تسليح إسرائيل: الرادار الأمريكي العِملاق والسلاح النَتِن الجديد

شبكة النبأ: ما بين محاولات الولايات المتحدة الإبقاء على التفوق الاسرائيلي من ناحية القوة العسكرية وما بين طموحات دول المنطقة في معادلة ميزان القوى الذي يميل لصالح اسرائيل في نقطة السلاح النووي، يستمر الصراع عن بعد مع ايران خوفا من مدّها نحو الغرب باتجاه ضرب اسرائيل او فرض ميزان قوة اقليمي جديد خاصة وأن طهران تحتفظ بحلفها الاستراتيجي مع سوريا وتعتبرها واجهة امامية للصراع المتصاعد يوماً بعد آخر..

نصب هوائيي رادار عملاقَين في صحراء النقب

ذكرت صحيفة "معاريف" ان الجيش الاسرائيلي سينصب هوائيي رادار عملاقين في صحراء النقب (جنوب) في اطار الوسائل الدفاعية في مواجهة ايران.

واوضحت ان ارتفاع الهوائيين وهما "الاعلى في الشرق الاوسط" سيبلغ 400 متر وسينصبان في منطقة المفاعل النووي القريب من مدينة ديمونا المحظورة على الطيران.

وردا على استفسار من وكالة فرانس برس قال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي "انها منشأة عسكرية مرتبطة بنشاطاتنا العسكرية العادية" دون مزيد من التفاصيل.

واضافت "معاريف" ان الاعمال التي يفترض ان تبدأ في غضون اسبوعين ستنجز في ثلاثة اشهر وسيتم تثيبت الهوائيين بكابلات الى الارض. بحسب فرانس برس.

وتابعت الصحيفة تقول "يحظر توضيح اغراض نصب هذين الهوائين. الشيء الوحيد الذي يمكن الكشف عنه هي انهما سيخدمان تساحال" الجيش الاسرائيلي.

من جهة اخرى اشارت "معاريف" الى ان "الاعمال التي تقوم بها الولايات المتحدة لبناء محطة رادار مضاد للصواريخ في النقب الغربي ماضية قدما".

وتقيم الولايات المتحدة في اسرائيل موقع ردار مضاد للصواريخ لتعزيز قدراتها الدفاعية في المنطقة في مواجهة احتمال تعرضها الى صواريخ بالستية على ما اوضح متحدث باسم البنتاغون في 29 ايلو/سبتمبر.

والرادار الذي يبلغ مداه اكثر من الفي كيلومتر هو قيد الانشاء في صحراء النقب في جنوب اسرائيل على ما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة.

اسرائيل ستشتري مقاتلات قيمتها 15.2 مليار دولار

وقالت الحكومة الامريكية إنها وافقت على بيع 25 مقاتلة مهام مشتركة من طراز اف 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن كورب لاسرائيل مع خيار لشراء 50 طائرة اضافية في السنوات المقبلة في صفقة قدرت قيمتها بما يصل الى 15.2 مليار دولار. بحسب رويترز.

وقالت وكالة التعاون الامني في مجال الدفاع بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) التي تشرف على مبيعات السلاح الكبرى ان الصفقة حيوية لمصالح الولايات المتحدة الامنية القومية لمساعدة اسرائيل في تطوير والحفاظ على "قدرة قوية ذات جاهزية للدفاع عن النفس".

وذكرت الوكالة أن اسرائيل تحتاج الى تلك الطائرات لتعزيز دفاعها جو-جو وجو-أرض. وأبلغت الوكالة الكونجرس بصفقة السلاح المقترحة قبل عودة النواب الى دوائرهم استعدادا للانتخابات التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني. وأصبح أمام المشرعين 30 يوما لوقف الصفقة لكن مثل هذا الاجراء نادر الحدوث حيث جرت العادة على فحص الاتفاقات بعناية مسبقا.

وذكرت وكالة التعاون الامني أن اسرائيل ترغب في شراء صفقة أولية قوامها 25 طائرة اف 35 من الطراز ذي امكانية الاقلاع والهبوط التقليدي مع خيار لشراء 50 مقاتلة أخرى اف 35 ذات امكانية الاقلاع على مدارج قصيرة والهبوط العمودي.

وستزود جميع الطائرات اما بمحركات اف 135 التي تنتجها وحدة برات اند ويتني التابعة ليونايتد تكنولوجيز كورب أو بالمحرك اف 136 الذي تطوره شركتا جنرال الكتريك ورولرز رويس البريطانية.

اسرائيل تلجأ لقنابل عنقودية محلية الصنع بدلاً من الأمريكية

وقال مسؤولو دفاع اسرائيليون ان الدولة اليهودية خفضت مشترياتها من القنابل العنقودية الامريكية الصنع وانها بدأت تشتري كميات من شركة اسرائيلية مملوكة للدولة بدلا من الاستجابة لمطالب بفرض حظر تام على القنابل.

