف الى الادارة الامريكية المقبلة كي تشارك مبكرا باعتبار الامر (قضية السلام في الشرق الاوسط) أعلى أولوية... الهدف مازال واضحا للجميع... نهاية للصراع... نهاية للاحتلال... حل على اساس اقامة دولتين.

وقال ان هذا يتطلب العمل على التمسك بالتزامات خطة خارطة الطريق التي تتضمن (التزامات) بشأن المستوطنات ووقف اعمال مثل ازالة المنازل وهو امر يتناقض مع القانون الدولي او تغيير الوضع القائم بما في ذلك القدس الشرقية.

وايد اعضاء اللجنة الرباعية بشدة المحادثات التي اطلقها الرئيس الامريكي جورج بوش في انابوليس بولاية ماريلاند قبل نحو عام رغم التوقعات باحتمال فشل بوش في تحقيق هدفه بحلول نهاية العام.

واثقلت أعمال العنف والخلاف الشديد بشأن بناء المستوطنات الاسرائيلية ومستقبل القدس خطى المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية منذ البداية. وهناك مخاوف ايضا من انهيار العملية في غمرة فترة الانتقال السياسي في كل من الولايات المتحدة واسرائيل.

محاولات حثيثة للإبقاء على محادثات السلام في الشرق الاوسط

وسعت اللجنة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط الى الإبقاء على محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية رغم إسهام حالة عدم اليقين السياسي في اسرائيل في تبديد آمال التوصل لاتفاق هذا العام.

ويدعم الاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة بقوة المحادثات التي أطلقها الرئيس الامريكي جورج بوش قبل عام تقريبا في مؤتمر أنابوليس بولاية ماريلاند رغم التوقعات بأنه لن يحقق هدفه بنهاية العام كما كان يعتزم.

وتواجه المحادثات عراقيل تتمثل في العنف والخلافات المريرة بشأن بناء المستوطنات ومستقبل القدس وقد تنهار العملية وسط حالة من التحول السياسي في اسرائيل والولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وأطلعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني والرئيس الفلسطيني محمود عباس اللذان جلسا جنبا الى جنب على مائدة مستديرة اجتماعا وزاريا للجنة الرباعية على آخر تطورات عملية السلام وقالا انها توصلا الى عدد من الاتفاقات من بينها الحاجة الى مفاوضات ثنائية مباشرة مستمرة بلا انقطاع.

وقالت اللجنة الرباعية في بيان قرأه الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين طالبوا المجتمع الدولي بدعم جهود الطرفين في إطار عملية انابوليس.

واتفق الوسطاء على ان ربيع 2009 ربما يكون "موعدا مناسبا" لاجتماع سلام دولي في موسكو.

وسلم البيت الابيض هذا الاسبوع بأن الرئيس الامريكي جورج بوش لن يحقق على الأرجح قبل ان يترك السلطة في يناير كانون الثاني هدفه بالتوصل لاتفاق يُنهي ستة عقود من الصراع.

وانضمت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي تختتم ما قد تكون آخر زياراتها على الأرجح الى المنطقة قبل ان تتنحى الى بان جي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في الاجتماع.

وقالت رايس: ما سمعناه اليوم من الطرفين والذي هو أهم عنصر في ذلك هو انهما مؤمنان بعملية أنابوليس.

وأعادت اللجنة الرباعية التأكيد على دعوة الجانبين الى تنفيذ التزاماتهما بشكل كامل مثل تجميد الانشطة الاستيطانية وتفكيك البنية الاساسية للنشطاء. كما عرضت دعمها لتوسيع الجهود الدبلوماسية الحالية تحقيقا للسلام في المنطقة.

وفي حين يتوقع استمرار محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية العام المقبل فان حالة عدم وضوح الرؤية السياسية في اسرائيل وفوز باراك اوباما في انتخابات الرئاسة الامريكية سيتركان ادارة بوش وليس لديها تأثير يذكر في أيامها الأخيرة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير: أهم شيء هو ان تمسك الادارة الجديدة في الولايات المتحدة بزمام القضية من اليوم الاول ويمكنها فعل ذلك لمعرفتها ان هناك أساسا بوسعنا البناء عليه.

وحث مساعد للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إدارة أوباما على وضع القضية الفلسطينية الاسرائيلية على قمة أولوياتها عندما تتولى السلطة.

وقال هشام يوسف مدير مكتب موسى ان ذلك سيؤثر على الاجواء العامة وعلى الصراعات الأخرى في المنطقة.

وتساءل هل هذه المحادثات هدف في حد ذاتها مجيبا بالنفي وانها ليست سوى وسيلة لتحقيق السلام وهو ما لم يحدث.

