ملف الانتخابات الأمريكية: بين تمرد ماكين وغرابة أوباما يتطلع العالم للرئيس الجديد

اعداد: ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: للوهلة الأولى تبدو عملية الانتخابات الأمريكية شيء من مادة إعلامية تقوم بها هوليوود، فهي تحاول بطريقة ما إظهار وجه آخر للولايات المتحدة، في محاولة لبناء جسر من التفاهم بينها وبين دول العالم؛ الإسلامي خصوصا، من جهة ومن جهة أخرى تبين للعالم أجمع ان بإمكان أي مواطن يحمل الجنسية الأمريكية بغض النظر عن عرقه وانتمائه، الترشيح للرئاسة، أو حتى قيادة الولايات المتحدة ودخول البيت الأبيض.

أيضا هناك رسالة لمادة إعلامية خام، وهي الحضور والتواجد النسوي، بين مرشحة للرئاسة الأمريكية، وبين مرشحة لمنصب نائب الرئيس، وردم الهوة بالنسبة للعرق واللون.

كل هذا يبدو وللوهلة الأولى ان العالم يسير نحو التلاحم والبناء، بيد ان الوجه الآخر لأمريكا مازال خفيا، وحريا بنا ان نعرف ان السياسة الأمريكية لا يصنعها الرئيس، أي رئيس ومهما كان.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على مجرى الانتخابات الأمريكية، مع عرض موجز لسيرة المرشحين للسباق في البيت الأبيض:

سابقتان في تاريخ الانتخابات الأمريكية المقبلة

تسجل الولايات المتحدة سابقة تاريخية حين يأتي العشرين من يناير كانون الثاني 2009 سواء نصب أول اسود رئيسا للبلاد او ادت اليمين أول سيدة تشغل منصب نائب الرئيس.

اتضح ذلك حين فاجأ المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة جون مكين البلاد باختياره حاكمة الاسكا سارة بيلين لخوض الانتخابات لشغل منصب نائب الرئيس.

واعلن مكين قراره في دايتون باوهايو بعد أكثر من 12 ساعة من اعلان باراك اوباما قبوله ترشيح الحزب الديمقراطي له في انتخابات الرئاسة ليصبح أول مرشح اسود يمثل حزبا امريكيا كبيرا. بحسب رويترز.

وتقول كانديس نيلسون من الجامعة الامريكية في واشنطن: اعتقد ان هذا يبين ان امريكا القرن الحادي والعشرين تختلف كثيرا عنها في القرن العشرين.

واضافت انه يمكن رصد مكاسب الاقليات في جميع المناحي في الحياة الامريكية حتى في اعلى المناصب المنتخبة.. الرئيس ونائب الرئيس.

ويأتي ترشيح اوباما وبيلين بعد نحو عقدين من الزمن من تزايد اعداد النساء والاقليات التي تقفز على الساحة السياسية في الحملات المحلية وعلى مستوى الولاية ومع زيادة تعداد الاقليات في الولايات المتحدة الى مئة مليون اي حوالي ثلث تعداد السكان.

ويقول بول لايت الاستاذ بجامعة نيويورك ان هذا يعني توافر عدد اكبر من النساء ومن المنتمين للاقليات لديهم خبرة يعتد بها كمرشيحن في وقت تشهد فيه البلاد تنوعا أكبر.

ويتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني لتحديد من سيخلف الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش ونائبه ديك تشيني للسنوات الاربع المقبلة.. هل هم باراك اوباما وجو بايدن او مكين وبيلين.

ومنذ تنصيب أول رئيس امريكي جورج واشنطن في عام 1789 تولى رجال من البيض فقط أهم منصبين تنفيذين في واشنطن.

ولم يسمح للنساء بالاقتراع في الانتخابات الامريكية الا في عام 1920. ورغم تعديل الدستور الامريكي في عام 1870 ليسمح للسود بالاقتراع لم ينل السود على حقهم الكامل في الاقتراع الا بعد صدور تشريع الحقوق المدنية في الستينيات. وحتى اخر انتخابات في عام 2004 وجهت اتهامات فردية بحالات ترهيب لناخبين سود في بعض المراكز الانتخابية.

