امريكا تنتخب: حَبس الأنفاس مع بدء العد العكسي

التغطية الإعلامية منحازة لأوباما ومكين يراهن على الولايات المتأرجحة

شبكة النبأ: اوشكت الحملة الانتخابية المحمومة للوصول الى البيت الابيض على نهايتها فيما تحبس الولايات المتحدة انفاسها قبل يوم واحد من الاستحقاق الكبير الذي يعتبر تاريخيا واستثنائياًهذه المرة.

فللمرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة من المحتمل ان يصبح الديمقراطي باراك اوباما اول اسود على راس البيت الابيض كما من المحتمل ايضا ان تصبح سيدة هي الجمهورية ساره بايلن نائبة لرئيس اكبر قوة اقتصادية في العالم.

ففي الرابع من تشرين الثاني/نوفبمر سينتخب الاميركيون رئيسهم فيما تخوض الولايات المتحدة حربين تبدوان بلا نهاية في العراق وفي افغانستان وفيما التخوف من دخول البلاد في فترة ركود بات اقوى من اي وقت مضى.

وذكر الموقع الالكتروني المستقل "ريل كلير بوليتيكس" الذي يعد معدلا وسطيا للاستطلاعات ان المرشح الديمقراطي كان يتقدم قبل ثلاثة ايام من الانتخابات باكثر من ست نقاط على منافسه الجمهوري (50% مقابل 43,5%).

لكن في النظام الانتخابي الاميركي المعقد يعد كسب التصويت الشعبي اقل اهمية من اصوات الناخبين الكبار البالغ عددهم 538 والذين يشكلون الهيئة الانتخابية والذي يفترض ان يحصل المرشح على ما لا يقل عن 270 صوتا من اصواتهم للفوز في الانتخابات. وتحسم الانتخابات في الواقع في نحو عشر ولايات مترددة ("سوينغ ستيتس") التي من شأنها ان ترجح كفة هذا الفريق او ذاك حتى اللحظة الاخيرة وتحسم الموقف.

ففي العام الفين فاز جورج دبليو بوش في الانتخابات الرئاسية باقل عدد من الاصوات من منافسه الديمقراطي آل غور على المستوى الوطني. وفي 2004 حسمت الانتخابات في ولاية واحدة هي اوهايو (شمال)التي فاز بها بوش بتقدم اقل بقليل من 120 الف صوت من اصل اكثر من 5,6 مليون صوت.

وفي الايام الاخيرة كثف اوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين من تنقلاتهما في ولايات عدة تعتبر اساسية منها فلوريدا. ويبدو انهما غير عازمين على التخفيف من زخم جهودهما.

وواقع ان يقوم ماكين بحملة في ولاية مثل فرجينيا لا يعتبر اشارة جيدة للجمهوريين بل يؤكد ان مرشحهم هو في موقف دفاعي. ففرجينيا لم تصوت لاي مرشح ديمقراطي الى البيت الابيض منذ 1964 لكن اوباما يحظى فيها بحسب ريل كلير بوليتيكس بتقدم يزيد عن ست نقاط.

اما بنسلفانيا فهي الولاية الوحيدة التي فاز بها الديمقراطي جون كيري في 2004 ويطمح جون ماكين للفوز بها. لكن هنا ايضا يبدو ان استطلاعات الرأي لا تصب في مصلحته. وبحسب ريل كلير بوليتيكس فان اوباما يتقدم عليه باكثر من تسع نقاط. بحسب فرانس برس.

وعلى العكس آثر اوباما تمضية الايام الاخيرة من حملته في ولايات فاز بها بوش في 2004. وتعول الحملة الانتخابية الديمقراطية على الاحتفاظ بكل الولايات التي فاز بها كيري في 2004 مع كسب عدد من الولايات "الجمهورية". ويبدو هذا الهدف امرا واقعيا يمكن بلوغه بحسب مؤسسات استطلاعات الراي.

لكن ماكين (72 عاما) لم يعرف ابدا بهذا الاندفاع الهجومي الا عندما يكون خاسرا. ففي الحملة في اوهايو وعد انصاره المتحمسين بالعمل على تكذيب استطلاعات الثلاثاء منددا في هذه المناسبة بخطة اوباما "الاشتراكية". اما اوباما (47 عاما) فيسعى من جهته الى اقناع انصاره بان اللعبة لم تحسم بعد بغية الابقاء على التعبئة.

التغطية الإعلامية منحازة إلى جانب المرشح الديمقراطي

رجحت دراسة حديثة إقبال أمريكي قوي على مراكز الاقتراع مع بدء الانتخابات الرئاسية، بينما أظهرت أخرى أن وسائل الإعلام الأمريكية منحازة للمرشح الديمقراطي، باراك أوباما مقارنة بمنافسه المرشح الجمهوري، جون ماكين.

ورجح مايكل ماكدونالد، من جامعة "ميسون" أعلى إقبال على الإطلاق، ومنذ عقود على مراكز الانتخابات: "هذه ليست انتخابات جيل، بل أجيال.. أمامنا فرصة لنسحق بشدة إقبال عام 1960."

