تراجُع تسونامي الأسعار وبوادر سباق عالمي على نفط القطب الشمالي

 

شبكة النبأ: بعد فترة عصيبة مرّت على العالم اجمع، عادت اسعار النفط لتستقر على نقاط معينة، ولكنها في الوقت ذاته لم تكن تلك الاسعار التي غادرها في وقت ما، ليبدء قلق جديد ومن نوع آخر، فبالأمس كان الكل يصب جهده لإحتواء ازمة اندلاع الحريق في الاسعار، اما اليوم فبات التفكير اكثر جدية في مواجهة خطر الاسعار القياسية التي من المرجح ان تكون اسعارا ثابتة.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على آخر المستجدات والتطورات في اسعار النفط، مع دراسة امكانية رفع مستويات الانتاج والتصدير لتغطية العجز الحاصل في ميزان الاستهلاك العالمي:

تراجع أسعار النفط مؤشر جديد

تراجعت أسعار النفط في تداولات بورصة نيويورك إلى ما دون مستوى مائة دولار، وذلك للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، الأمر الذي رأى الخبراء أنه يعكس تشاؤم المستثمرين حيال مستقبل الاقتصاد العالمي الذي يميل للركود، وتوقعهم بالتالي تراجع الطلب في الولايات المتحدة وخارجها. بحسب (CNN).

وكانت المرة الأخيرة التي جرى فيها تداول النفط دون مستوى مائة دولار في الثاني من أبريل/نيسان الماضي، وتجري التداولات حالياً عند مستوى 99.99 دولارا.

غير أن أسعار البنزين ارتفعت في الأسواق بالمقابل، وخاصة مع القلق حيال عمل المصافي في الولايات المتحدة، مع اقتراب الإعصار "أيكي" من هيوستن التي تنتج خُمس كميات الوقود المصفاة في أمريكا. بحسب الأسوشيتد برس.

وكان هاجس حماية مستوى 100 دولار للبرميل قد سيطر على وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط، خلال اجتماعهم الذي انتهى فجر الأربعاء في فيينا، حيث قرروا تقليص الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً.

لكن رد الأسواق المباشر دل على أن هذا الخفض لن يتمكن من الحفاظ على الأسعار طويلاً، إذ لم ترتفع العقود الآجلة بأكثر من 49 سنتاً، لتستقر عند 103.75 دولارا.

واعتبر خبراء أن خطوة أوبك كانت عبارة عن تسوية جرت بين الأعضاء، الذين كان بعضهم يضغط لخفض الإنتاج، وذلك بعد التراجع الكبير الذي أصاب أسعار النفط في الأسابيع الماضية وأفقدها قرابة 30 في المائة من مستوياتها مقارنة بيوليو/تموز الماضي.

وبالرغم من هذا الخفض، إلا أن كميات النفط التي تنتجها أوبك ستظل فوق مستوى معدل الإنتاج اليومي الذي اتفقت المنظمة عليه في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، عند 27.3 مليون برميل.

وكانت طهران قد قادت جبهة المطالبين بتقليص المعروض من الخامات النفطية في السوق، وقد قال وزير النفط الإيراني، غلام حسين نوذريء، إن الربع الأول من 2009 سيشهد فائضاً قدره 1.5 مليون برميل نفط يومياً،

بينما بدت الدول الخليجية أقرب إلى خيار تثبيت الإنتاج عند مستوياته الحالية، وقال وزير النفط الكويتي، محمد العليم إنه ما من حاجة لخفض إنتاج أوبك.

أوبك تبحث عن أسعار جديدة

يتوقع ان تكون مسالة أسعار النفط محورا اساسيا في الحوارات التي ستدور في اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) في فيينا على اعتبار ان تراجع الأسعار إلى مستويات منخفضة امر غير مقبول من الدول المنتجة.

فمع تجاوز الاسعار مستوى ال 140 دولارا في يوليو الماضي فان الواضح ان دول اوبك اصبح صعبا عليها ان تتعامل باسعار دون مستوى ال 100 دولار وهو المستوى الذي باتت الاسعار قريبة منه بعد ان هبطت الى ما دون ال 110 دولارات. بحسب (كونا).

وخلال الاعوام الثلاثة الاخيرة ومع وصول اسعار النفط الى مستويات قياسية ارتفعت عوائد الدول النفطية التى استغلت هذه الطفرة في تطوير بنيتها التحتية واقامة المشروعات العملاقة الى جانب التوسع في الاستثمارات الخارجية من خلال الصناديق السيادية.