وتتوج المواجهة الفريدة هذا العام حملة انتخابية شهدت اكثر من نصيبها من التقلبات والسوابق التاريخية وبعدما اضحت الديمقراطية نانسي بيلوسي أول سيدة تتولي منصب رئيس مجلس النواب الامريكي في يناير كانون الثاني 2007 .

وكانت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية المفضلة في بداية السباق ولكنها خسرت سباقا مريرا امام اوباما وخاضت واحدة من انجح الحملات لاي امراة على الساحة القومية في السياسة الامريكية وقالت ان الاصوات التي حصلت عليها في سباق الترشح تضع 18 مليون صدعا في سقف زجاجي حال دون دخول النساء المكتب البيضاوي في البيت الابيض.

واشارت بيلين لانجاز كلينتون وقالت عن دورها: لن تتوقف النساء الامريكيات بعد ويمكننا ان نحطم هذا السقف الزجاجي في السلطة التنفيذية.

وفي حال فوزها فستتقدم على الديمقراطية جيرالدين فيرارو التي كانت أول مرشحة لحزب كبير لمنصب نائبة الرئيس.

جواز الوصول إلى البيت الأبيض ومسوغات السياسة الخارجية

كان الزعماء الأمريكيون الذين يتطلعون إلى الوصول للسلطة يضطرون إلى قضاء سنوات تدريب في الخارج ويغرقون أنفسهم في تناقضات الدبلوماسية الدولية.

لكن مع إدلاء الناخبين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني لم تعد مسوغات السياسة الخارجية على هذا القدر من الأهمية كما كانت من قبل.

ومن المفهوم ان الطريق الى البيت الابيض لم يعد يمر عبر بلاط القصور الاوروبية. وبالنسبة لسارة بالين حاكمة الاسكا التي اختارها جون مكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة لتشغل منصب نائبة الرئيس في البطاقة الجمهورية لم تأخذها أسفارها خارج الولايات المتحدة الا نادرا بل انها لم تستخرج جواز سفر الا العام الماضي فقط. بحسب رويترز.

وفي الولايات المتحدة، حيث تشير الدراسات الى ان سفر مواطنيها الى الخارج أقل من مواطني الدول الاخرى المتقدمة كما انهم يعرفون أقل من نظرائهم عن العالم الخارجي، يقول الخبراء ان الخبرة السياسية الاجنبية أصبحت أقل اهمية في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية.

ورغم الضجيج المتواصل للانباء الواردة من العراق ومناطق الصراع الاخرى في العالم لن تختلف على الارجح الانتخابات القادمة عن سابقاتها.

وقالت ان وورشو الباحثة في شؤون الرئاسة بكلية جتيسبيرج في بنسلفانيا: الناخبون يركزون مرة اخرى على القضايا التي تمس جيوبهم. وحين يتعلق الامر بالعالم...هم مستعدون دوما لجعل الرئيس يتعلم وهو في المنصب.

ومع اقتراب أسعار البنزين من مستويات قياسية واضطراب سوق العقار ترى الباحثة ان المزاج العام الامريكي يشابه المناخ الذي كان سائدا حين فاز الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في انتخابات عام 1992 بشعار بسيط: انه الاقتصاد يا أبله.

وتظهر استطلاعات الرأي ان حربي العراق وافغانستان والحرب ضد التطرف الاسلامي بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة تراجعت في قائمة اولويات الناخب الامريكي.

ورغم ذلك ما من شك ان الحملتين الديمقراطية والجمهورية المنخرطتين في سباق متقارب تريان ان السياسة الخارجية قضية يجب الاهتمام بها في السباق الى البيت الابيض لخلافة الرئيس الجمهوري جورج بوش.

وصور مكين نفسه وهو سناتور لاريزونا لاربع ولايات وأسير حرب سابق في فيتنام على انه الاقدر على التعامل مع زعماء العالم وتسلم منصب القائد العام للقوات المسلحة الامريكية لا أوباما سناتور ايلينوي لولاية واحدة.

