شبكة النبأ: بعد الفوز الكاسح
الذي حققه المرشح الديمقراطي اوباما في انتخابات الرئاسة الامريكية،
يتوقع الساسة العراقيون ومثلهم الكثير في العالم اجمع ان يكون هناك
تغييرا شاملا في مجرى السياسة الامريكية، ذلك ان الوعود التي
أطلقها اوباما قبيل انتخابه تفرز مدى حجم التغيير هذا.
وللمراقب العراقي تخوف واضح، من إقصاء القضية العراقية من
الاجندة الرئيسية للرئيس الجديد، وبذا يكون المشروع العراقي مهدد
بنوع آخر من التسلط الديكتاتوري مثلا، او تخوف من عودة الاقتتال
الى الشارع العراقي وسيطرة الميلشيات والجماعات المسلحة التي تتحكم
بمصير الناس. او تزايد نفوذ دول الجوار..
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على ردة فعل
الشارع السياسي العراقي إزاء الفوز الذي حققه الديمقراطيين بصعود
المرشح الاسود أوباما الى كرسي الرئاسة في البيت الابيض، لينتهي
بذاك عصر الجمهوريين:
هل يقف العراق بمواجهة مشكلاته منفرداً
بعد فوز اوباما؟
قالت صحيفة نيو يورك تايمز الامريكية، إن فوز باراك اوباما في
الانتخابات الرئاسية الامريكية، سيضع العراق بمواجهة مشكلاته
منفردا، مشيرة الى ان فوزه لم يمض عليه سوى ثلاثة ايام، رغم ذلك
فان تحولا بدأ يحدث في الواقع السياسي في العراق والمنطقة.
وتعلق في تقرير نشرته ان: انتخاب اوباما ربما اعطى العراق فرصة
لبدء صفحة جديدة، مع قدرة اكبر على التحكم بمصيرهم. الا انه ايضا
سيترك العراق اكثر انفرادا بمواجهة اوضاعه بين جيران عدوانيين،
وعاجز عن النظر الى الامريكيين كوسطاء عند تنازع الفصائل السياسية.
عليه، هناك شعور ما بامكانية واحتمال ظهورها.
وذكرت الصحيفة إن السياسيين الشيعة في العراق يشيرون الى انهم
ماضون بسرعة باتجاه ابرام اتفاقية امنية بشأن وجود القوات
الامريكية، فيما اعرب مسؤول في ادارة بوش عن اعتقاده بان العراقيين
ربما يصادقون على الاتفاقية قبل منتصف الشهر الجاري. بحسب أصوات
العراق.
وقال هادي العامري، النائب عن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي،
للصحيفة انه: قبل هذا الوقت، كان العراقيون يعتقدون انهم اذا وقعوا
الاتفاقية فلن يكون هناك احترام لجدول انسحاب القوات بحلول 31 من
كانون الاول ديسمبر 2011، موضحا انه: لو بقى الجمهوريون ربما لن
يكون هناك احترام لهذا الجدول الزمني، والخطوة الايجابية هي ان هذه
الفرضية عن الجدول الزمني هي نفسها لدى السيد اوباما.
وكان اوباما قال انه يفضل وضع جدول زمني بمدة 16 شهرا لسحب
الالوية القتالية، وهذا جدول زمني اسرع بمرتين مما ذكرته مسودة
الاتفاقية الامريكية العراقية.
وكان سياسيون عراقيون شيعة، حسب ما تذكر الصحيفة، تحت ضغط شديد
من جانب قادة ايرانيين من اجل عدم توقيع الاتفاقية، فايران، التي
لها علاقات وطيدة معهم، ابدت خشيتها من الاتفاقية لانها توفر اساسا
لوجدود امريكي دائم في العراق قد يهدد ايران.
الا انه يبدو ان العراقيين الان، كما ترى الصحيفة، يشعرون بضغط
قليل من جانب ايران، ربما لان الايرانيين اقل قلقا من ان ادارة
اوباما سوف تجبرهم على اجراء تغيير في بلادهم.
وفي الاسابيع الاخيرة كان السيد العامري واحدا من نواب بارزين
عن المجلس الاعلى وقضى سنوات في ايران ويقود منظمة بدر، التي هي
الان جناح برلماني للمجلس، يعكس مخاوف ايران من خلال الممانعة في
توقيع الاتفاقية.
