الصين الملوِّث الأكبر وتحذيرات من عصر جليدي جديد

 

شبكة النبأ: هل يتجه العالم على رأي الجيولوجي المصري رشيد سعيد، الى عصر جليدي جديد، بعد فترات تمتعت فيها الارض بالخضرة والجمال، لتكون النهاية التي يحظى بها سكان الارض، عبارة عن مأساة وكارثة طبيعية كبرى.

ما عزز هذا الرأي الظاهرة الخطيرة للاحتباس الحراري التي غيرت الأفكار العالمية باتجاه مستقبل الأرض، حتى التشاؤم هو الأقرب إلى العلماء الذين يرون ان لا مناص من تغيير الحقائق التي بدأت بشكل واقع عملي متمثل بذوبان كتل جليدية تعود الى ملايين السنين خلال أعوام قليلة، وتحولها الى مياه تزيد بالتالي من حالات صراع الإنسان مع الطبيعة.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على ظاهرة الاحتباس الحراري وآخر الاراء التي تبناها العلماء بشأن المستقبل القريب وخلال النصف قرن من هذه الألفية:  

كيف سيكون شكل العالم بعد ثلاث عقود

توقعت دراسة، ترسم سيناريوهات غير مألوفة للتغير المناخي؛ أن ينتقل لاجئين الى القارة القطبية الجنوبية المتجمدة بحلول عام 2030 وأن تجرى الدورة الاولمبية الشتوية على شبكة الانترنت فقط وأن يصبح وسط استراليا غير مأهول بسبب شدة الجفاف.

وقال منتدى المستقبل Forum for the Future وهو جهة بحثية تتخذ من بريطانيا مقرا لها وكذلك باحثون في مؤسسة هيوليت باكاراد Hewlett-Packard Labs انهم يسعون لاثارة نقاش بشأن كيفية تفادي أسوأ ما يمكن أن ينجم عن ظاهرة ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض بطرح مجموعة غير مألوفة من التصورات المحتملة للمستقبل. بحسب رويترز.

قالت الدراسة التى تقع في 76 صفحة: ان التغير المناخي سيؤثر في الاقتصاد بدرجة لا تقل عن أثر أزمة القروض. ومن بين هذه السيناريوهات التحول الى أساليب أكثر ترشيدا لاستخدام الطاقة تكتسي معها الصحراء الكبرى باللون الاخضر بفعل محطات تحلية مياه البحر التي تعمل بالطاقة الشمسية وتصور آخر يقوم فيه لاجئون بالانتقال الى القارة القطبية الجنوبية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وصرح بيتر مادين رئيس المنتدى لرويترز قائلا: لاتزال أمامنا فرصة لتغيير المستقبل. فذاك هو ما قد يكون عليه شكل العالم وبعض هذه الخيارات ليست محببة بالمرة.

وأضاف ان معظم التقارير المتعلقة بالتغير المناخي تناولت معطيات علمية دارت حول انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم بالاساس عن احتراق الوقود الحفري دون وضع الاثار النفسية والاجتماعية فى الاعتبار.

وقال: ان مؤرخي المستقبل ربما ينظرون الى حقبتنا هذه باعتبارها (سنوات تغير المناخ). وقتها اما أن ينظروا الى جيلنا كأبطال أو يرونا بعين تملؤها الحيرة والاشمئزاز بالقدر الذى ننظر نحن الى هؤلاء الذين سمحوا بالرق في الماضي.

وقد توصلت الدراسة الى السيناريوهات الخمسة التالية: الترشيد في المقام الاول، سيساعد ابتكار تقني فى حل مشكلة التغير المناخي ويحفز نموا اقتصاديا وقدرة استهلاكية قويين. تكتسي الصحراء الكبرى باللون الاخضر وتتم حماية الساحل البحري الشرقي للولايات المتحدة على سبيل المثال بسياج خرساني بيولوجي له قدرة على توليد الطاقة من الامواج والاعاصير.