ومن جانبه قطع أوباما الذي يطمح لان يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة حملته الانتخابية في يوليو تموز ليقوم بجولة في الخارج لاثبات أنه الاقدر على اصلاح صورة أمريكا في العالم بعد تضررها في رئاسة بوش.

وحين كان أوباما يسعى العام الماضي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني سخرت منافسته السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون من قوله ان العيش أربع سنوات في اندونيسيا وهو شاب أكسبه خبرة دولية.

وفي الشهر الماضي اختار أوباما سناتور ديلاوير جو بايدن لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الديمقراطية وهو كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي رجل سافر كثيرا ويدعم موقف أوباما على المسرح العالمي.

هذا بالاضافة الى ان اختيار مكين لبالين.. وهي حاكمة لالاسكا في ولايتها الاولى وغير معروفة على نطاق الامة وخرجت من الظل الى الاضواء. قد نسف حجة الجمهوريين الذين كانوا يتهمون أوباما بقلة الخبرة.

وعلى الرغم من نجاح بالين في أول خطاب تلقيه على الامة في انعاش المؤتمر العام للحزب الجمهوري الذي اختتم اعماله في سان بول بمينيسوتا بترشيحها ومكين رسميا لخوض الانتخابات باسم الحزب الا ان نقطة ضعفها لا تخفى على احد.

فسفرها الى الخارج اقتصر على كندا ورحلة قامت بها عام 2007 كحاكمة لالاسكا لزيارة قوات حرس حدود الولاية في الكويت والعراق وزيارة الجرحى في المانيا.

ومثلها مثل ثلاثة ارباع الامريكيين لم يكن لديها جواز سفر الى ان استخرجت واحدا قبل سفرها الى الخارج العام الماضي فقط.

وسخر الديمقراطيون من أنصارها الذين قالوا انها متمرسة في السياسة الخارجية لمجرد ان ولايتها تقع بين روسيا وكندا مثلها مثل بوش الذي ترشح بينما كان حاكما لتكساس وعرف السياسة الخارجية لمجرد ان ولايته تقع على حدود المكسيك.

ويشكك منتقدون في قدرة بالين (44 عاما) وكانت رئيسة بلدية لبلدة صغيرة قبل ان تصبح حاكمة لالاسكا على رئاسة الولايات المتحدة في حالة وفاة مكين (72 عاما) وهو في منصب الرئاسة والذي سيكون في حالة فوزه اكبر رئيس امريكي.

العولمة وموقعها ضمن حملة الانتخابات الأمريكية

يرى الخبراء في مجال التجارة العالمية أن هذه المسألة يرجّح ان تعود لتلقي بظلالها القاتمة كقضية انتخابية في الوقت الذي يحتدم فيه التنافس بين المرشّحين الرئاسيين الديمقراطي باراك أوباما، والجمهوري جون ماكين هذا العام.

وذكر غاري غيريفي مدير "مركز العولمة وآلية الحكم والتنافسية" التابع لجامعة ديوك الأميركية في حديث مع موقع أميركا دوت غوف، أن موضوع التجارة جدير بأن يحتلّ موقعا أساسيا في الإنتخابات: فنحن بحاجة لحوار نشط ونزيه يتناول سبل زيادة تنافسية الإقتصاد الأميركي، ومواصلة الريادة في مجال الإبتكار، وأيجاد فرص عمل متفوقة تقنيا في قطاع الصناعة. بحسب موقع أميركا دوت غوف.

وحتى هذا التاريخ لم يجر حوار من هذا القبيل، كما ذكر الخبير، في الوقت الذي دافع فيه المرشحون الرئيسيون عن الحزب الجمهوري عن الوضع القائم في حين ان الديمقراطيين البارزين تعهدوا بجعل التجارة أكثر إنصافا للعمّال الأميركيين، الذين يشتكون بأنهم يفقدون وظائفهم لصالح بلدان يتقاضى عمالها أجورا زهيدة.

من ناحيته، ذكر إدوارد غريسر الذي يعمل في معهد السياسة التقدمية المرتبط بالحزب الديمقراطي أن آراء ماكين حول التجارة تتباين الى حد ما مع آراء الرئيس بوش. وعلى سبيل المثال أورد ان ماكين، وعلى نقيض الرئيس بوش، لم يدعم الحمايات التي توفّر للصناعات والمزارعين الأميركيين إلا على مضض.

