كثيرة جدا هي الجوانب التي يمكن الحديث عنها فيما يخص التاريخ
الشيعي وكثيرة جدا هي المؤلفات والموسوعات التي تحدثت عن تاريخ
الشيعة.
والابرز فيها هي المظلومية التي لحقت بها من قبل طواغيت الارض
ابتداءً بالطلقاء وانتها ءً باعدائهم اليوم وعلى راسهم الوهابية
واي اداة تتحرك لتتهجم على الشيعة تجد وقودها من الارض الوهابية.
اليوم لا يختلف عن الامس بل ان الاعداء اليوم لو نظروا الى
الامس لاتعظوا ولكن كما قال الله عز وجل (ختم الله على قلوبهم و
على سمعهم و على أبصارهم غشاوة و لهم عذاب عظيم) فانهم لا يتعظون
ولا يتقون.
ومن هذا الباب احب ان اذكر بمن كان اشد منهم قسوة على الشيعة
الا انهم الان في مزابل التاريخ بل حتى هذه المزابل لا اثر لها
يذكر.
ولنتحدث عن شكلين من الهجمة الشرسة اليوم على الشيعة هي سفاسف
القرضاوي واختراق المواقع الالكترونية لاغلب مواقع الشيعة وان كانت
الاخبار ترددت عن القاء القبض على العابثين بالمواقع الشيعية
ورئيسهم في السعودية والبقية في الاردن ومصر ولكن هذا لايعنينا
لاننا لانبالي بما فعلوا.
ولايحتاج الى تذكير الحجاج وما اقدم عليه من انتهاك للشيعة
متعلما من سيده الطليق معاوية الذي نكل ايما تنكيل فيهم وكان لااحد
يجرؤ على ذكر اسم علي عليه السلام حيث كانوا يسمونه الشيخ او ابو
زينب وكانت المنابر على مدى ثمانين عام تسب الامام علي (ع) اين
الوهابية من سب الصحابة ؟ اما انواع التعذيب والقتل فقل ما يخطر في
بالك فانهم اقدموا على الاسوء، والنتيجة النهائية كانت مزابل
التاريخ بانتظارهم وعاد الشيعة اكثر قوة وعقيدة من قبل.
واما فترة المخذول العباسي (ما يسمى بالمنصور) الذي كان يبني
الجدران المجوفة ويضع فيها ابناء الشيعة احياء وكم من قصر بناه على
اجساد الشيعة والنتيجة النهائية هي المزبلة له والتخليد للشيعة.
المعادون للشيعة حقا انهم اغبياء فكم من خطوة عدائية اقدموا
عليها زادت من بريق الشيعة.
ولو قمنا بمقارنة بين من عادى الشيعة في الحجاز او في الشام
سنرى ان اعداء الشيعة في الحجاز كانت عداوتهم عن خبث ودراية اما في
الشام فكانوا عن جهل بحيث انهم لما علموا باستشهاد علي في المحراب
تعجبوا وقالوا او كان يصلي ؟ تخيلوا الى اي درجة التعتيم، ونراهم
اذا ما علموا بماهية الشيعة فانهم سرعان ما يتغيرون من العداء الى
المحبة.
وللشيخ المرحوم محمد جواد مغنية كتاب بعنوان (الشيعة والحاكمون)
يتحدث عن ظلم الذين تسلطوا على رقاب المسلمين من بعد رسول الله
(ص).
اقول لكل من يتهجم على الشيعة اليوم زيدوا من تهجمكم فانه وسيلة
اعلانية للشيعة مجانية فكم من غافل لا يعلم ما هم الشيعة صحا على
تخرصاتكم مما حدا به الى البحث عن الحقيقة فكانت النتائج ايجابية
للامامية وسلبية للوهابية، وكانهم لا يعلمون ان الانسان جُبِل على
حب الممنوع والاطلاع عليه.
الاعمال الارهابية وما تعرض له العراق جعل اسم الشيعة والمرجعية
يتردد على كل لسان ووسيلة اعلامية وان قمة جبل الشيعة في العراق
حيث ان كان المتداول بين العرب قبل السقوط انه لا يوجد شيعة عرب
ولكنهم عندما سقط الصنم ذهلوا بالحقائق التي كان يخفيها عليهم
اسيادهم.