من هنا تبرز اهمية انخفاض الاسعار ومدى تاثر اقتصاديات الدول المنتجة لاسيما دول الخليج بهذا الانخفاض سواء من ناحية تنفيذ خططها لتطوير بنيتها التحتية ومشاريعها الضخمة او من ناحية استثماراتها الخارجية.

وخلال الاجتماع الحالي لمنظمة اوبك فان النقاشات ستتركز حول خفض الانتاج او الابقاء على مستوياته الحالية في ظل انخفاض الاسعار.

فمن ناحيتها تطالب ايران اوبك التي تجاوزت سقفها الانتاجي الرسمي بمليون برميل يوميا بعد أن بلغ السقف اكثر من 32 مليون برميل حاليا بالعودة الى الحصص المقررة.

وتخص ايران بالذات السعودية التي رفعت انتاجها في الربيع الماضي بمقدار نصف مليون برميل في بادرة حسن نية حيال الدول المستهلكة لمحاولة الحد من ارتفاع اسعار المشتقات النفطية.

ويؤكد مسؤولون في اوبك ان السوق العالمية تتلقى امدادات كافية من النفط وبدأت تعاني من وجود فائض في الانتاج الأمر الذي جعلهم يفكرون في كيفية سحب الفائض وتجنب تكرار ما وقع عام 1998 عندما تكدس المخزون وتراجعت الاسعار الى حوالى عشرة دولارات للبرميل.

وذكر تقرير لبنك الكويت الوطني ان تراجع الاداء الاقتصادي في الولايات المتحدة واوروبا وانخفاض الطلب على الخام في الدول الصناعية ساهم في انخفاض الاسعار الى ما دون 110 دولارات بعد تجاوزها 147 دولارا قبل شهرين. وراى تقرير الوطني أن التوجهات المستقبلية لسياسة أوبك تشوبها درجة من الغموض فاذا ما أخذ بعين الاعتبار الموقف الثابت للمنظمة بأن حجم الامدادات من نفطها يتجاوز مستوى الطلب عليه فانه من المحتمل أن تدرس خلال اجتماعها الحالي مسالة خفض الانتاج

وقال التقرير ان هذا التفاعل ما بين انتاج أوبك من النفط والانتاج من خارجها يتوقع له أن يلعب دورا محوريا في رسم مسار أسعار النفط خلال ال 6 الى 12 شهرا المقبلة والذي من المحتمل أن يسترعي المزيد من الاهتمام حول دور أوبك في تحديد مسار الأسعار. واوضح انه اذا ما تحققت التقديرات المتشائمة لمركز دراسات الطاقة الدولية فان النمو على الطلب العالمي على النفط قد يأتي أضعف بكثير مما تتوقعه الأسواق وليبلغ 500 الف برميل يوميا فقط في 2008 و 400 الف برميل برميل يوميا في 2009.

وعودة مرة اخرى الى السعر العادل لسعر البرميل فان السؤال الابرز الان هو السعر المعقول الذي تبحث عنه أوبك ويمكن أن يضمن توفير استثمارات كافية للبحث عن موارد نفطية تواكب الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على النفط كما يحقق عائدا مجزيا لها وتعويضا معقولا للدول المصدرة للنفط التى تعيش على مصدر رئيسي واحد للدخل مآله النضوب النهائي ولا يتجدد مهما طال الزمن.

فمن ناحية تقدر الاستثمارات اللازمة لتوسيع طاقة انتاج النفط في منطقة الشرق الأوسط على مدى ربع القرن المقبل بنحو 500 مليار دولار وذلك لكي تواكب الزيادة المطردة في الطلب العالمي الذي يتوقع أن يرتفع من نحو 85 مليون مليون برميل يوميا حاليا الى الى ما يزيد على 120 مليون برميل يوميا بحلول 2025.

وهذه الاتفاقيات هي اتفاقية طهران التي أبرمت بين أوبك وشركات النفط العالمية في مستهل عام 1971 مبدأ ارتفاع الأسعار بمعدل 5ر2 في المئة سنويا لمواجهة التضخم كما أقرت مبدأ زيادة خمسة سنتات سنويا كعلاوة خاصة باعتبار النفط ثروة ناضبة يتسارع نضوبها بازدياد الطلب عليها مما يجعلها تستحق هذه العلاوة.

