التسلح العراقي ومعاناة الأطفال في السجون

(العراق بعيون غربية)

مقتطفات مما نشرته الصحف الغربية من آراء وتقارير حول الأوضاع العراقية

إعداد علي الطالقاني*

 

شبكة النبأ: لم تزل أخبار العراق تحتل مركز الصدارة في أجندة الصحف الغربية، فبينما تحدثت صحيفة عن موضوع التسلح العراقي والتباطؤ الأميركي في الانسحاب، تحدثت أخرى عن ظروف الأطفال في سجون العراق، أما موضوع الصدمات العقلية التي يعاني منها المحاربون في العراق فكان له شأن آخر.

التسلح العراقي

مجلة "تايم" الأميركية طرحت تساؤلا عن التسرع العراقي بشراء طائرات نفاثه في ظل تباطؤ الانسحاب الأميركي من العراق.

واعتبرت المجلة إن فك الارتباط في الشؤون الأمنية بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية تبلور مؤخرا عندما أوضحت واشنطن أنها غير مندفعة نحو الانسحاب من العراق، في وقت أوضحت بغداد أنها تسعى لشراء مقاتلات "أف 16" بتكلفة أربع مليارات دولار.

فعلقت تايم قائلة إن السبب وراء حذر الولايات المتحدة من تعريض ما حققته من مكاسب أمنية للخطر يمكن تفهمه، ولكن المنطق بأن بغداد تسعى للحصول على أسطول معقد من الطائرات الحربية يبقى غامضا.

وأشارت التايم إلى أن التحرك العراقي لامتلاك تلك الأسلحة ما هو إلا مؤشر على منح العراق القدرة على الدفاع عن نفسه دون الوجود الأميركي المباشر.

وذكرت تايم أن العراق لم يبتاع الأسلحة منذ غزوه الكويت 1990 وتدمير ما تبقى من أسلحة الرئيس الراحل صدام حسين على يد الغزو الأميركي للعراق 2003، لذلك فإن بغداد بدأت التسلح من الصفر.

ورغم الاندفاع الأميركي لبيع العراق أسلحة متطورة، فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أبدت عدم اندفاعها نحو تسليم مسؤولية الدفاع عن البلاد للعراقيين.

مسؤولون أميركيون يقولون إن البطء في الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية يعزى إلى هشاشة المكاسب الأمنية في العراق حيث تراجعت هجمات "المتمردين" إلى دون 80% منذ العام الماضي.

غير أن غياب التقدم السياسي في البلاد، يقول مسؤولون في البنتاغون ربما يذكي مزيدا من العنف وخاصة إذا ما انسحبت الوحدات الأميركية.

وتعليقا على ما وصفته المجلة بالغموض ما بين التسلح العراقي والبطء الأميركي في الانسحاب، قال مسؤولون في البنتاغون إن "وجود القوات يهدف إلى استقرار العراق على المدى القصير، أما أف 16 فهي مخصصة للمدى الطويل".

الأطفال في سجون العراق

من جهة أخرى نقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية شهادات سجناء سابقين وحاليين يؤكدون فيها أن سجون الأحداث العراقية المكتظة تشهد عمليات ضرب وإساءة جنسية للسجناء الأحداث الذين يرزحون تحت وطأة ظروف صعبة.

وقالت الصحيفة بناء على مقابلات أجرتها أن مئات من الأطفال، أعمار بعضهم لا تزيد عن تسع سنوات، يعيشون ظروفا قاسية في سجون بغداد، حيث ينامون في زنازين مكتظة تحت حرارة مرتفعة دون مراوح.

كما أن هؤلاء الأحداث لا يستطيعون الاستحمام أكثر من مرة واحدة كل ثلاثة أيام، فضلا عن أنهم يتعرضون للاغتصاب من قبل حراس السجن.

