العالم ينقلب على الجمهوريين وينتخب اوباما

الرئيس الجديد ومهمة اعادة ثقة العالم بامريكا

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بعد نحو ساعة على إعلان فوزه قال الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما، الذي صنع التاريخ واصبح اول رئيس امريكي من اصل أفريقي، ان التغيير وصل الى أمريكا.

ورغم أنه كان بحاجة إلى 270 صوتاً فقط للفوز بالرئاسة الأمريكية، إلا أن أوباما نجح في حصد 338 صوتاً مقابل 156 صوتاً ذهبت لمنافسه الجمهوري، وبات الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن اوباما بانتظار قائمة طويلة من التحديات الداخلية والخارجية ستوضع امامه وسيكون ملزماً بالعمل عليها والبت فيها، خاصة ملفات السياسة الخارجية والحرب في العراق وافغانستان والعلاقة مع ايران والدول الاخرى المناهضة للسياسة الامريكية، فهل سيستطيع اوباما عبر شعار التغيير الذي أتى به ان يحسِّن الصورة البشعة للولايات المتحدة التي رُسمت ابان سيطرة الجمهوريين على الحكم فيها؟

وقال اوباما أمام حشد يزيد على 125 ألفاً من أنصاره ومؤيديه في متنزه "غراند بارك" بشيكاغو "هذا الانتصار انتصاركم"، وأثنى على "الرجال العاملين والنساء الذين ساهموا من مدخراتهم بخمسة دولارات ثم عشرة دولارات وعشرين دولاراً من أجل هذه القضية."وتابع يقول إن هذا الفوز يثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المكان الذي تصبح فيه كل الأشياء محتملة.

وحذر أوباما من أن بلاده تواجه تحديات خطيرة، بما فيها التحديات البيئية والأزمة المالية وخوض حربين، وأعاد إلى الأذهان ما كان قد صرح به داعية الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينغ، عندما قال إن "البلاد يمكنها أن تجتاز كل هذه التحديات."

وقال: "قد لا نحقق ذلك خلال عام واحد أو حتى خلال فترة ولاية واحدة، ولكن أمريكا.. لم أكن أكثر تفاؤلاً مما أنا عليه هذه الليلة بأننا سنتمكن من تحقيق ذلك.. أعدكم، نحن كأفراد شعب، بأننا سنحقق ذلك."

واقتبس أوباما عن الرئيس الأمريكي الراحل، أبراهام لينكولن، في كلمته عندما انتخب رئيساً دعوته للوحدة بين الجمهوريين والديمقراطيين. بحسب سي ان ان.

وقال "كما قال لينكولن لشعب كان أكثر انقساماً مما نحن عليه الآن.. 'نحن لسنا أعداء، لكننا أصدقاء' ولأولئك الأمريكيين الذين سأعمل على اكتساب أصواتهم، ربما لم أحظ بأصواتكم، ولكنني أسمع صوتكم.. أنا بحاجة إلى مساعدتكم.. وسأكون رئيسكم أيضاً."

بوش ومكين يهنئان أوباما على الفوز بالرئاسة

هنأ الجمهوري جون مكين منافسه الديمقراطي باراك اوباما على الفوز في انتخابات الرئاسة الامريكية قائلا "الشعب الامريكي قال كلمته."

والقى مكين كلمة وسط حشد من مؤيديه في فندق في فينيكس بعد ان اتصل هاتفيا بأوباما مسلِّماً له بالهزيمة في الانتخابات. بحسب رويترز.

وحث سناتور اريزونا البالغ من العمر 72 عاما الامريكيين على التكاتف خلف اوباما قائلا انه يعتزم مساعدة اوباما في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه الامريكيين.

وقال مكين "أيا كانت الخلافات بيننا فنحن مواطنان امريكيان."واضاف قائلا "من الطبيعي الليلة ان اشعر ببعض خيبة الامل لكن غدا يتعين علينا ان نتجاوزها."

وأشاد مكين بالمرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين قائلا انها صوت حيوي جديد في الحزب الجمهوري.

وقال البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش اتصل بأوباما لتهنئته على الفوز في انتخابات الرئاسة ودعاه وأسرته لزيارة البيت الابيض قريبا.

ونقلت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو عن بوش قوله "انك بصدد الذهاب في واحدة من أعظم الرحلات في حياتك. أهنئك واذهب واستمتع."وسيؤدي أوباما اليمين ليصير الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة في 20 يناير كانون الثاني 2009

الرئيس اوباما: آباء الجنود الامريكان ينتظرون عودتهم من العراق

قال الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما، صباح الاربعاء، ان آباء الجنود الامريكيين العاملين في العراق، ينتظرون عودة ابنائهم الى وطنهم، وانهم يدفعون الكثير من الضرائب بسبب الحرب في العراق، وان هذا سيتغير. بحسب رويترز.