وتوقع إدلاء 64 في المائة من الناخبين المسجلين بأصواتهم في الانتخابات، وهو معدل يفوق إقبال عام 2004 الذي بلغ 60.1 في المائة، وهي أعلى كذلك بقليل من نتائج انتخابات حقبة الستينيات فيما بعد الحرب العالمية الثانية والتي بلغت 63.8 في المائة. بحسب سي ان ان.

ويشار إلى أن أعلى نسبة إقبال شهدتها انتخابات عام 1908، التي هزم فيها ويليام هوارد تافت منافسه ويليام جينينغ براين.

وبدوره قال كريتس غانز إن الإقبال سيقوده "90 في المائة من الأمريكيين الذين يعتقدون أن البلاد في المسار الخاطئ.. إلا أن السؤال يظل هو.. كم عدد الجمهوريين من سيمتنعون عن الإدلاء بأصواتهم"، وفق الأوسشيتد برس.

وكان المعسكران المتنافسان قد كشفا في مطلع هذا الأسبوع عن توقعاتهما بمدى الإقبال على صناديق الاقتراع، وتوقع ماكين إدلاء أكثر من 130 مليون أمريكي بأصواتهم، فيما رجح المرشح الديمقراطي تدفق 122.3 مليون شخص، على مراكز التصويت.

مدير حملة ماكين يعد بفوز الجمهوريين

ووعد ريك ديفيس مدير حملة المرشح الجمهوري الى البيت الابيض جون ماكين في رسالة الكترونية وجهها الى حوالى خمسة ملايين شخص من انصار الجمهوريين بفوز سناتور اريزونا في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الثلاثاء المقبل.

وكتب ديفيس في رسالته "اذا كنتم تشاهدون مثلنا في المقر العام للحملة (الجمهورية) المحطات التلفزيونية الاخبارية فانكم سمعتم المحللين يقولون ان ماكين وحملته قد انهارا".

واضاف "اذا كنتم تتابعون السباق الى البيت الابيض منذ البداية فقد سمعتم بالتأكيد ذلك" قبل ان يشكك في استطلاعات الرأي. بحسب فرانس برس.

واوضح ديفيس ان واحد من كل سبعة ناخبين لم يحسم امره بعد. وقال "هذا يعني انه في حال صوت 130 مليون شخص الثلاثاء فان 18,5 مليونا يمكن ان يتخذوا قرارا في اللحظة الاخيرة". واضاف "نعتقد اننا نخوض سباقا حاميا جدا (...) واننا قادرون على الفوز في الانتخابات".

وتوقع ديفيس الا تصوت ولايات عدة ترجح استطلاعات الرأي ان تؤيد المرشح الديموقراطي لباراك اوباما في الاقتراع. وذكر من هذه الولايات ايوا ونيفادا ونيومكسيكو وكولورادو. كما توقع ان تصوت الولايتان اللتان لم تقررا بعد اتجاههما اوهايو وبنسلفانيا لماكين.

وقال ديفيس ان الديموقراطيين يقومون بحملتهم في داكوتا الشمالية وجورجيا واريزونا ليس لان هذه "الولايات الجمهورية" مهددة بل لان الديموقراطيين "يعرفون" انهم لا يتمتعون بتأييد "مؤكد" في عدد كاف من الولايات للفوز في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

واوضح ديفيس الذي يتولى ادارة الحملة الجمهورية ان ماكين ومرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن قررا عقد 14 اجتماعا الاثنين عشية الاقتراع في 12 ولاية "لاقناع ناخبين والمترددين بالادلاء باصواتهم".

ويعتزم الجمهوريون ايضا الاتصال هاتفيا بخمسة ملايين ناخب على الاقل قبل انتهاء عطلة نهاية الاسبوع والقيام بحملات اعلانية اذاعية وتلفزيونية "ستتجاوز الحملات الديموقراطية" في كل انحاء البلاد.

وقال ديفيس ان "مرشحنا لن يستسلم ابدا" قبل ان يدعو مؤيدي الحزب الجمهوري الى ان "يطرقوا الابواب ويتصلوا بالناس هاتفيا وباصدقائهم وجيرانهم لمساعدة جون ماكين في معركته من اجلهم ومن اجل بلدهم".

واضاف "انها مهمتنا الاخيرة لمصلحة جون ماكين ولا نشك في اننا نستطيع الاعتماد على جهودكم وطاقتكم لننتصر في نهاية السباق".

العراقيون يتساءلون: أيهما أفضل للعراق اوباما أم ماكين؟ 

يقول علي، 66 عاما ( الذي اعتاد رؤية الجنود الامريكيين في بغداد منذ خمسة اعوام انه سيدلي بصوته لصالح المرشح الجمهوري للانتخابات الامريكية جون ماكين لو اتيح له ذلك، لانه يشكل «ضمانة لاستقرار» العراق.