كذلك أقرت اتفاقية جنيف الأولى مبدأ تصحيح سعر النفط تبعا لما يطرأ على قيمة الدولار الذي يستخدم لتسعير النفط من تغيرات في مواجهة عدد من العملات الرئيسية وعندما خفضت قيمة الدولار في 1973أبرمت اتفاقية جنيف الثانية في ذات العام حيث زيدت بمقتضاها الأسعار بنحو 9ر11 في المئة مع تصحيحها شهريا تبعا لتقلب العملات.

كما ان البعض يرى ان النفط لا يخضع لقواعد المنافسة كونه ثروة طبيعية ناضبة واعترافا بتلك الطبيعة الخاصة بالنفط وغيره من الثروات الناضبة أقرت المادة 20 من أحكام اتفاقية الغات ومنظمة التجارة العالمية الترخيص لمنتجيها بفرض قيود على انتاجها وتصديرها على خلاف القاعدة العامة المعمول بها في تلك الأحكام وذلك ترشيدا لاستهلاكها.

خفض الإنتاج يؤدي الى رفع طفيف في الأسعار

وسجلت اسعار النفط الخام ارتفاعا طفيفا في المبادلات الالكترونية في آسيا بعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) خفض الانتاج 520 الف برميل يوميا.

ففي المبادلات الصباحية ارتفع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم تشرين الاول/اكتوبر 84 سنتا ليبلغ 104,10 دولارا للبرميل.

وارتفع سعر برميل البرنت النفط المرجعي لبحر الشمال تسليم تشرين الاول/اكتوبر 63 سنتا ليبلغ 100,97 دولار. بحسب فرانس برس.

وقررت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) سحب 520 برميل من النفط يوميا من الاسواق للحد من تراجع اسعار الخام التي انخفضت لفترة قصيرة الى اقل من مئة دولار للبرميل.

وقالت المنظمة في بيان نشر بعد الاجتماع العادي ال149 في فيينا حيث مقرها انها قررت العودة الى حصص ايلول/سبتمبر 2007" اي ما يعادل 828 مليون برميل يوميا وبدون اندونيسيا التي غادرت الكارتل.

خفض التوقعات لجهة الطلب العالمي على النفط

وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لجهة الطلب العالمي على النفط للعامين 2008 و2009 ولاحظت من جهة اخرى تراجعا في العرض في اب/اغسطس وذلك في تقريرها الشهري.

ووكالة الطاقة الدولية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والتي تدافع عن مصالح الدول المستهلكة للنفط خفضت توقعاتها لجهة الطلب العالمي للعامين 2008 و2009 الى 86,8 مليون برميل في اليوم و87,6 مليون برميل في اليوم على التوالي.

وكان الطلب اكثر تاثرا من المتوقع وخصوصا في الولايات المتحدة بفعل الوضع الاقتصادي الحساس واسعار النفط المرتفعة التي تجاوزت 147 دولارا للبرميل في نيويورك في تموز/يوليو كما اوضحت وكالة الطاقة الدولية. بحسب فرانس برس.

وقالت الوكالة ان الطلب لدى الدول الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية سينخفض بواقع 1,6% في 2008 ليصل الى 48,4 مليون برميل في اليوم وبنسبة 1,1% في 2009 ليصل الى 47,9 مليون برميل في اليوم.

الا ان الطلب العالمي على النفط سيرتفع مع ذلك هذه السنة بنسبة +0,8% اي 0,7 مليون برميل برميل في اليوم والعام المقبل ايضا (+1% اي 0,9 مليون برميل في اليوم) مستفيدا من حركة الطلب في الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية مثل الصين.

لكن الطلب على النفط في الدول غير الاعضاء في المنظمة وخصوصا في الصين والهند وايران سيزداد بنسبة 4% في 2008 و3,7% في 2009. وقد راجعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها من جهة اخرى في مجال الطلب في هذه الدول غير الاعضاء في المنظمة ورات انها الى ارتفاع.

ولم تغير الوكالة توقعاتها بشان الطلب الاميركي للعام 2009 بانتظار ان تصبح تغيرات السلوك التي سجلت لمصلحة استهلاك اقل ملموسة اكثر.

وتراجع العرض النفطي في اب/اغسطس بواقع مليون برميل في اليوم الى 86,8 مليون برميل يوميا اثر اعمال الصيانة في بحر الشمال واعطال اصابت انبوب النفط الاذربيجاني "باكو-تبيليسي-جيهان" وتراجع العرض من جانب منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) والذي انخفض في اب/اغسطس 195 الف برميل في اليوم ليصل الى 32,5 مليونا بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.