جاء هذا في الخطاب الذي القاه اوباما صباح الاربعاء، في حديقة غرانت بارك في مدينة شيكاغو الامريكية، بعد ساعات من اعلان فوزه بانتخابات الرئاسية الأمريكية بـ 338 من أصوات الناخبين الكبار، مقابل حصول منافسه الجمهوري جون ماكين على 141من الاصوات.

زيباري: اوباما ابلَغَنا انه لن يتسرع بسحب القوات الامريكية من العراق‏

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في وقت ‏مبكر من صباح الاربعاء، ان الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما ابلغ ‏العراقيين انه لن يتسرع في سحب القوات الامريكية من العراق، معربا عن ‏اعتقاده بان السياسة الامريكية تجاه العراق لن تتغير كثيرا بمجيء اوباما الى سدة ‏الحكم في الولايات المتحدة.‏

وتعد تصريحات زيباري التي ادلى بها عقب اقل من ساعة على اعلان فوز اوباما ‏بـ 338 من أصوات الناخبين الكبار، مقابل حصول منافسه الجمهوري جون ‏ماكين على 141 من الاصوات، هي ردة الفعل الاولى لمسؤول عراقي رفيع ‏المستوى.‏

واضاف زيباري، ان اوباما ابلغ المسؤولين العراقيين اثناء زيارته للعراق، بأنه ‏‏لن يتسرع في سحب القوات الامريكية من العراق في حال فوزه بالرئاسة ‏الامريكية، مضيفا أن الحكومة العراقية التي ترحب وتحترم خيار الشعب ‏الامريكي، لا تتوقع تغيرا كبيرا في السياسة الامريكية تجاه العراق، وان اي تغيير ‏لن يتم بين ليلة وضحاها.‏ بحسب اصوات العراق.

ولفت زيباري إلى ان اوباما سيعمد الى دراسة الوضع في العراق والتشاور مع القادة ‏العراقيين والقادة العسكريين على الارض لتقرير السياسة الصائبة، معربا عن ‏قناعته بان السياسة الخارجية الامريكية هي نتاج مؤسسات واستراتيجيات ثابتة، ‏والتغيير لا يكون بصورة مفاجئة.‏

وأشار زيباري إلى ان “هناك فرصة لتأسيس شراكة ناجحة مع الادارة الامريكية”، متوقعا أن “لايكون اوباما بنفس حماسة جورج بوش فيما يتعلق بالعراق”.

واستدرك قائلا إن اوباما مهما كانت سياسته القادمة لكنه لا يستطيع ان ينفك بشكل سريع من السياسة الأمريكية تجاه العراق، لذا لا نتوقع حدوث خلال كبير مع الادارة الأمريكية الجديدة لأننا نتفاوض مع إدارة جورج بوش حاليا.

وبشأن حصول السناتور جوزيف بايدن على منصب الرئيس الامريكي، وامكانية ‏عودة فكرة تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات طائفية وقومية التي طرحها في ‏الكونغرس في وقت سابق، قال زيباري إن “فكرة تقسيم العراق ليست مطروحة، ‏وما طرحه بايدن اسيء فهمه، لانه دعا الى الفيدرالية التي اقرها الدستور ‏العراقي، ولا يقلقنا مجيء بايدن الى منصب رئيس الولايات المتحدة.‏

الصحف البريطانية.. نظرة على الرئيس الامريكي الجديد

وطغى موضوع الانتخابات الأمريكية على الصحف البريطانية الصادرة صباح الأربعاء، فجميع الصحف خصصت لها مساحات مهمة ليس في صفحاتها الأولى فحسب، بل في زوايا الرأي والافتتاحيات في الصفحات الداخلية أيضا.

ففي صحيفة الاندبندنت كتب هيمش ماكري مقالا بعنوان "تحد كبير بانتظار الرئيس الجديد" استعرض فيه التركة التي خلفها له الرئيس الحالي.

على رأس الهموم التي ستواجه الرئيس الجديد، يقول الكاتب، سيكون الاقتصاد الذي يعاني حالة من الكساد والاعتماد على مستثمرين أجانب سيكون على الرئيس الجديد تخليص الاقتصاد الأمريكي من تبعيته لهم، وهو ما سيكون مهمة صعبة.

