
المؤلف: محاضرات آية الله الفقيد الراحل
السيد محمد رضا الشيرازي (طاب ثراه)
جمع المحاضرات ونشرها: مؤسسة المجتبى
للتحقيق والنشر
عدد الصفحات: 64- قطع صغير
سنة الطبع: 2008/ 1429
الطباعة: دار العلقمي للطباعة والنشر-
كربلاء المقدسة
شبكة النبأ: في محاولة لتأصيل فكر
العلماء النيّر، ونشر ثقافتهم الخلاقة، وتتبع خطواتهم التي أسهمت
في بناء المجتمع وبشتى الميادين، قدمت مؤسسة المجتبى للتحقيق
والنشر في كربلاء المقدس، كتيبا خاصا جمعت فيه محاضرات فقيد الأمة
الإسلامية والعالم اجمع آية الله الفقيد سماحة السيد محمد رضا
الشيرازي (قدس سره) تحت عنوان: فاطمة الزهراء (ع) المقامات الغيبية
والوجه الحضاري.
حيث تناولت مؤسسة المجتبى في معرض مقدمتها للكتيب الفقد الأليم
لرحيل سماحة آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (طيب الله ثراه).
ثم بدأ الكتاب بمحاضرة قدمها سماحة السيد الراحل فصلت في الكتيب
على شكل ثلاث محاور أساسية وفصول فرعية.
فكان محور (فاطمة الزهراء (ع) المقامات الغيبية والوجه الحضاري)
هو المحور الأول للكتيب والذي تناول في فصليه الأول والثاني:
المقامات الغيبية، والوجه الحضاري للصديقة الزهراء (ع).
والفصل الاول الذي تناول الانتشر المؤخر لظاهرة التفسير المادي
للدين، كما أطلق عليه سماحة السيد، وبين هذا الاتجاه من خلال تسليط
الضوء عليه عبر ثلاث بحوث، وهي لماذا نشأ هذا الاتجاه؟ ماهو الموقف
إزاء هذا الاتجاه؟ ما الفائدة من البحوث التي تتناول المقامات
الغيبية؟.
فكان البحث الاول إيجاد مقاربة تاريخية لنشوء التفسير المادي
للمسائل الدينية، حيث أكد سماحته (طاب ثراه) على أثر العوامل
المادية المنشقة من الفكر الغربي، ذاك المد الفكري الذي تأثر الآخر
به، وكرد فعل اسبق، عاشه الفكر الغربي من خلال تجربته المريرة التي
خاضها مع الكنيسة. ولايخفى ان الكنيسة الغربية كانت تتعامل بمبدأ
الخرافة لضمان ديمومة تسلطها على المجتمع لذا تولد عندهم العمل مع
الدين وفق الرؤية المادية.
اما في البحث الثاني فقد عرض سماحته الموقف المطلوب حيال
الاتجاه المادي. حيث يقول في رؤيته لتحليل الموقف: الدين والغيب
امران متلازمان لا ينفكان، ولو جرد الدين من الغيب لم يعد دينا بل
اصبح قانونا كسائر القوانين الوضعية السائدة. الدين لا ينفك عن
الغيب بل يبنى عليه، فلو جردت الدين من الغيب فقد جردته من قاعدته
التي يبتني عليها.
بهذه الرؤيا عقد سماحته منشأ التفكير إزاء الاتجاه المادي، عبر
خلق رؤية تسلسلية لإدراك المفهوم الغيبي، وكيف يكون البناء الروحي
الخالص للدين، وكل ما عداه يكون مجرد قوانين حساب ومنطق لا تتلائم
والعقيدة والروحية الخالصة التي يسعى الانسان لها في بناء الذات
المتنفسة بعبق الهداية والإيمان.
وفي البحث الثالث سلط سماحته الضوء على الفائدة المتوخاة من
البحث في المقامات الغيبية، حيث يؤكد ذلك بقوله: عرفنا ان للزهراء
(ع) مقامات غيبية، وانها كانت تعلم الغيب مثلا، او انه حصل كذا
وكاذ في الملأ الأعلى عند زواجها. ثم يستدرك بقوله عن الفائدة:
الجواب عن ذلك نقضي وحلّي.
وفصل الجواب النقضي عبر ثلاث مستويات، المستوى الاول مباحث علم
الكلام، والتي يستدل (قدس) في هذا المستوى على ماهية الفائدة
المرتجاة من مبحث علم الكلام نفسه. والثمرة التي يمكن الاستفادة
منها، من خلال عرض علم الكلام.
