شبكة النبأ: تحتل محافظة كربلاء
مكانة مرموقة بين المحافظات لكثرة العتبات المقدسة فيها ومراكزها
السياحية المختلفة التي جعلتها محطاً لأنظار العالم بحيث تكتلت
المجتمعات فيها بصورة هائلة وتزايدت عن طريق العوائل النازحة إلى
المحافظة على خلفية أحداث العنف والإرهاب التي داهمت أغلب مناطق
العراق حيث توافدوا إلى كربلاء لاعتبارها من المناطق ألآمنة نسبيا،
ولكن هذا التكتلات البشرية الهائلة اصطدمت بواقع الخدمات الصحية
المتردي أو عدم التكافؤ مابين النسبة السكانية والبنى الصحية
التحتية المتوفرة لهم حيث أن هذه ألمحافظه المقدسة والكبيرة
الأهمية تحتوي على مستشفى عام واحد وآخر للولادة فقط. غير أنها
تفتقر إلى الكثير من الخدمات والمستلزمات الطبية، والى أطباء
وممرضين أو ممرضات ومعينين والى الوسائل الكافيه لراحة المرضى
بكافة مستوياتها بالإضافة الى فقدانها لآلية مراقّبة تضمن للمريض
حقوقه كاملة،حيث اخذت تشكل بؤرة تهدد بالخطر حياة الناس لتحولها من
مكان من المفترض ان يجد المريض فيه الشفاء الى مرتع للإهمال
والفساد.
وإذا قلنا يوجد مشافي أخرى في كربلاء توجد بها كل المستلزمات،
من أجهزه متطورة وكفاءات عاليه واعتناءات خاصة إلا أنها تكون
باهظة الثمن ولا يستطيع أكثر الناس الذهاب إليها بسبب ظروفهم
الاقتصادية المتردية.
(شبكة النبأ المعلوماتية) قامت بتغطية شاملة لمستشفى الولادة في
كربلاء فكانت البداية بلقاء مع مدير المستشفى د. كاظم عبد الحسين
محمود، الذي قال، بعد سقوط النظام البائد باشرت دائرة الصحة
بالتعاون مع مجلس ألمحافظه ومع شركات إنسانيه بتوسيع المستشفى حيث
أضافت لها مباني جديدة واضحة ،من استشاريات وصالات العمليات
ومختبرات ،وتمت هذه الأعمال بصورة متسلسلة.
وقد استدللنا من أقواله أن الحاجة مستمرة وضرورية لإنشاء
مستشفى اخر في كربلاء لأن المدينة بإتساع مستمر ونفوسها بالتزايد
ناهيك عن المهجرين الوافدين إلى كربلاء. واشار إلى ان الزيارات
المليونية الوافدة إلى كربلاء تحتم على العديد من الوافدين مراجعة
هذه المستشفى.
وأبان في أقواله أن عدد الولادات اليومية التي تحدث في المستشفى
بحدود (100) حالة وأما العمليات بحدود(40) حالة بغض النظر عن
الحالات الاستثنائية الأخرى.
أما الوفيات التي تحدث فيها فهي اقل بكثير من التي تحدث
بالمستشفيات الأخرى. وطالب بأن نثني على هذا الكادر ولا نلومهم في
أي قصور يقدمونه.
د. عطور حسون المسلماني، نسائية وتوليد، قالت، بعد ان قمنا بطرح
بعض مشاكل المرضى عليها ومن هذه المشاكل أحالة المرضى إلى مستشفى
أهلي رغم الأجور الباهضه فيها، فقالت في حالة مراجعة المريض
العيادات الخاصة فنحن مخيرون باعتبارها عيادات أهلية ولكن في حالة
مراجعتهم إلى المستشفى الحكومي نقوم بأجراء اللازم لهم داخل
المستشفى.
إهمال فاضح (شكاوي المريضات)
وعند زيارتنا لإحدى الردهات التقينا بالمريضة سهاد عبد الحسين..