وانخفض انتاج اوبك بسبب الاعطال التي اصابت انابيب او حقول النفط في العراق وانغولا وليبيا ونيجيريا بحسب الوكالة.

الا ان القدرة الفائضة للنفط في اوبك (احتياط الانتاج الممكن تحريكه فورا لمواجهة ازمة كبرى) في اب/اغسطس زاد من 1,5 الى 1,9 مليون برميل في اليوم.

ارتفاع الدولار يؤدي إلى تراجع في أسعار النفط

وقال وزير النفط الإيراني إن ارتفاع الدولار سبب تراجع اسعار النفط وإن السوق ما زالت تشهد معروضا زائدا حيث ان قرار أوبك بخفض الانتاج لم ينفذ بصورة كاملة.

ووافقت أوبك في اجتماعها على تقليل انتاج المجموعة بمقدار 520 الف برميل يوميا على مدى 40 يوما بعدما تراجعت أسعار الخام من مستوى قياسي قرب 147 دولارا للبرميل في يوليو تموز الى حوالي 100 دولار للبرميل. بحسب (رويترز).

وقال وزير النفط غلام حسين نوذري في تصريحات نقلها موقع وزارة النفط الاخباري على الانترنت (شانا) "SHANA" إن السبب الرئيس لتراجع أسعار النفط في الاسواق هو التغير في سعر الدولار الامريكي.

وقال الوزير: ما زال يوجد فائض نفطي في الاسواق لان قرار أوبك بعدم توريد نفط زائد في الاجتماع 149 لاوبك لم ينفذ بعد بصورة كاملة. ويشير الوزير بذلك لاجتماع اوبك في فيينا.

وأضاف: لدينا وقت لاتخاذ قرار بشأن سقف لانتاج النفط في الاجتماع غير العادي لاوبك في (الشهر الايراني) آذار (الذي يمتد من 21 نوفمبر حتى 20 ديسمبر). ومن المتوقع أن تجتمع أوبك مرة أخرى في 17 ديسمبر كانون الاول.

تسجيل اكبر للمكاسب النفطية منذ عقد

وأغلقت أسعار العقود الآجلة للنفط مرتفعة أكثر من 6.5 دولار مسجلة أكبر مكاسب في ثلاثة أيام في عقد بفعل توقعات بأن خطة إنقاذ شاملة أعلنتها حكومة الولايات المتحدة ستدعم السيولة في الأسواق المالية المنهكة.

وأنهى الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم أكتوبر تشرين الأول جلسة المعاملات في بورصة نايمكس بنيويورك مرتفعا 6.67 دولار أي بنسبة 6.81 في المئة الي 104.55 دولار للبرميل رافعا مكاسبه الى 14.7 في المئة وهي أكبر قفزة في ثلاثة أيام منذ ديسمبر كانون الاول 1998. بحسب رويترز.

وفي أثناء الجلسة قفز الخام الامريكي الي مستوى أكثر ارتفاعا بلغ 105.25 دولار للبرميل. وفي لندن صعد خام القياس الاوروبي مزيج برنت لعقود نوفمبر تشرين الثاني 4.42 دولار أو 4.64 في المئة ليغلق على 99.61 دولار للبرميل بعد ان قفز أثناء الجلسة الي 100.50 دولار.

وقال أحد المتعاملين: هذا يضاهي الانتعاش الذي شهدناه في أسواق رأس المال في أرجاء العالم بفعل خطة الدعم الحكومي. السيولة تعود وتدفع الأسواق للصعود.

وأطلقت الحكومة الامريكية بضعة برامج قيمتها عدة مليارات من الدولارات لضمان الحيازات في صناديق الاستثمار المشتركة التي تستثمر في أسواق المال والحد من البيع على المكشوف في أسواق الأسهم بينما تعكف على وضع خطة أوسع للتخلص من الديون العقارية الخطرة.

وجاءت هذه الخطوات في نهاية أسبوع مفزع لوول ستريت تقدم فيه بنك الاستثمار ليمان براذارز بطلب لإشهار إفلاسه لحمايته من الدائنين وتدخلت فيه الحكومة لانقاذ شركة التأمين (ايه.اي.جي) واضطر فيه بنك ميريل لينش الى بيع نفسه الى بنك اوف امريكا.

وتبقى أسعار النفط منخفضة بشدة عن أعلى مستوى لها على الاطلاق الذي سجلته فوق 147 دولارا للبرميل في أواسط يوليو تموز مع تعرضها لضغوط من تزايد الأدلة على ان تكاليف الطاقة المرتفعة والمشاكل الاقتصادية تقوض الطلب العالمي على الوقود.