ويوضح علي الذي يقدم نفسه كاخصائي في تاريخ السومريين اعرق شعوب ما بين النهرين، ان «ماكين هو الافضل بالنسبة للعراق لانه يشكل ضمانة للاستقرار».

ولا يكترث علي لمؤهلات وبرامج ماكين او المرشح الديموقراطي باراك اوباما، فما يهمه هو العراق ثم جيرانه مثل ايران.

ويضيف بينما كان جالسا على احد المقاعد القديمة في مقهى الزهاوي في شارع الرشيد وسط بغداد ان «الايرانيين يعتقدون ان اوباما لن يشن هجوما عليهم في حال انتخابه رئيسا وهذا ما يقلقني. ويتابع، اذا امتلك الايرانيون القنبلة النووية فسيظنون انهم الاقوى في المنطقة.

اما صديقه محمد فهو يفضل ماكين لأن اوباما يطالب بانسحاب سريع للقوات الامريكية من العراق. ويضيف وهو يمرر حبات السبحة من بين اصابعه «جيشنا العراقي ما يزال ضعيفا بينما تشكل ايران وتركيا تهديدا. لقد حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من انه سيعمد الى ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الامريكية».

وعلى بعد مئات الامتار من مقهى الزهاوي، يقع شارع المتنبي المكان الوحيد الذي يجد فيه سكان بغداد ضالتهم من الكتب والمجلات الصادرة باللغة الانكليزية. بحسب فرانس برس.

ويعرض اصحاب المكتبات في الشارع الطويل بضاعتهم من روايات او كتب مدرسية على الرفوف في الخارج نظرا لاعمال الترميم الجارية في المكان.

وفي احدى الزوايا، يمكن مشاهدة وجه اوباما محصورا بين نسختين قديمتين من مجلة «فانيتي فير» بالقرب من مذكرات الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون.

ويقول شعلان الزيدان الموظف في احدى المكتبات «ليس هناك زبائن لكتاب اوباما رغم اهتمام العراقيين بالحملة الانتخابية. لكنهم يفضلون قراءة نسخة مترجمة الى العربية».

وترجمت دور نشر لبنانية كتاب بول بريمر الحاكم الاداري السابق في العراق وكتاب الصحافي روبرت وودورد «بوش في حرب» لكن ليست هناك ترجمات لكتب المرشحين الى الانتخابات الرئاسية التي تجري في الرابع من نوفمبر. ويقرا العراقيون النسخ الصادرة من مجلتي تايم ونيوزويك في الاسابيع او حتى الاشهر الاخيرة.

من جهته، يقول وميض شعبان الموظف في جامعة بغداد بينما كان يحمل رزمة من المجلات القديمة انه يتابع الحملة الانتخابية على شاشات التلفزيون كما يقرا في بعض الاحيان افتتاحيات الصحف الامريكية.

ويضيف شعبان، لدي ثقة كبيرة في الجمهوريين فهم الاقدر على نشر الديموقراطية في العالم وخصوصا في الدول العربية. مشيرا الى ان اوباما يميل اكثر باتجاه اليسار.

ومنذ 2003، تعرض شارع المتنبي لهجومين ويقع في منطقة ذات غالبية سنية كما ان القاعدة لم تكن بعيدة عن المكان بحسب الكتابات المتبقية على الجدران.

بدوره، يقول الشاب ياسر علي البائع في احدى المكتبات انه يفضل اوباما مؤكدا في الوقت ذاته ان «المسلحين يهزأون من الكتب السياسية ويركزون على الكتب الدينية. ويضيف ، لقد اوقف حملته الانتخابية ليقوم بزيارة جدته المريضة وهذا يوحي بامور كثيرة عنه.

وفي شارع الرشيد، ينفث ابو احمد دخان سيجارته بينما الحلاق يقص شعر صديقه. فهو الوحيد الذي يشير الى لون بشرة اوباما.

ويقول ابو احمد الخمسيني واستاذ الرياضة، نتقبل السود بسهولة في الشرق الاوسط نشعر باننا قريبون منهم لدينا معاناة مشتركة. ويؤكد، سيكون امرا جيدا اذا انتخب الامريكيون شخصا اسود ويبدو ان اوباما اقل ميلا الى شن حرب جديدة.

فيضان الناخبين الجدد يفيد أوباما

ودفعت الزيادة الكبيرة التي شهدتها تسجيلات الناخبين الأمريكيين منذ الانتخابات الرئاسية الماضية (انتخابات عام 2004)، وبالأخص خلال العام الجاري، عديدًا من المحللين إلى توقع فوز كاسح للمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية السيناتور باراك أوباما على حساب نظيره الجمهوري السيناتور جون ماكين.