وتضيف الصحيفة: وبالطبع، ونظرا لحالة التقلب والانقسام في
السياسة العراقية، ما زال ممكنا تاجيل الافاقية الامنية. لكن مع
اعتقاد عراقيين بان السيد اوباما كرئيس، سيتجه سريعا الى سحب
القوات الامريكية، قال مسؤولون امريكيون وعراقيون انه يظهر ان
العقبات بوجه الاتفاقية في طريقها الى التلاشي.
جابر حبيب، وهو نائب شيعي مستقل وعالم سياسة في جامعة بغداد،
كما تصفه الصحيفة، اوضح الامر ببساطة قائلا ان: انتخاب اوباما نقل
العراق الى موقع اخر.
واشارت الصحيفة الى ان قرار الجنرال ديفيد بيتريوس في سحب لواء
قتالي اخر قبل ستة اسابيع مما كان مقررا عزز تأكيدات وزارة الدفاع
العراقية بان قواتها قادرة على تسلم المزيد من مسؤولية العراق
الامنية وبعث اشارة بان انسحابات القوات الامريكية تصير حقيقة.
ومن المتوقع من ادارة اوباما، كما تذكر الصحيفة، ان تنقل
التركيز الى افغانستان، وقال مسؤولون امريكيون ان في وقت تتدهور في
الحرب في افغانستان، فان اية قوات اضافية ترسل الى ذلك البلد يجب
ان تكون من بين القوات المنسحبة من العراق.
كما ان انتخاب اوباما الذي تزامن مع قبول المفاوضين الامريكيين
على العديد من التغيرات التي طلب العراقيون اجراؤها على الاتفاقية،
بحسب الصحيفة اوجد مناخا عاما في ان من الاسهل لكل من المفاوضين
العراقيين وجيرانهم، ايران وسوريا والسعودية، القبول بها.
وتذكر الصحيفة ان المفاوضين الامريكيين ارسلوا نسخة جديدة عن
الاتفاقية للقادة العراقيين يوم امس الخميس، تضمنت العديد من
التغييرات التي طلبها العراقيون. وقال العراقيون، في المستوى
العلني، انهم الان يدرسون الوثيقة.
وتعتقد الصحيفة ان هناك نبرة تفاؤل جديدة، بشأن اقرار الاتفاقية،
وتنقل عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، لمحطة
تلفزيونية ان هناك مناخ ايجابي في السعي الامريكي الى الحفاظ على
سيادة الدولة العراقية، مشيدا بتضمين مادة تنص على ان الامريكيين
لن يشنوا هجمات على الجوار العراقي من الاراضي العراقية.
كما عدل الامريكيون من الصياغة لتوضيح أي نوع من القوات ستبقى
بعد الانسحاب في العام 2011، حسب ما قال للصحيفة مسؤول في ادارة
بوش مطلع على الاتفاقية الامنية، وقال المسؤول ان: الذين ربما
سيبقون في العراق سيكونون في الدرجة الاولى مدربون وعاملون في
سيطرة الحركة الجوية.
واضاف المسؤول قائلا للصحيفة سيكون هناك وجود مهم، الا انهم
ليسوا قوات قتالية. كما اكد ان غالبية المحادثات الاخيرة مع
العراقيين اعطت المفاوضين الامريكيين الثقة بان موعد ابرام
الاتفاقية قريب.
وقال هادي العامري للصحيفة، وهو رئيس لجنة الامن في البرلمان
العراقي، ان سياسيين عراقيين يثمنون التزام ادارة بوش تجاه العراق،
مشيرا الى ان توقيع الاتفاقية في اثناء وجود الرئيس بوش بمهامه قد
يكون علامة صغيرة على هذا التثمين.
وترى الصحيفة ان الاتفاقية الامنية، وهي اكبر قضية سياسية في
العراق منذ الربيع الماضي، اصبحت طريقة يعرف من خلالها العراقيون
انفسهم ايديولوجيا، كاختزال لما يفكرون به ازاء الوجود الامريكي.
وتعتقد الصحيفة ان الاحزاب السنية بخاصة، غاضبة من الاتفاقية
لان في العامين الماضيين كثيرا ما كان الامريكيون حُماتهم في
الاقتتال الطائفي، ولعل الانسحاب سيترك السنة ضعفاء امام القوى
الشيعية، بحسب الصحيفة التي تواصل تعليقها بالقول ان الحكومة
العراقية المتكونة من منفيين ما كان لهم ان يصلوا الى السلطة الا
نتيجة الاجتياح الامريكي، كانت تتطلع الى الى طريقة تدعم بها
الاتفاقية من دون الظهور بمظهر المذعن الى الامريكيين.