وانتشل أحدث اتجاه صعودي أسعار النفط من أدنى مستوى لها في سبعة أشهر البالغ 90.51 دولار والذي هوت اليه في وقت سابق.

وتلقى سوق النفط دعما من استمرار المخاوف بشأن الامدادات من الولايات المتحدة ونيجيريا.

وظل 89.2 في المئة من انتاج النفط من القطاع الامريكي في خليج المكسيك متوقفا في أعقاب الإعصار ايك مع 14 في المئة من طاقة التكرير النفط في البلاد. ويمثل انتاج الخليج ربع الانتاج الامريكي من النفط الخام.

ومن ناحية أُخرى قال متشددون في نيجيريا العضو في منظمة اوبك انهم هاجموا خط أنابيب آخر في دلتا النيجر الغنية بالنفط.

وقالت حركة تحرير دلتا النيجر التي أعلنت "حربا نفطية" على قطاع النفط والجيش انها استخدمت متفجرات لتخريب خط انابيب تشغله شركة رويال داتش شل في قناة كاوثرون بولاية ريفرز.

نفط المحيط المنجمد الشمالي يخلق معركة جديدة في الاستغلال

تدور على مياه المحيط المتجمد الشمالي معركة جديدة حول خطط للقيام بتوسع ضخم في استغلال مخزون النفط والغاز إلى مساحات أبعد.

فمع ذوبان الثلوج في المحيط بمعدل أعلى من الطبيعي للعام الثاني على التوالي ومع تجاوز أسعار البنزين في الولايات المتحدة 4 دولارات للجالون تشتد الضغوط لاستغلال الاحتياطي الموجود في أعماق المحيط. بحسب بي بي سي.

وكانت سارة بالين حاكمة ولاية ألاسكا قد أعلنت في خطاب قبول ترشيحها نائبة لمرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية أن البلاد بحاجة لإنتاج المزيد من نفطه وغازه.

ويسود التفاؤل حاليا أوساط المسؤولين في شركة شل العملاقة بأن الرأي العام يميل الآن لصالحهم.

وكانت مشاريع عديدة لشركة شل بتكلفة مليارات من الدولارات قد توقفت بسبب دعاوى رفعها بعض دعاة حماية البيئة أمام المحاكم. مخاوف التلوث

وتحاول شل وشركات النفط الأخرى التقليل من المخاوف من حدوث تلوث بتسرب النفط إلى مياه المحيط بالتأكيد على أنها تشعر بالمسؤولية إزاء قضايا البيئة، وإنها جاهزة لمثل هذه الاحتمالات بكل ما أنتجته أحدث التكنولوجيا.

كما يعارض خطط استغلال النفط في المحيط المتجمد الشمالي كثيرون من الأهالي الأصليين في ولاية ألاسكا بمن فيهم شعب "إنيوبيات" هنا في بارو.

ورغم استفادة هؤلاء من عائدات النفط إلا ن حياتهم على مدى القرون كانت تدور حول صيد المخلوقات الكبيرة في المحيط وهناك مخاوف من تلوث المياه بالنفط. ولهذه الأسباب كلها يلوح في الأفق صراع كبير، يأخذ مع الوقت طابعا سياسيا.

فبينما تريد سارة بالين ازدهار صناعة استغلال النفط والغاز في المحيط يرفض ذلك باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.

وبالنسبة للسكان هنا والذين يشكلون مجموعة صغيرة إنما صلبة الإرادة فإن انتخابات تشرين الثاني /نوفمبر ليست لانتخاب رئيس للبلاد فقط.

الخطوات السعودية وفاعلية أوبك

يمهد اتفاق أوبك الذي جاء متشددا على غير المتوقع بشأن الانتاج الطريق لاجراء أكثر حسما لدعم أسواق النفط وقد تشارك فيه روسيا وهي ليست عضوا بالمنظمة.

وحتى توصلت أوبك لاتفاقها في الساعات الاولى من صباح يوم العاشر من سبتمبر أيلول كان أغلب الناس يتوقعون أن تترك المنظمة مستويات الانتاج دون تغيير. بحسب رويترز.

لكن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والتي قالت قبل الاجتماع ان السوق على ما يرام كما أيدت القرار الذي اتخذ بالاجماع بالعودة الى مستويات الانتاج المتفق عليها.