وبدت فرص التوصل لاتفاق هذا العام والتي تعد بعيدة المنال دائما في طريقها كي تتبدد كلية مع اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قراره الاستقالة بسبب فضيحة فساد مما تسبب في إجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل في العاشر من فبراير شباط المقبل.

وفي حديث لراديو اسرائيل قبل ان تتوجه الى مصر أعادت ليفني التأكيد على التزام اسرائيل بعملية انابوليس.

ومن غير الواضح مدى الاهتمام الذي سيوليه أوباما بعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وعبر مسؤولون فلسطينيون مرارا عن قلقهم من ان تستغل اسرائيل أي توقف في المحادثات لتوسيع المستوطنات اليهودية.

وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات للصحفيين ان هناك فراغا نجم عن الانتخابات الامريكية وعن الانتخابات الاسرائيلية المقبلة. وأعرب عن أمل الفلسطينيين في ان تساعدهم اللجنة الرباعية على ألا يستغل الاسرائيليون هذا الفراغ لتكثيف بناء المستوطنات والحواجز والتوغلات والهجمات على الشعب الفلسطيني.

فرصة أوباما الذهبية في تحقيق السلام كما يرى بلير

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، طوني بلير، أن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، لديه فرصة هائلة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من خلال اتفاق يعزز القوى المعتدلة في العالم الإسلامي.

وقال بلير في تصريحات لـCNN من القدس بالضفة الغربية، إن أوباما يمكنه حشد مزيد من الدعم الدولي والإقليمي، للبناء على ما تم التوصل إليه من اتفاقيات بين مختلف الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف مبعوث اللجنة الرباعية قوله: هناك توافق عام على ضرورة المضي قدماً، كما توجد القواعد الأساسية التي يمكن من خلالها إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين، وفي نفس الوقت توفير ضمانات الأمن للإسرائيليين.

كما دعا بلير الولايات المتحدة إلى استغلال ما اعتبره فرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة، قائلاً: في ظل إدارة (أوباما) الجديدة، يجب علينا أن نتعامل مع هذه القضية بشكل جدي، وأن نوفر لها كافة عوامل النجاح التي تستحقها.

جاءت تصريحات بلير في مدينة القدس، في أعقاب اجتماع ممثلي اللجنة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي إضافة إلى الأمم المتحدة، في منتجع شرم الشيخ المصري على ساحل البحر الأحمر.

ورهن مشعل استعداد الحركة للحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة بعقلية منفتحة على: أسس احترام لحقوقنا وخياراتنا.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، قد استبقت اجتماع اللجنة الرباعية بالقول إن الجهود التي يتمّ بذلها حالياً ستؤدي إلى النجاح، رغم اعتراف البيت الأبيض بأنّه لا يرجّح التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الفترة المتبقية من حكم الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش.

وقال رايس، في مؤتمر صحفي عقدته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية، إنّ الجهود المبذولة ضمن مسار قمة أنابوليس في ماريلاند سيؤدي إلى دولة فلسطينية.

وأعربت الوزيرة الأمريكية عن تفهمها لكون انعدام أي اتفاق سلام في الشهور التي أعقبت مؤتمر أنابوليس أدى إلى مخاوف من كون المفاوضات فشلت، ولكن الأمر معاكس تماماً، فعملية أنابوليس أفضت إلى البناء المحتمل لدولة فلسطين، حسب قولها.

سوريا ترفض تقديم التنازلات إلى اسرائيل

من جهة اخرى دعا الرئيس السوري بشار الاسد اسرائيل الى تقديم براهين على رغبتها في السلام مؤكدا ان الدولة العبرية لن تحصل على اي تنازلات من دمشق.

من جهة اخرى اعتبر الاسد ان الاتفاق الامني الذي تريد الولايات المتحدة توقيعه مع بغداد يهدف الى تحويل العراق قاعدة لضرب دول الجوار.

ولم يأت الاسد على ذكر الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما في الخطاب القاه في افتتاح الدورة العادية الثانية للبرلمان الانتقالي العربي في دمشق.

وقال الرئيس السوري: من غير المنطقي او المقبول بعد الان ان يكون مطلوبا منا نحن العرب ان نستمر في تقديم البراهين والدلائل عن رغبتنا في السلام التي اعلناها وعبرنا عنها في مختلف المناسبات ومنذ عقود طويلة. بحسب فرانس برس.

واضاف، على الاسرائيليين ان يقدموا البراهين وان يعبروا بالافعال عن استعدادهم للسلام وان يعملوا على اقناعنا نحن العرب بذلك فهم الذين يحتلون ارضنا ويعتدون على شعبنا ويشردون الملايين من اهلنا.