ثم ان انتخاب اوباما الذي امال الكفة الى الانسحاب، بحسب
الصحيفة، يسمح للحكومة بتفادي دعوات الاطراف المناهضة للامريكيين
الى رفض اية اتفاقية، الا ان العديد من العراقيين لا يحتملون فكرة
انسحاب امريكي سريع.
بهذا الصدد، قال علي الاديب للصحيفة، وهو نائب وعضو بارز في حزب
الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي، ان العراقيين مرتاحون جدا لفوز
اوباما، الا ان هذا الفرح او الارتياح يرافقه قلق، ويوضح الاديب:
سبب ذلك حتى لو كان اوباما يدعو الى انسحاب مبكر، تبقى هناك حاجة
لتاهيل قوات الامن العراقية.
وتعود الصحيفة لتنقل عن جابر حبيب قوله ان: الجميع يعتقدون ان
القوات العراقية ستكون قادرة على التعامل مع الامور بدلا عن القوات
الامريكية، الا اننا نحتاج الى بعض المشاركة الامريكية لمنع دول
الجوار من توسيع رقعة تأثيرها في العراق، وسمعت اوباما يقول (والحديث
لجابر حبيب) انه سيبقي على بعض القوات، حتى بعد الشهور الستة عشر،
الا انها ستكون خارج المدن. ولن يراها العراقيون.
وبهذا الشان يقول حبيب ان: الشيء الاخر الذي شهدناه خلال حقبة
بوش هو انه عندما لا يتمكن السياسيون العراقيون من التوصل الى
تسوية، تجد بوش يتدخل.
ولا يرى حبيب، كما يقول للصحيفة، ان ادارة اوباما ستلعب الدور
نفسه، اذ يقول: انا لا اعتقد ان اوباما سيفعل ذلك، فهو لن يحاول
صياغة الاجندة العراقية. واعتقد ان على السياسيين ان يكونوا بالنضج
الذي يمكنهم في حل مشكلاتهم الخاصة بهم، ويكونوا جريئين في عمل
تسويات في ما بينهم.
إذا ما نفذ اوباما وعوده في العراق فهل
ستأتي ديكتاتورية جديدة؟
وتساءلت صحيفة ستارز اند سترايبس الامريكية، عن امكانية تنفيذ
اوباما لتعهداته ازاء العراق، مشيرة الى ان الاقدام على ذلك سيلقي
بالعراق الى فوضى كبيرة او يتمخض عن ديكتاتورية جديدة على منوال
النظام السابق.
ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان متسائل: هل ان كلام حملة اوباما عن
العراق سينفّذ على الارض؟ قالت فيه ان الرئيس الامريكي المنتخب
باراك اوباما سيواجه تحديات شديدة من خلال تحويله وعود حملته
الانتخابية الى حقائق ملموسة على الارض في العراق، حسب ما يرى
خبراء. بحسب تقرير أصوات العراق.
فخلال حملته الانتخابية الرئاسية التي دامت نحو عامين، كما تذكر
الصحيفة، تحدث اوباما كثيرا عن وضع جدول امده 16 شهرا لاخراج
غالبية القوات القتالية من العراق، الذي وصفه بساحة القتال الخطأ،
بحجة ان ذلك سيسمح للولايات المتحدة بنقل المزيد من الجنود
والاموال الى افغانستان، التي يعدّها خط المواجهة في الحرب على
الارهاب.
عارض اوباما حرب العراق حتى قبل انتخابه في مجلس الشيوخ في
العام 2004، ورأى ان الموعد الصارم سيجبر العراقيين على اتخاذ
الخطوات الضرورية باتجاه مصالحة سياسية واضطلاعهم بمسؤولية امنهم
الخاص بهم واستقرارهم.