ثانيا التطور الخدمي، حيث أدت تكلفة باهظة لانبعاث ثاني اكسيد الكربون الى تحول نحو اقتصاد خدمي بالاساس. المواطنون باتوا لايعبأون بحيازة مركبات خاصة ولجأوا الى الدراجات بديلا عنها. كما هجر الناس منطقتى وسط استراليا وأوكلاهوما نتيجة نقص المياه. واضطر الرياضيون الى المكوث في منازلهم فى أول دورة أولمبية افتراضية فى العالم ينافسون بعضهم بعضا فى فضاء الانترنت المفترض يتابعهم مليارات من المتفرجين.

وثالثا إعادة تعريف التقدم، إذ يتسبب كساد اقتصادي عالمي بين 2009 و2018 في اجبار الناس على تبني أنماط حياتية أكثر اعتدالا يركزون فيها على العيش الكريم وجودة الحياة. وفي الولايات المتحدة يعمل الناس 24 ساعة فى الاسبوع بالاضافة الى 10 ساعات من العمل التطوعي.

رابعا اقتصاد الحرب البيئية، حيث أخفق العالم في التعامل مع التغير المناخي وانهارت التجارة العالمية بعدما تخطت أسعار النفط حاجز 400 دولار أمريكي للبرميل. تخضع الاجهزة الالكترونية لنظام التوقف التلقائي بمجرد تجاوز المنازل الحصة المقررة من الطاقة. ينتقل اللاجئون الى القارة القطبية الجنوبية وسيصل عدد السكان هناك الى 3.4 مليون نسمة بحلول عام 2040 .

اما خامسا عالم تحكمه السياسات الحمائية، تتراجع العولمة على أثر تعامل يفتقر للتنسيق مع التغير المناخي. يطلب من المغرب الانضمام رسميا للاتحاد الاوروبي مقابل الحصول على امدادات الطاقة الشمسية حصريا حتى عام 2050.

عالم مصري يرى العالم متجها إلى بداية عصر جليدي

يرى الجيولوجي المصري المقيم في الولايات المتحدة رشدي سعيد أن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري مكلف جدا على المستوى المادي وأن الدول الفقيرة هي التي تدفع الثمن.

وقال سعيد (88 عاما) ان ارتفاع درجة حرارة الارض خلال المئة عام الاخيرة بسبب الاستخدام المفرط للوقود الاحفوري من نفط وفحم وغاز له كثير من الاضرار لكن الخطوات التي يفكر العالم الصناعي في اتخاذها للحد منه باهظة الكلفة فهي تتعلق بادخال تحسينات في تصميم السيارات أو باطلاق ستائر معدنية في الفضاء لها أضلاع يمكن تعديلها لادخال القدر المطلوب من أشعة الشمس الى الارض أو غير ذلك من الامور المكلفة التي سيدفع ثمنها في النهاية دول العالم الفقيرة. بحسب رويترز.

وأضاف في العدد الجديد من مجلة (ما بعد) الفصلية التي تصدر بمصر أن ما وصفه بالعلاج الحقيقي لمواجهة هذه الظاهرة هو البحث عن مستقبل عمليات التصنيع الكثيف والحد من أنماط الاستهلاك السائدة الان في العالم الصناعي.

والمجلة التي تصدرها جمعية العاملين الدوليين بالامم المتحدة خصصت عددها الاخير لمناقشة قضية المناخ والبيئة في العالم.

وتولى سعيد في الستينيات ادارة مؤسسة التعدين المسؤولة عن البحث عن الثروات المعدنية في بلاده كما كان عضوا بالبرلمان المصري في الستينيات والسبعينيات وله كتاب ضخم عنوانه: نهر النيل، وهو كتاب يعد مرجعا عن النهر اضافة الى كتب أخرى بالعربية والانجليزية منها: الحقيقة والوهم في الواقع المصري. كما أنه أحد المشغولين بقضية المناخ والطاقة بل يرى أن انهيار الحضارة الفرعونية كان بسبب نقص الطاقة.

