فضيحة الألبان الصينية: قانون سلامة غذائية جديد وسعي لإستعادة الثقة

إحراق 32 ألف طن من المنتجات الملوّثة بمادة الميلامين السامة

 

شبكة النبأ: فيما أظهر مسح أجرته السلطات الصينية في مختلف أحياء مدينة بكين، أن ما يقرب من ربع أطفال العاصمة تناولوا حليباً ملوثاً بمادة الميلامين، التي تسببت في سقوط عدة وفيات بين الأطفال، وإصابة أكثر من 50 ألف آخرين بأمراض مختلفة تفيد آخر المؤشرات الى أن العلامات التجارية لمنتجات الالبان الصينية اصبحت محور أحدث فضيحة عن سلامة الأغذية في البلاد وفي الدول المجاورة لها ايضا، وتواجه صعوبات كبيرة في استعادة ثقة المستهلكين القلقين الذين يتطلعون لبدائل.

فقد قالت شركة أول ميديا كاونت ومقرها بكين التي أجرت استطلاع عن طريق الهاتف شمل 900 من مستهلكي الحليب الصيني أن أغلبهم سيستمر في استخدام المنتج لكن " ثقتهم اهتزت بدرجة كبيرة فيه."

وكان أربعة أطفال قد توفوا ومرض الالوف بسبب الميلامين وهو مكون رخيص أضيف الى الحليب لمراوغة فحوص الجودة. والميلامين مثله مثل البروتين غني بالنيتروجين واستخدمه التجار لاخفاء تخفيفهم للحليب.

وأظهر الاستطلاع الذي استكمل في أواخر سبتمبر ايلول في بكين وشنغهاي وأجزاء أخرى من البلاد ان شركة سانلو ديري التي انتجت الحليب الملوث الذي أثار الفضيحة هي الاكثر تضررا من غضب المستهلكين.

وافاد ملخص الدراسة الذي ارسل بالبريد الالكتروني "نصف زبائن سانلو السابقين يقولون انهم سيتجنبون منتجاتها في المستقبل... وهذا يرقى الى فقد للثقة قد لا يمكن اصلاحه."بحسب رويترز.

وأظهر الاستطلاع ان شركتي مونجوليا يلي و مينيو ديري اللتين عثر لديهما كذلك على البان ملوثة تواجهان غضبا من جانب المستهلكين.

وقال التقرير "رغم ان ربع زبائنهما فقط يقولون انهم سيتجنبون المنتجات في المستقبل الا ان الكثيرين منهم يقولون انهم مستعدون لتجربة بدائل."

واعتذر مسؤولون تنفيذيون من يلي ومينيو وبرايت ديري على التلفزيون. وأمرت الحكومة بسحب جميع منتجات الالبان التي انتجت قبل 14 سبتمبر وقت اندلاع الفضيحة لاختبارها. لكن عمليات سحب المنتجات المستمرة وحظر الصادرات اسهمت في الابقاء على قلق المستهلكين.

شركة فضيحة الحليب طلبت من الحكومة التستُّر!

وفي أحدث تطورات فضيحة آخذة في الاتساع قالت وسائل اعلام حكومية ان شركة الحليب الصينية محور فضيحة الحليب المجفف الملوث طلبت من الحكومة المساعدة في التستر على حجم المشكلة.

وفي صحيفة الشعب اليومية التي تصدر عن الحزب الشيوعي قال وانج جيانجوو المتحدث باسم مجلس مدينة شيازوانج ان مجموعة سانلو سألتهم المساعدة "في التعامل" مع رد فعل أجهزة الاعلام على القضية بعد علمها بها لاول مرة في الثاني من اغسطس اب قبل ستة أيام من افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في بكين.

وفجرت أحدث مشكلة تتعلق بسلامة الغذاء في الصين - وتتضمن اضافة مادة الملامين الكيميائية الصناعية الى الحليب للتحايل لاجتياز اختبارات الجودة - غضبا عاما وسلطت الضوء على عيوب الرقابة على هذا القطاع وعلى ضعف الاجهزة التنظيمية. بحسب رويترز.

وكانت الصين قد ذكرت بالفعل أن مجلس مدينة شيازوانج - التي يقع بها مقر مجموعة سانلو التي أدى تلوث الحليب الذي تنتجه الى سحب منتجات من الاسواق في أنحاء العالم - تكتم تقريرا من الشركة عن التلوث لأكثر من شهر بينما كانت بكين تستضيف الالعاب الاولمبية.