فقد قال اوباما في كلمة له في اب اغسطس 2007 القاها في مركز
ولسون بواشنطن ان انهاء هذه الحرب سيكون اول اولوياتي عندما اتولى
مهامي (كرئيس)، وحسب ما تنقل الصحيفة سوّغ كلامه هذا بان ما من حل
عسكري في العراق، فالقادة العراقيون وحدهم يستطيعون تسوية مشكلاتهم
في قلب حرب العراق الاهلية، وعلينا نحن ان نضغط عليهم ليقوموا بفعل،
وافضا استفادة لنا من ذلك يتمثل بتقليل وجود قواتنا.
وتشير الصحيفة الى ان كلام اوباما ذاك جاء بُعيْد وصول زيادة
القوات الى ذروتها، على انه راح يعترف منذ ذلك الحين ان زيادة
القوات قد اتت بثمار تجاوزت اكثر احلاما جموحا، وواصل تأكيد ان
زيادة القوات لم تنتج المصالحة السياسية بين العراقيين في حين ان
هذا كان هدفها الاكبر.
وقال اوباما، كما تواصل الصحيفة، في 4 من ايلول سبتمبر متحدثا
الى جمع حاشد في لانكستر ان الحجة نفسها كانت وما تزال هي: متى نضع
في ايدي العراقيين مسؤولية بلدهم؟ ومتى سيحلون خلافاهم السياسية؟.
تقوم خطة اوباما في ترك قوة باقية من القوات الامريكية في
العراق لتولي مهام مكافحة الارهاب، وحماية مستخدمي الولايات
المتحدة الذي يبقون في البلاد ويدربون قوات الامن العراقية، في حين
تواصل الحكومة تقدمها السياسي.
وتعلق الصحيفة بالقول ان جدول اوباما في الانسحاب اكثر تماشيا
مع جدول تخفيض القوات الامريكية المقرر بموجب مسودة الاتفاقية
الامنية طويلة الامد التي تم التوصل اليها قبل اسبوعين فقط بين
مفاوضين امريكيين وعراقيين. فبحسب الاتفاقية، ستنسحب القوات
الامريكية من المدن العراقية وتعود الى قواعدها في حزيران يونيو
2009 وتغادر البلاد بنهاية العام 2011، ما لم يطلب العراقيون خلاف
ذلك.
الا ان الصحيفة تقول ان هذا السيناريو يتغير الان، وتوضح ان
الاتفاقية الان في علم الغيب، اذ ان العراقيين يريدون اجراء
تغييرات، ومن غير الواضح ان يتفقوا هم والبيت الابيض على نسخة
جديدة قبل 31 من كانون الاول ديسمبر، حينما تنتهي صلاحية تفويض
الامم المتحدة، فلو انتهى التفويض قبل ابرام اتفاقية، على القوات
الامريكية ان توقف عملياتها.
واذا لم تبرم الاتفاقية، فمن المرجح ان يعمد العراقيون او
الامريكيون الى طلب تمديد التفويض، بدلا عن مخاطر الفوضى التي يكاد
تفشيها ان يكون مؤكدا في حال انسحاب القوات الامريكية.
وبحسب ستيفن بايدل، الاستاذ السابق في كلية الجيش الامريكي
الحربية، فان العراقيين يريدون بوضوح ان تبقى مساعدة الولايات
المتحدة قائمة لهم. وهذا يستوجب وجود اساس قانوني للاحتلال
الامريكي.
ويعتقد بايدل، كما تقول الصحيفة، انه حتى لو لم يتم التوصل الى
اتفاقية امنية قبل مغادرة بوش مهامه، او حتى لو لم يمدد تفويض
الامم المتحدة، ستبقى الولايات المتحدة والمسؤولين العراقيين البحث
في صياغة سلسلة من الشروط الاستثنائية التي من شانها السماح للقوات
الامريكية العمل في البلاد، ان تردى الوضع الامني فيها.
وتعلق الصحيفة مضيفة ان ما يزيد عن 4.000 عسكري فقدوا ارواحهم
في العراق منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة في العام 2003، وجرح
30.000 عسكري اخرون. فبالاضافة الى افغانستان، من المتوقع ان تصل
تكاليف حرب العراق الى 800 بليون دولار في نهاية العام الحالي.
وطبقا لاستطلاعات راي فان اكثر من نصف الامريكيين يقولون انهم لم
يعودوا يؤيدون الحرب.
لكن ربما ان مغادرة العراق شيء سهل بالقول اكثر من الفعل.
فعندما يتولى اوباما مهامه سيواجه عددا من التحديات اكثر من امر
وضع جدول زمني سيحكم في نهاية المطاف كيفية وزمان مغادرة القوات
الامريكية العراق.
