الأزمة السياسية الموريتانية وخلفية الإنقلاب العسكري

اعداد/ المركز الوثائقي والمعلوماتي

 

شبكة النبأ: بعد أن أقدمت القوات المسلحة الموريتانية على انقلاباً عسكرياً بقيادة محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الجمهوري الموريتاني، نشرت وسائل الإعلام صور الجنود الموريتانيين وهم يسيطرون على الكثير من الأماكن الإستراتيجية الرئيسة، يذ كر أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز مع بعض القادة في الجيش، سبق أن ساهموا بطريقة أو بأخرى في انقلاب عام 2005م، الذي أنهى نظام الرئيس معاوية ولد الطايع الذي استمر 21 عاماً.

* خلفية الانقلاب

سعى الرئيس الموريتاني السابق، سيدي محمد ولد شيخ عبد الله، الى فصل بعض القادة والضباط من الجيش الموريتاني، ومن أبرزهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الجمهوري.

ولا يخفى سبقت أزمة عزل القادة والضباط أزمة سياسية تمثلت عندما صوت البرلمان الموريتاني بحجب الثقة عن مجلس الوزراء، وبسبب تعنت الرئيس الموريتاني في الاستجابة لموقف البرلمان، أعلن 48 عضواً في البرلمان الموريتاني عن خروجهم من عضوية الحزب الحاكم.

• تداعيات الأزمة السياسية

 تعود هذه االتداعيات إلى الأزمة الاقتصادية الكبيرة، والتي أزدادت أكثر بسبب ارتفاع أسعار الغذاء وموجة الغلاء الفاحش التي ضربت الاقتصاد الموريتاني، ويذكر بأن الرئيس السابق سيدي محمد ولد شيخ عبد الله، تجاهل الانتقادات الموجهة لنظامه بسبب الفساد، مستغلا الأحتجاجات التي اندلعت على الغلاء مطلع العام 2008، كفرصة مناسبة لتصفية حساباته مع الحكومة التي كانت قائمة آنذاك، بحيث قام بإعلان حل مجلس الوزراء، وقد وصفت هذه الخطوات، بأنه قد نجح في استخدام وتوظيف مجلس الوزراء ككبش فداء استخدمه في التغطية مما أفسح له المجال والسبيل لترتيب الأوضاع عن طريق تعيين مجلس وزراء يكون "أكثر انسجاماً مع توجهات الرئيس الموريتاني".

• أشارات الى الإنقلاب:

بعد أن استولت القوات الموريتانية على السلطة، واعتقلت الرئيس الموريتاني السابق، وكبار مؤيديه، وأعلن الانقلابيون عن الآتي:

- إنشاء مجلس إدارة الدولة برئاسة الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الانقلاب

- دعم الحريات والحقوق.

- السعي لا جراء انتخابات ديمقراطية.

• الأنقلاب وردود الافعال:

من جهته طالب الأمين العام  للامم المتحدة بان كي مون، بضرورة الالتزام القوي بخطط الأمن والنظام في موريتانيا، وأعلنت الناطقة الرسمية باسم الأمم المتحدة عن إدانة الأمين العام للانقلاب الموريتاني.

وفي واشنطن تحدث غونزالو غاليفوس، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قائلاً بأن الحكومة الموريتانية المنتخبة ديمقراطياً، وطالب العسكريين بإطلاق سراح الرئيس الموريتاني ورئيس الوزراء، والالتزام فوراً بشرعية الحكومة الدستورية المنتخبة ديمقراطياً، وشدد المتحدث غونزاليس على موقف الإدارة الأمريكية الذي يدين بشدة الانقلاب العسكري الموريتاني.

طريقة التعامل مع رصد الأحداث

وبرغم تباين وتعدد الآراء، ستتعامل الأطراف الدولية والإقليمية مع النظام الجديد باعتباره أمراً واقعاً ومن بين هذه الدول فرنسا والولايات المتحدة يسعيان التنسيق لجهة إدارة وتوجيه النظام الموريتاني الجديد ودفعه ضمن المسار الذي يمكن أن يتيح لمحور باريس- واشنطن ابتزاز قدرات الدولة الموريتانية، وعلى وجه الخصوص مخزونات النفط والغاز إضافة إلى قطاع المعادن الموريتاني.. كذلك، سوف يهتم محور باريس- واشنطن برصد مواقف النظام الموريتاني الجديد من بعض القضايا والتي سوف يأتي في مقدمتها:

- مدى قابلية النظام الجديد للمضي قدماً في تعزيز العلاقات الموريتانية- الإسرائيلية

- مدى قابلية النظام الجديد لجهة الانخراط في مشروع الحرب ضد الإرهاب

- مدى قابلية النظام الجديد لجهة تقديم المزيد من التسهيلات والإعفاءات للشركات الفرنسية والأمريكية التي تسعى لاحتكار الموارد الطبيعية الموريتانية، والتي تعتبر من أكبر وأهم الموارد العالمية لجهة المزايا الجيوبوليتكية التي تتمثل في قرب موريتانيا الجغرافي من الأسواق العالمية إضافة لتوافر الموارد الطبيعية بمخزونات كبيرة بسبب عدم القدرة الوطنية على استغلالها.

.................................................................................

- مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/أيلول/2008 - 10/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م