من هُم المرشحون للمنصبَين الاكثر حساسية في امريكا؟

تفاوت الاختيار في حقيبَتَي الدفاع والخارجية بين الحزبين المتنافسين

 

شبكة النبأ: تأتي الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام في وقت تُواجه فيه الولايات المتحدة العديد من التحديات الأمنية على الصعيد الخارجي، بداية من تزايد الجماعات الإرهابية وتحول تكتيكاتها واستراتيجياتها إلى وسائل واستراتيجيات لم تكن معهودة من قبل، في وقت يتصاعد فيه الحديث عن إمكانية امتلاك الجماعات الإرهابية أسلحة الدمار الشامل (أسلحة نووية أو بيولوجية أو كيميائية) قد تستخدمها في هجماتها الإرهابية، مرورًا بالتأزم الأمريكي وتراجع القدرة العسكرية في أفغانستان والعراق، وصولاً إلى التغيرات الأمنية على الساحة الدولية. وهو ما يفرض تحديًا كبيرًا على الرئيس القادم لاختيار وزير للدفاع قادرٍ على التعامل مع التحديات الأمنية التي تواجهها واشنطن في بيئة أمنية ودولية متغيرة باستمرار.

في التقرير التالي الذي أصدره موقع تقرير واشنطن، يتم التركيز على المرشحين لمنصب وزير الدفاع الأمريكي بالإدارتين في حال وصول أحدهم إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.

المرشحون لإدارة أوباما

- جاك ريد.. سيناتور ولاية رود آيلاند - مصاحبة ريد باراك أوباما في رحلته إلى الشرق الأوسط، جعله مادة للتكهنات (هذا الصيف) التي رشحته لينافس مع أوباما على منصب نائب الرئيس، وذلك استنادًا إلى ثقة أوباما بخبرة ريد في الشئون الأمنية، فهو خريج ويست بوينت، وعضو سابق بهيئة التدريس، وهو حاليًا رئيس اللجنة الفرعية للخدمات العسكرية للتهديدات الطارئة والقدرات، ومن خلال هذا المنصب كان في صف الديمقراطيين لتشريع يخفض من الوجود العسكري الأمريكي بالعراق. وهو خبير في الشئون الأمنية وعلى درجة عالية من التقدير من الحزبين الكبيرين.

- رتشارد دانزيج، كبير مستشاريِّ أوباما للأمن القومي -محاضر قانوني سابق بجامعتي هارفارد وستانفورد ومحامٍ دوليٌّ بـ "لاثام أند واتكلينز". فقد كان وكيلاً للبحرية الأمريكية قبل أن يكون وزيرًا للبحرية قبل انتهاء إدارة كلينتون بثلاث سنوات، وهو متحدث جيد وواسع المعرفة، ولذا يُعد من أفضل الشخصيات السياسية إقناعًا، وقد عرف دانزيج طريقة عمله للبنتاجون للعامة، حيث قال: إنه يحتاج إلى التوازن بين المواجهة والتعاون عند تعاون الولايات المتحدة مع الدول الأخرى. وعن الموقف الأمريكي من روسيا في الأزمة الجورجية يدعو إلى الانخراط مع روسيا وليس عزلها. ويضيف: إن الإنفاق العسكري في ظل إدارة أوباما لا يجب أن ينخفض كثيرًا في بداية الأمر نظرًا للحاجة الأمريكية لإعادة بناء الجاهزية والقوة الأمريكية.

- روبرت جيتس وزير الدفاع الحالي، الأسباب ذاتها التي تدفع ماكين إلى إبقاء جيتس في منصبه كوزير للدفاع هي التي قد تدفع أوباما إلى إبقاء جيتس في منصبه ليكون الوزير الثاني والعشرين لوزارة الدفاع. واختيار أوباما لجيتس سيعزز العلاقة بين الحزبين الكبيرين في وقت أضحت فيه الحرب الدولية على الإرهاب ذات أبعاد سياسية مثلما هو الحال لاختيار الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" في إداراته الثانية السيناتور الجمهوري الأسبق وليام كوهين لتولي مهام وزارة الدفاع والذي لطف من العلاقات المتوترة مع الكونجرس. وإذا استمرت الأوضاع تدهورًا في أفغانستان وباكستان، وتبددت المكاسب الأمنية بالعراق. فإن أوباما قد يعيد دراسة اختيار جيتس كوزير للدفاع في إداراته في حال وصوله إلى البيت الأبيض.

المرشحون لإدارة ماكين

- جوزيف ليبرمان سيناتور ولاية كونيتيكت- تصدر ليبرمان بقوة الأسماء المرشحة للمنافسة مع المرشح الجمهوري "جون ماكين" على بطاقة الحزب الجمهوري كنائب للرئيس، لكن اختياره كان سيؤثر على حملة ماكين وعلى مؤتمر الحزب الجمهوري. وما يعزز من فرص ليبرمان لتولي هذا المنصب أن مواقفه من السياسة العامة تتفق مع زميله بمجلس الشيوخ "جون ماكين" وهو الأمر الذي يقوي من العلاقات بينهما، فضلاً عن رغبة ماكين في تولي أحد أصدقائه المقربين إليه بمجلس الشيوخ منصبًا في إداراته في حال فوزه.