ويرجح سعيد في دراسته أن يكون العالم على مشارف عصر جليدي حيث يستعرض كيف شهدت الارض خلال المليوني سنة الاخيرة تقلبات مناخية هائلة ففي نحو 17 مرة امتدت الثلوج من الاقطاب لتغطي مساحات شاسعة من سطح الارض ثم تتراجع نتيجة الدفء لفترات تفصل بين العصور الجليدية التي تتراوح مدتها بين عشرة الاف و12 ألف سنة.

وتابع بقوله: ونحن الان ومنذ 10800 سنة في واحدة من هذه الفترات الدافئة فليس من المستبعد أن نكون قرب عصر جليدي جديد.

الصين تقف وراء ارتفاع درجات الحرارة في أمريكا

يزيد الضباب والأدخنة والأتربة التي تنفثها منازل ومصانع آسيا ولاسيما في الصين، من ظاهرة الاحتباس الحراري بحيث من الممكن أن تكون أحد الأسباب التي تزيد من ارتفاع درجات الحرارة الصيفية في القارة الأمريكية، وفق تقرير للجنة فيدرالية.

ونقلت أسوشيتد برس عن التقرير قوله إنّه من المرجح أن تكون تلك الأدخنة والضباب وراء الزيادة بثلاث درجات في معدل الحرارة الصيفية في القارة الأمريكية. بحسب (CNN).

وأضافت أنّ هذه العوامل التي تعدّ "مؤقتة" تتسبب فيها عمليات حرق الفحم والأخشاب والوقود زيادة على ما تنفثه العربات والشاحنات الثقيلة والسيارات. ودعا التقرير إلى ضرورة مضاعفة الجهود من أجل تطويق تداعيات هذا النوع من التلوث بكيفية أسرع.

وركّز العلماء جهودهم طيلة عقود على ثاني أكسيد الكربون كملوث رئيسي بسبب "بقائه" في الأجواء لعقود، فيما لم تمنح فيه الدراسات السابقة أهمية أكثر لظاهرة الاحتباس الحراري وما تخلفه من تلوث يبقى في الأجواء لمدد تصل إلى أيام.

وتعني الدراسة أنّه ربما سيكون من الضروري تخفيض النسب المسموح بها بالنسبة إلى ما تنفثه السيارات والشاحنات قبل أن منع أو تحديد نشاط المنشآت التي تتزود بالطاقة التي يولدها حرق الفحم والأخشاب.

وفي الدول النامية ولاسيما في آسيا، يعني ذلك ضرورة مزيد الاعتماد على طاقة أنظف مثل تلك التي يتمّ استخدامها في العالم الغربي.

وأضاف التقرير أنّ حساب الزيادات والانخفاضات المرتقبة في مناطق من آسيا، فيما يتعلق بهذا النوع من الملوثات، سترفع سقف التوقعات بارتفاع درجات الحرارة السابقة بمقدار 20 بالمائة في القارة الأمريكية في غضون عام 2060.

ومن المرجح أن يؤدي هذا النوع من التلوث إلى ثلاث بؤر حارة في العالم هي وسط الولايات المتحدة والجزء الأوروبي من البحر الأبيض المتوسط وكازاخستان التي تحاذي روسيا والصين.

مخاوف من ذوبان كامل لكتل الجليد في البيرينيه

واعلنت دراسة اجراها باحثون جامعيون اسبان ان الكتل الجليدية ال21 التي ما زالت موجودة في جبال البيرينية ستختفي كلها قبل العام 2050.

واوضح موقع "سينك" الاسباني الرسمي للمعلومات العلمية ان: ارتفاع الحرارة التدريجي الذي بلغ بالاجمال 0,9 درجات مئوية منذ 1890 حتى الان يؤكد ان الكتل الجليدية في البيرينيه ستختفي قبل 2050 بحسب الخبراء. بحسب فرانس برس.