الا أن أيا من الزعيمين الجمهوريين، بوش وماكين، غير مكترث بتبديد التوجسات الإقتصادية للعمال والجمهور عامة، حسبما أفاد غريسر.

ويعتقد عدد من الأميركيين بأن سياسات التجارة السابقة أساءت للإقتصاد الأميركي أكثر من أولئك الذين يعتبرون ان تلك السياسات كانت مفيدة، كما جاء في نتائج العديد من استطلاعات الرأي.  ففي استطلاعين أجريا في حزيران/يونيو من هذا العام، أنحت غالبية من استطلعت آراؤهم باللائمة على اتفاقات التجارة الحرّة لكونها تسبّبت في فقدان فرص العمل.

وهذه المشاعر لا تدعمها قرائن مؤكدة. اذ توحي الأبحاث ان فرص عمل أميركية كثيرة في قطاع الصناعة تبخرّت في العقود الأخيرة بسبب التقدّم التكنولوجي مثل أتمتة المصانع، عوضا عن نقل شركات أميركية عملياتها الى بلدان نامية. الا أن العولمة كانت وراء انخفاض أسعار السلع وتنويع البضائع في المخازن والأسواق الأميركية.

بيد أن غريسر يرى ان لدى الجمهور إحساسا دقيقا بأنه مع زيادة وتيرة تطور الإقتصاد اكثر فأكثر فان مزيدا من العمال سيفقدون وظائفهم وتأمينهم الصحي (وهي من المزايا التي يقدمها أرباب العمل في أميركا في الأساس)، وما يكفيهم من معاشات التقاعد.  كما إن كلا المرشحين الرئاسيين يعد بتعديل نظام التأمين ضدّ البطالة، واستحداث برامج إعادة تدريب للعمال العاطلين الذين سرّحوا من وظائفهم.  بيد ان لدى أوباما مقترحات أرحب وأفعل مما لدى غريمه ماكين، كما يشير غريسر.

ويريد اوباما كذلك إدخال معايير خاصة بالعمالة والبيئة في أحكام اتفاقيات تجارية مستقبلية في حين يحجم ماكين عن ذلك، كما ذكر كبير مستشاري الأخير الإقتصاديين دوغلاس هولتز إيكين.

الى ذلك قال فريدريك ماير، وهو عالم سياسي في جامعة ديوك، ان القادة السياسيين يتعيّن ان يدركوا ان مزايا التجارة الحرة، بما فيها توزيع المنافع على بلدان مختلفة وفئات اجتماعية، يجري النظر فيها مجددا في العالم قاطبة. واضاف ماير: يبدو لي ان المعادلة السابقة الخاصة بالتجارة الحرة والإتفاقات الجانبية حول العمالة والبيئة قد لا تكون كافية الى حد كبير.

وخلال الإنتخابات التمهيدية أشار كل من المتنافسين باراك أوباما وهيلاري كلينتون الى أنهما يودّان تجاوز مسألة تنقيح اتفاقات تجارية جديدة. فقد نادا بإعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا). وهذه وسواها من نبرة عامة مناهضة للعولمة في خطب الديمقراطيين زادت من دواعي قلق دعاة التجارة الأميركية وواضعي السياسات التجارية في بلدان أجنبية.

ويقول مايكل بارون الذي يعمل مع معهد إنتربرايز الأميركي وهي مؤسسة أبحاث سياسية محافظة ان كلا من كلينتون وأوباما كان عرضة لضغوط نقابات عمالية دفعت بشدة من أجل فرض قيود تجارية.  كما أن الغالبية الديمقراطية في الكونغرس، وتحت وطأة نفس هذه الضغوط العمالية، حجبت البتّ في اتفاقي تجارة حرة مع كولومبيا وكوريا الجنوبية عقدتهما الحكومة الحالية معهما.