وقال احد مندوبي أوبك: الاتفاق جاء مفاجئا... كنا جميعا نتوقع عدم التغيير. وقال المحلل ديفيد كيرش من بي.اف.سي انرجي انه ربما يكون علي النعيمي وزير النفط السعودي قد قرر انه بذل ما فيه الكفاية لاعادة الاسواق تحت سيطرة أوبك.

وأضاف انه بالاتفاق على خفض الانتاج تحصل السعودية على تأييد قبيل المهمة الاصعب وهي تنسيق تخفيضات أكبر في انتاج اوبك اذا استمر الطلب في التراجع.

وبالفعل انخفض الطلب على النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك له بأكبر معدل منذ الازمة النفطية في أوائل الثمانينات. وزادت الازمة المالية العالمية من احتمالات تباطؤ الطلب على الوقود بمعدلات أكبر.

وقال كيرش: السعوديون يحتاجون لتأييد بقية اعضاء أوبك في حال تحقق تراجع الطلب عندما يتعين عليهم اتخاذ اجراءات اضافية.

وأضاف: السعودية هي الدولة الوحيدة التي يمكنها زيادة انتاج النفط اذا أرادت لذلك فان التوقع السائد بين الدول الاعضاء هو انها هي التي ستخفض الانتاج أولا عندما ينخفض الطلب.

وخفض أحدث تقرير شهري لاوبك توقعات المنظمة لنمو الطلب على النفط هذا العام وقال انها ستراقب الاستهلاك عن كثب قبيل اجتماع المنظمة المقرر عقده في الجزائر في ديسمبر كانون الاول المقبل.

ونظريا يعني الاتفاق أن السعودية ستخفض انتاجها بنحو نصف مليون برميل يوميا من الامدادات الاضافية التي كانت تعهدت بضخها في وقت سابق هذا العام في محاولة لتهدئة الاسعار التي كانت في ذلك الوقت تتجه نحو مستويات قياسية. لكن السعودية في الواقع يمكنها ضبط مستويات الانتاج حسبما ترى.

ورغم ان النعيمي لم يدل بأي تعليق علني بعد الاجتماع الا ان صحيفة الحياة السعودية قالت في مقال دون مصدر ان المملكة لا تعتزم خفض الانتاج ما لم ينخفض الطلب. ويواكب ذلك سياستها المعلنة عن أنها تنتج لتلبية الطلب.

وفي يونيو حزيران الماضي في اجتماع طاريء بشأن الطاقة في جدة أعلنت السعودية زيادة الانتاج من جانب واحد ورفعت انتاجها الى 9.7 مليون برميل يوميا. وقالت انها ستواصل الانتاج بهذا المعدل أو أكثر حتى نهاية العام اذا كان هناك طلب يضاهيه من جانب الدول المستهلكة.

وبعد فترة وجيزة من اجتماع يونيو بلغ سعر النفط اعلى مستوياته على الاطلاق عند 147.27 دولار للبرميل يوم 11 يوليو تموز. ولكنه انخفض منذ ذلك الحين الى ما دون المئة دولار.

ويعتقد المحللون ان السعودية تشعر بارتياح نسبي لتراجع الاسعار لكن أعضاء اخرين في أوبك يحتاجون بدرجة أكبر لاسعار أعلى ومنهم فنزويلا وايران اللتين أعربتا عن قلقهما قبل الاجتماع من أن العرض يفوق الطلب في السوق.

وفي الوقت نفسه فان الدول الاعضاء التي تضخ النفط بما يقرب من طاقتها الانتاجية الكاملة قد تحجم عن خفض انتاجها اذا اتخذ اجراء يتجاوز خفض الانتاج الاضافي السعودي.

وقال انتوني هافت من نيوايدج للسمسرة: التوترات بين حكومتي السعودية وايران أكبر مما كانت عليه من قبل.

لكنه أضاف، الكل في أوبك يريد الابقاء على وحدة ظاهرية لا أحد يرغب في استعراض الخلافات على الملا.

وربما تشعر روسيا أكبر منتج للنفط خارج أوبك بالقلق بشأن تراجع ايراداتها مع انخفاض أسعار النفط.

وتحضر روسيا منذ فترة طويلة اجتماعات أوبك كمراقب لكنها لفتت انتباه الغرب بارسال وفد رفيع المستوى يرأسه نائب رئيس الوزراء ايجور سيتشين لمؤتمر المنظمة هذا الشهر.

قال وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو ان روسيا سترسل وفدا رفيع المستوى الى الاجتماع المقبل الذي تعقده المنظمة في الجزائر في 17 ديسمبر كانون الاول.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 12/تشرين الأول/2008 - 12/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م