واجرى باحثون من جامعات كانتابري مدريد وفالادوليد دراسة شاملة اولى على تطور عملية ذوبان الجليد في المناطق الجبلية الثلاث العليا الواقعة في اسبانيا وهي البيرينيه قمم اوروبا (شمال غرب) وسييرا نيفادا (جنوب).

واضاف "سينك" "بين 1880 و1980 اختفت 94 كتلة جليدية على الاقل في شبه الجزيرة الايبيرية فيما اضمحلت 17 كتلة اخرى من الثمانينات الى الان.

وبقيت 21 كتلة جليدية كلها في البيرينيه من بينها 10 في الاراضي الاسبانية و11 في فرنسا وتبلغ مساحتها الكاملة 450 هكتارا.

واضاف الموقع المتخصص: من 1990 الى اليوم اظهرت الحسابات ان ذوبان الثلوج السريع ادى الى اختفاء كامل الكتل الجليدية الصغيرة وتقليص مساحة الكبرى منها بين 50 و60%.

وكانت الكتلة الجليدية الاكثر جنوبا تقع في سييرا نيفادا لكنها اختفت في مطلع القرن العشرين فيما اضمحلت كتل اخرى في قمم اوروبا اشار اليها رحالة في اواخر القرن التاسع عشر.

ولفت الباحثون الاسبان الى ان تقلص الكتل الجليدية في البيرينيه ليست ظاهرة حديثة نظرا الى رصد بداية ذوبان الكتل الجليدية الصغيرة بين 1750 ومطلع القرن التاسع عشر.

غاز الميثان قنبلة موقوتة تجلب الدمار

جبال عملاقة من الجليد تذوب وتتلاشى، فتخرج المخزونات الهائلة من غاز الميثان السام على شكل فقاعات كبيرة الحجم والعدد إلى سطح الماء، فتملأ الأجواء برائحة الموت والدمار.

هذه هي الصورة الشديدة القتامة التي يرسمها لنا تقرير تنفرد صحيفة الإندبندنت البريطانية بنشره على صدر صفحتها الأولى بعنوان: قنبلة الميثان الموقوتة. بحسب رويترز.

ويتحدث عن تحذيرات العلماء من المخاطر الجمة التي يسببها انبعاث الغاز السام، نتيجة ارتفاع حرارة الأرض، للقارة القطبية الشمالية وانعكاسات ذلك على كوكبنا برمته.

يقول التقرير، الذي أعده ستيف كانور، محرر الصحيفة للشؤون العلمية، إن العلماء قد اكتشفوا مؤخرا هذا الخطر الجديد الناجم عن ارتفاع حرارة كوكب الأرض، إذ أن ذوبان طبقة الجليد في القارة القطبية الشمالية يساعد على إطلاق ملايين الأطنان من غاز الميثان الذي يُعتبر أكثر ضررا بعشرين مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون (كاربون دايوكسيد).

ويضيف التقرير، الذي ترفقه الصحيفة بصورة تظهر المناطق التي ذاب منها الجليد فعلا في القارة القطبية الشمالية، إن العلماء تمكنوا من وضع يدهم على أول دليل على انطلاق مثل تلك الغازات الضارة من أعماق البحر في القارة القطبية الشمالية إلى الغلاف الجوي.

وتقول الإندبندنت إنها حصلت على تفاصيل النتائج الأولية التي توصل إليها العلماء بهذا الشأن، والتي تشير إلى أن المخزونات الهائلة من غاز الميثان الموجودة في أعماق المحيط المتجمد الشمالي بدأت بالفعل تخرج على شكل فقاعات على سطح الماء، وذلك بشكل متزامن ومضطرد مع ازدياد حرارة المنطقة وانحسار مساحة الجليد فيها.

ويرى العلماء أن مخزونات قاع المحيط من غاز الميثان هي في غاية الأهمية، إذ أنهم يعتقدون أن الانطلاق المباشر لتلك الغازات كان مسؤولا في الماضي عن الزيادة السريعة في درجات حرارة الكون، وعن التغييرات الدراماتيكية السريعة التي طرأت على المناخ، وحتى كانت وراء الانقراض الجماعي لبعض الكائنات.

