المصالحة الوطنية اللبنانية ودعم حزب الله

 

شبكة النبأ: بعد حرب الصيف مع إسرائيل، اتجهت لبنان إلى شبه تصفيات على مستوى الطريق السياسي، وكادت ان تدخل نفق الحرب الأهلية، والتي لم تكن ببعيدة عنها، حيث رزحت تحت وقرها في سبعينيات القرن الماضي، بيد ان الإلتفات إلى المصلحة العليا للبلد، أناط بالمعنيين مسؤوليتهم اتجاه بلدهم، ما حدى برجالات السياسة إلى التفكير مليا قبل اتخاذ أي موقف وقرار. فكانت المصالحة اللبنانية بين القوى والأحزاب بارقة خير وفاتحة أمل على الشعب اللبناني الذي ينتظر من قادته بناء لبنان وإرجاعها إلى مصاف العائلة الدولية.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على الشأن الداخلي اللبناني، مع عرض لمذكرة التوقيف التي أصدرها القضاء اللبناني ضد الزعيم الليبي معمر القذافي:

بموجب القانون اللبناني: إصدار عقوبة الإعدام بحق القذافي

أفادت مصادر قضائية ان القضاء اللبناني المختص في قضية اختفاء الامام موسى الصدر اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي بالتحريض على "خطفه" بما يؤدي الى الحث على الاقتتال الطائفي وهي تهمة تصل عقوبتها الى الاعدام.

يذكر بأن أثر الامام الشيعي فُقد عام 1978 خلال زيارة كان يقوم بها الى ليبيا ومعه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.

وقد وردت التهم بحق القذافي وستة ليبيين اخرين في القرار الاتهامي الذي صدر عن قاضي التحقيق العدلي سميح الحاج وطلب كذلك اصدار مذكرة القاء قبض بحق القذافي وستة ليبيين اخرين وسوقهم مخفورين الى محل التوقيف التابع للمجلس العدلي في بيروت.

وبموجب هذا القرار الاتهامي ستحال القضية الى المجلس العدلي اعلى سلطة قضائية في لبنان احكامها مبرمة. بحسب فرانس برس.

واتهم القرار القرار القذافي بالتحريض على خطف وحجز حرية كل من الامام الصدر ورفيقيه وبذلك بمقتضى مادة من قانون العقوبات اللبناني (965/218) تصل عقوبتها الى السجن المؤبد وفق مصادر قضائية. كما اتهم الستة الاخرين بالاشتراك في العملية.

واعتبر القرار الاتهامي بان فعل القذافي لجهة اثارة الحرب الاهلية في لبنان والحث على الاقتتال الطائفي بين اللبنانيين عبر اخفاء الامام ورفيقيه يشكل جرما منصوص عليه في المادة الثانية من قانون 11/1/1958 اي قانون مكافحة الارهاب الذي تصل عقوبته الى الاعدام كما اوضحت المصادر القضائية.

ولفت القرار الى انه تم توجيه التهم بعد ان تبين من مجمل التحقيقات وبما لا يرقى اليه الشك ان الصدر ورفيقيه لم يغادروا ليبيا التي كانوا في زيارتها بناء لدعوة رسمية من السلطات الليبية للاجتماع بالقذافي الى اي مكان بعد لقائهم به في 31 آب/اغسطس 1978 وانما استبقوا في ليبيا رغما عنهم.

وذكر القرار بان القذافي اعترف في خطاب القاه في مدينة سبها بتاريخ 31 آب/اغسطس 2002 باختفاء الامام ورفيقيه في ليبيا بعد اصرار السلطات الليبية منذ فقدان اثرهم على انهم غادروا ليبيا الى ايطاليا.

واشار القرار الى ان تحقيقات السلطات الايطالية اثبتت ان من دخل ايطاليا لم يكن الصدر ورفيقيه انما كانوا اشخاصا مزيفين.

يذكر بان الصدر هو مؤسس حركة امل الشيعية التي يتزعمها حاليا نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني.

واختفى الصدر منذ زيارته ليبيا في أغسطس/آب 1978. وتتهم الحركة الشيعية النظام الليبي بالضلوع في اخفائه مع رفيقيه. وكانت طرابلس قد اعلنت اثر اختفائه أن الثلاثة توجهوا الى ايطاليا بعد إقامتهم في ليبيا.