وتُشير كثيرٌ من التحليلات والكتابات داخل الولايات المتحدة إلى أن الزيادة في أعداد الناخبين الجدد في معظم الولايات الأمريكية كانت في معظمها لصالح الديمقراطيين، ما قد يُمهد لتحقيقهم نصرًا انتخابيًّا تاريخيًّا في حال نجاحهم حشد هذه الأعداد الكبيرة من الناخبين الجدد للتصويت لمرشحهم في الانتخابات الرئاسية ومرشحيهم في انتخابات الكونجرس أيضًا. بحسب موقع تقرير واشنطن.

ففي تقرير لوكالة أسشيوتد برس Associated Press، نُشر في العاشر من أكتوبر تحت عنوان "الزيادة في الناخبين الجدد تفيد أوباما" Surge in new voters favors Obama أوضح كل من "مايك بيكر" Mike Baker و"ويني وودورد" Whitney Woodward، معدي التقرير، أن الزيادة في أعداد الناخبين الجدد، التي ساعدت أوباما في الفوز بتسمية حزبه على منافسته السابقة السيناتور هيلاري كلينتون، قد تفيده بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر. فالناخبين الجدد، الذين تم تسجيلهم حديثًا والبالغ عددهم حوالي 9 مليون، غالبيتهم الساحقة من الديمقراطيين، ومن ثم قد يسهمون في تحقيق نصر كبير للديمقراطيين.

وأظهر مسح لوكالة أسشيوتد برس أنه مع حلول أول أكتوبر من العام الجاري 2008، زاد عدد الديمقراطيين المسجلين بنحو 5% خلال عامي 2004 و2008، لاسيما في الولايات الثماني والعشرين التي يسمح بتسجيل الناخبين فيها على أساس انتماءاتهم الحزبية، بما فيها ثماني ولايات قد تحدد الفائز في الانتخابات، وهي نسبة تفوق نسبة النمو السكاني بتلك الولايات، في وقت فقد فيه الحزب الجمهوري خلال الفترة ذاتها 2% من الناخبين المسجلين لديه. فنسبة الديمقراطيين الجدد بتلك الولايات تفوق نسبة نظرائهم الجمهوريين، في الشهور الستة الأخيرة والتي وصلت إلى 4 (ديمقراطي):1 (جمهوري).

ويشير المسح أيضًا إلى أن نسبة السود الداعمين بشكل غير مشكوك فيه لأوباما، والذين سجلوا أنفسهم في خمس ولايات تتيح بيانات عن النوع، بلغت ضعف البيض خلال الستة أشهر الماضية.

وفي الولايات الثمانية التي تشهد منافسة حادة بين الحزبين استطاع الديمقراطيون خلال السنوات الأربع الماضية، أن يسجلوا نحو 1 مليون ناخب جديد، بينما فقد الجمهوريون نحو 125 ألف ناخب. وتشير الإحصاءات والبيانات إلى أنه مع بدايات العام الحالي (2008) سجل حوالي 360.478 ناخب أنفسهم كديمقراطيين، في ست ولايات من الثمانية، في حين ما يقرب من 153.294 ناخب كمستقلين أو أعضاء في أحزاب ثالثة وليسوا كجمهوريين، مقارنة بـ190.137 سجلوا أنفسهم كجمهوريين.

ويخلص تقرير "الأسشيوتد برس" من هذه الأرقام، أن بوسع المرشح الديمقراطي الفوز بكل من نيوهامشير وبنسلفانيا، اللتين فاز بهما المرشح الديمقراطي السابق "جون كيري" في عام 2004، وقد يستطيع أوباما الفوز بثلاث ولايات فاز فيها الرئيس (الحالي) بوش عام 2004، وهي كولورادو، ونيفادا ونيومكسيكو. ويستطيع المرشح الديمقراطي تضييق الفجوة في أيوا، وفي كل من فلوريدا ونورث كارولينا، الولايتين الجنوبيتين اللتين تمتلكان 42 من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 270.

وحسب التقرير فإن فوزًا يحققه أوباما في عدد محدود من هذه الولايات الثمانية سيقوض فرص ماكين، أما في حال نجاح أوباما في الفوز في كلها، فسيحول ذلك الانتخابات إلى نصر كاسح.

والنتيجة ذاتها توصل إليها تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، حيث يوضح كل من أليك ماكجيليس Alec MacGillis وأليس كرايتس Alice Crites، في تقرير للصحيفة نُشر في السادس من أكتوبر الحالي تحت عنوان "زيادة التسجيل تفيد الديمقراطيين" Registration Gains Favor Democrats، أن أوباما هو المستفيد الأول من موجات الناخبين الجدد التي شهدتها سجلات الناخبين الأمريكيين.

وطبقًا للتقرير فقد زاد عدد الناخبين المسجلين، في السنة الماضية 2007، بنحو 4 مليون في 12 ولاية، كان الرئيس بوش قد فاز في 11 ولاية منها عام 2004، وهي: (أوهايو- فلوريدا- جورجيا - نورث كارولينا- فيرجينيا- إنديانا- ميسوري- كولورادو- أيوا- نيفادا- ونيومكسيكو)، بالإضافة إلى ولاية بنسلفانيا، وهي أكبر ولاية فاز بها جون كيري.