بالإضافة إلى أنهما كانا معًا في لجنة الخدمات العسكرية لمدة تصل إلى ستة عشر عامًا، وكلاهما دعم الحرب الأمريكية في العراق وخطة زيادة القوات الأمريكية عام 2007، ويتبنيان أيضًا السياسة ذاتها حيال التعامل مع النظام الإيراني. ويعتقد أن يوافق ديمقراطيو الكونجرس على تولي ليبرمان هذا المنصب، كما سبق القول، من منطلق أنهم يريدون التخلص منه، فالديمقراطيون ينظرون إليه على أنه شخص مُتخلٍ عن عقيدته الحزبية على الرغم من تولي مقعده حاكمة الجمهورية لولاية كونيتيكت إم.جودي ريل.

- روبرت جيتس، خلال السنتين الماضيتين نال جيتس شهرة كرجل سياسي تنفيذي صريح وعملي وقادر على السيطرة على إدارته مقارنة بسابقه، دونالد رامسفيلد. وما يعزز من فرص جيتس لهذا المنصب بجانب علاقته القوية بأعضاء ديمقراطيين بالكونجرس، ففي شهادته مؤخرًا بالكونجرس امتدحه عدد كبير من ديمقراطيِّ الكونجرس، هذا فضلاً عن أدائه الجيد بالعراق وأفغانستان، ولذا يريد ماكين أن يستمر جيتس في منصبه وزيرًا للدفاع لمواصلة هذا التقدم بهذين الملفين. وانطلاقًا من الثقة بأدائه يتحدث جيتس باعتزاز عن تقاعده بمنزله في شمال غرب المحيط الهادي حاملاً جهازًا يعد الأيام حتى يوم تنصيبه. وكان جيتس مديرا للاستخبارات المركزية الأمريكية في الفترة من 1991 إلى 1993، ومديرًا لجامعة تكساس إيه أند إم لمدة أربع سنوات.

- توم ريدج وزير الأمن الداخلي الأسبق، يتميز ريدج بأنه شخص دمث ويتمتع بخبرة حكومية طويلة، فهو أول وزير للأمن الداخلي في الفترة من 2003 إلى 2005. بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، يستقيل من منصبه كحاكم لولاية بنسلفانيا بعد سبع سنوات، فقد كان حاكمًا للولاية من 1995 إلى 2001. هو وماكين من محاربي حرب فيتنام.

وقد كان ريدج على قائمة من سيتولون منصب نائب رئيس الحزب الجمهوري ولكنه خرج من السباق لتدعيمه حقوق الإجهاض الذي أثار غضب القاعدة المحافظة بالحزب، وهو الآن خبير حر في الشئون الأمنية.

مرشحي وزارة الخارجية للجهتين

اما بالنسبة للمنصب الثاني الاكثر اهمية، وهو وزارة الخارجية فينقل تقرير واشنطن توقعات المحللين والسياسيين النافذين من خلال الأسماء التالية:

المرشحون لإدارة أوباما

- سوزان رايس كبيرة مستشاري أوباما للسياسة الخارجية، خدمت رايس في عديد من المناصب العليا منها مجلس الأمن القومي ما بين عامي 1993 إلى 1997، وكمساعدة لوزيرة الخارجية "مادلين أولبرايت" في إدارة كلينتون الثانية للشئون الإفريقية. وقبل شغل كبيري مستشاري المرشح الديمقراطي "باراك أوباما" للسياسة الخارجية وأشد منتقدي المرشح الجمهوري "جون ماكين" كانت رايس من كبيري باحثي معهد بروكينجز، حيث تركز أبحاثها بالمعهد على الفقر العالمي والدول الفاشلة وعلى حفظ السلام الدولي وحل الصراعات.

وموقعها داخل حملة المرشح الديمقراطي مكَّنها من تحويل اهتمام أوباما وإعادة تأكيده على أن أفغانستان هي الجبهة الرئيسة للحرب على الإرهاب.

- ريتشارد هولبروك، نائب مدير بيرسيوس، يجمع رتشارد هولبروك بين الخبرتين في الشئون الخارجية والاستثمار المصرفي. وقد كان سفيرًا للولايات المتحدة الأمريكية بالأمم المتحدة خلال إدارة كلينتون، وقد ترك منصبه هذا بانتهاء إدارة كلينتون. وخلال تلك الفترة كان يركز بصورة أساسية على مكافحة الأمراض العالمية كالإيدز والسل والملاريا.

وقد كان مهندس اتفاقية السلام "دايتون" عام 1995 التي أنهت الحرب في البوسنة خلال عمله كمساعد لوزير الخارجية. وقد كان مرشحًا من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" لتولي منصب وزير الخارجية في إدارته الثانية ولكن هذا المنصب ذهب إلى مادلين اولبرايت.