تسكن في حي السلام، اشتكت من إهمال الطبيبه المعالِجة لها وكانت
خارجة من عملية كبرى، وقد أحالتها الطبيبة من مستشفى ميثم ألتمار
الأهلي إلى مستشفى الولادة العام بعد إجراء العملية هناك..
وقالت لـ شبكة النبأ، عندما كنت في مستشفى ميثم ألتمار الاهلية
كانت الطبيبة المعالِجة تحضر بزيارات متكررة لمعاينتي. ولكن عندما
أحالتني إلى هذه المستشفى لم تعد تبدي ذلك الاهتمام الذي كان تبديه
في المستشفى الخاص! حتى اني لم أشاهدها ابدا!!..
أما المريضة سكينة محمد من أهالي حي العامل فكانت معاناتها
تختلف وقالت، إنني أخذت العلاج دون فحص مسبق من قبل الطبيبة ولا
حتى معاينة لاجل ان أعرف المرض الذي أصابني، فأخذتُ هذا النوع من
الدواء من شدة الألم الذي كان يصيبني حينها.
المرافِقة مروه علي، الحاضرة مع أختها المريضة انتصار وتسكن في
ملحق التعاون، قالت منتقدة تعامل بعض الطبيبات غير الإنساني مع
المرضى، طَلَبتْ مني الطبيبة أن اخذ أختي لها في ردهة الطوارئ
لتقوم بفحصها هناك، وعندما سألتُها لماذا لاتحضرين إلى الردهة
وتفحصينها لأنها تعبة جدا ولايمكنها النزول؟ قالت الطبيبة وبتكبّر،
كيف تجرأين على مثل هذا الطلب انا طبيبة وليمكن لك ان تكلميني هكذا...
خفايا صالات العمليات
أما في صالات العمليات فقالت إحدى الممرضات، بعد رفضها اعطاء
اسمها، خوفا من أن تُفصل من العمل أو تُنقل إلى القرى البعيدة،
لايوجد معقمات في الصالة ونستخدم التايد والصابون فقط!!، وايضا
تفتقر الصالة إلى مُنظِم مُراقِب، حيث يقوم هذا الشخص بمراقبة اداء
الكادر الطبي أثناء اجراء العملية للمريض، ومن دونه تحدث الكثير من
الأخطاء والإرباكات في صالات العملية وخاصة فيما يتعلق بإجراءات
الوقاية, يصاحبها إهمال من قبل الطبيب الجراح أو الطبيبة الجراحة
بسب انشغالهم بالعملية.
وأضافت الممرضة لـ شبكة النبأ، عند أجراء العمليات الصغرى داخل
صالة الولادة فأن المريضة ترقد على سرير تغطيه طبقة من الجراثيم
والبكتريا القاتلة (الصدأ والدم والاوساخ)!! فكيف يحدث هذا؟ فهل
تريد الطبيبة إنقاذ المريضة فعلاً أم قتلها وقتل الجنين الذي
بداخلها.
وفي ردهات أخرى فأن المريضات قمن بمدح المستشفى واعتناء
الطبيبات بهن وأثنين على حسن معاملة الممرضات والمعينات لهم أيضاً..
وفي المطبخ
في مطبخ المستشفى تكلمنا مع مسؤول الإعاشة إبراهيم جاهل، وهو
المسؤل عن خزن المواد الجافة والطازجة والمسؤول ايضا عن عدد المرضى
والمنتسبين وتوزيع الأغذية عليهم، حيث قام بوصف الأغذية التي تقدم
إلى المرضى وتكون على أربع وجبات يومية وان هذه الأغذية من النوع
الجيد وتكون مع الفواكه الموزعة حسب جدول أسبوعي.
وعن الأوضاع الأمنية في المستشفى..