كما يقول التقرير إن مجموعة من العلماء أجروا بحوثهم الأخيرة من على متن سفينة أبحاث أبحرت بهم على طول الساحل الشمالي لروسيا، واكتشفوا من خلالها التركيز المكثف لغاز الميثان، إذ وصلت نسبته في بعض الأحيان إلى 100 ضعف النسبة الطبيعية، وذلك على امتداد مناطق عدة تغطي آلاف الأميال المربعة في الجرف القاري بمنطقة سيبيريا.

ويفيد العلماء بأنهم رأوا خلال الأيام القليلة الماضية مناطق من البحر وقد تحولت بأكملها إلى كتلة من الرغوة حيث كان الغاز ينطلق منها على شكل فقاعات عبر "مداخن الميثان" التي ترتفع من قاع البحر.

يقول التقرير: يعتقد العلماء أن الطبقة الثانوية من الجليد الدائم، والذي كان في السابق بمثابة السدادة التي تمنع الغاز من التسرب والهروب، قد ذابت تماما لتسمح لغاز الميثان بالانطلاق مرتفعا من المخزونات الهائلة الموجودة تحت سطح الأرضى والتي كانت قد تشكلت قبل العصر الجليدي الأخير.

وينقل التقرير عن أورجان جوستافسون من جامعة ستوكهولم في السويد، وهو واحد من قادة الرحلة العلمية، وصفه لدرجة وحالة انبعاثات غاز الميثان، وذلك من خلال تبادل للرسائل الإلكترونية التي أرسلها من على متن سفينة البحوث الروسية جاكوب سميرنيتسكي، إذ يقول فيها: لقد فرغنا من البرنامج المضني لتجميع العينات، والذي تواصل طيلة البارحة وليلة أمس. لقد عثرنا على منطقة واسعة من انبعاثات غاز الميثان المركَّز.

ويضيف جوستافسون بقوله: لا أحد يعلم كم يوجد من المناطق الأخرى (التي ينطلق منها الميتان بهذا الشكل) في الإفريز القاري المغمور بمياه البحر الضحلة في منطقة سيبيريا الشرقية الشاسعة.

الحرارة ترتفع بشكل سريع وملحوظ في أوربا

وفي اوربا اظهرت دراسة ان درجات الحرارة ترتفع بشكل اكبر من المتوسط العالمي وان على الحكومات الاستثمار للتكيف مع تغير المناخ الذي من المتوقع ان يحول منطقة البحر المتوسط الى منطقة قاحلة والشمال الى منطقة اكثر مطرا.

وقال تقرير الوكالة الاوروبية للبيئة وفروع منظمة الصحة العالمية والمفوضية الاوروبية ان جبال اوروبا وسواحلها والبحر المتوسط والبحر الادرياتيكي هي المناطق الاكثر تعرضا للخطر نتيجة ارتفاع درجة حرارة الارض. بحسب رويترز.

واضاف التقرير ان: المتوسط العالمي لدرجات الحرارة ارتفع نحو 0.8 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة مع زيادات حتى اكبر في درجات الحرارة في اوروبا والمرتفعات الشمالية.

وارتفعت درجة الحرارة في اوروبا درجة مئوية. وقال ان شمال اوروبا سيصبح اكثر مطرا هذا القرن في حين ربما تتحول منطقة اوروبا المطلة على البحر المتوسط الى صحراء بناء على الاتجاهات التي بدأت بالفعل.

وقد تصبح موجات الحرارة الاوروبية مثل التي حدثت في عام 2003 ومات فيها 70 الف شخص اكثر تكرارا. وقال التقرير ان: التغييرات السنوية المتسارعة تزيد من الفرق بين جزء شمالي مطير في اوروبا وجزء جنوبي جاف.