تخيلوا مع سقوط صنم العراق كم قناة فضائية شيعية افتتحت عبر
الاقمار الصناعية ومن دول عربية مجاورة حيث انهم في زمن الطاغية
ماكان احد يجرؤ على فتح قناة شيعية وذلك لاتحاد حكام العرب فيما
بينهم في التامر على الشيعة ومع سقوط طاغية العراق فكان خيط السبحة
انقطع وتشتتوا فانفرجت الازمة على الشيعة، تخيلوا كم هو حجم التامر
على الشيعة ؟
ومن بيان القرضاوي صحا النائمون حيث قمت بمطالعة التعقيبات على
ما يتعلق بالقرضاوي من مواقعهم فان الكل اجمعوا على ان الخلل
بمشايخهم الذين لم يستطيعوا تحصين مجتمعاتهم بافكار السلفية على
اعتبار احقيتهم على عكس الشيعة فاننا نجد صغيرهم وكبيرهم متكلم
ومتحدث بكل ما يعني الشيعة ونجد الجوابات حاضرة عن اي سؤال يمس
معتقداتهم.
لا يعلمون اتباع السلفية والوهابية انه لا افكار صحيحة يتمتعون
بها مشايخهم حتى يسلحونهم بها عند الحديث.
اليوم ومع اختراق المواقع الشيعية يظهر الى اي مدى عجز الافكار
المتطرفة السنية من مواجهة الشيعة وكانهم نسوا بالامس ان الشيعة
لها صولات وجولات قبل اكتشاف الانترنيت.
اقرأوا المراجعات هل كان هنالك مواقع الكترونية اقرأوا ليالي
بيشاور اقرأوا مؤتمر علماء بغداد، اقرأوا حياة السيد الحلي الذي
حول مذهب ايران من السنة الى الشيعة، كل ذلك وما كان للفضائيات ولا
للمواقع الالكترونية من حضور.
اذكر لكم هذه الرواية في زمن حكم عبد السلام عارف حيث في وقتها
صدر كتاب جورج جرداق الامام علي صوت العدالة حيث التقى جمع من
مشايخ السنة عبد السلام طالبين منه منع تداول هذا الكتاب فقال لهم
ان منعته سيزداد الطلب عليه ولكن ان اردتم المساعدة فالفوا كتاب عن
عمر وانا اساعدكم، فما كان منهم الا ان التقوا بجرداق طالبين منه
تاليف كتاب عن عمر فقال لهم اتوني بالمصادر الموثقة التي تتحدث عن
فاروقكم وانا حاضر، فرجعوا خائبين.
بالامس في زمن الطاغية وفي بداية التسعينات قرر الطاغية السماح
للشيعة بالمسير لزيارة الاربعين وما ان اقترب موعد الزيارة وبدأت
جموع الناس تترا باتجاه الحسين عليه السلام حتى انذهلوا (الرفاق)
من هذا الكم الهائل للشيعة فما كان منهم الا رفع تقارير مملوءة
بالذعر عن هذه الزيارة فما كان من الطاغية الا ان يمنع من لم يصل
الى كربلاء، وعقدوا اجتماعاتهم لتدارس هذه الحالة وانتهوا الى ان
هذه الجموع هي مؤامرة فارسية ضد العراق وان هنالك عناصر اجنبية
شجعتهم على المسير، تخيلوا غباء الطاغية في تعليل هذه الزيارة انه
يكابر ويتغابى والحقيقة ناصعة البياض باقية وهو الوجود الشيعي.
و كم من شيعي ادين واعدم هو وعائلته وسبب الادانة هو حيازتهم
على كتاب مفاتيح الجنان واليوم توزع مجانا هذه الكتب (والعاقبة
للمحسنين).
ففي الوقت الذي يتخوفون من المد الشيعي وانه تجاوز الخطوط
الحمراء تطلب ايران من جامع الازهر فتح معاهد للدراسة لهم في ايران
انظروا الى النقيضين ايهما الاحق بافكاره ؟ |