ويسهب الكاتب في تحليل حالة الاقتصاد الأمريكي، فيقول ان المواطنين الأمريكيين أصيبوا بالهلع وانتابهم الخوف نتيجة للوضع، ويقف الهلع وراء تقلص الرغبة الشرائية للمستهلك الأمريكي.

اذن فالمهمة الأولى الملقاة على عاتق الرئيس الجديد، يقول ماكري، هي اعادة التفاؤل الى المواطن الأمريكي، ويستشهد الكاتب بمقولة للرئيس فرانكلن روزفلت الذي وصل الى منصب الرئاسة في ظل أوضاع اقتصادية تفوق في سوئها الأوضاع الحالية، وقال في خطاب تنصيبه:" أولا وقبل كل شيء دعوني أؤكد إيماني الراسخ بان الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف نفسه"، في أشارة الى خطورة اليأس والاحباط.

وفي صحيفة الديلي تلجراف كتب ميري ريديل مقالا بعنوان "على جوردون براون أن يعانق الرئيس الجديد، ولكن بشيء من التحفظ".

وتستهل الكاتبة مقالها بالتحذير من الأحلام، وتعطي مثالا عليها "حلم القضاء على الإرهاب" الذي انهار، وكذلك انهار الاقتصاد القائم على "الأوهام والجشع".

وتقول الكاتبة، ان جوردون براون الذي كان يتظاهر ان تعاونه مع جورج بوش كان يسير بشكل سلس الا انه لا بد سعيد برحيله.

وتضيف ان رئيس وزراء بريطانيا سيكون حريصا على أن لا يقترب أكثر مما يجب من رئيس الولايات المتحدة الرابع والأربعين، حيث أثبتت الحرب على العراق مدى خطورة ذلك.

ولكن علاقة براون بالرئيس الأمريكي الجديد ضرورية لنجاحه في مهامه المقبلة، ومنها إصلاح المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي، وانجاز الهدف الألفي المتمثل بانقاذ الشعوب الأكثر فقرا وإعادة بناء الاقتصاد العالمي، حسب الكاتبة.

ولا بد أن براون أدرك أيضا، تقول الكاتبة، أن أيا من المرشحين لن يجلب معه التزاما أيديولوجيا، وبالتالي فبغض النظر عن الفائز في الانتخابات فان الدور الأمريكي في العراق سيقل، وكذلك وعد كلا المرشحين بالعمل لمواجهة التغير المناخي.

أما في صحيفة الجارديان فيوجه جوناثان فريدلاند رسالة الى الرئيس المقبل المجهول الهوية، ويبدأ الرسالة مخاطبا أوباما، وينتظر القارئ أن ينتقل الى ماكين في جزء منها ولكن هذا لا يحدث، باستثناء بعض الجمل المعترضة هنا وهناك.

يستعرض الكاتب المشاكل التي سيواجهها أوباما في البداية، وفي مقدمتها الشرخ الذي حصل بين مؤيديه ومؤيدي ماكين، والقائم على أساس عنصري مبني على استهجان دخول رجل أسود الى البيت الأبيض.

أما المشكلة التالية فهي بالضبط العامل الذي ساهم في رفع أسهمه في الفترة الأخيرة، وهو الأزمة الاقتصادية التي عليه مواجهتها، وان فشله في ذلك كفيل بالاجهاز على شعبيته.

ويقول كاتب الرسالة ان الوقت الأنسب لمواجهة جميع المشاكل هو عقب دخوله البيت الأبيض مباشرة، لأنه يكون بكامل قوته وتأثيره، وبمرور الوقت تزداد مواجهة المشاكل صعوبة.

وفي صحيفة التايمز كتب دانييل فينكيلشتاين مقالا بعنوان "أربعة أسباب تجعل هذه الانتخابات مميزة" يستهلها بالقول ان سبب كون هذه الانتخابات مميزة ليس وجود مرشحين استثنائيين، بل المعادلة معكوسة: كان هناك حاجة لمرشحين استثنائيين لخوض انتخابات مميزة أصلا، فالشعب الأمريكي قد تغير، حسب الكاتب الذي يقول ان أهم ما تغير هو الموقف من العنصرية، وهو ما أظهرته هذه الانتخابات.

عام 1962 قال جورج والاس في ألاباما: "أقول: الفصل (العنصري) الآن، والفصل غدا، والفصل الى الأبد"، وفي عام 2008 اختار ديموقراطيو ألاباما باراك أوباما مرشحا للرئاسة.

لقد خضعت السياسة التقليدية لأمريكا البيضاء للتحول، يقول الكاتب ويضيف ان البلاد تخضع لتحول ديموغرافي أيضا بسرعة ظاهرة للعيان، وتفيد بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي ان البيض في الولايات المتحدة سيتحولون إلى أقلية بحلول عام 2042.

