شبكة النبأ: على مايبدو أن
الأوضاع في باكستان بعد رحيل الجنرال برويز مشرف تنذر برحلة إلى
المجهول ويتزامن هذا الرحيل مع فترة الانتخابات الأمريكية التي
ستأتي برئيس جديد يتحتم عليه التعامل مع القضية الباكستانية و يجب
أن ينعش السياسة الأمريكية تجاه باكستان من خلال مزج الدعم
الدبلوماسي والأمني بالمساعدات الاقتصادية لمساعدة إسلام أباد على
دحر تهديد كبير من المتطرفين.
وقالت جماعة العمل السياسي الباكستاني - وهي جماعة من الحزبين
الجمهوري والديمقراطي تضم أكثر من عشرة خبراء في العلاقات
الأمريكية الباكستانية - إن الدولة النووية المسلمة التي يبلغ عدد
سكانها 160 مليون نسمة قد تشكل "التحدي المنفرد الأكبر" إمام
الرئيس الامريكي القادم.
وأضاف التقرير الجماعة أن "واشنطن تحتاج لإعادة النظر في
اسلوبها برمته تجاه باكستان." وتابع "يجب أن نكون أذكى في ما يتعلق
بكيفية العمل مع باكستان ومع من نعمل ونوع المساعدات التي نقدمها.
بحسب رويترز.
وقال التقرير ان تفجير فندق ماريوت في اسلام اباد الشهر الماضي
يظهر أن الخيارات الامريكية تتقلص بسرعة وأنه لم يعد هناك وقت يمكن
ان تضيعه. وينبه ذلك ايضا الى ان زيادة الهجمات الصاروخية
الامريكية على أهداف داخل باكستان - وهو ما يعكس نفاد الصبر تجاه
باكستان - له أثر عكسي.
وأضافت الجماعة ان مراجعة السياسات الامريكية تجاه باكستان -
التي تتلقى 11 مليار دولار أغلبها على شكل مساعدات عسكرية من
الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 - يجب ان
تبدأ بتحديث تقييم المخابرات القومية لهذا البلد لوضع خطة
استراتيجية لجميع الهيئات الحكومية الامريكية.
ويضع التقرير - الذي يقع في 43 صفحة - توصيات بشأن سياسات
امريكية جديدة في مجالات السياسة الداخلية الباكستانية ومكافحة
الارهاب والامن الداخلي والعلاقات الاقليمية والمساعدات الامريكية
لباكستان.
وقال التقرير انه على الساحة الداخلية يتعين على الولايات
المتحدة ان تتحلى بالصبر تجاه الحكومة المنتخبة حديثا والمساعدة في
بناء المؤسسات الديمقراطية ودعم الإصلاحيين.
وقال "رغم ان الولايات المتحدة تحركت ببطء في تقييم الاستياء
الشعبي من الرئيس (برويز) مشرف قبل انتخابات عام 2008 الا انها لا
يتعين ان تفقد صبرها بسرعة تجاه الزعماء الباكستانيين الجدد.
باكستان تغير رئيس جهاز المخابرات
المرهوب في البلاد
من جهة أخرى وعلى الصعيد الداخلي الباكستاني عينت باكستان رئيسا
جديدا لادارة المخابرات الداخلية بعد شهور من تشكيك المسؤولين
الأمريكيين في مصداقية ادارة المخابرات الرئيسية بالجيش في الحرب
على الإرهاب.
وأعلن بيان عسكري صدر قرب منتصف ليل الاثنين تغييرات كبيرة في
قيادات الجيش اجراها قائده اشفق كياني.
وترقب أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة وفي الدول المجاورة
عن كثب التغييرات في باكستان.
وكان هجوم انتحاري قتل فيه 55 شخصا في فندق ماريوت في إسلام
أباد يوم 20 سبتمبر ايلول قد أكد مخاوف من ان متشددين على صلة
بتنظيم القاعدة ومقاتلي طالبان يمكنهم زعزعة الاستقرار باكستان
التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة.