ومن بين الاثار الاخرى ارتفاع منسوب البحار بشكل مهدد للسواحل وانتقال بعض مخزونات الاسماك الف كيلومتر شمالا خلال الاربعين عاما الماضية واختفاء الانهار الجليدية في الالب منذ عام 1850.

وحث التقرير اوروبا على بذل المزيد للتكيف مع اثار التغير المناخي مثل حماية الناس من الامراض التي تنقلها الحشرات او حماية السواحل من ارتفاع منسوب البحار. وحتى الان يركز معظم التكيف على الحد من حدوث مزيد من فيضانات الانهار.

واتفقت حكومات العالم على العمل بحلول نهاية 2009 بمعاهدة جديدة لمكافحة التغير المناخي. ولكن الاضطرابات المالية والتراجع الاقتصادي ربما اضعف من الاستعداد للاستثمار في مشروعات المناخ التي تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات.

وقالت لجنة المناخ بالامم المتحدة ان من المرجح ان يرتفع منسوب مياه البحر ما بين 18 و59 سنتيمترا مربعا بحلول 2100 وقد تواصل الارتفاع لقرون اذا ذابت الالواح الجليدية لجرينلاند والقطب الجنوبي.

وقال التقرير ان اربعة ملايين شخص واصول قيمتها تريليونا يورو (2.9 تريليون دولار) سيكونون في خطر من الفيضانات من بحار اعلى بحلول 2100 من دول البلطيق حتى اليونان.

واضاف ان تقديرات حديثة اشارت الى ان خسائر ارتفاع منسوب المياه يمكن ان تصل في مجملها الى 18 مليار يورو سنويا بحلول عام 2080 ولكن انفاق مليار دولار سنويا على كل شيء ابتداء من السدود الى رفع مستويات الشواطيء قد يقلص الخسائر نحو مليار سنويا.

ويهدف الاتحاد الاوروبي الى خفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض ولاسيما الناجمة عن حرق الوقود الاحفوري بنسبة 20 في المئة اقل من مستويات 1990 بحلول عام 2020 او بنسبة 30 في المئة في حالة انضمام اقتصاديات كبيرة اخرى اليه.

حائز على جائزة نوبل يدعو الى عدم اكل اللحوم لمكافحة التغير المناخي

ودعا الهندي راجندرا باشوري رئيس المجموعة الحكومية لخبراء المناخ في تصريح لمجلة اوبزرفر الى الحد من استهلاك اللحوم بغية مكافحة التغير المناخي على الصعيد الشخصي.

ويعتبر راجندرا باشوري الذي حصل مع نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور على جائزة نوبل للسلام في 2007 والذي يكرس عمله منذ عقود من اجل حماية البيئة ان على الناس ان يبدأوا بعدم اكل اللحوم سوى مرة واحدة في الاسبوع ثم العدول عنه كليا.

ويرى الخبير الاقتصادي ان تغيير الغذاء سيكون خطوة هامة في مكافحة التغير المناخي لان تربية المواشي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. بحسب فرانس برس.

وينصح راجندرا باشوري الذي لا يأكل سوى النبات: في البداية اكتفوا باكل اللحم يوما واحدا في الاسبوع ثم توقفوا تدريجيا عن استهلاكه. واضاف، ما اريد التأكيد عليه هو انه علينا ان نعمل من اجل خفض استهلاكنا في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد.

الغطاء الجليدي بين اتساعه في القطب الجنوبي وانكماشه في الشمال

قال خبراء ان مساحة جليد البحار المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية اتسعت في أشهر سبتمبر أيلول في السنوات الاخيرة في ظاهرة من الممكن اعتبارها من بين الاثار الجانبية غير العادية للاحتباس الحراري. بحسب رويترز.

ففي فصل الشتاء بنصف الكرة الجنوبي ومع تكدس جماعات البطريق لتدفئة نفسها من البرد القارس زادت كمية الثلوج على البحر حول القطب الجنوبي منذ أواخر السبعينات ربما لان تغير الاحوال المناخية يعني احداث تغييرات في الرياح والتيارات البحرية وسقوط الثلوج.