وكان هولبروك من أبرز مستشاري منافسة أوباما السابقة في الانتخابات التمهيدية السيناتور "هيلاري كلينتون"، وبعد خروج "هيلاري" من السباق الانتخابي يدعم هولبروك أوباما لاسيما مقاربته في السياسة الخارجية الأمريكية. ولكن ما قد يقلل من فرصه لتولي هذا المنصب أن نزاعاته الشخصية مع بعض مستشاري المرشح الديمقراطي ظاهرة للعيان، كما أنه حصل على قروض عقارية مشكوك فيها.

- بيل ريتشاردسون، حاكم ولاية نيومكسيكو، كان ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة لسنتين قبل هولبروك، ثم قضى باقي فترة كلينتون الثانية وزيرًا للطاقة. وعلى الرغم من علاقته القوية بكلينتون إلا أنه عندما خسر تسمية الحزب الديمقراطي "سريعًا" في الانتخابات التمهيدية أوائل هذا العام، دعم منافس "هيلاري" المرشح الديمقراطي حاليًا "باراك أوباما"، مطلقًا عليه "زعيمًا لمرة واحدة في العمر.

المرشحون لإدارة ماكين

- جوزيف ليبرمان سيناتور ولاية كونيتيكت، وهو في مقدمة المرشحين الجمهوريين لهذا المنصب. ففي عام 2000 كان ليبرمان المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس "آل جور"، ولكن بعد فترة قصيرة من الهزيمة في انتخابات هذا العام، انشق عن الحزب الديمقراطي في عديدٍ من قضايا السياسة الخارجية المركزية المسيطرة على الساحة السياسية الأمريكية اليوم لاسيما تجاه الحرب في العراق. وفي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الماضية (نوفمبر 2006) فاز ليبرمان للدورة الرابعة كمرشح مستقل رغم خسارته في انتخابات الحزب الديمقراطي (التسمية الأولية للحزب).

ويعزز من ترشيحه لهذا المنصب مشاركته القوية المرشح الجمهوري "جون ماكين" في رؤيته للدور العالمي للولايات المتحدة.

فكلاهما يدعم فرض عقوبات قاسية على إيران لتخليها عن برنامجها النووية الذي يعتقد أنه يسعى لإنتاج أسلحة نووية، بجانب تأكيديهما على تحجيم دور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إطار السعي الأمريكي لتجديد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والعمل بقوة على حفظ السلام بمنطقة دارفور. ويُتوقع أن يوافق ديمقراطيو مجلس الشيوخ بحماسة على ترشيحه لهذا المنصب للتخلص منه على الرغم من أن مقعده قد تشغله الحاكمة الجمهورية لولاية كونيتيكت إم.جودي ريل. إلى عام 2010.

- جيمس وولسي المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، يرتبط جيمس وولسي بعلاقات قوية بالمحافظين الجدد – الذين سيطروا على إدارة بوش الأولي – الدافعين بالحرب في العراق واستخدم القوة العسكرية الأمريكية بالخارج. وعلى عكس أقطاب المحافظين الجدد الذين خدموا في إدارة بوش لم يفقد وولسي بريقه للخدمة بإدارة بوش.

ومنذ عام 1998 ووولسي يدعو إلى إزالة النظام العراقي السابق"نظام صدام حسين"، وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ربط وولسي – بصورة قليلة – بين دعم عراقي وتلك الهجمات. ومثل المرشح الجمهوري يدافع وولسي بقوة عن تقليل الاعتماد الأمريكي على النفط الخارجي (استقلال الطاقة الأمريكية)، واعتبار الطاقة قضية أمنية أكثر من كونها قضية بيئية.

وقد دعم وولسي بقوة ماكين في إبريل 2007 ومنذ ذلك الوقت وهو يقدم نصائحه له في قضايا الأمن والطاقة. وخلال ما يقرب من أربعين عامًا خدم وولسي في عدد من المناصب الأمنية والعسكرية منها وكيل للبحرية بإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر"، ورئيس الاستخبارات الأمريكية في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون".

- جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية، يتميز نيجروبونتي بخبرته الطويلة في العمل الدبلوماسي والمخابراتي، وقبل شغله المنصب الثاني في وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضي، كان أول رئيس للاستخبارات القومية في إطار إعادة تنظيم المخابرات البيروقراطية، وقبل ذلك كان أول سفير للولايات المتحدة الأمريكية بالعراق بعد توقيع العراق على استقلاله عام 2004.

وفي إدارة بوش الأولى خدم نيجروبونتي سفيرًا للولايات المتحدة بالأمم المتحدة. وعلى الرغم من الادعاءات بالتصرف البطيء تجاه فرق الموت التي كانت تقودها الحكومة الهندوسية ضد الجماعات اليسارية عندما كان سفيراً للولايات المتحدة هناك في الثمانينيات من القرن المنصرم، تدفع التوقعات بقوة بنيجروبونتي لمنصب وزير الخارجية بإدارة ماكين القادمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/تشرين الأول/2008 - 27/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م