وعين اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا الذي كان يرأس من قبل
العمليات العسكرية مديرا عاما للجهاز ليحل محل اللفتنانت جنرال
نديم تاج.
وجهاز المخابرات الداخلية الذي كثيرا ما يشار اليه باعتباره "دولة
داخل الدولة" مرهوب من افغانستان والهند المجاورتين والساسة
الباكستانيين المدنيين الذين اطاحت انقلابات الجيش بحكوماتهم.
وساعد الجهاز الولايات المتحدة في تصفية مئات من مقاتلي القاعدة
منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على نيويورك وواشنطن لكن
مسؤولين أمريكيين أبدوا قلقهم من تقلص ما يحققه حلفائهم من نتائج.
وبلغ خوف الولايات المتحدة من ان يكون عملاء الجهاز يقومون بدور
العميل المزدوج بدعم مقاتلين متشددين ذروته بعد هجوم انتحاري قتل
فيه 58 شخصا خارج السفارة الهندية في كابول في يوليو تموز الماضي.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت تقول ان المسؤولين
الأمريكيين يعتقدون ان ضباط المخابرات الباكستانيين ابلغوا
المقاتلين قبل هجمات صاروخية على أهادف تابعة للطالبان والقاعدة في
باكستان.
وبعد وقف الاعلان المسبق عن العمليات وزيادة الهجمات الصاروخية
ذهبت الولايات المتحدة خطوة ابعد من ذلك في اوائل سبتمبر فشنت غارة
على قرية باكستانية على الحدود الافغانية مما اثار موجة احتجاجات
في إسلام أباد.
وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر اسمائهم إن الولايات المتحدة حثت في
احاديث خاصة الحكومة المدنية التي تولت السلطة في باكستان قبل ستة
أشهر بالسيطرة بدرجة أكبر على الجهاز.
وقامت حكومة رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بمحاولة متسرعة لوضع
الجهاز تحت سيطرة وزارة الداخلية في يوليو تموز الماضي لكنها
تراجعت لتجنب رد فعل الجيش.
وفي حين كان كياني مؤيدا لعودة باكستان إلى ديمقراطية مدنية
يقول مسؤولون بارزون انه أوضح أن الجيش سيحل مشاكله في حين تمضي
الحكومة قدما في عملها في ادارة الدولة.
وتقول نيويورك تايمز إن الرئيس اصف على زرداري اجتمع مع مايكل
هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) خلال
زيارة للولايات المتحدة في الاسبوع الماضي.
وقال زرداري زوج رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو للصحيفة في
حديث نشر يوم الاحد "سيتم حل مشكلة المخابرات الداخلية . هذه
مشكلتنا.
أمريكا تنتظر نتائج تغيير قيادات
المخابرات
وقد كان قرار باكستان تغيير رئيس المخابرات خطوة باتجاه معالجة
مخاوف امريكية قديمة بشأن قدرة البلاد على محاربة المتشددين
المتمركزين في المنطقة الحدودية الذين يشنون هجمات في افغانستان
لكن هذا القرار قد لا يكون كافيا وحده.
وكانت ادارة الرئيس جورج بوش القلقة من اثارة المشاعر المناهضة
للولايات المتحدة في باكستان هادئة في استجابتها لتعيين اللفتنانت
جنرال أحمد شجاع باشا مديرا عاما لادارة المخابرات الداخلية هذا
الأسبوع.
لكن مسؤولا أمريكيا قال ان باشا وهو رئيس سابق للعمليات
العسكرية مؤهل تماما للمنصب.
وقال المسؤول الأمريكي ومحللون في شؤون الارهاب ان قائد الجيش
الجنرال اشفق كياني لدى تنفيذ هذه الخطوة عين حليفا له خبرة في
المنطقة الحدودية التي يختبئ فيها مقاتلي حركة طالبان الاسلامية
وتنظيم القاعدة.