وقال المسؤولون ان القوات المسلحة الاسرائيلية تريد تجنب تكرار سقوط قتلى من المدنيين من جراء القنابل العنقودية مثلما حدث في حرب لبنان عام 2006 وبعدها. وحظرت أكثر من مئة دولة هذه القنابل لانها تقتل بشكل عشوائي. بحسب رويترز.

وللقنابل العنقودية معدل مرتفع في عدم الانفجار مقارنة بالذخيرة التقليدية لكن بعض الجيوش تفضلها كوسيلة لضرب مقاتلي العدو في المناطق التي لا توجد فيها أهداف دقيقة.

وأمطرت القوات الجوية والمدفعية الاسرائيلية جنوب لبنان بالقذائف العنقودية التي تحتوي كل منها على عشرات أو مئات من القنابل الصغيرة خلال حرب استمرت 34 يوما مع مقاتلي حزب الله قبل عامين.

ويقول مركز تنسيق مكافحة الالغام التابع للامم المتحدة ان ما بين 30 و40 في المئة من القنابل لم تنفجر لدى ارتطامها بالارض. وأضاف أن الكثير منها انفجر لاحقا بالصدفة مما أسفر عن مقتل 20 مدنيا واصابة 195 .

وشكك مسؤولو دفاع اسرائيليون في الارقام التي أعلنها مركز مكافحة الالغام وقال ان معدل عدم الانفجار يقل عن 15 في المئة.

وقال المسؤول "ولكننا ندرك أن هذه كانت مشكلة سببها أنه في أول أسبوع ونصف من الحرب كنا نعتمد بشكل تام تقريبا على ترسانة من الذخيرة الامريكية كان من المرجح ألا تنفجر اما بسبب عيوب في التصميم أو بسبب تخزينها لفترة طويلة جدا." وأضاف "كنا على علم بحجم الخسارة بين المدنيين في حرب لبنان والدروس التي استفدناها من مسألة القنابل العنقودية لاقت اهتماما كبيرا بشكل خاص."

ولان أي جيش لا يرغب في اطلاق ذخيرة لا تنفجر خلال أي صراع فان تلك العبوات التي لا تنفجر والتي تشوه المدنيين وتقتلهم لاحقا سببت ضغوطا دبلوماسية تريد اسرائيل الحد منها.

وقال المسؤولون ان اسرائيل بدأت منذ ذلك الحين في التحول الى القنبلة العنقودية ام 85 التي تصنعها هيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية التي تقول ان السلاح الذي تنتجه يتضمن فتيلا لتفجير الذخيرة التي لم تنفجر.

لماذا يشعر الإسرائيليون بالقلق من الرادار الأمريكي العملاق في النقب؟ 

وعن الرادار الامريكي البالغ الدقة الذي يُنصب حاليا في النقب وقلق الاسرائيليون منه كتب تيم ماكجيرك في صحيفة التايم مقالاً جاء فيه: عندما تبدأ مجموعة من الجنود الأمريكيين بتشغيل منشأة رادارية في قمة جبل بصحراء النقب الشهر المقبل سيكون لدى اسرائيل عندئذ قاعدة عسكرية اجنبية دائمة لأول مرة في تاريخها الذي بدأ قبل ستين سنة.

لكن بالرغم من التحذير المبكر الذي سيوفره هذا الرادار الامريكي لإسرائيل اذا ما اقدمت ايران على شن هجوم صاروخي عليها، يشعر بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين بالقلق من وجود هذا الرادار في اسرائيل بل ويصفه أحدهم بالقول: انه اشبه بقيود من ذهب تكبل يدي اسرائيل.

بيد أن هذا الرادار الامريكي سيتمكن من رصد اقلاع اي طائرة او انطلاق اي صاروخ حتى ولو كان على بُعد 1500 ميل مما يعطي اسرائيل من 60 الى 70 ثانية اضافية حيوية للرد اذا ما اطلقت ايران اي صاروخ من اراضيها، وفقا لما تقوله المصادر العسكرية الامريكية. بالطبع لدى اسرائيل نظام رادار خاص بها مؤهل لمواجهة ايران لكن مداه اقصر بكثير من الرادار الأمريكي المذكور.

وبالرغم من هذا، يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين عددا من النقاط السلبية فيه، ويعتبرون وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك مسؤولا عنها لأنه طالب بتركيب هذا الرادار دون استشارة احد في اسرائيل باستثناء رئيس هيئة اركان الجيش.

اذ يخشى هؤلاء المسؤولون الذين يتولون مناصب رفيعة في وزارة الدفاع ان يكشف هذا الرادار اسرار اسرائيل العسكرية للأمريكيين رغم انه يؤمن حمايتها من اي هجوم ايراني. ذلك ان هذا الرادار سيسمح لأمريكا بمراقبة كل ما يتحرك في سماء اسرائيل عن كثب حتى ولو كان نحلة. صحيح ان امريكا حليف وثيق لإسرائيل الا ان لهذه الأخيرة اسراراً خاصة تتعلق بسلاحها الجوي لا تريد كشفها لأحد.