يذكر بان القاضي الحاج قرر في شباط/فبراير الماضي ابلاغ الزعيم الليبي طلب الاستماع اليه في ملف اختفاء الصدر. ويسمح القانون اللبناني للقاضي باصدار مذكرة توقيف غيابية بحق من يمتنع عن المثول امام المحكمة بعد التبليغ.

وكان القضاء اللبناني قد اعاد عام 2004 فتح ملف اختفاء الصدر بعد شكوى جديدة تقدمت بها عائلة الامام الصدر وعائلتا رفيقيه.

التزايد الملحوظ في عجز ميزانية لبنان

أبلغ وزير المالية اللبناني محمد شطح رويترز أن زيادة أجور العاملين في القطاع العام ستفضي الى عجز أكبر من المتوقع في ميزانية العام 2008 وتبقى مصدرا لضغط مالي في 2009.

وقال ان زيادة الاجور التي لم توضع بعد اللمسات الاخيرة على تفاصيلها من المتوقع أن تضيف 500 مليون دولار سنويا الى الانفاق العام وأن تساهم في عجز للعام 2008 يعادل نحو 11.5 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي. بحسب رويترز.

وأوضح أن الحكومة تتحدث عن عجز اجمالي في موازنة العام كله يحتمل أن يصل الى 4500 مليار ليرة لبنانية (ثلاثة مليارات دولار). وقدر عجز ميزانية 2007 عند 2.5 مليار دولار في 2007.

وتضيف زيادة الرواتب التي قال الوزير اللبناني انها قد تقر في الاسابيع المقبلة ضغوطا جديدة الى مالية الدولة المستنزفة بالفعل بسبب خدمة دين عام بلغ نحو 44.5 مليار دولار في يونيو حزيران.

وقال ان أقساط الفائدة وزيادة الرواتب واسعار الطاقة هي الاوجه الرئيسية للانفاق التي ستفرض مزيدا من الضغوط.

وتابع أن الحكومة لا تنظر الى 2009 كعام تعديل كبير في الاوضاع المالية موضحا انه سيكون هناك عجز اكبر من المأمول.

لكنه اضاف ان الحكومة تشعر انها قادرة على تمويل العجز كما فعلت في السابق بدون اي صعوبة.

وقال ان الدولة تتطلع الى خصخصة شبكتين للهاتف المحمول للمساعدة في سداد جزء من دينها العام ونصفه تقريبا بالعملة الصعبة. لكن البيع تأجل مرارا بسبب المشكلات السياسية في لبنان.

واعرب شطح الذي تولى منصبه في يوليو تموز في اطار حكومة وحدة وطنية جديدة تشكلت لانهاء 18 شهرا من الصراع السياسي عن امل الحكومة في ان يجرى اصلاح قطاع الاتصالات مع عودة الحياة الى طبيعتها في البلاد حاليا.

وكان مسؤولو الحكومة قالوا في وقت سابق ان عملية البيع يتوقع ان تدر سبعة مليارات دولار. ورفض شطح اعطاء تقدير جديد لقيمة الصفقة.

وقال انه يتوقع ان تتم الصفقة في 2009 مضيفا أن هناك فرصة جيدة جدا أن يصل عائد عملية البيع خزانة الدولة في الربع الثاني او الثالث من العام.

واوضح ان الطلب مرتفع وان الحكومة تتوقع ان تكون صفقة جيدة حيث ستبعث باشارة هامة بأن البلاد عائدة الى المسار الذي رسمته قبل اعوام قليلة. ومول لبنان سندات دولية حل اجلها في 2008 عبر سلسة اصدارات.

وقال شطح ان الحكومة قد تصدر سندات بالعملة الصعبة هذا العام. واوضح انه سيكون هناك مزيد من الاصدارات في 2009 لتغيطة استحقاقات كبيرة.

ولدى لبنان بحسب بيانات لوزارة المالية سندات دولية بقيمة 2.26 مليار دولار يحل اجلها في 2009.

واوضح وزير المالية ان الحكومة لاتزال تستهدف خفضا تدريجيا ومستمرا في الدين. واضاف ان زيادة النمو سوف تسهل مثل ذلك الاتجاه النزولي في حجم الدين.

وتوقع نمو الاقتصاد اللبناني خمسة بالمئة في 2008 موافقا تقديرات لحاكم مصرف لبنان المركزي صرح بها لرويترز في اغسطس اب. وتوقع حاكم مصرف لبان ان تبلغ نسبة التضخم السنوي في يونيو حزيران 13 في المئة.