وتوضح أعداد الناخبين الجدد المسجلين في الولايات، كما يشير تقرير الواشنطن بوست، تفوق الحزب الديمقراطي على نظيره الجمهوري، ففي ولاية فلوريدا زادت أعداد الناخبين الجدد المسجلين من الحزب الديمقراطي، هذا العام 2007، بما يعادل ضعف الناخبين الجمهوريين الجدد.

وفي ولاية "كولورادو" وصلت نسبة الزيادة إلى 1:4، وفي "نورث كارولينا" بلغت 1:6، وحتى في الولايات التي لا تسمح بالتسجيل على أساس الانتماء الحزبي، فقد حقق الديمقراطيون مكاسب كبيرة، حيث إن نسبة كبيرة من إجمالي الناخبين الجدد في ولاية فرجينيا، والبالغ عددهم حوالي 310 ألف ناخب، تعيش في مناطق تعتبر معاقل للحزب الديمقراطي.

كرد العراق يفضلون رئيس الولايات المتحدة القادم جمهورياً

ولم يبد سكان إقليم كردستان العراق اهتماما بانتخابات الرئاسة الأمريكية إلا في العقود الأخيرة في وقت يلقى هذا الحدث اهتماما في دول عديدة من العالم ومنذ سنوات بعيدة. ومبعث الاهتمام الكردي هو تطورات الوضع في العراق في ظل سياسة مرشحي الحزبين الرئيسين بالولايات المتحدة الأمريكية الجمهوري والديمقراطي في العقدين الأخيرين.

وتعود بداية اهتمام الكرد برؤساء الولايات المتحدة إلى العام 1991، عندما قاد بوش الأب بلاده في حرب إخراج قوات صدام حسين من الكويت في حرب الخليج الثانية، وهو ما شجع الكرد على التمرد على بغداد وسيطرة الأحزاب السياسية المعارضة على منطقة كردستان.

وأكسبت تلك التطورات وللمرة الأولى رئيس الولايات المتحدة شعبية ساحقة بين الكرد، حتى أن الكثير منهم صاروا يسمونه "حجي بوش" لإسهامه برأيهم في أضعاف حكم صدام حسين وهو الذي طالما اعتبره الكرد أكبر أعداءهم. بحسب تقرير لـ نيوزماتيك.

وجاءت الحرب الأخيرة في 2003 التي أطاحت بحكومة صدام، لتمنح الرئيس الأمريكي الحالي بوش الابن، شعبية كبيرة لدى الكرد لا تزال تؤثر في الناس إلى حد كبير.

ويعتقد سيروان شاكر، 40 سنة، وهو مدرس بمعهد الفنون الجميلة، أن "الحزب الجمهوري أفضل من الحزب الديمقراطي، كونه أكثر اهتماما بقضايا الشعوب".

ويضيف شاكر في حديث لـ"نيوزماتيك" أنه "يفضل أن يفوز مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة جون مكين"، موضحا "لن أنسى أن الرئيس بوش من الحزب الجمهوري وهو الذي أطاح بحكم صدام حسين وعددا آخر من الأنظمة المستبدة مثل طالبان في افغانستان، ويحاصر أنظمة أخرى مثل إيران والسودان، وإذا استمر الحزب الجمهوري بالحكم فهو سيكمل ما بدأه من سياسة، أما الديمقراطيون فربما يتخلون عن مثل تلك الملفات".

أما رجل الدين فتاح عبدالله محمد، 59 سنة، فيرى أن "الجمهوريين أفضل لقيادة بلادهم في المرحلة الحالية، بسبب وجود عدد من الملفات الخارجية المفتوحة التي تحتاج إلى حسم"..

ويضيف في حديث لـ"نيوزماتيك" أنه "في هذه المرحلة أؤيد حزب الرئيس بوش، وباعتقادي سيكون الأفضل لنا ككرد وللعراق".

وفي الوسط السياسي الكردي، ورغم صعوبة الإعلان عن موقف داعم لمرشح دون آخر، يرى رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى أن "المرشح الجمهوري أكثر اهتماما بالقضية العراقية، بدليل زياراته ولقاءاته مع العراقيين أكثر من مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما".

ويضيف مصطفى لـ نيوزماتيك أن "الانتخابات المقبلة مختلفة عن سابقاتها بالنسبة لنا، لأن الوضع الآن في العراق مفتوح على احتمالات عدة وسيتأثر بالطبع بسياسة الرئيس الجديد".

ويواصل "نحن مع مصالح أمريكا، وسنؤيد الرئيس الذي يختاره الأمريكيون، لكن ما يهمنا بشكل كبير السياسة الخارجية وتحديدا الملف العراقي".

وأشار رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان إلى أن "ما يهم الكرد في العراق بدرجة كبيرة هو إدامة وتقوية العلاقات التي بنوها خلال السنوات الماضية مع الإدارة الأمريكية الحالية وبشكل يحفظ مصالح إقليم كردستان".