واضاف الكاتب تيم ماكجيرك، هذه النقطة اوضحها مصدر اسرائيلي كبير قائلا: حتى بين الزوج والزوجة هناك اشياء قليلة لا يحب اي منهما اطلاع الطرف الآخر عليها، لكننا اصبحنا نقف الآن بلا ثياب بالكامل امام امريكا.

وفي هذا السياق، تقول المصادر الإسرائيلية: ان الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من الحصول مباشرة على المعلومات التي يجمعها الرادار إلا عندما يرصد هجوما مباشرا على اسرائيل.

كما يُعرب المسؤولون الإسرائيليون من ناحية اخرى عن قلقهم لأن تركيب هذا الرادار في اسرائيل يمكن ان يثير غضب موسكو، وذلك لأن مداه سيمكن الولايات المتحدة من مراقبة الطائرات في اجواء روسيا الجنوبية.

ولعل من المفيد الإشارة هنا الى انه عندما نصبت الولايات المتحدة أنظمة رادار في بولندا وجمهورية التشيك رداً كما زعمت على تهديد ايراني محتمل في المستقبل، حذرت روسيا هذين البلدين بأن تلك الخطوة الأمريكية ستدفع روسيا لوضعهما على قائمة الأهداف التي ستتوجه اليها الصواريخ الروسية في حال وقوع مواجهة ما. ولاشك ان روسيا تدرك ان تلك الأنظمة الرادارية الأمريكية تستهدف في الواقع قدرتها الصاروخية.

وكشفت المصادر العسكرية الإسرائيلية ان وزير الدفاع باراك كان قد طلب الرادار من نظيره الأمريكي روبرت غيتس في شهر يوليو الماضي بعد ان رفضت تركيا والاردن طلب واشنطن لنصبه على اراضيهما.

الرائحة النتنة سلاح اسرائيل الجديد ضد الفلسطينيين

قبل ثلاثة أسابيع اقتحم جنود اسرائيليون منزل عواد سرور الصغير في مدينة نعلين في الضفة الغربية. وقالت أفراد من العائلة إنه عندما تدخل سرور لمنع الجنود من اعتقال اخيه الاصغر عقال، اطلقت عليه ثلاثة رصاصات فولاذية مغطاة بالمطاط من مسافة قريبة؛ أصابت الأولى صدره وهشمت الثانية فكه بينما دخلت الثالثة تجويف عينه وهشمت جمجمته.

ويعتبر سرور الأب لثلاثة أطفال محظوظاً كونه لا يزال على قيد الحياة، لكن عينه اليمنى فقدت الرؤية.

وقد حققت السلطات الاسرائيلية في الحادث وتوصلت إلى أن الضابط الذي اطلق الرصاص تصرف بشكل ملائم عندما حاول سرور منع اعتقال اخيه، لكن عائلته تقول إن الحادث كان استخداماً مفرطاً للقوة.

وتشهد مدينة نعلين ومحيطها مظاهرات منظمة وأحياناً عنيفة ضد استمرار بناء الجدار العازل الذي يلتف حول مستوطنة يهودية جديدة على الجانب الآخر من واد صغير قريب.

وتحسباً لاتهامها باستخدام القوة غير المتكافئة في النقاط الساخنة مثل نعلين، نشرت اسرائيل سلاحا جديدا غير قاتل لكنه شديد الفعالية والهجومية يسمي "سكونك".

وتخيل الأسوأ بعد ذلك، رائحة لم تشمها من قبل، خليط من اللحم المتعفن والجوارب القديمة التي لم تغسل لأسابيع مع رائحة نفاذة للمجاري. بحسب بي بي سي.

تخيل أن تكون مغطى بمثل هذا الخليط الذي يرش عليك بسخاء من مدفع مائي، ثم تخيل أنك لا تستطيع التخلص من هذه الرائحة النتنة لما لا يقل عن ثلاثة أيام، فلا شك أنك ستحاول أن تنظف نفسك مراراً وتكراراً. لكن الشىء الإيجابي في هذا السلاح، إن كان ثمة شيء إيجابي، أن كل مكوناته عضوية.

ولا توجد في الخليط مواد كيمائية غير قانونية، ولا مكونات محرمة، فقط خليط مقزز من الرغوة ومسحوق الخبز والقليل من المكونات السرية الأخرى.

وتأمل الشرطة الاسرائيلية في تحويل "سكونك" إلى مشروع تجاري وبيعه إلى الجهات العاملة في مجال فرض القانون في بلاد أخرى.

ويقول الضابط الإسرائيلي ديفيد بن هاروش إن السلاح الجديد "غير مؤذ بالمرة، حتى أنك يمكن أن تشربه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/تشرين الأول/2008 - 9/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م