المصالحة الوطنية والدعم الجاد من قبل نصر الله

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعمه المصالحة الوطنية في لبنان واستعجال حزبه التئام طاولة الحوار لحل المسائل الخلافية مشددا على ابتعاد الحزب الشيعي عن اي توجه مذهبي.

وقال نصر الله خلال خطاب متلفز بمناسبة شهر رمضان: نؤيد كل مساعي لوأد الفتنة في طرابلس وليس مهما من يرعى المصالحة المهم أن يحقن الدم في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان حيث تندلع من حين لاخر منذ ايار/مايو الماضي اشتباكات بين ابناء الطائفة العلوية ومجموعات سنية ادت الى وقوع قتلى وجرحى. بحسب فرانس برس.

يذكر ان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي يتمتع بثقل كبير في الطائفة السنية يعمل في طرابلس على اتمام مصالحة بين المتخاصمين.

واضاف، تعالوا لنجلس من دون شروط مسبقة. المصالحة مطلوبة في طرابلس مطلوبة في بيروت المصالحة حصلت ولكنها تحتاج إلى تثبيت في تعلبايا وسعدنايل. في اشارة الى تداعيات سيطرة حزب الله عسكريا على بيروت في ايار/مايو الماضي والمواجهات المذهبية في شرق لبنان التي اسفرت عن قتلى وجرحى.

وعن عدم اجتماعه مع الحريري حتى الان عزا نصر الله ذلك الى خلاف حول المكان لا على المبدأ.

وقال: أعلنت أنني جاهز لأجلس معه النقاش لم يكن على المبدأ بل كان على المكان (بسبب التهديدات الاسرائيلية). لم يتيسر اللقاء المباشر الشخصي نتيجة الظروف الأمنية لي وله. ذلك لا يمنع ان تحصل لقاءات على مستوى آخر بين حزب الله وتيار المستقبل.

وشدد الامين العام للحزب الشيعي على ابتعاد حزبه عن اي توجه مذهبي لافتا الى ان الوحدة الداخلية هي من اهم عوامل حماية المقاومة (لاسرائيل).

من ناحية اخرى اكد نصر الله انه مع بدء الحوار الوطني بسرعة. وقال: حاضرون لطي كل صفحات الماضي مستعدون لمعالجة كل الجراح ومنفتحون على كل حوار نحن لا نخاف من الحوار تفضلوا غدا نذهب الى طاولة الحوار الوطني ونحن جاهزون.

يذكر ان اتفاق الدوحة الذي انهى ازمة سياسية استمرت اكثر من عام ونصف وسمح حتى الان بانتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية ينص كذلك على حوار وطني حول المسائل الخلافية وفي مقدمها سلاح حزب الله يجري باشراف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومشاركة الجامعة العربية.

نصر الله: نحن لم نخدم المشروع النووي الإيراني

قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، إن من يطالب بنزع سلاح حزبه يخدم هدفاً إسرائيلياً معلناً، وشدد على أن خلافه مع تيار المستقبل، بزعامة النائب سعد الحريري، الذي يعتبر أكبر الأحزاب اللبنانية السنيّة، سياسي وليس مذهبي متهماً البعض بتناول هذا الخلاف من زاوية إعادته إلى "العقود الأولى من عصر الإسلام.

وقال نصر الله إن هزيمة حزبه في معارك يوليو/تموز 2006 مع إسرائيل لو وقعت، كانت ستؤدي إلى تواصل الحرب باتجاه دمشق وتهديد سوريا،" وسخر مما تورده بعض التقارير الصحفية عن اتفاق بين إسرائيل والحزب لرفع مكانة الشيعة في العالم العربي، مبدياً استعداده للقاء الحريري في مكان تتوفر فيه الشروط الأمنية المناسبة. بحسب (CNN).

مواقف نصر الله جاءت في كلمة نقلتها شاشات التلفزة لمناسبة إفطار أقيم في مدينة بعلبك شمال شرقي لبنان، قال فيها إن خصوم الحزب عندما كانوا يعجزون عن المقاومة كانوا يسعون دائماً إلى تشويهها واتهامها، وحاولوا كثيرا أن يقولوا هذه المقاومة سورية، هذه المقاومة إيرانية، لكن من جملة استهداف المقاومة هو محاولة تكريس الطابع المذهبي والطائفي لها.