وهنا تشير الصحيفة الى امكانية تفجر التوترات. اذ ترى ان في حين
هدأ العنف الطائفي، الا ان التوترات بين الاغلبية الشيعية والاقلية
السنية من الممكن ان تندلع مرة اخرى، بخاصة لو تعثرت الخطوات
باتجاه مصالحة سياسية.
كما ان مصير مدينة كركوك والمنطقة الغنية بالنفط المحيطة بها لم
يتقرر بعد. فالاكراد، كما تواصل الصحيفة، يريدون ضم كركوك الى
منطقتهم شبه المستقلة في الجزء الشمالي من البلاد. الا ان العرب في
باقي انحاء العراق، بخاصة السنة منهم، يكرهون ان يدعوها تذهب اليهم.
والنزاع وسط التوترات الهشة في داخل البلاد على أي من هذه
القضايا من الممكن ان يودي بالعراق الى الفوضى مرة اخرى. ونظرا
لضعف الدولة، فان تبني جدول زمني لانسحاب في 16 شهرا قد يكون
مخاطرة كبيرة، كما يرى بعض المحللين.
وبهذا الصدد تنقل الصحيفة عن مايكل اوهانلون، المتخصص بالامن
الوطني الامريكي بمعهد بروكنغز بواشنطن، قوله ان الاعتقاد بان
الجراح كلها التأمت، وان الثقة كلها عادت، هو تفاؤل مبالغ به.
وتضيف الصحيفة ان الجنرال ديفيد بيتريوس، الذي اشرف على الكثير
من التحولات في العراق وهو الان يتولى مسؤولية القيادة المركزية
الامريكية، كان قد حذر الكونغرس ان أي انجاز امني تحقق حتى الان في
العراق ما زال هشا وقابلا للارتداد.
وتواصل الصحيفة تعليقها بالقول: ان القوات العراقية ما زالت
تعتمد بشدة على الجيش الامريكي في العمليات اليومية، بخاصة في مجال
الدعم اللوجستي.
وفي عدد من الصدامات الكبيرة مع مسلحين على مدى سنوات ماضية،
حدث ان رفض عدد من الوحدات القتال، بل ان بعضها انضم الى الجانب
الاخر، كما تلاحظ الصحيفة.
فاذا ما ابتدات القوات الامريكية بمغادرة العراق قبل ان تتمكن
قوات الامن العراقية من العمل بمفردها بنحو تام، فاعتقد انكم سترون
اللاعبين الكبار في العراق ينسحبون ويبدأوا بجولة اخرى من الاقتتال
الشرس، كما يعتقد بايدل.
وبالنظر الى تاريخ العراق الدامي، كما تختتم الصحيفة تعليقها،
فمن المعقول جدا ان يتقدم رئيس الوزراء نوري المالكي او من يخلفه
ليقبض على السلطة وينصب نفسه ديكتاتورا ـ كما فعل صدام قبل 30 عاما
مضت.
يذكر ان صحيفة ستار اند سترايبس Stars and Stripes (وتعني نجوم
وخطوط، اشارة الى العلم الامريكي) موجهة الى الجيش الامريكي وموظفي
وزارة الدفاع والمتعاقدين وعائلاتهم؛ وهي لا تخضع لرقابة الدفاع او
لتنقيحاتها، وتعد الوحيدة من نوعها من بين الاصدارات العسكرية
الامريكية، وتوزع في اوروبا منذ العام 1942. ولديها مكاتب في عدد
من مناطق العالم من بينها الشرق الاوسط.
المخطط العراقي لن يكون ضمن سلّم أولويات
أوباما
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب عن
قائمة الائتلاف الموحد جابر حبيب جابر إن العراق لن يكون على رأس
أولويات الرئيس الأمريكي المنتخب بارك أوباما بسبب المشاكل التي
تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح جابر في حديثه أن: أوباما لم يذكر العراق في مؤتمره
الصحفي الأول بعد انتخابه لأن أولوياته تختلف عن أولويات الرئيس
المنتهية ولايته جورج بوش، مضيفا أن أوباما يركز حاليا على إنهاء
الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة فضلا عن تركيزه
على محاربة الإرهاب في أفغانستان. بحسب نيوزماتيك.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب بارك أوباما تطرق في مؤتمره
الصحفي الأول إلى الأزمة الاقتصادية في بلاده ومحاربة الإرهاب في
أفغانستان والملف النووي الإيراني، من دون أن يشير إلى وضع قواته
في العراق والسياسة التي ستنتهجها واشنطن تجاه بغداد خلال فترة
ولايته.