تحدثنا مع العقيد آمر قاطع، علي راشد، مسؤول وحدة حماية
المستشفى وسألناه عن الأوضاع الأمنية داخل المستشفى، قال، أنها
لاتبشّر بالخير بسبب قلة أعداد المنتسبين من أفراد الحماية، لعدم
أعطاء رواتب كبار السن من الحراس والغاء التعيينات التي أُجريت في
2007 مما سبب نقص حاد في كادر الحماية، حيث تم فصل 45 شخص من كبار
السن و96 شخص من الذين تعينوا في 2007 من حماية المنشأة.
وأضاف العقيد لـ شبكة النبأ، ان قلة الكادر النسوي في التفتيش
وعدم وجود جهاز الكشف ( السونار) وعدم وجود سيارات لحركة ضباط
القاطع لتفتيش المستوصفات التابعة للقاطع، بالاضافة الى عدم تعاون
المواطنين مع حماية الأمن والمنتسبين، أدى ذلك كله الى قلة مستوى
الأداء بالنسبة للحماية، وقد أيّده النقيب هاشم عبودي الشمري في
ذلك.
رئيسة ممرضات وتمارس عمل الممرضة
رئيسة الممرضات نزيهة جيخور قالت فيما يتعلق بالتجهيزات المخصصة
للردهات وصالات العمليات، أن حجم المستشفى ليس بالمستوى المتناسب
مع الأعداد الكبيرة الوافدة اليها، وعدم وجود أسرة كافية.. حيث
تصادفنا في بعض الأحيان مشاكل كبيرة بهذا الشأن، فقد تجد أن سريرا
واحدا ترقد عليه مريضتان في نفس الوقت.
وأضافت نزيهة، أن المستشفى بحاجة إلى بناء حضانة لأطفال
الموظفين داخل المستشفى.
وعندما سألناها عن الإتهامات بالإبتزاز والمساومة التي تحدث
داخل المستشفى قالت، أن المبالغ المالية التي تقدم هي على شكل
إكراميات ولانجبر احد على إعطاءنا شيئ، وهذه كانت ظاهرة سابقة.
المُعينة زهرة عليوي، قالت، نعاني من المرافِقات اللاتي يحضرن
مع المريض ليس لهم أية تصرفات تعبر عن الإلتزام بالنظافة وبرنامج
الغذاء والدواء بالنسبة للمريض.. وإنهم يلقون التُهم والشتم علينا
ويرمون الأوساخ بدون مبالاة.
مسؤولة صالة الولادة بتول عبد الحسين تحدثت عن بناء المستشفى
بشكل غير منتظم، وأن صالة الولادة بعيدة عن صالة العمليات، وكثيرا
ما نعاني من حوادث كبيرة وقالت ان تصميمها الأساسي كان لبناء ملعب
رياضي وهي لاتزال على تصميمها السابق.
ومن خلال الزيارات المتعاقبة إلى المستشفى لإعداد التحقيق
شاهدنا ظاهرة سلبية اخرى حيث كان ولد لايتعدى عمره العشر سنوات
يقوم ببيع الحلويات المكشوفة للمرضى ويتجول بطلاقة تامة داخل
المستشفى. وكذلك لاحظنا عدم الاهتمام بالمرافق الصحية عموما وكانت
رائحتها كريهة ولاتطاق.
وبعد هذه الجولة المطولة تبين لنا أهمية:
01 بناء مستشفى حكومي آخر في كربلاء لإحتواء الأعداد الكبيرة من
المرضى.
02تزويد المستشفى بالاجهزة المتطورة والضرورية.
03 بناء صالة أخرى للطوارئ في مستشفى الولادة.
04 توسيع الكوادر داخل المستشفى من أطباء وممرضين ومعينين.
05 النظر في تنظيم الصالات بصورة اكبر لتلافي المسافة الكبيرة
بين صالات الطوارئ والولادة والعمليات.
06 تعيين أفراد حماية أضافيين لأمن المستشفى وتزويدهم بالاسلحة
الجيدة والأجهزة المتطورة.
|