وفي مقابلة مع موقع أميركا دوت غوف ابلغ بارون، وهو مراسل لأسبوعبة "يو إس نيوز"، ان أوباما سيقع وبشكل متزايد بين مطرقة وسندان قوتين هائلتين في الحزب الديمقراطي وهما النقابات العمالية والداعمين الماليين الكبار الذين يعملون في حي وول ستريت المالي ويستخفون بالقيود على التجارة.

ويبدو ان المرشّح الديمقراطي أوباما تراجع عن موقفه المبدئي ازاء نافتا. اذ أبلغ المراسلين في الآونة الأخيرة ان تصريحاته حول هذه الإتفاقية أسيء فهمها. ويرى غيريفي ان أوباما لربما خفف من عنترياته. اذ ان موقعه الإلكتروني ذكر انه (اي أوباما) "سيعمل مع زعماء كندا والمكسيك لإصلاح نافتا بحيث تعمل لمنفعة العمال الأميركيين" وذلك استجابة لردود فعل سلبية صدرت عن كل من أوتاوا ومكسيكو سيتي.

ويتوقع معظم الخبراء ان يكون الحوار في المناظرات السياسية أقل تسيّسا في الشهرين المقبلين لأن الحملتين مدركتان انه يجري رصدهما لاستشفاف إشارات على سياسات مستقبلية أكثر مما كان الحال خلال الإنتخابات التمهيدية.

وأفاد غيريفي ان توجيه اللوم إلى العولمة او بلدان أخرى لوجود مشاكل اقتصادية في الولايات المتحدة لن يعود بالنفع على أوباما اذ ان من شأن ذلك ان يتحاشى الخوض في طبيعة تحدي التنافسية الحقيقية التي تجابه الولايات المتحدة.

ثم خلص إلى القول ان أمام الحملتين الجمهورية والديمقراطية فرصة لإعادة تحديد أطر الحوار حول التجارة ووضع خطط لإعادة التركيز على المسائل الحقيقية مثل رفع مستوى التعليم والتدريب والحوافز للإبتكار.

محاولة اغتيال اوباما والقضاء الامريكي ينفي وجود مؤامرة

اثار اعتقال ثلاثة رجال احدهم مسلح واخر معروف بتعاطفه مع المؤيدين للنازية في دنفر (كولورادو غرب) مخاوف من اعتداء على باراك اوباما لكن السلطات نفت وجود اي مؤامرة لاغتيال المرشح الديموقراطي.

وقال المدعي الفدرالي الاميركي تروي ايد: اجرينا تحقيقا معمقا ودرسنا كل الفرضيات، تهديد مرشح للبيت الابيض جريمة فدرالية خطيرة جدا لكن في هذه الحالة لا ادلة كافية على ان الامر يشكل تهديدا حقيقيا او ان هناك مؤامرة ضد السناتور اوباما.

واضاف ايد في مؤتمر صحافي ان الرجال الثلاثة اطلقوا خلال استجوابهم تهديدات وشتائم عنصرية ضد اوباما لكن يجب التمييز بين الشتائم العنصرية ووجود محاولة للتآمر يمكن تصديقها. بحسب فرانس برس.

وبدأت القضية عندما اوقفت الشرطة سيارة كانت تشتبه بان سائقها في حالة سكر. وعثرت الشرطة في السيارة على بندقيتين وسترة واقية من الرصاص وجهاز اتصال لاسلكي وذخائر ومخدرات قوية جدا.

وادى اعتقال السائق الى توقيف شخصين اخرين احدهما شخص من اصحاب السوابق ومعروف بتأييده للنازيين الجدد.

واوضحت محطة تلفزيون محلية ان هؤلاء الاشخاص كانوا يخططون لاغتيال اوباما خلال القائه كلمته في مؤتمر الحزب الديموقراطي في دنفر.

وتطوق وحدات من الشرطة مدينة دنفر حيث يعقد الحزب الديموقراطي مؤتمره الوطني وسط اجراءات امنية مشددة.

ويشاهد رماة القوات الخاصة على اسطح المباني المطلة على مكان انعقاد المؤتمر بينما يخضع الذين يريدون دخول المجمع عمليات تفتيش دقيق ويفترض ان يقدموا بطاقاتهم الممغنطة.