ودعا عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي الكتل
السياسية في البرلمان والحكومة العراقية إلى البدء بإيجاد حلول
للمشاكل التي يعاني منها العراق وتوحيد مواقفهم استعدادا لتولي
أوباما السلطة وتخفيض التواجد الأمريكي في العراق.
وأشار جابر إلى أن "إدارة الرئيس بارك أوباما لن تتدخل بعد
توليها حكم الولايات المتحدة بشكل رسمي في المشاكل الداخلية للعراق
كما كانت تفعل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش"، داعيا الحكومة
العراقية إلى الاستعداد لمرحلة جديدة من التعامل مع الولايات
المتحدة تختلف جذريا عن المرحلة السابقة.
وتوقع جابر أن: يعمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إبقاء
تواجد أمريكي محدود في العراق خلال الفترة المقبلة لتنفيذ وعوده
الانتخابية ونقل تركيز الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب من
العراق إلى أفغانستان.
ولفت جابر إلى أن قدرات القوات المسلحة العراقية تطورت بشكل
كبير خلال الأشهر الماضية وأصبحت قادرة على مواجهة أي طارئ قد ينتج
عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
واستبعد جابر أن يقدم الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما على
أي انسحاب وصفه بالثوري والنهائي من العراق خلال الأشهر المقبلة
لأن المؤسسات التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية ترفض تحول
العراق إلى بلد فاشل تعمه الفوضى، على حد قوله.
في أول حديث له.. اوباما يتجنب ذكر
العراق
وتجنّبَ الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما، في اول مؤتمر
صحفي يعقده بعد فوزه بالانتخابات الامريكية، الحديث عن سياسته تجاه
العراق، مخالفا بذل التوقعات التي المحت الى ان العراق سيكون من
ابرز المواضيع التي سيتطرق اليها في المؤتمر.
وأكتفى اوباما بالتطرق الى اساليبه في معالجة الموضوع الابرز في
الولايات المتحدة، وهو الازمة العالمية التي قال ان معالجتها
ستتطلب وقتا، وان الخروج منها يحتاج جهدا وتعاونا، فضلا عن اشارته
الى ثبات موقفه تجاه ايران رغم رسالة التهنئة التي بعثها الرئيس
الايراني محمود احمدي نجاد له عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية. بحسب
نيوزماتيك.
وجاءت تصريحات اوباما، خالية تماما من الاشارة الى العراق، دون
ان يوضح فيما اذا كان سيبقي على وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس
في منصبه حسب ما سربته وسائل اعلام غربية في وقت سابق، ام انه
سيعين وزيرا جديدا للدفاع مع استمرار معالجة الولايات المتحدة
لحربين، بحسب اوباما الذي تجنب ذكر العراق او حتى افغانستان التي
قال في وقت سابق انها الجبهة الرئيسية التي يجب ان تهتم بها
الولايات المتحدة.
وكان التواجد الامريكي في العراق، قد حظي باهتمام 10% من اهتمام
الناخبين الامريكيين في الانتخابات الرئاسية وفاز فيها اوباما
بـ338 صوتا من اصوات الناخبين الكبار.
واعلن اوباما اثناء حملته الانتخابية انه سيسحب القوات
الامريكية من العراق خلال 16 شهرا من توليه منصب الرئاسة في
الولايات المتحدة، معتقدا ان افغانستان هي الاهم في ما قال انه:
الحرب على الارهاب.
ويتواجد في العراق، اكثر من 150 الف جندي امريكي منذ عام 2003،
ينتهي التفويض الاممي بتواجدهم في العراق نهاية العام 2008، وهو ما
استدعى اجراء مفاوضات بين الحكومة العراقية وادارة الرئيس الامريكي
جورج بوش لعقد اتفاقية امنية طويلة الامد، حظيت بردود فعل متباينة
في العراق، خصوصا مع طلب الحكومة العراقية اجراء تعديلات على
الاتفاقية، واطلاق تسمية اتفاقية الانسحاب عليها بدلا من الاتفاقية
طويلة الامد. |