واتهم نصر الله وسائل إعلام عربية قال إنها تخدم السياسات الأميركية في المنطقة، بأنها كانت، عندما تتحدث عن عمليات المقاومة في لبنان قبل عام 2000، تستخدم مصطلح حزب الله الشيعي الموالي لإيران معتبراً أن الهدف من ذلك كان وضع حاجزين بيننا وبين العالم العربي، الحاجز الأول حاجز مذهبي، والثاني أن هؤلاء أصدقاء الفرس.

وتطرق نصر الله إلى مطالب نزع سلاح حزبه فقال: أنا لا اتهم ولا أخوِّن، المسألة واضحة، الإسرائيلي يقول إنه يريد نزع سلاح المقاومة وهنا في البلد يوجد من يطالب بنزع هذا السلاح، أنا أقول، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، (فإن هذا الأمر) يخدم الهدف الإسرائيلي المعلن.

وقال نصر الله إن التوتر مع تيار المستقبل لم يظهر إلا بعد معارك يوليو/تموز 2006، ولم يكن على خلفية الصراع المذهبي إنما على الموقف من المعارك، مبدياً أسفه من تصوير الصراع بطابع مذهبي عبر القول: للأسف أرى بعض المشايخ على بعض التلفزيونات عندما يتكلمون عن الخلاف بين التيار وحزب الله يرجعونا إلى زمن النبي والعقود الأولى من عصر الإسلام، ما علاقة هذا بذاك؟

ونفى الأمين العام لحزب الله بشدة أن تكون مواجهته مع إسرائيل لخدمة المشروع النووي الإيراني أو سوريا فقال: أفترض أنه عملنا حرب وانتصرنا فيها، ماذا يقدم هذا أو يؤخر (ذلك) في الملف النووي الإيراني؟ يعني تعف أميركا عن إيران؟

وأضاف: إذا جاءت إيران اليوم للأمريكيين وقالت لهم: هذا حزب الله كله خذوه واذبحوه وافرموه وهذه حماس وهذا الجهاد الإسلامي وهذه المقاومة الفلسطينية وهذه المقاومة العراقية وهذه القدس وهذه كربلاء وهذه النجف كله لكم أيها الأمريكيون وفكّوا عنّا في الملف النووي.. فلن يفعل الأمريكيون ذلك.

وبشأن دمشق، ذكر نصر الله أن المواجهات في صيف 2006 كانت ستهدد النظام في سوريا، لو فشلنا أو هزمنا في تلك الحرب لتواصلت الحرب باتجاه دمشق وهددت سوريا، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.

وسخر نصر الله من تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، حول التهديدات العسكرية لحزبه وللبنان، فقال إنه بعد التدريبات التي أشارت تل أبيب إلى أنها لجأت إليها لتقوية جيشها، تحدث أحد جنرالات المنطقة الشمالية، قائلاً إن تلك الخطوات غير كافية، وأن الجبهة الإسرائيلية الداخلية غير جاهزة.

وشدد نصر الله على التمسك بالمقاومة، مضيفاً أنه لا يريد شيئاً من العرب إلا أن يفكوا عنه (أي يتركونه،) واعتبر أنه أكثر فريق متضرر من أي صراع في الداخل مؤكداً استعداده للقاء النائب الحريري على أن يصار إلى تأمين مكان تتوفر فيه الشروط الأمنية لأن المسألة بيننا وبين الإسرائيلي جدية وليست مزحة.

المصالحة اللبنانية في مدينة طرابلس المضطربة

وقع زعماء لبنانيون متنافسون اتفاق مصالحة يهدف الى انهاء اربعة اشهر من القتال الطائفي المتقطع في مدينة مضطربة بالشمال والذي اثار مخاوف من تصاعد في التشدد الاسلامي.

ووقع زعماء السنة والعلويين في ميناء طرابلس ثاني اكبر المدن اللبنانية الاتفاق اثناء اجتماع برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في منزل مفتي شمال لبنان الشيخ مالك الشعار.

وتوسط سعد الحريري الزعيم السني لائتلاف الاغلبية المناهض لسوريا في الاتفاق المؤلف من ست نقاط والذي يدعو لتسليم الامن في المدينة الى الجيش اللبناني لضمان استقرارها.

ويدعو الاتفاق ايضا الى مصالحة بين كل الفصائل ويتعهد بتعويض المتضررين من القتال واعادة بناء المناطق المتضررة وتطوير المناطق الفقيرة. بحسب رويترز.