 تبرعات لحملة اوباما خارج الولايات المتحدة

قالت السلطات إن شرطة مكافحة الكسب غير المشروع ضبطت نحو 630 ألف دولار جمعت خلال حفل عشاء لتأييد حملة باراك اوباما المرشح لانتخابات الرئاسة الامريكية.

وفي حين أن جمع التبرعات غير مخالف للقانون في نيجيريا الا أن القانون الامريكي يحظر على جماعات الحملات الاجنبية تقديم أموال للاحزاب السياسية. وقالت حملة اوباما انها غير مرتبطة اطلاقا بجماعة أفارقة من اجل اوباما ولن تقبل أموالا منها. بحسب رويترز.

ونظمت ندي اوكيريكي اونيوكي رئيسة جماعة افارقة من اجل اوباما، التي تشغل ايضا منصب رئيسة البورصة النيجيرية مناسبة جمع الاموال في لاجوس في 11 اغسطس اب. وبلغت قيمة التذكرة (المتميزة) لطاولة لثمانية أشخاص 2.5 مليون نايرا (21.226 دولار).

وأثار المبلغ الضخم الذي جمع خلال العشاء غضبا شعبيا على نطاق واسع في أكبر دولة منتجة للنفط في افريقيا حيث يعيش كثير من السكان على أقل من دولارين في اليوم ودفع وكالة مكافحة الجرائم المالية والاقتصادية لبدء تحقيق.

وقالت الوكالة في بيان إن: لجنة مكافحة الجرائم المالية والاقتصادية تتحفظ على الاموال التي جمعت من حفل العشاء المثير للجدل (لجماعة) افريقيا من اجل اوباما وسوف تتوصل فورا لسبل تتعلق بطريقة تقسيم الاموال بين من دفعوها للمشاركة في المناسبة.

وأضافت أنها ضبطت 74 مليون نايرا (629834 دولارا) جمعت في العشاء وحذرت اوكيري طالبة منها "تجنب" مثل هذه الانشطة في المستقبل.

ومضت تقول: لكن نتيجة التحقيقات كشفت أن مبيعات التذاكر في المناسبة لا تشكل اي جريمة معروفة لمحاكمتها بموجب القانون النيجيري. وقالت اوكيريكي اونيوكي في بيان يتألف من صفحة كاملة بصحيفة ذي جارديان النيجيرية في 21 اغسطس اب إن العشاء لم يكن يهدف قط الى جمع أموال أو طلب تبرعات لاوباما ولكن لتنبيه وتعبئة الافارقة في كل أنحاء العالم.

واذكت فكرة وصول رجل من اب افريقي لرئاسة اكبر دولة في العالم " الولع باوباما" في انحاء افريقيا على مدار العام المنصرم وليست نيجيريا أكبر دول القارة من حيث عدد السكان حالة استثنائية.

وتحمل الحافلات والسيارات بشوارع لاجوس المزدحمة ملصقات على مخفف الصدمات بها مكتوب عليها (اوباما 08) في حين دعا المسلحون في منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية للوساطة في صراعهم.

سيرة حياة اوباما عامل أساسي في وصوله الى البيت الابيض

ظهر باراك اوباما على الساحة الوطنية قبل أربع سنوات بكلمة ألقاها وصف فيها نفسه بأن رجل نحيل له اسم غريب وقصة حياة بعيدة الاحتمال.

وسيتبوأ سناتور ايلينوي (47 عاما) مكانه في كتب التاريخ حين يلقي كلمة في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي لقبول اختياره كأول مرشح أسود للرئاسة من حزب سياسي كبير.

وبالنسبة لكثيرين يجسد اوباما الحلم الأمريكي حيث يستطيع أي شخص أن يكبر ليصبح رئيسا بما في ذلك ابن لام من كانساس وأب كيني غائب له اسم غريب وقضى السنوات الاولى من عمره خارج البلاد. بحسب رويترز.

وكان اوباما قال في كلمة امام المؤتمر السابق للحزب الديمقراطي عام 2004: هل كانت قصتي ممكنة في أي دولة أخرى على وجه الارض.