ويخلص الكاتب الى القول ان أمريكا لن تعود كما كانت أبدا لأن الأمريكيين أنفسهم قد تغيروا، فقد تغير العالم أيضا ومعه تغير الدور الأمريكي فيه، كذلك فان الطبقة الوسطى الصاعدة تلعب دورا متزايدا في السياسة الأمريكية، بالاضافة الى ان البرنامج الجمهوري التقليدي لم يعد صالحا.

أوباما ورحلة البحث عن هوية

ولد باراك اوباما في مدينة هونولولو (هاواي) عام 1961، لأم بيضاء من كانساس، وأب افريقي من كينيا كان قد فاز بمنحة للدراسة في إحدى جامعات هاواي. وقع طلاق بين والديه بعد سنتين على ولادته، وتزوجت امه رجلاً آخر من اندونيسيا، ورحلت معه برفقة ابنها الى تلك البلاد التي عاد منها اوباما ليعيش وحيداً مع جدّيه من امه.

تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة بوناهو (هونولولو) التي لا يدخلها عادة الا الأغنياء البيض القادرين على دفع تكاليفها، وذلك بفضل منحة دراسية حصل عليها لانتمائه لأقلية عرقية. غادر اوباما هاواي عام 1979 ليلتحق بجامعة كولومبيا في نيويورك، وبعدما تخرج منها توجه الى شيكاغو حيث عمل مع كنيسة القس جيريمايا رايت الذي ستشكل العلاقة معه لاحقاً اكبر تحد للسناتور الديموقراطي في حملته الرئاسية. بحسب تقرير لصحيفة الحياة.   

ساعد اوباما رايت في دعم الفقراء ومساعدتهم وتنظيمهم لخدمة مجتمعهم، وانتقل بعدها الى جامعة هارفارد لدراسة القانون، واصبح في عام 1991 اول افريقي - أميركي رئيساً لتحرير مجلة «هارفارد» للقانون. في هذه الجامعة تعرف اوباما على ميشيل وارتبط بها، ثم عاد الى شيكاغو بعد تخرجه لاستئناف نشاطه الاجتماعي مع الكنيسة، ومارس عمله كمحام في مجال الحقوق المدنية، وكمحاضر في جامعة شيكاغو في القانون الدستوري.

اوباما السياسي

بدأ اوباما مشواره السياسي من المكان الذي عمل فيه كمنظم للعمل الاجتماعي في جنوب شيكاغو، حيث رشح نفسه وفاز بمقعد في مجلس الشيوخ المحلي في ولاية الينوي عام  1996، وعمل في المجلس مع أعضاء الحزبين على استصدار قوانين لدعم حقوق الأقليات، ولإصلاح نظام الضمان الاجتماعي والصحة وزيادة مخصصات الأطفال وانتقد من الحزبين بسبب موقفه المحايد من قضية الاجهاض.

وبعد اربع سنوات، فاز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي بفضل دعم حزبه الديمقراطي. وكرم بإلقاء خطاب في مؤتمر الحزب الذي انتخب جون كيري كمرشح في ذلك العام للرئاسة الأميركية.

وفي مجلس الشيوخ عمل اوباما في العديد من اللجان التي تعنى بالعلاقات الخارجية والصحة والتعليم والأمن القومي والعمل واللجنة الخاصة بقدامى المحاربين. وتمكن خلال ثلاث سنوات من عمله على تمرير العديد من القوانين الاصلاحية المتعلقة بالصحة والمهاجرين والتعليم والأمن القومي وحماية البيئة.

اوباما الكاتب

وألّف اوباما خلال عمله السياسي كتابين: الأول، «أحلام من والدي» عام 1995، وفيها يتحدث عن طفولته وعلاقته بأبيه، وبحثه عن هويته. والثاني هو «الجرأة على الأمل» الذي صدر عام 2006، وفيه يكشف اوباما حبه للسياسة ومهارته فيها ويتحدث بلغة المدرك لمشاكل أميركا الداخلية والخارجية ويقدم حلولا لها، والكتاب اليوم هو من الكتب الأكثر مبيعاً في العالم.

في العاشر من شباط (فبراير) عام 2007، أعلن اوباما ترشحه لسباق الرئاسة، وذلك بعد مشاورات مع عدد من أصدقائه ومؤيديه. ويذكر اوباما أن بعضهم أخبره صراحة بأن أميركا ليست جاهزة لانتخاب رئيس أسود البشرة، إلا انه رفض ذلك قائلا بأن هذا آخر ما يفكر فيه، وان همه الأساسي منصب على رؤية فرصة في النجاح امام خصوم أقوياء حزبياً وسياسياً ومالياً، مثل هيلاري كلينتون وإدوارد جونز وجون بايدن.