وقال السنيورة في الاجتماع ان طرابلس مدينة موحدة والدولة هي ضامنها وراعيها. واضاف ان الدولة ستتولى الدور الامني وستفرض الامن في المدينة.

ولاقى 22 شخصا على الاقل حتفهم في طرابلس منذ يونيو حزيران في قتال طائفي مرتبط بالمشاكل السياسية الاوسع في لبنان. وقتل هجوم منفصل بقنبلة في اغسطس اب بالمدينة 15 شخصا منهم عشرة جنود.

واندلعت الاشتباكات في المدينة التي تقطنها أغلبية سنية بين فصائل علوية ومسلحين من السنة. وترتبط الجماعة العلوية الرئيسية بصلات وثيقة مع سوريا التي يرأسها الرئيس العلوي بشار الاسد.

ويمثل أنصار الحريري القوة السياسية السنية الرئيسية في طرابلس. وينشط المتشددون الاسلاميون بالمدينة ايضا.

وأشعل العنف مخاوف سواء في الداخل أو الخارج من احتمال أن تستغل جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة هذه التوترات في تعزيز وجودها في المنطقة أو احتمال أن تستغلها سوريا كمبرر لارسال قوات مجددا الى لبنان.

وأنهت سوريا ثلاثة عقود من الوجود العسكري في لبنان تحت ضغوط دولية عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والد سعد الحريري.

ووقع على الوثيقة زعماء العلويين والسنة بالمدينة وايضا السنيورة والحريري. وبين السنة الذين وقعوا على الوثيقة زعماء من كل من المعسكرين المؤيد والمناهض لسوريا في لبنان وايضا شخصيات اصولية.

والحريري المقيم في بيروت موجود في طرابلس منذ يوم الجمعة فيما قال مساعدوه انها مساع لانهاء العنف وتقديم المساعدات للمناطق الفقيرة في المدينة. والحريري رجل أعمال وملياردير لديه العديد من المنظمات الخيرية.

وحذر الرئيس السوري بشار الاسد يوم الخميس من أن لبنان ما زال في موقف هش وأعرب عن قلقه من "قوى متطرفة" مدعومة من الخارج تذكي عدم الاستقرار في طرابلس. وأثارت تصريحاته انتقادات حادة من الحريري وحلفائه.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر مؤخرا من التدخل الاجنبي في طرابلس والذي يشعل التوترات هناك.

وألقت التوترات في طرابلس بظلالها على عودة لبنان الى الاستقرار السياسي بعد أن نجحت وساطة قطرية في مايو ايار في انهاء صراع على السلطة استمر 18 شهرا بين الائتلاف المناهض لسوريا بقيادة الحريري والتحالف الموالي لسوريا بزعامة حزب الله الشيعي.

مناوشات شمال لبنان تردي الأطفال وتصيبهم بجروح

اصيب ستة اطفال بالرصاص في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بينما كانوا متجمعين للاحتجاج على زيارة زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري الى المدينة كما اعلن مسؤول امني لوكالة فرانس برس.

وافاد مراسل فرانس برس ان نحو عشرين طفلا تجمهروا على طريق كان سيجتازها موكب الحريري في طريقه لحضور حفل افطار.

ورفع هؤلاء الاطفال لافتات احتجاجية على الزيارة التي يقوم بها الحريري منذ السبت الى طرابلس. بحسب فرانس برس.

وقبل ان يصل موكب الحريري الى الطريق المذكورة عمد مسلح مجهول تمترس على سطح احدى البنايات الى اطلاق النار على الاطفال المتجمهرين على ما افاد المسؤول الامني الذي طلب عدم الكشف عن هويته.

واوضح المصدر ان ستة اطفال تتراوح اعمارهم بين 6 و12 عاما اصيبوا بالرصاص وقد اصيب احدهم في صدره اصابة خطرة. ونقل المصابون الستة الى المستشفى وبعضهم مصاب بجروح طفيفة في الذراع او الساق.

والغى سعد الحريري نجل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط/فبراير 2005 في بيروت مشاركته في الافطار ولكنه لا يزال في طرابلس ومن المقرر ان يعود الى بيروت.

وتهدف زيارة الحريري الى طرابلس الى انهاء المواجهات المتكررة بين مسلحين من السنة وآخرين من العلويين في الشمال.

ومنذ اندلاع اعمال العنف في طرابلس في حزيران/يونيو بين انصار الاكثرية النيابية المدعومة من الغرب وغالبيتهم من السنة والعلويين المقربين من الاقلية النيابية المدعومة من دمشق وطهران قتل ما لا يقل عن 23 شخصا.