وظهرت مواهبه الخطابية كاملة في ذلك الخطاب وأصبحت علامة مميزة لاوباما ووضعته على الفور على طريق الشهرة ومهدت الطريق لترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني ضد مرشح الحزب الجمهوري جون مكين.

ويتزامن هذا الحدث مع الذكرى الخامسة والاربعين لخطاب زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج الذي قال فيه: أنا عندي حلم.

وينظر إلى هذا الخطاب الذي ألقي عام 1963 على أنه تعبير عن أعلى طموحات البلاد في المساواة والعدالة.

ويعتبر الكثير من الديمقراطيين حملة اوباما خطوة نحو تضييق الفجوة بين الاجناس في البلاد اذ يمثل الأمريكيون من أصول افريقية نحو 12 في المئة من السكان لكنه أوضح أنه لا يخوض السباق الانتخابي بناء على الجنس الذي ينتمي اليه.

واوباما بالنسبة لجموع مؤيديه هو سياسي لا يتكرر الا كل جيل يعيد للاذهان الفصاحة الشابة والالهام التي كان يتسم بهما الرئيس جون كنيدي وشقيقه روبرت كنيدي وكلاهما اغتيل في الستينات.

لكن منتقدي اوباما وكثير منهم يسخرون من رسالته السياسية الوسطية الخاصة بالامل والتغيير بوصفها ساذجة يعتبرون أنه ليس سوى شخص مشهور لا يملك تاريخا يذكر.

ومن بين أهداف اوباما التقليل من أهمية سخصيته كنجم في عالم السياسة والسعي بدلا من هذا لاظهار جانب اكثر تواضعا.

وقال روبرت جيبز كبير مستشاري اوباما إن ما سيراه الناس "هو اب وزوج طبيعي وعادي في أسرة طبيعية وعادية متوسطة.

وتفاصيل حياة اوباما مثل خلفيته متعددة الثقافات ونشأته في هاواي واندونيسيا التي تحظى باعجاب الشبان الذين يشكلون قاعدة دعم له تبدو غريبة على العمال والناخبين الاكبر سنا في الولايات الصناعية مثل اوهايو التي قد تحسم الانتخابات.

وكما قال اوباما نفسه هذا الاسبوع فإن الكثير من هؤلاء الناخبين ربما يميلون اكثر لسيرة حياة مكين كبطل لحرب فيتنام وأسير حرب نجا من التعذيب وتقدم حتى وصل إلى أن أصبح عضوا مخضرما بمجلس الشيوخ عن ولاية اريزونا يعرف بأسلوبه الاستقلالي.

وفي قصة حياة اوباما جانب ينطوي على الصعود من الفقر إلى الثراء ويأمل أن يلقى هذا الجانب صدى لدى الناخبين من الطبقة المتوسطة.

وكانت والدته ان دانهام في الثامنة عشرة من عمرها فحسب حين تزوجت من باراك اوباما الاب وأصبحت اما عزباء حين لم يتجاوز عمر اوباما الابن عامين.

ويتذكر اوباما أن والدته كانت في بعض الاحيان تعتمد على قسائم الطعام لتستمر الحياة خلال نشأته وكانت توقظه في الرابعة صباحا خمسة ايام في الاسبوع لتعلمه في الوقت الذي كانت تعيش فيه الاسرة في اندونيسيا.

واستطاعت هي وجدا اوباما اللذان ساعداها في تربيته الحاقه بمدرسة بوناهو اكاديمي وهي مدرسة خاصة عريقة في هاواي. ثم التحق فيما بعد بجامعة كولومبيا وكلية الحقوق بجامعة هارفارد.

وتركز قصة حياة اوباما التي تصدرت قوائم مبيعات الكتب عام 1995 " أحلام من ابي" على بحثه عن هويته وجهوده للتواصل مع والده الغائب عبر رحلة إلى كينيا لاكتشاف أسلافه.

المتمرد جون مكين يخوض معركته كما في فيتنام

وصف بأنه متمرد وبطل ومتشبث بالحياة.. انه جون مكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية اريزونا لفترة طويلة والذي يضيف لنفسه لقبا جديدا هو مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية.