ويبدو أن إعلان مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما في أكثر من مناسبة عن نيته سحب قوات بلاده من العراق في حال فوزه بالرئاسة، أمر مقلق بالنسبة للكرد، وفي هذا الخصوص يشير الوزير الكردي إلى انه يعتقد أن "على الولايات المتحدة أن تؤهل القوات العراقية إلى المستوى الذي يمكنها من حفظ الأمن في البلاد ومن ثم البدء بالإعلان عن خطط وجداول للانسحاب العسكري من العراق".

ويعتقد السياسي الإسلامي قادر سعيد أن "فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية المقبلة يمكن أن يعيد بعض الأمن والهدوء للعالم"..

ويضيف أنه "يفضل الحزب الديمقراطي على الجمهوري"، لاعتقاده بأن "وجود الجمهوريين في الحكم يزيد من التوترات والمشاكل في مناطق العالم المختلفة، بينما الديمقراطيون أهدأ في سياستهم الخارجية"، ويتابع إن "فوز اوباما في الانتخابات سيفيد مسألة السلام في العالم، وحتى القضية العراقية".

ويوضح سعيد "أفضل لو فاز الحزب الديمقراطي لأن إدارته ستسرع في تدريب الجنود والموظفين العراقيين على إدارة البلاد وتسلم الأمن وستبدأ بسحب جنودها من العراق".

أما الصحفي عمر فرهادي، 70 سنة، فيقول إنه "يحب التغيير ولذلك يفضل أن يأتي رئيس من الحزب الديمقراطي، بعد أن بقي الحزب الجمهوري دورتين في الحكم".

ويضيف أن "مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما أكثر حيوية وشبابا من مرشح الجمهوريين مكين، وهو أول مرشح من أصول افريقية، ويهمني أن أرى جانبا مهما من أحداث العالم في ظل سياساته".

من جتهة يقول رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صلاح الدين في اربيل، خالد سعيد توفيق إن "الحزبين الجمهوري والديمقراطي يتقاسمان تنفيذ الإستراتيجية العليا الأمريكية، وإن الاختلاف في سياسة الحزبين هي في تحديد الأولويات وتحديدا في موضوعي السياسة الداخلية والخارجية، حيث يولي الديمقراطيون اهتماما اكبر للسياسة الداخلية والجمهوريون للسياسة الخارجية".

ويضيف توفيق أن "التعامل مع موضوع العراق سيكون مختلفا بين الحزبين ولكن الاختلاف لن يكون جوهريا أو جذريا، إذ لن يستطيع الحزب الديمقراطي أن يسحب القوات من العراق فورا وينهي الحرب كما يتصور البعض"، مؤكدا "ستكون هناك سياسة تأخذ المصالح العليا الأمريكية بنظر الاعتبار".

مرشحو الأحزاب الثالثة في الانتخابات الامريكية

وعلى خلاف الانتخابات الرئاسية السابقة التي كان يبرز فيها صوت وتأثير كبيرين لمرشحي الأحزاب الثالثة والمستقلين على مجريات الحملات الانتخابية ونمط القضايا المطروحة بل ونتائجها أيضًا، فإن انتخابات 2008، ربما تعد الأسوأ بالنسبة لفرص تأثير هؤلاء على النتائج الانتخابية.

مَن هم مرشحو الأحزاب الثالثة؟

حتى نهاية القرن التاسع عشر، كان يشير مصطلح "الحزب الثالث" إلى أي حزب خارج نظام الحزبين اللَّذين لهما قاعدة دعم انتخابية مهمة. وفي القرن العشرين أصبح ذلك يعني حزبًا لا جمهوريًّا ولا ديمقراطيًّا. فيما يشير مصطلح المرشح المستقل إلى من يخوض الانتخابات، الرئاسية أو التشريعية أو في الولايات، على أساس الهوية الشخصية وليس الانتماء إلى أي حزب. والناخب المستقل هو من لا يعلن عندما يذهب لتسجيل اسمه في لوائح المقترعين انتسابه إلى الجمهوريين أو الديمقراطيين أو أية أحزاب أخرى.

ويضم السباق للبيت الأبيض بجانب مرشحي الحزبين الكبيرين، أربعة مرشحين آخرين، ثلاثة منهم من أحزاب ثالثة، والرابع هو المرشح المستقل رالف نادر. ولكثرة الكتابات عن المرشح المستقل "رالف نادر"، وندرة ـ بصورة واضحة ـ الحديث العربي عن مرشحي الأحزاب الثالثة نشير بإيجاز إلى مرشحي الأحزاب الثالثة الثلاثة وأحزابهم وهم، بحسب موقع تقرير واشنطن:

أولاً: بوب بار (حزب الأحرار)

بوب بار من مواليد 5 من نوفمبر 1948 بولاية كاليفورنيا. وحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1972، وعلى الدكتوراة المعادلة في القانون من مركز دراسة القانون بجامعة جورج تاون عام 1977.

