شبكة النبأ: هناك نظرة ومفهوم
خاطئ يتداوله بعض شراع المجتمع كون الديمقراطية تتناقض والفكر
الإسلامي والديني الحنيف دون التبصر والتعمق في البحث والمعلومة
وقد يتجاهلون نزول الرسالة المحمدية جاءت لتحقيق العدل والمساواة
والأخوة الإنسانية لبناء المجتمع القويم وفي سيرة الرسول (ص) وآل
بيته المنتجبين وصحابته الميامين كأبي ذر (رض) خير أسوة ودليل فهم
القدوة الإنسانية والرحمة والعدالة والإحسان وملجأ الفقراء
والمعوزين وما فكرة الديمقراطية إلا أمتداد وتطبيق لهذه الفلسفة
والنظرية الربانية المحمدية إذ تطابق العقل والمنطق وبناء سليم
للمجتمع الإنساني الحضاري فاحترام الفرد وحريته وعقيدته منهاج
لحياته الكريمة والعيش الرغيد وإزالة الفوارق الطبقية والعنصرية
والعصبية الجاهلية والناس كأسنان المشط سواسية في الحقوق والواجبات
والتكاليف.
الديمقراطية ونهجها بناء دولة الدستور والقانون ومرتكزاتها
المؤسسات الدستورية والفصل بين السلطات الثلاث والشعب مصدر السلطات،
وديننا الحنيف جعل الأمر شورى بين المسلمين فكلنا راع وكلنا مسؤول
عن رعيته.
الديمقراطية تؤمن الحرية للفرد وللمجتمع حرية الرأي والتعبير
وحرية الصحافة والنشر وحق بناء التنظيمات الحزبية والنقابية
والمجتمعات المدنية وديننا يحترم الحريات ويقول متى استعبدتم الناس
وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
الديمقراطية تحقق العدل والتكافل الاجتماعي والعيش المشترك وحق
التملك باعتباره وظيفة اجتماعية وحق العمل والضمان الاجتماعي
والصحي وهذه الحقوق والمفاهيم هي موجودة في جميع الشرائع السماوية
وبخاصة الإسلام.
الديمقراطية تتبنى الاقتصاد المنتج وهو اقتصاد السوق الحر
وتشجيع القطاع الصناعي والزراعي الخاص لنهوض الطبقة الوسطى التي
تعتبر عماد الدولة والسياسة والاقتصاد وتحجيم الفوارق الطبقية
للمجتمع.
الديمقراطية تؤمن بحرية الأديان والتسامح بين الأديان وتحترم
ممارستها العقائدية وإبعادها عن المنزلقات السياسية وتحمي مكانتها
وقدسيتها (تعالوا إلى كلمة سوء بيننا وبينكم، لكم دينكم ولي دين)
الديمقراطية تتبنى حقوق المرأة وآدميتها وإنسانيتها كالتعليم
والتعلم والتوظيف والعمل واستقلال ذمتها المالية والملكية وحقوقها
السياسية كما كرمها وصان حقوقها الدين الحنيف حين وضع الجنة تحت
أقدام الأمهات.
فمن كل ما تقدم لم نجد اي تقاطع او تعارض بين الديمقراطية
والدين الحنيف بل متطابقان لخدمة المجتمع وتطويره وبنائه امة واحدة
كالبنيان المرصوص علميا وحضاريا لأمنه وأمانه وحريته ومستقبله
ومستقبل أجياله. |