العراق بعيون غربية

إنجازات هشّة والعراق جبهة مركزية للإرهابيين

مقتطفات مما نشرته الصحف العالمية من تقارير وآراء وتحليلات عن العراق

إعداد: علي الطالقاني*

 

شبكة النبأ: لايشك أحد بأن الأخبار في العراق تحتل مركز الصدارة عالميا، ومن بين الأخبار التي تصدرت كبريات الصحف العالمية، موضوع الإرهاب وتمركزه في العراق. كما تحدثت صحيفة عن موضوع الانسحاب الأمريكي مخلفا هشاشة في الوضع الأمني. وتحدثت أخرى عن موضوع ترِكة بتراوس في العراق.

أنجازات هشة

صحيفة "ميامي هيرالد" Miami Herald" "الأمريكية، تحدثت عن  الانجازات المتحققة في الجانب الأمني واصفة إياه بالهش.  وأضافت الصحيفة ان إعلان الرئيس بوش عن انه سيبقي على مستويات القوات الأمريكية في العراق حتى نهاية مدة رئاسته. برغم ما أعلنه عن انسحاب متواضع في القوات، وأضافت الصحيفة  ان هذا الأمر يوضح ان على الرغم من زعم بوش بان استراتيجية الاندفاع في زيادة حجم القوات الأمريكية في العراق قد حققت نجاحا، الا ان الانجازات الامنية ممكن ان تكون وقتية، حسب ما ذكر مسؤولون في الدفاع وخبراء عسكريون.

وكان بوش قد ألقى خطابا في جامعة الدفاع الوطني قال فيه ان "جوهر الامر هو: في وقت ما زال فيه العدو خطرا في العراق، نمسك بأيدينا زمام الهجوم، وتتزايد قدرات القوات العراقية على قيادة المعركة والظفر بها.حسب قول الصحيفة

وعلقت الصحيفة إلا أن بوش، أعلن انه سيأمر بانسحاب 8.000 جندي اضافي من القوات القتالية بحلول شباط فبراير، أي بعد شهر من انتهاء مدة رئاسته، وهذا ما يخفض عدد القوات الأمريكية في العراق الى حوالي 138.000.

وذكرت"ميامي هيرالد" ان مسؤولين في الدفاع الأمريكية قالوا ان قرار بوش في سحب 8.000 جندي فقط من العراق يعكس تواصل القلق بين أوساط كبار القادة من ان التحسن في مستوى الامن في العراق قد يكون مؤقتا، وبان اندلاع العنف من جديد أمر ممكن.

ويخشى مسؤولون، كما تتابع الصحيفة، من ان إيران ربما تعيد تنشيط جماعات ميليشيا شيعية من خلال تسليحها وتدريبها، في وقت تحاول فيه الجماعة السنية، تنظيم القاعدة، إعادة تشكيل صفوفها في الموصل.

وتنقل الصحيفة أيضا عن اللفتنانت المتقاعد، جون ناجل، الذي اسهم في صياغة عقيدة مكافحة تمرد جديدة مع قائد القوات الامريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتريوس، قوله ان ما دام الانسحاب يجري بنسبة قليلة، فالولايات المتحدة في موقع الرابح ـ الا ان الانسحاب المتعجل من الممكن ان يقوض النجاح الذي تحقق.

وقال ناجل، الذي زار العراق في الشهر الماضي، ان "الانجازات الأمنية حقيقية وملموسة الا إنها هشة. واذا ما أعلنت النصر سريعا، سواء في محافظة معينة او في العراق اجمع، فمن الممكن أن تعود القاعدة. فالعمل الذي تقدمه والدماء التي تريقها في الحفاظ على منطقة بعد تنظيفها أسهل بكثير من الانسحاب منها قبل الاوان والاضطرار للعودة اليها في ما بعد لتنظيفها مرة اخرى.

اما لجهة المطالب العراقية، فتقول الصحيفة ان خطة بوش هذه يبدو انها تستجيب الى حد ما الى المطالب العراقية في وضع جدول زمني بالانسحاب. اذ ان محمد العسكري، المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، قال امس الثلاثاء، بحسب الصحيفة، ان العراق"يسير في الاتجاه الصحيح"، ولهذا السبب فان الإدارة الأمريكية "ملزمة بتخفيض حجم قواتها في العراق في اطار زمني مقبول سينتهي الى انسحاب كامل.

وتتابع الصحيفة تعليقها قائلة ان "عجز" الحكومة العراقية عن تحديد تاريخ عقد الانتخابات المحلية اثار القلق لدى اوساط من القيادة العسكرية الأمريكية في العراق. اذ كان مقررا ان تعقد الانتخابات في الشهر المقبل، إلا أن هناك احتمالا بتاجيلها الى الصيف القادم.

العراق الجبهة المركزية للإرهابيين  

من جهة أخرى اعترف مسؤول عسكري أميركي كبير أن العراق ما زال يشكل "الجبهة المركزية" لتنظيم القاعدة وجماعات متمردة أخرى في وقت تحتدم فيه موجة العنف في كل من أفغانستان وباكستان.

فقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن الجنرال ديفد بتراوس -قائد القوات الأميركية في العراق الذي سيترك منصبه قريبا ليتولى إدارة دفة القيادة المركزية الأميركية- قوله إن "العراق لا يزال يعتبر الجبهة المركزية للقاعدة والتطرف الذي يسير على شاكلتها".

وقد أشرف بتراوس على العمليات التي تمخضت عن التدني المفاجئ والملحوظ في أعمال العنف في العراق –التي اندلعت الصيف الماضي- بعد نشر 30 ألف جندي أميركي إضافي هناك.

ووصف بتراوس التهديدات التي تشكلها القاعدة وحركة طالبان على باكستان وأفغانستان بأنها "في غاية الخطورة", مؤكدا أنه لا حاجة به إلى القول إن ارتفاع معدل العنف في أفغانستان يعد مصدر قلق كبير.

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن العراق إبان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لم يكن ملاذا لتنظيم القاعدة الذي لم يجد له موطئ قدم فيه إلا بعد أن بات البلد على شفا الفوضى عقب الغزو الأميركي له في مارس/آذار 2003.

وسينتقل بتراوس لتقلد مهام منصبه الجديد فيما سيبدأ خفض عدد القوات الأميركية في العراق, حيث من المنتظر أن يغادر حوالي 4200 جندي بلاد الرافدين بنهاية ديسمبر/كانون الأول.

وأشارت الصحيفة إلى أن بقية القوة –بما في ذلك لواء مؤلف من 3400 جندي- ستنسحب بنهاية يناير/كانون الثاني ليصبح إجمالي القوات المنسحبة ثمانية آلاف جندي تقريبا, طبقا لمسؤولين عسكريين.

ترِكة بتراوس في العراق

وتحت عنوان "وداع الجنرال بتراوس: ماذا خلف وراءه في العراق؟" كتبت الصحفية رانيا أبو زيد في بغداد تقريرا بمجلة تايم الأميركية تركز فيه على ضعف الخدمات العامة وخاصة الكهرباء والماء في الوقت الذي يُحتفل بوداع قائد القوات الأميركية في العراق.

واستشهدت بمساعد رئيس الحكومة الذي قال لبتراوس إن "العراق بحاجة إلى جنرال جديد يلتف حوله جميع العراقيين ويساعدهم أكثر.. الجنرال كهرباء".

وقالت المجلة إن القاعدة في العراق رغم ما تشهده من ضعف ما زالت تشن هجمات في بعض المناطق الشمالية مثل ديالى.

وأضافت أن شبح الصراع الطائفي المتجدد ما زال واقعا، غير أن الهدنة الهشة بين مختلف مجتمعات العراق ستكون محل اختبار الشهر المقبل عندما تنقل الولايات المتحدة سلطة قيادة مجالس الصحوة إلى الحكومة العراقية، لا سيما أن أيا منهما لا يثق بالآخر.

كما أن التوتر بين العرب والأكراد ما زال في أوجه في عدد من المناطق الشمالية بالعراق، وكذلك بين المالكي وشركاء التحالف الكردي في بغداد.

يذكر أن الانتخابات المحلية ستجرى نهاية هذا العام، ولكنها قد لا تستمر ما لم يتم تمرير قانون يحكمها، غير أن موافقة صناع السياسة على القانون لا تزال أمام طريق مسدود، وما  زالوا عاجزين عن الموافقة على وضع مدينة كركوك الغنية بالنفط.

وذكرت المجلة أن ثمة استياء متناميا في الشارع البغدادي بسبب الضعف الشديد في تقديم الخدمات العامة كالماء والكهرباء، وهذا الاستياء يشكل وقودا لمشاعر اللامبالاة حيال العملية السياسية والإقصاء من قبل الحكومة.

فالقليل فقط من العراقيين الذين يعلقون آمالا على الانتخابات المقبلة، كما أن تغيير القيادة الأميركية في العراق لا يعني الكثير لبعضهم.

كسب الحرب

وفي صحيفة واشنطن بوست كتب "ديفد أغناشيوس" مقالا يقول فيه إنه بعد 20 شهرا في العراق لم يكسب ديفد بتراوس ومعه الرئيس الأميركي جورج بوش الحرب في العراق ولكنهما وفّرا إمكانية "الخروج المشرف".

وأضاف أغناشيوس أن بتراوس حقق عملا مذهلا في العراق، إذ إن الأمر لا يتعلق بإدارة زيادة القوات الأميركية فحسب، بل باستعادة الثقة والهدف للجيش الأميركي الذي بدأ يعتقد أن هذه الحرب غير قابلة للاستمرار ولا يمكن الفوز فيها.

وخلص الكاتب إلى أن العراق ما زال يعاني الكثير وسينزف لسنوات طويلة، ولكن الحقيقة أنه ما زال بلدا يعود فضله إلى هذا الجنرال وإصراره على "أن لا يأس مع الصعوبة".

........................................................................................

- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 21/أيلول/2008 - 20/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م