وقبل شغل عضوية مجلس النواب الأمريكي عن الولاية (1995 ـ 2003)، حيث كان عضوًا باللجنة القضائية للمجلس، ونائبًا لرئيس لجنة الإصلاح الحكومي، وعضوًا بلجنة خدمات التمويل بالكونجرس. خدم بار محللاً في شئون أمريكا اللاتينية في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية CIA (1971 ـ 1978). وعيَّنه الرئيس رونالد ريجان مدعيًا عامًا في المنطقة الشمالية بالولاية (1986 ـ 1990).

وبعدما ترك مجلس النواب اشتغل بالمحاماة، وأصبح ناشطًا في عديدٍ من التنظيمات والمشروعات المدنية. وله عديدٌ من الإسهامات والمشاركات في مجال الإعلام، وله عمود ثابت في أتلانتا جورنال، ويعمل محررًا بمجلة أميركان سبكتاتور، وعضوًا بمجلس الخبراء في جورنال جورج تاون للقانون والسياسة العامة.

انضم بار لحزب الأحرار في فبراير 2006، وهو المسئول عن المناطق الجنوبية داخل الحزب، وقد رشحه الحزب للرئاسة في هذه الانتخابات. ويقول موقعه على الإنترنت: إن حملته تهدف لتقليل الإنفاق الحكومي والسماح للمواطنين بالحصول على مزايا أكثر وخاصة فيما يتعلق بالحريات والرعاية الصحية.

ثانيًا: تشاك بالدوين (الحزب الدستوري)

تشاك بالدوين من مواليد3من مايو 1952. تلقى تعليمًا دينيًّا محافظًا، فحصل على دبلوم الكتاب المقدس من معهد توماس رود للكتاب المقدس، ثم حصل على بكالوريوس وماجستير في دراسة اللاهوت من كلية الكتاب المسيحي المقدس في كاليفورنيا، وعلى درجة الدكتوراة في علم اللاهوت من الجامعة ذاتها، ثم على درجة مماثلة من كلية المعمدانية البروتسانتية "الثالثوث المقدس" في ولاية فلوريدا.

ولبالدوين نشاط ديني كبير، فهو عضو في عدد من المؤسسات ذات الاهتمام الديني، وأستاذ في جامعات دراسة اللاهوت. وله مؤلفان هما: (موضوعات ندر الكلام حولها Subjects Seldom Spoken On، وهذه هي الحياة This Is The Life). ويسهم بعدد كبير من اللقاءات في محطات الراديو والتليفزيون الأمريكية المختلفة، وهو أيضًا كاتب في بعض الصحف والمجلات بشكل منتظم.

وقد تأسس الحزب الدستوري في عام 1992 من عدد من المستقلين داخل بعض الولايات الأمريكية، واعترفت به اللجنة الانتخابية الفيدرالية ليكون الحزب الخامس من الأحزاب الثالثة. وقد نشأ تحت اسم حزب دافعي الضرائب الأمريكي the U.S. Taxpayers Party، حيث تمثل هدفه في الحد من التدخل الحكومي الفيدرالي وحفظ حق الولايات في إدارة شئونها الضريبية على وجه الخصوص. ويختصر الحزب أهدافه في (تجاه الحياة ـ تجاه حمل السلاح ـ تجاه سيادة أمريكا).

كما أنه الحزب الأمريكي الوحيد الذي يرفع شعارات مثل: (ضد العولمة ـ ضد التجارة الحرة ـ ضد ثورة صناعية جديدة ـ ضد هجرة لأمريكا غير مفيدة ـ ضد حقوق اللواط).

ثالثًا: سينيتيا ماكييني (حزب الخضر)

سينيتيا ماكييني من مواليد 17من مارس 1955 بولاية جورجيا. حصلت على بكالوريوس العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، ثم الماجستير في الدبلوماسية والقانون من معهد فليتشر للدبلوماسية والقانون Fletcher School of Law and Diplomacy. عملت أولاً مدرسة بمدارس التعليم العالي، ثم أستاذة جامعية.

بدأ نشاطها السياسي في عام 1986، حينما رشحها والدها، آن ماكييني، وهو نائب في مجلس النواب عن ولاية جورجيا لمجلس نواب الولاية، فحصلت على 40% من أصوات الناخبين. وأصبحت ماكييني أول نائبة من أصول إفريقية من ولاية جورجيا تشغل عضوية مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي من 1993 إلى 2003، ثم من 2005 ـ 2007.

وقد عرفت ماكييني بمعارضتها الشديدة لحرب الخليج الثانية عام 1991، ونقدها اللاذع لإدارة بوش الابن، فبعد أن تركت الكونجرس في انتخابات 2002، خاضت صراعًا ضد الإدارة من أجل كشف حقائق أحداث 11 سبتمبر 2001 والتحقق من الرواية الحكومية، وكانت عضوًا باللجنة الوطنية 11/9، ولجنة مدنية تهدف إلى توضيح حقائق ما جرى في هذا اليوم.