ومن شأن ذلك تعزيز قوة الجيش الباكستاني في محاربة المتشددين
الذين تتصاعد هجماتهم على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في
أفغانستان.
وقال المسؤول الامريكي "انه (باشا) يتولي هذه الوظيفة بمؤهلات
قوية. فهو على علم بالعمليات العسكرية والمناطق القبلية. وهو مقرب
كذلك من الجنرال كياني وتحدث علنا عن الخطر الذي يمثله المتشددون
على باكستان. لكن بعد هذا القول فان ما يهم في نهاية الامر هو ما
يتم عمله على الارض."
لكن حتى بهذه الخطوة لم تظهر الحكومة الباكستانية بعد الارادة
التي تتطلع اليها الولايات المتحدة للقضاء على تهديد المتشددين.
وقال بريان جلين وليامز الاستاذ بجامعة ماساتشوستس الذي قدم
شهادته كخبير في احدى محاكمات جوانتانامو ان الاختبار الكبير سيكون
ما اذا كانت باكستان قادرة على احتجاز او قتل مقاتل بارز.بحسب
رويترز
وقال كانوا غير قادين تماما على الوصول الى اهداف بارزة من
أعضاء طالبان. وبهذه الطريقة يمكن ان يثبت باشا انه جاد.
وتزايد قلق الولايات المتحدة بشأن قوة المتشددين في المنطقة
الحدودية. وتعرضت لانتقادات عنيفة من جانب باكستان بسبب غارات
متشددين داخل البلاد باستخدام طائرات بدون طيار او قوات خاصة على
الاقل في عملية واحدة.
وساعد جهاز المخابرات الداخلية الذي عادة ما يشار اليه باعتباره
"دولة داخل الدولة" الولايات المتحدة على تصفية مئات من مقاتلي
القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر.
لكن المسؤولين الامريكيين يخشون من ان يكون الجهاز يقوم بلعبة
مزدوجة فيدعم طالبان ومتشددين اخرين كحلفاء لكسب نفوذ في افغانستان
والقطاع الهندي من كشمير. وحثت واشنطن في احاديث خاصة حكومة
باكستان المدنية التي تولت السلطة قبل ستة أشهر على فرض سيطرة أكبر
على الجهاز.
ورفض جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض التعليق على
تعيين باشا وقال"هذه مسألة داخلية في باكستان.
ورفض جيف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) التعليق
كذلك لكنه قال "نحن نشجع اعادة تنظيم الحكومة الباكستانية لنفسها
كخطوة ضرورية لمواجهة التهديد الذي تشكلة المناطق القبلية. ووصف
حسن عباس الباحث بجامعة هارفارد وقائد الشركة الباكستاني السابق في
المنطقة الحدودية تعيين باشا بانه "خطوة مهمة للغاية". واشار الى
خدمة باشا مع قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وخبرته كمدير
للعمليات العسكرية في المنطقة الحدودية وعلاقاته مع كياني.
وقال "هذا الاختيار يظهر ان (الرئيس الباكستاني اصف علي) زرداري
يوفر لكياني كل فرص تشديد قبضته على الجيش ومواجهة الارهاب بقوة.
وقال عباس ان الاشهر الستة المقبلة ستوضح ما اذا كانت سياسة
زرداري ستنجح. وقال سيث جونز المحلل المختص بالارهاب في مؤسسة راند
ان الولايات المتحدة قد يتعين عليها تكثيف ضغوط هادئة على زرداري
لينجح في قطع الدعم عن المقاتلين الذي يمتد الى مستويات عليا في
الحكومة.
وأضاف انه يتعين بذل جهود مثل الضغوط امريكية التي فرضت على
الرئيس السابق برويز مشرف بعد هجمات 11 سبتمبر عندما قالت واشنطن
انه اما ان يؤيد المعركة الامريكية للاطاحة بحكم طالبان في
افغانستان او يعتبر عدوا.