الألغام الإسرائيلية تهدد الجنوب اللبناني  

كان محمد بلحص منهمكا بتنظيف حقل من القنابل العنقودية غير المنفجرة التي خلفتها اسرائيل في جنوب لبنان عندما انفجرت واحدة منها واصابته بجروح في صدره وساقه اليمنى.

ويقول بلحص الذي لم يتعد السادسة والثلاثين من عمره: لم افهم على الفور ماذا جرى. فجأة رأيت الدماء تسيل من صدري.

وقد خضع محمد بلحص حتى الان لعمليتين جراحيتين لاستخراج الشظايا من صدره وهو عازم على استئناف عمله. ويقول: طبعا اشعر بالخوف لكني ساعود الى العمل لكسب رزقي.

ويخشى مكتب تنسيق نزع الالغام التابع للامم المتحدة من ارتفاع عدد الحوادث المماثلة خصوصا مع احتمال توقفه في نهاية العام الجاري بسبب نقص تمويل عمليات نزع القنابل العنقودية والالغام التي خلفتها اسرائيل وراءها بعد انسحابها من لبنان اثر حرب صيف العام 2006. بحسب فرانس برس.

وتفيد تقديرات الامم المتحدة ان اسرائيل القت حوالى مليون قنبلة عنقودية بين 12 تموز/يوليو و14 آب/اغسطس 2006 وان 40% منها لم تنفجر لدى ارتطامها بالارض وهي منتشرة في بلدات وحقول في الجنوب اللبناني. ويهدد نقص التمويل بتوقف اعمال نحو 44 فريقا من الفرق العاملة مع مكتب التنسيق.

وتقول داليا فران المتحدثة الرسمية باسم المكتب: كان من المتوقع ان يتوقف نصف العاملين اخر آب/اغسطس الماضي. وتضيف، تلقينا اموالا من برنامج اخر للامم المتحدة علينا تسديدها لكن ذلك سمح بتمديد فترة عمل هذه الفرق بضعة اسابيع اضافية.

وتحذر فران من ان خفض عمليات نزع الالغام سيزيد الحوادث. وتذكر فران بان موازنة المكتب لعام 2008 كانت تعاني اصلا من عجز تبلغ قيمته 74 مليون دولار. وتضيف محذرة من الضروري جدا ان نحصل بسرعة على التمويل مناشدة الدول المانحة خصوصا دول الخليج المساهمة بذلك.

وتعمل فرق مكتب تنسيق نزع الالغام التابع للامم المتحدة بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات الطوارى الدولية. ويستخدم المكتب نحو الف شخص غالبيتهم من اللبنانيين.

ويواجه العاملون مخاطر انفجار الالغام والقنابل العنقودية خلال تنظيف المواقع. وتفيد احصاءات مكتب تنسيق الالغام ان 27 مدنيا و14 عاملا في مجال نزع الالغام قتلوا كما اصيب 234 مدنيا و39 عاملا مع المكتب بجروح.

وتذكر فران انه تم تنظيف 43% من المواقع التي تحوي الغاما وقنابل عنقودية وان الجهاز التابع للمنظمة الدولية احصى وجود 1058 موقعا ملوثا.

والعثور على القنابل العنقودية والالغام امر صعب لصغر حجمها مما يسمح بضياعها وسط الحصى والاعشاب.

ويرتدي العاملون في نزع الالغام ثيابا واقية ويضعون قبعات واقية ويستخدمون الات كاشفة للمعادن ثم يقومون برسم خط حول الاماكن التي تحتوي على الغام او قنابل. ويتابع عمال اخرون المهمة فيقومون باستخراج الالغام والقنابل لتفجيرها او تفكيكها.

من جهته يؤكد رئيس بلدية صور (85 كلم جنوب بيروت) عبد المحسن الحسيني ان 300 الف لغم من الالغام المضادة للافراد ما تزال منتشرة على طول الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة ليقوم مقام الحدود بعد انسحاب الدولة العبرية من جنوب لبنان عام 2000.

ويلفت الحسيني الى انه تم العثور على 45 الف قنبلة عنقودية في قرية واحدة مذكرا بان اسرائيل القت غالبية القنابل العنقودية على الاراضي الزراعية والحقول مما دفع الاهالي الى الابتعاد عنها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/أيلول/2008 - 17/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م