اما المستوى الثاني فكان عن العلوم الطبيعية. والمستوى الثالث
فكان عن العقائد الدينية.
ثم عرج سماحته على الشق الثاني من الجواب، والذي اطلق عليه
الحلّي. وجاء التعريج عليه عبر ثلاث نقاط ايضا، اوضح من خلالها
الفكرة والجوهر والمضمون، بين اللغة والإصطلاح لهذا المفهوم.
الفصل الثاني كان عن الوجه الحضاري للصديقة الزهراء (ع) وهو ما
اعتبره (قدس) مكملا للفصل الاول (المقامات الغيبية). واذي تناول
فيه عرض قصص واقعية لبيان حاجة الإنسان المعاصر الى القيم وتعطشه
الى الاخلاقيات.
فكانت القصة الاولى عبر سرد قصة شاب خليجي وآخر صديق له مسيحي
يقطنان في بيت واحد. فكان المسلم (الخليجي) دائما ما يجيء لصديقه (المسيحي)
بالطعام ولم يسبقه إليه، فتأثر الثاني بسلوك صديقه فأعلن عن رغبته
في اعتناق الإسلام.
اما القصة الثانية فكانت عن رجل كافر كان يرقد في مستشفى
وبجواره رجل مسلم، وكان المسلم دائم ما يعوده ويزوره اصدقاءه
واقاربه. اما هو فحتى ابنه لم يقم بزيارته، وعندما سأل عن سبب كثر
الزوار لصديقه، أخبره الناس عن ثواب عيادة المريض عند المسلمين،
فقال ان ابني ينتظر موتي حتى يبيع جثتي الى المشرحة، ثم اعلن
اسلامه امام الناس.
اما القصة الثالثة فكانت تتحدث عن شاب خليجي يدرس في إحدى
الجامعات في المغرب العربي، فبين هو ذاهب الى الجامعة في ذلك اليوم
واذا بمطر غزير يسقط فأستظل الناس بمظلة الباص، والشاب كان يحمل
مظلته، فجاءت مرأة ولم يتسع المكان لتقف تحت مظلة الباص، فقال
الشاب دنوت منها أعطيتها المظلة وذهبت الى الجامعة بلا مظلة رغم ان
المطر كان مستمرا في هطوله. ثم وبعد بضعة ايام رأته الفتاة ذاتها
وقالت له: لقد تحققت منك وعرفت انك مسلم، وان ما قمت به اتجاه ينبع
من بند في دينكم يسمى الإيثار، وهذه القيمة مفقودة عندنا، ولقد
اعجبني دينكم، فعلمني كيف أدخل إليه.
بهذه القصة الثلاثة عرض سماحته أسمى انواع القيم الإسلامية
وعكسها على أرض الواقع كدرس يتعلم منه الآخرين.
بعد هذا يجيء على مواقف الزهراء (ع) عبر عرض لمواقفها منها
تصدقها بالقميص الجديد الذي أعطاها إياه أبوها الرسول الكريم (ص)
بمناسبة زواجها، او تصدقها بطعامها هي وزوجها وبنيها وهم صائمون،
ودعائها لجيرانها، ومن هذا ما يملئ الصفحات الطوال من كراماتها
ومواقفها الجليلة (رضوان الله وصلواته عليها).
ثم الخلاصة التي يعرض فيها سماحته (قدس) موجز ما توصل إليه من
خلال الرحلة الاولى في الكتيب، لتكون فاتحة الفصل الجديد فيه عبر
الانتقال الى موضوعة الزهراء (ع) الفيصل والقدوة، وفيه تنقسم
المواضيع الى، الزهراء (ع) فيصلا، ليكون مدخل الموضوع عبر مقدمة في
تقييم الافكار، ومقدمة في تقييم الحكومات التي حكمت بإسم الإسلام،
ودور الزهراء (ع) في فضح الحكومات الجائرة.
اما الموضوعة الثانية فهو عن الزهراء (ع) قدوة، وجاء فيه خطر
النموذج الغربي وخواؤه. فأوضح الموضوع المشتق من الاصل والذي جاء
عن الزهراء (ع) النموذج الصالح والقدوة الحسنة.
بعدها تنوعت العناوين وتوسعت، ليلم هذا الكتيب بالموضوعة التي
أنطلق من اجلها وبالدهف الذي أراده.
سائلين المولى العلي القدير ان ينزل العالم الرباني الجليل
منزلته العظيم وان يغفر للمؤمنين والمؤمنات بحق فاطمة الزهراء
وببركة أهل بيت النبوة (ع). |