وتابع جونز ان باكستان مازالت تتمسك برأيها بان طالبان قوة
معادلة لنفوذ منافسيها في افغانستان. وأضاف "المسألة لا تتعلق بمن
يتولى قيادة (جهاز المخابرات) بقدر ما تتعلق بالمصالح الاستراتيجية
للدولة."
باكستان تواجه "تهديدا وجوديا" من
المتشددين
من جهته قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس إن الملاذات
الامنة للاسلاميين في غرب باكستان تهدد وجود حكومة باكستان المدنية
من خلال زيادة الهجمات بما في ذلك ما وقع في الاسبوع الماضي من
تفجير لفندق ماريوت.
وقال جيتس للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "طبيعة التهديد
الذي يواجهونه بدأ باغتيال زوجة الرئيس الحالي والان الهجوم على
فندق ماريوت وهما يوضحان للحكومة الباكستانية تماما انها تواجه
تهديدا للوجود في الجزء الغربي من البلاد."
وقال جيتس في شهادة تؤكد المخاطر التي تشكلها الاراضي القبلية
على طول حدود باكستان مع افغانستان انه يعتقد ان المنطقة الجبلية
النائية ملاذ امن للقاعدة وجماعات اخرى تشكل اكبر تهديد ارهابي ضد
الولايات المتحدة.
وينظر مسؤولون امريكيون بصورة متزايدة الى باكستان بوصفها جزءا
حيويا من استراتيجيتهم ضد تمرد متصاعد في شرق افغانستان يقول
الامريكيون انه يتغذى من معاقل المتشددين في باكستان. بحسب رويترز.
وبدأ كبار المسؤولين الدفاعيين والدبلوماسيين الامريكيين في
الاونة الاخيرة دراسة الاستراتيجية الامريكية في المنطقة ودعا
الاميرال البحري مايك مولن رئيس الاركان المشتركة تحديدا الى تبني
استراتيجية عسكرية جديدة تتضمن باكستان وأفغانستان.
وقال جيتس ان الالاف من الجنود الامريكيين الذين يطلبهم القادة
العسكريون في افغانستان من غير المرجح ان يصلوا قبل الربيع القادم
على اقل تقدير. وفي نفس الوقت صعدت الولايات المتحدة حملتها ضد
المتشددين في باكستان بسلسلة من الضربات الصاروخية من طائرات بدون
طيار وبهجمات الكوماندوس الامريكيين على جنوب وزيرستان.
وقال جيتس ان حكومة اسلام اباد المدنية الجديدة لا يمكنها ان
تساند علنا العمل العسكري الامريكي ضد اهداف المتشددين على ارض
باكستان وحذر من ان اي تدهور في العلاقات الامريكية مع الدولة
المسلحة نوويا سيضر بالمصالح الامريكية.
وقال وزير الدفاع في مثل هذا الوقت من الاضطراب السياسي في
باكستان من المهم بصفة حاسمة ان نحافظ على علاقة قوية وايجابية مع
الحكومة لان اي تدهور سيمثل نكسة لكل من باكستان وافغانستان.
وقال الحرب على الارهاب بدات في هذه المنطقة وينبغي ان تنتهي
هناك. وكانت شاحنة ملغومة يقودها انتحاري قد انفجرت امام فندق
ماريوت في اسلام اباد يوم السبت وقتلت 53 شخصا على الاقل ودمرت
الفندق. وادعت جماعة اسلامية غير معروفة حتى الان مسؤوليتها عن
التفجير.
وجاء التفجير الذي تكهنت بعض وسائل الاعلام بانه كان يستهدف
زعماء باكستانيين بعد ثلاثة اسابيع من محاولة اغتيال رئيس الوزراء
يوسف رضا جيلاني.