لقد سار مكين البالغ من العمر 72 عاما الذي سيكون في حالة انتخابه أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة دربا طويلا ليصل الى السلطة. بحسب رويترز.

كما تحمل محنة أسره في حرب فيتنام عدة سنوات وبنى لنفسه تاريخا نيابيا حيث خاض مناوشات تشريعية كثيرا ما وضعته على خلاف مع حزبه كما خاض معركة طاحنة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات عام 2000 التي خسرها لصالح حاكم تكساس انذاك جورج بوش.

وترى حملته خيطا مشتركا من الشجاعة والشرف في قصة حياته التي تأمل في أن تكشف عن تناقض صارخ بينه وبين باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي في سباق انتخابات الرئاسة في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

ويشير منتقدوه الى مزاج حاد وسجل محافظ الى حد كبير على صعيد التصويت وسلعة سياسية تضررت من اعترافه بضعفه في القضايا الاقتصادية وارتباطه بمنافسه ذات يوم بوش.

وقال بوش لمندوبين بالمؤتمر العام للحزب الجمهوري: حياة جون مكين قصة تفضيل للخدمة على النفس...انه مستعد لقيادة هذه الأمة.

واذا فاز فسيرجع الفضل في هذا جزئيا الى سنوات طويلة من التمرد. فالرجل الذي وضعته أمه في حوض من الماء البارد لتهدئة مزاجه وهو في الثانية من عمره قاد ما وصفه بمجموعة من مثيري المشاكل عندما كان طالبا بالاكاديمية البحرية في انابوليس بماريلاند.

وتخرج عام 1958 وانضم الى البحرية. وبحلول عام 1967 أصبح مكين طيارا قديما على متن حاملة الطائرات فوريستال قبالة سواحل فيتنام.

واثناء استعداده للاقلاع لتنفيذ عملية قصف لفيتنام الشمالية انطلق صاروخ بطريق الخطأ من طائرة أخرى ليصيب خزانات وقود طائرة مكين متسببا في انفجارات وحرائق.

ونجا مكين حين زحف الى مقدمة طائرته وقفز الى سطح السفينة المشتعل. وأسفر الحادث الذي وصف بأنه أسوأ حادث غير قتالي في تاريخ البحرية الامريكية عن مقتل 134 رجلا واصابة مئات اخرين.

وبعد ذلك بثلاثة اشهر تغيرت حياة مكين الى الابد. وأثناء مهمة قصف فوق هانوي أصاب صاروخ طائرته مما أجبره على القفز منها. وأفقدته قوة هذه المناورة الوعي وتسببت في كسر ذراعيه واحدى ساقيه. وسقط في بحيرة في هانوي.

وجرته مجموعة غاضبة من الناس من الماء وكسر أحدهم كتفه بكعب بندقية وطعنه اخر بحربة. وسجنه محتجزوه في هيلتون هانوي سيء السمعة حيث ظل هناك لخمس سنوات ونصف.

وعذب مكين ووضع في حبس انفرادي لاكثر من عامين من هذه الاعوام لكنه رفض فرصة لترك السجن قبل رفاقه الذين دخلوا السجن قبله.

ويقول ستيف شميدت أحد كبار مساعدي مكين: هذه لحظة حاسمة في حياته وتروي عنه الكثير للشعب الامريكي.

وعلى الرغم من أهميتها في حياته لم يشعر مكين دوما بالارتياح للحديث عن تجربته كأسير حرب او جعلها جزءا من حجته في معرض تقدمه للوصول الى البيت الابيض.

لكن بتشجيع من أنصاره غير مكين هذا الموقف وعمل على أن تحتل هذه المسألة جزءا اكبر من حملته مما أثار انتقادات البعض ومن بينهم الرئيس الاسبق جيمي كارتر الذي اتهم مكين بأنه يستغل ماضيه ليستدر التعاطف.

وأيد مكين خطة بوش لخوض حرب العراق لكنه فيما بعد انتقد الادارة بشدة لادارتها لتلك الحرب ولموقفها الذي يبيح تعذيب السجناء وهي قضية حساسة بالنسبة لاسير حرب سابق.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/أيلول/2008 - 12/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م