ونقلت الصحيفة عن خطاب أرسلته الشركة "من فضلكم هل يمكن للحكومة أن تزيد المراقبة والتنسيق في وسائل الاعلام لتهيئة مناخ جيد لسحب المنتجات المعيبة للشركة؟." وأضاف ان هذا هدفه "تجنب تضخيم القضية وخلق تأثير سلبي في المجتمع."وذكرت جماعة صحفيين بلا حدود هذا الاسبوع أن بكين أمرت بحجب أخبار الفضيحة قبل الدورة الاولمبية.

وقالت في بيان "قال العديد من الصحفيين الصينيين ان الامر يزداد وضوحا أن السطات منعت النشر في يوليو (تموز) عن تحقيق بخصوص الحليب المسمم لكي لا تسيء الى صورة الصين قبل الاولمبياد."

وأصيب الاف الاطفال بالمرض بعد أن شربوا الحليب وتوفى أربعة منهم. لكن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ذكرت أن تدفق الاسر على المستشفيات لاجراء فحوص لابنائها تباطأ فيما يبدو.

تعهدات بتطهير قطاع الالبان "الذي تسوده الفوضى"

وقالت الحكومة الصينية يوم الاثنين إن صناعة الالبان في الصين تشهد عملية انتاج تتسم بالفوضى واشرافا غير منضبط. وأعلنت عن قوانين مشددة بعدما أدى استهلاك حليب ملوث الى مرض المئات وهز الثقة في شعار "صنع في الصين".

وقالت الحكومة في نبأ وضع على موقعها على الانترنت إن رئيس الوزراء وين جياباو ترأس اجتماعا للحكومة أعلن فيه عن القوانين التي تهدف لضمان سلامة منتجات الالبان. بحسب رويترز.

وهذه أحدث خطوة تقوم بها الحكومة ضمن حملتها لتهدئة الرأي العام والعملاء الاجانب بعد أن تبين أن حليبا مجففا للرضع ملوثا بالميلامين تسبب في مقتل أربعة أطفال ومرض الالاف بمشاكل ومضاعفات في الكلى.

واتخذت عشرات الدول التي تستهلك منتحات فيها مكونات ألبان صينية اجراءات تتضمن سحبا من السوق وحظرا وعمليات فحص مشددة بعد العثور على نسبة من الميلامين في تلك المنتجات.

وحمل الاجتماع الحكومي أفرادا وشركات غير ملتزمين بالقانون المسؤولية عن أحدث فضيحة خاصة بسلامة الغذاء. ولكن الحكومة قالت إن الفضيحة كشفت عن مشاكل أعمق.

وجاء في العرض الرسمي لوقائع الاجتماع في موقع الحكومة على الانترنت أنه "في الوقت ذاته كشف هذا الامر عن فوضى في انتاج منتجات الالبان في بلادنا وتوزيعها.. وعن قصور في الاشراف والادارة."

وأضاف أن الحكومة "مصممة على أن تتولى بنفسها كل تفاصيل التفتيش والادارة من الحقل حتى المائدة.. بحيث تستعيد البلاد سمعتها وتتعزز ثقة المستهلك في القطاع الغذائي."

وكانت بكين قد قدمت تعهدات مماثلة في العام الماضي بعد تصاعد مخاوف بشأن أغذية ملوثة وخطيرة ومكونات تدخل في مجال صناعة الادوية وطعام الحيوانات الاليفة والالعاب والاطارات ومعجون الاسنان. وأدت تلك المشاكل الى زعزعة الثقة الدولية في معايير ضبط الجودة الصينية.

وتقول الصين إن اخر اختباراتها الكيميائية على الحليب أظهرت عدم وجود مشاكل وقالت الشرطة انها اعتقلت ستة أشخاص مشتبه بهم في انتاج وبيع مادة الميلامين الكيميائية.

وفي تقرير بثته ليلا أفادت شينخوا نقلا عن الحكومة المحلية بأن الاعتقالات جرت في هوهوت عاصمة اقليم منغوليا الداخلية بشمال البلاد الذي يعد المنطقة الرئيسية لانتاج الالبان في الصين.

ربع أطفال بكين تناولوا حليباً ملوثاً بـ الميلامين

وأظهر مسح أجرته السلطات الصينية في مختلف أحياء مدينة بكين، أن ما يقرب من ربع أطفال العاصمة، تناولوا حليباً ملوثاً بمادة "الميلامين"، التي تسببت في سقوط عدة وفيات بين الأطفال، وإصابة أكثر من 50 ألف آخرين بأمراض مختلفة.

وقالت السلطات الصحية الصينية إن الفحص الذي تم إجراؤه "من الباب إلى الباب"، شمل حوالي 307 آلاف و779 عائلة لديهم أطفال تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات، حيث تبين أن نحو 75 ألف و474 طفلاً، أي بنسبة تصل إلى 24.52 في المائة، تناولوا مسحوق الحليب الملوث.

ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" الأحد، أن المسح، الذي يُعد الأول من نوعه في الصين، تم إجراؤه خلال الفترة من 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، حتى 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

ويؤكد خبراء الصحة أن مادة "الميلامين"، التي قامت شركات إنتاج الألبان الصينية بإضافتها إلى منتجاتها، حتى يبدو محتوى البروتين في اللبن بأعلى من معدله الطبيعي، يمكن أن تسبب الإصابة بحصى في الكلى، وقد تؤدي إلى الوفاة.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت الحكومة الصينية أنها ستشدد الرقابة على سلامة الغذاء بعد فضيحة الحليب المجفف الأخيرة، التي تسببت بوفاة أربعة أطفال وتوعك عشرات الآلاف.

وفي مؤتمر صحفي عقد في ختام القمة السابعة لاجتماع آسيا - أوروبا "أسيم"، أقر رئيس الحكومة الصينية ون جياباو بأن الحكومة تتحمل مسؤولية تراخي الرقابة، وأن المسؤولية لا تقع بكاملها على كاهل الشركات المعنية بالحليب الملوّث.

وقد امتدت "فضيحة" الحليب الملوث إلى خارج الحدود الصينية، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من ظهور حالات إصابات بين الأطفال الرضع في عدد من الدول الأفريقية والآسيوية، نتيجة تناول حليب "ملوث"، تم استيراده مؤخراً من الصين.

وقالت المتحدثة باسم WHO، فضيلة الشايب، إن السلطات الصينية أبلغت المنظمة بأن شحنات من الحليب الملوث، تم تصديرها إلى عدد من الدول الآسيوية، منها بنغلاديش وميانمار واليمن، إضافة إلى دول أفريقية أخرى، منها بوروندي والغابون.

عدد الاطفال في المستشفيات جراء تناول الحليب الفاسد وصل الى 47 الفا

وازداد عدد الاطفال الذين نقلوا الى المستشفيات في الصين اثر تناول حليب يحتوي على مادة الميلامين السامة بثلاثة اضعاف منذ كشف الفضيحة ليقارب 47 الفا على ما اعلنت السلطات الصحية الصينية الخميس.

وقالت وزارة الصحة انه لا يزال هناك حاليا 10666 طفلا في المستشفيات بعدما تسمموا بالمادة الكيميائية الموجودة في الحليب فيما عاد 36144 طفلا اخر الى منازلهم بعد تلقي العلاج في المستشفيات.

وبذلك يصل عدد الاطفال الذين نقلوا الى المستشفى لاصابتهم بمشكلات في الكلي منذ كشف الفضيحة الى 46810 اطفال. بحسب فرانس برس.

وهذا العدد يتخطى بثلاثة اضعاف الحصيلة الاخيرة التي اعلنتها الوزارة في 21 ايلول/سبتمبر وقدرها 14471 طفلا كان حوالى 13 الفا منهم لا يزالون آنذاك في المستشفيات. وتابعت الوزارة ان الاطباء كشفوا على الاف الاطفال الاخرين بدون اعطاء اي تفاصيل اخرى.

وكانت الحكومة الصينية رفضت الاربعاء اعطاء حصيلة جديدة للاطفال المصابين جراء تناولهم الميلامين واستمهلت منظمة الصحة العالمية التي طالبتها بتقاسم المعلومات.

واكدت في المقابل على حصيلتها الاخيرة الصادرة في 21 ايلول/سبتمبر والتي افادت عن اصابة 53 الف طفل ووفاة اربعة اطفال.

احراق الاف الأطنان من منتجات البان في افران عملاقة

احرقت الصين 32200 طن من منتجات الالبان الملوثة بمادة الميلامين في محاولة لتجاوز فضيحة صحية اصيب فيها عشرات الآلاف من الاطفال بحصوات في الكلى.

واظهر التلفزيون الصيني صناديق وعبوات من حليب الاطفال المجفف وهي تلقى في افران عملاقة في شيجياتشوانج باقليم هيبي حيث ظهرت الفضيحة في سبتمبر ايلول. واحرقت هذه المنتجات في اربعة مصانع للاسمنت ومصنعين للحديد والصلب. بحسب رويترز.

وبدأت الصين قبل عدة ايام مراجعة مسودة قانون اكثر صرامة فيما يتعلق بسلامة الغذاء في اعقاب انتقادات من الامم المتحدة بشأن استجابتها البطيئة للفضيحة الصحية.

واقرت الصين من حيث المبدأ قانونا جديدا لسلامة الغذاء في اكتوبر تشرين الاول من العام الماضي في اعقاب سلسلة فضائح تضمنت عبوات معجون اسنان ومأكولات بحرية وطعام للحيوانات الاليفة ضمن منتجات اخرى غير آمنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تشرين الأول/2008 - 28/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م