
الكتاب: دراسة ظاهرة الفقر في محافظة
كربلاء المقدسة
المؤلف: طالب حسين فارس
الناشر: مركز الفرات للتنمية والدراسات
عدد الصفحات: 131-قطع متوسط
عرض: صباح جاسم
شبكة النبأ: مثَّلت ظاهرة الفقر
التحدي الاكبر الذي واجهته الانسانية منذ ظهورها، وقد ارتبطت
التنمية بمعدل تخفيض هذا التحدي او مستوى التغلب عليه.
كما ان تبوّأ قضية الفقر في الدراسات الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية قد تولدت في ضوء وصول انماط التنمية المعتمدة في اغلب
دول العالم النامي الى مأزق حقيقي كانت خلاصته انخفاض مستويات
الدخول على خلاف الهدف الأساس للتنمية المتمثل بزيادة دخل الفرد،
والى الفشل في إشباع الحاجات الاساسية للفرد التي تمثل الحد الأدنى
المطلوب من عملية التنمية الاقتصادية.
وبالنسبة للعراق، اذا نظرنا نظرة تحليلية الى الواقع المعيشي
فيه نجد ان الانظمة السياسية التي حكمتهُ، وتحديداً بعد عام 1968
إستهدفَتْ كثيرا إضعاف الشعب العراقي للسيطرة عليه، وخصوصا المناطق
التي صُبَّ عليها الظلم والطغيان والتهميش والتمييز الطائفي، في
حين ركزت تلك الانظمة السلطة المادية والثروات بأيدي فئة معينة من
الأقليات القليلة، فكانت محافظة كربلاء نموذجاً فريداً ومتميزاً
لتلك الممارسات الفئوية التي كان القصد منها سلب السلطة المادية
ورأس المال الذي توافرت عليه كربلاء لما تمتلكه من مقومات سياحة
دينية واعتبارات مقدسة تتعلق بالمسلمين في داخل وخارج العراق، فكان
أن عملت سلطات النظام البائد على الاستحواذ على مفاصل تلك الحركة
الاقتصادية في المدينة من خلال القضاء على الطبقة الرأسمالية فيها
تحت شتى المبرراتن والسيطرة على كافة المرافق السياحية الدينية عبر
شركات تابعة للنظام السياسي وتحت اشراف امني صارم..
وكتاب (دراسة ظاهرة الفقر في محافظة كربلاء المقدسة) لمؤلفه (
طالب حسين فارس)، والمكوَّن من ( 131 صفحة قطع متوسط)، الصادر عن (
مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية) يرصد بالتحليل الدقيق
المدعم بالجداول والاشكال، الاصل النظري لدراسة ظاهرة الفقر في ضوء
منهج الحرمان من الحاجات الاساسية الغير مشبعة، وذلك في المبحث
الاول من الكتاب.
اما المبحث الثاني فيتناول فيه الكاتب تحليل وقياس الفقر بدلالة
الامن الغذائي والفئات الهشة في مدينة كربلاء، وذلك على اساس اربعة
محاور تمثلت في، الاساس النظري لتحليل وقياس الفقر في ضوء الدخل،
والمؤشرات الرئيسة لرصد مظاهر الفقر والامن الغذائي، وقياس الفقر
والرفاهية في مدينة كربلاء، واخيرا المحور الرابع الذي يحوي
الاستنتاجات والتوصيات.
يمكن اعتبار هذه الدراسة أساساً تاريخياً واجتماعياً دقيقاً
يوفر للباحثين مصادر مهمة لما تحتويه من جداول وارقام وتحليلات
موثقة نابعة من معرفة ومواكبة للظروف التي كانت مُعاشة حينذاك.. |