وتابع الاسد ان: الاسرائيليين يقومون بكل هذه الاشياء ويضعونها كقناع بهدف الحصول على المزيد من التنازلات وهم لن يحصلوا على تنازلات من سوريا.

وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل العام 1967 وضمتها العام 1981 شرطا لاستئناف مفاوضات السلام مع الدولة العبرية التي توقفت قبل ثمانية اعوام.

وخاضت دمشق منذ ايار/مايو الفائت اربع جولات من المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل بوساطة تركية.

وفي 17 ايلول/سبتمبر اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم تأجيل الجولة الخامسة من هذه المفاوضات بناء على طلب الجانب الاسرائيلي من دون انه يتم تحديد موعد الجولة المقبلة.

وتطرق الاسد في خطابه الى الملف العراقي معتبرا ان الاتفاقية الامنية (بين الولايات المتحدة والعراق) تهدف الى تحويل العراق الى قاعدة لضرب دول الجوار بدل ان يكون سندا لهم.

وقال ان استقرار العراق مسألة حيوية بالنسبة لاستقرار المنطقة وهذا لن يتحقق الا بانهاء الاحتلال الاجنبي ومن خلال انجاز المصالحة الوطنية بين ابنائه.

واكد مساندة سوريا لكل الجهود المبذولة لانجاز الحوار الوطني واستعدادها لتقديم كل عون ممكن لانجاح هذه الرعاية.

ووافقت الولايات المتحدة على تعديلات عدة اقترحتها بغداد على الاتفاق الامني الذي يفترض ان يؤدي الى انسحاب القوات الاميركية من العراق بنهاية 2011.

ويهدف هذا الاتفاق الى تنظيم الوجود العسكري الاميركي في العراق بعد 31 كانون الاول/ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة لقوات التحالف المنتشرة حاليا في العراق بقيادة اميركية.

وفي ملف متصل اكد الاسد ان العدوان الاميركي الاخير على الاراضي السورية يدلل على ان وجود قوات الاحتلال الاميركي يشكل مصدر تهديد مستمر للدول المجاورة للعراق ويشكل عامل عدم استقرار للمنطقة.

واقرت الولايات المتحدة بان قواتها نفذت في اواخر تشرين الاول/اكتوبر غارة على قرية سورية على الحدود العراقية بهدف التصدي لمقاتلين اجانب يتسللون الى الاراضي العراقية لمقاتلة الجيش الاميركي.

من جهة اخرى اكد الاسد دعمه الحوار بين الفصائل الفلسطينية واستعداده لبذل كل الجهود الممكنة لتهيئة الظروف المناسبة لانجاح الحوار الذي تتحقق فيه وحدة ومصلحة الشعب الفلسطيني.

كما شدد على دعم سوريا لنضال الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المتمثلة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين.

تهنأة حماس لأوباما واستعدادها للحوار من أجل السلام

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، إن الحركة منفتحة للحوار مع الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، وفق مقابلة تلفزيوينة مع شبكة سكاي نيوز.

ورهن مشعل استعداد الحركة للحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة بعقلية منفتحة على أسس احترام لحقوقنا وخياراتنا، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس.

وبسطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيطرتها على قطاع غزة بالقوة بعد مواجهات مع عناصر فتح الموالية لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، منذ يونيو/حزيران عام 2007.

وقاطعت إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، كما فعلت معظم الحكومات، الحركة مع رفضها نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

وصرح مشعل خلال المقابلة مع الشبكة البريطانية من دمشق: إذا أرادت الإدارة الأميركية التعاطي مع المنطقة ومع الصراع العربي الإسرائيلي، ليس لديها من خيار سوى التعامل مع حركة حماس، نحن القوة الحقيقية الفاعلة على الأرض.

وأضاف مشعل: نحن الحركة التي فازت بأغلبية الأصوات في الانتخابات. ومن جهة أخرى، فأنه من الخطأ القول بأن حركة حماس تشكل خطراً على أحد.

وأعرب مشعل عن تفاؤله بانتخاب أوباما قائلاً إن إنتخاب رئيس أمريكي، أفريقي الجذور، تمثل تغيراً كبيراً على الصعيدين السياسي والسايكولوجي، وهنأ أوباما على فوزه.

وفي المقابل، رهن كبير مستشاري أوباما للسياسة الخارجية، دنيس ماكدونوه، الحوار مع حماس بتغيير الحركة لسياساتها.

وأضاف قائلاً: الرئيس المنتخب أوباما حدد طوال حملته الإنتخابية الحوار مع حماس بنبذها العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والموافقة على الالتزام بالاتفاقيات السابقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 16/تشرين الثاني/2008 - 16/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م