وعلى الجانب الاخر من الكرة الارضية يقترب جليد البحار المحيط بالقطب الشمالي في الوقت الحالي من معدلات انكماش قياسية وصل اليها في سبتمبر أيلول من العام الماضي مع اقتراب فصل الصيف بنصف الكرة الشمالي من نهايته مما يمثل تهديدا لاساليب الصيد التي يتبعها السكان الاصليون في المنطقة والمخلوقات التي تعيش هناك مثل الدببة القطبية.

وقال دونالد كافاليري وهو عالم أبحاث بارز في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لادارة الطيران والفضاء (ناسا): اتسعت مساحة جليد فصل الشتاء في القطب الجنوبي... بمعدل 0.6 في المئة لكل عشر سنوات في الفترة بين عامي 1979 و2006 .

لكنه أضاف أن الجليد يغطي مساحة 19 مليون كيلومتر مربع أي أن مساحته لا تزال أصغر من المساحة القياسية التي سجلت في أوائل السبعينات عندما غطت الثلوج مساحة 20 مليون كيلومتر مربع.

ويشير بعض المشككين الى اختلاف الاتجاه في كل من القطبين ويقولون انه دليل على أن المخاوف من تغير المناخ مبالغ فيها لكن الخبراء يقولون انه بامكانهم شرح ما يحدث.

وقال تيد ماكسيم وهو أخصائي في جليد البحار في المعهد البريطاني لدراسات القطب الجنوبي: ما يحدث كان متوقعا... توقعت النماذج المناخية منذ وقت طويل أن القطب الشمالي سيسبق القطب الجنوبي في التدفئة وأن القطب الجنوبي سيظل مستقرا لوقت طويل.

وتقول لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة انها متأكدة بنسبة 90 في المئة على الاقل من أن البشر يساعدون على تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق حرق الوقود الاحفوري بشكل أساسي لكنها قالت ان كل منطقة في العالم ستتأثر بالظاهرة بشكل مختلف.

والفرق المهم بين القطبين هو أن جليد القطب الشمالي يسبح فوق محيط وتعمل التيارات المتغيرة والرياح القادمة من الجنوب على تدفئته. أما القطب الجنوبي فانه قارة منعزلة أكبر في المساحة من الولايات المتحدة وتستمد صقيعها من نفسها.

وقالت أولا يوهانسن مديرة مركز نانسن للبيئة والاستشعار عن بعد في النرويج: ارتفعت درجة حرارة الهواء في القطب الجنوبي بمقدار ضئيل جدا بالمقارنة مع القطب الشمالي... والسبب هو أن القطب الجنوبي يحيط به محيط ضخم.

وقال كافاليري ان بعض نماذج الطقس على شاشات الكمبيوتر اشارت الى أن انخفاض كمية الحرارة التي تصدر عن المحيط حول القارة القطبية الجنوبية قد يكون تفسيرا اخر لاتساع مساحة الجليد.

وأضاف أن نظرية أخرى تذهب الى أن الهواء الاكثر دفئا يمتص رطوبة أكثر مما يعني المزيد من الثلوج والامطار. وقد يعني هذا وجود كمية أكبر من المياه العذبة على سطح المحيط حول القارة القطبية الجنوبية مع الوضع في الاعتبار أن المياه العذبة تتجمد عند درجة حرارة أعلى من المياه المالحة.

وقال ماكسيم: اكتسبت الرياح التي تتحرك حول القارة القطبية الجنوبية قوة. وقد يكون لذلك علاقة بانكماش طبقة الاوزون فوق القارة بسبب المواد الكيميائية التي يستخدمها البشر في أجهزة التبريد.

وتوقع ماكسيم أن تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري في النهاية الى تدفئة المحيطات الجنوبية وانكماش جليد البحار حول القطب الجنوبي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/تشرين الأول/2008 - 20/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م