وبعد عودتها لمجلس النواب في عام 2004، أيدت مقترحات قوانين ضد خوض أمريكا حروبًا خارجية، وكتبت عديدًا من المقالات تطالب فيها بتوقيع العقاب على بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس.

وقد حاول الحزب الخضر إقناع ماكييني أن تخوض باسمه انتخابات 2000 وانتخابات 2004 دون جدوى، إلا أنها أعلنت في 11 ديسمبر 2007 أنها مرشحة عن حزب الخضر في انتخابات 2008.

غياب الاهتمام بالأحزاب الثالثة

ويعتقد كثيرون أن الأحزاب الثالثة لم تحظ بالاهتمام الكافي في هذه الانتخابات رغم أنها تطرح قضايا وبرامج مختلفة. وهو ما دفع كاتب تقرير نشره موقع The Optimist يوم 24من أكتوبر 2008 تحت عنوان "مرشحو الأحزاب الثالثة يقدمون خيارًا بديلاً"، إلى القول: إن انحسار الاختيار بين أوباما وماكين تقييد لأحد مبادئ الحلم الأمريكي، وهو الاختيار الحر، إذ يُجبر الناخبون على الاختيار بين المرشح الأقل سوءًا بينهما، وأن هذا يعد خيارًا ضيقًا بين شرين.

ويقول التقرير: لو أنك من أنصار حماية البيئة، عليك التصويت لسينيتيا ماكييني Cynthia McKinney، حزب الخضر، وإن أحدث قانون باتريوت أضرارًا لحرياتك وعاملتك إدارة بوش بطريقة خاطئة، فعليك التصويت لبوب بار Bob Barr، حزب الأحرار، ولو أنك ممن يريد الحفاظ على قيم الأسرة الأمريكية، فالتصويت يكون لتشاك بالدوين Chuck Baldwin، الحزب الدستوري، وإن مللت نظام الحزبين ربما تلجأ لاختيار رالف نادر، المرشح المستقل".

1% من الأصوات الشعبية و72 صوتًا انتخابيًّا

وكان الحزب التقدمي أحد أشهر الأحزاب الثالثة، حيث انشق عن الحزب الجمهوري وأدى إلى تفتيت أصواته في انتخابات 1912، وحصل على 27.5% من الأصوات الشعبية و88 صوتًا انتخابيًّا، كما خاض انتخابات 1924 وحصل على 16.6% من الأصوات الشعبية و13 صوتًا انتخابيًّا ثم عاد للحزب الجمهوري، لكنه عاد ودخل انتخابات 1948 ثم اختفى من الحياة السياسية. وهناك حزب حقوق الولايات (1948) وحصل على 2.4% من الأصوات الشعبية و39 صوتًا انتخابيًّا.

ورغم هذا الظهور ثم الاختفاء، بقي دائمًا دور للأحزاب الثالثة وللمستقلين تأثير على نتائج الانتخابات. وعلى سبيل المثال، فإن ترشيح "تيودور روزفلت" من قِبل حزب ثالث هو الحزب الاشتراكي في عام 1912 قسم أصوات الناخبين الذين يصوتون عادة للجمهوريين، ما أدى إلى فوز الديمقراطي "وودور ويلسون" في الانتخابات بأقل من أكثرية الأصوات الشعبية.

وفي عام 1992، اجتذب ترشيح المليادرير "روس بيرو" ناخبين كانوا يصوتون غالبًا للجمهوريين في انتخابات الثمانينيات من القرن الماضي، وبذلك أسهم في هزيمة الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب ووصول بيل كلينتون للبيت الأبيض.

ولا ينسى الجميع تلك المعركة الضارية بين الديمقراطيين والجمهوريين في ولاية فلوريدا في انتخابات عام 2000، حيث حصل "رالف نادر" الذي كان مرشح حزب الخضر وقتها، على 97 ألف صوت بالولاية، وأسهم في خسارة الديمقراطيين وآل جور للانتخابات وفوز جورج بوش الابن بفارق 537 فقط في هذه الولاية، ما جعله يفوز بأصوات الهيئة الانتخابية حينذاك.

ومن أهم المرشحين المستقلين "جو والاس" الذي حصل في انتخابات عام 1968 على 13.5% من الأصوات الشعبية و46 صوتًا من الهيئة الانتخابية، و"جون أندرسون" الذي حصل في انتخابات عام 1980 على 7.1% من الأصوات الشعبية ولم يحصل على أي صوت من الهيئة الانتخابية، و"روس بيروت" الذي حصل في انتخابات 1992 على نسبة 18.9% من الأصوات الشعبية دون الحصول على أي صوت من الهيئة الانتخابية، وأخيرًا برزت ظاهرة المرشح المستقل "رالف نادر" الذي حصل في الانتخابات السابقة على نسبة 3% من الأصوات الشعبية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/تشرين الثاني/2008 - 4/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م