ودفع تصاعد اعمال العنف في افغانستان على ايدي المتشددين الرئيس
جورج بوش في الشهر الحالي الى اعلان خطة لنشر قوة من مشاة البحرية
مكونة من 2000 عنصر تقريبا في افغانستان في نوفمبر تشرين الثاني
وفرقة من الجيش مكونة من حوالي 4000 جندي في يناير كانون الثاني.
لكن جنرال الجيش الامريكي ديفيد مكيرنان قائد القوة التابعة
لحلف شمال الاطلسي في افغانستان قال في الاسبوع الماضي انه في حاجة
الى ثلاثة الوية اخرى بالاضافة الى وحدات دعم بمجموع 15 الف جندي
بالاضافة الى القوات التي اعلن بوش عن نشرها.
لكن جيتس قال ان نشرا بهذا الحجم مستبعد قبل الربيع او الصيف
القادمين نتيجة للالتزام العسكري الامريكي في العراق حيث يوجد
حوالي 150 الف جندي امريكي. وتابع قوله "رأيي أن تلك القوات ستكون
متوافرة خلال ربيع وصيف عام 2009".
وللولايات المتحدة حاليا حوالي 33 الف جندي في افغانستان منهم
13 الفا تحت قيادة حلف شمال الاطلسي.
خلاف باكستان وأمريكا لن يشهد تصعيدا
وعلى الصعيد ذاته يقول محللون انه لا الولايات المتحدة ولا
حليفتها باكستان ستسمحان بتصعيد اشتباك بين قواتهما على الحدود
الافغانية حيث ان الدولتين تعتمدان على بعضهما البعض.
وتبادلت القوات الامريكية والباكستانية اطلاق النيران على
الحدود الافغانية يوم الخميس بعد أن أطلقت القوات الباكستانية
النيران على طائرتي هليكوبتر من نقطة حدودية باكستانية في الواقعة
الاحدث ضمن سلسلة من الوقائع زادت من التوترات الدبلوماسية بين
الحليفين.
وقال الجيش الامريكي ان جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية بعد أن حلقت
طائرات الهليكوبتر فوق الاراضي الباكستانية دون اذن لكن متحدثا
باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) أكد أن الطائرات لم تدخل
باكستان. ولم يصب أحد بسوء.
وعلى الرغم من القلق الذي قد يثيره تبادل الحليفين النوويين
اطلاق النيران قال محللون باكستانيون يوم الجمعة ان من المستبعد أن
يتم تصعيد هذه الاشتباكات على الرغم من احتمال حدوث المزيد من هذه
الوقائع اذ أن للجانبين دوافع مختلفة.
وقال المحلل السياسي حسن عسكري ريزفي "لا أتوقع من باكستان
والولايات المتحدة خوض حرب. من المستبعد حدوث هذا.بحسب رويترز
وأضاف تحتاج باكستان الى الولايات المتحدة لاسباب اقتصادية
والولايات المتحدة تحتاج الى باكستان لشن حربها ضد الارهاب في
افغانستان. كل منهما يدرك الحاجة لكنهما يحاولان تعظيم مكاسبهما
عبر تكثيف الضغط على بعضهما البعض.
وتكافح الولايات المتحدة وحلفاؤها في افغانستان تمرد طالبان
المتزايد والذي أثار شكوكا بشأن نجاح المشاركة الغربية المستمرة
منذ سبع سنوات.
ويشير مسؤولون أمريكيون الى أن المقاتلين المتصلين بطالبان
والقاعدة يستغلون المناطق القبلية التي تسكنها قبائل البشتون على
الجانب الباكستاني من الحدود كقاعدة لشن هجمات داخل افغانستان وفي
باكستان وللتخطيط لاعمال العنف في الغرب.
واستهداف هذه الملاذات الامنة أصبح أولوية مع تزايد الاحباط من
أن باكستان لا تبذل ما يكفي من جهد لملاحقة المقاتلين في المنطقة
النائية. |