بدأ اوباما معركته الانتخابية مبكراً، وركز فيها منذ البداية على بناء حركة شعبية مناصرة له من داخل الحزب الديموقراطي وخارجه، واستفاد من طريقة هوارد دين في جمع التبرعات المالية عندما استخدم الأخير الانترنت بمهارة وكثافة عاليتين عام 2004 أثناء منافسته مع جون كيري على ترشيح الحزب الديموقراطي.

وبنى اوباما خطته على الفوز بالولايات الأولى التي ستُجرى فيها الانتخابات التمهيدية في كانون الثاني (يناير) 2008، وهي أيوا ونيوهامبشير وساوث كارولينا، معتبراً ان فوزه في تلك الولايات سيعطيه دفعاً قوياً في الانتخابات وسيوفر له دعماً مالياً وسياسياً، وسيدفع أقطاب من الحزب لتأييده. وكانت المفاجاة أن تمكن من تحقيق الانتصار الا في نيوهامبشير. لكن الفوز في أيوا التي تسكنها غالبية بيضاء وخطابه الجديد حول الأمل بتوحيد أميركا وشعاره الذي اصبح نشيد مؤيديه «نعم، قادرون على التغيير» كلها أمور جعلته في مقدم المتنافسين، خصوصاً بعدما تمكنت حملته من جمع تبرعات مالية فاقت في حجمها ما جمعته هيلاري.

وبحلول الخامس من شباط (فبراير) الماضي، موعد اكبر انتخابات تمهيدية او ما يعرف بيوم «الثلاثاء الكبير»، لم يتبق غيره وهيلاري في سباق بدأ بثمانية مرشحين.

ولم تنته الحملة التي قسمت الحزب الديموقراطي الا في حزيران (يونيو) الماضي، عندما تمكن اوباما من الفوز بغالبية أصوات المندوبين، وأصبحت مهمته توحيد الحزب لضمان الفوز على منافسه الجمهوري ماكين. وهنا بدأت الأصوات تتعالى بأن الحل لذلك يمر من خلال ترشيح خصمه السابق هيلاري لمنصب نائب الرئيس، للفوز بأصوات النساء وابناء الطبقة العاملة البيض الذين خسر اوباما تأييدهم عندما أعلن قبيل انتخابات بنسلفانيا في الربيع الماضي أن «سخطهم يدفعهم للجوء الى الدين والسلاح» وهو ما أبعدهم عنه اكثر. لكن اوباما اختار طريقاً آخر للوصول اليهم بإرضاء هيلاري بمساعدتها على تجاوز الديون التي خلفتها حملتها الانتخابية المكلفة، وبترشيح سناتور ولايو ديلاوير جو بايدن لمنصب نائب الرئيس، وبحلول مؤتمر الديموقراطيين في دنفر في آب (اغسطس) الماضي كان الحزب موحداً خلف زعيمه الجديد باراك اوباما.

إشاعات وحقائق

طاردت أوباما إشاعات عديدة، منذ قرر خوض السباق الى البيت الأبيض. قيل عنه انه غير وطني، لا يردد النشيد القومي الأميركي، ويرفض ان يضع العلم على سترته، وانه معاد للسيد المسيح، وقد تكون لديه أصول عربية لأن اسم ابيه حسين، هو مسلم، لا يحب اليهود، ويميل في داخله للعرب بسبب جذور أبيه الإسلامية في كينيا ولأنه تعلم لسنوات في طفولته في اندونيسيا. كما قيل انه ليبرالي جداً وعلى علاقة بمتطرفين خطرين من أمثال بيل ماير، احد معارضي حرب فيتنام في نهاية ستينات القرن الماضي، وانه على علاقة بالدكتور رشيد خالدي المتهم من قبل جون ماكين بأنه كان ناطقاً باسم منظمة التحرير الفلسطينية عندما كانت على لائحة الإرهاب. واتهم اوباما بأنه على علاقة بالثري (السوري الأصل) توني رزقو المتهم في قضايا فساد عديدة في ولاية شيكاغو. وتحول بعض هذه الإشاعات الى إعلانات تلفزيونية من قبل خصمه ماكين في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية. وأفاد استطلاع للرأي نشره «مركز سكريبس» في جامعة اوهايو في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ان 94 في المئة من الأميركيين سمعوا بعض هذه الإشاعات، لكن غالبيتهم لا تصدقها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5/تشرين الثاني/2008 - 5/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م