ففي مقابلة مع الصحيفة، عرض عمر علي (16 عاما) الذي أمضى ثلاث سنوات في سجن أحداث الكرخ، بعض التقرحات الجلدية التي أصابته هو وزملاؤه بسبب النوم على فرش رقيقة وغارقة في العرق.

وقال عمر إن "الكهرباء تأتي من مولد لا يعمل إلا ساعتين أسبوعيا، وهي فترة قدوم الزائرين، وثلاث ساعات كل مساء"، وأضاف "نحن مقتنعون بأن حرس السجن يبيعون وقود المولدات في السوق السوداء".

وأكد عمر أن حرس السجن يأخذون الأولاد إلى غرف منفصلة ويغتصبوهم، كما أنهم ينتهكون قوانين السجن عبر تسليف الأطفال هواتفهم الخلوية نظير 10 إلى 20 دولارا لكل مكالمة.

ونسبت الصحيفة إلى مستشار دولي في بغداد فضل عدم الكشف عن هويته، قوله إنه رغم إدانة هؤلاء الأطفال، فإن المعايير الدولية لإجراء محاكمات عادلة ما زالت غائبة.

وأضاف "المحاكم لا تدوم أكثر من 25 دقيقة، ولا يتم استدعاء شهود، وتستخدم الاعترافات باعتبارها الدليل الوحيد ضدهم، أما المحامون المعينون من قبل المحكمة فلا يستلمون ملفات موكليهم إلا في يوم المحاكمة ولا يتمكنون من الجلوس معهم على انفراد".

رائد جمال كان قد بلغ 17 عاما عندما دهمت قوة أميركية منزله واعتقلته، وقالت والدته سعاد أحمد للصحيفة "خلال عملية الدهم، أوحى ضابط أميركي لابنتي قائلا: أبلغي أخاك أن يعترف بأنه مع القاعدة حتى نرسله إلى قاعدة بوكا (سجن أميركي قرب البصرة)، وإلا سنسلمه إلى العراقيين الذين سيخضعونه للتعذيب".

صدمة العراق قنبلة موقوتة  

من جهتها نشرت صحيفة  إندبندنت تحذيرا لأندي مكناب، وهو جندي بريطاني سابق تحول إلى مؤلف، بأن بريطانيا تواجه أزمة اجتماعية بسبب الصدمة العقلية التي يعاني منها المحاربون القدامي في العراق وأفغانستان.

وقال لأندي مكناب "هذا ليس شيئا جديدا، فقد كان يعاني أناس من شكل من أشكال الحالة المرضية المعروفة بـ"اضطراب التوتر النفسي فيما بعد الإصابة" لسنوات نتيجة حروب سابقة، وإلى الآن ما زلنا لا نمتلك أي شيء يقارب نظاما مقبولا للاهتمام بهؤلاء الناس".

وأضاف مكناب أن إهمال الحكومة المستمر بصحة الجنود العقلية بعد عودتهم من الجبهة سيؤدي إلى مستويات غير مسبوقة من الأمراض العقلية، وفي بعض الحالات الانتحار، كما حدث مع عدد من زملائه في القوات الخاصة.

ونبه إلى أن "الفكرة التي تتبناها الحكومة بأن أغلبية أفراد الخدمة يمرون بمرحلة انتقالية سلسة إلى الحياة المدنية ما هي إلا زيف كبير. وأن العيش في عزلة عن العالم عندما يسرحون من الخدمة يكون شاقا جدا عليهم، وكثير منهم يمرون بصعوبات جمة للاندماج مرة أخرى في المجتمع".

وقالت الصحيفة إن تعليقات مكناب تصادفت مع نشر استطلاع للرأي بين أن ثلثي المشاركين يرون معالجة الحكومة لأفراد الخدمة السابقين بأنه مشين.

ويعتقد ثلاثة أرباع المستطلعين أن العناية النفسية للمحاربين القدامى كانت غير كافية، فقد شعر 72% أن مستوى التعويض لأولئك المصابين كان مهينا وكان 49% مستعدين لدفع بنس ضريبة دخل إضافية في الجنيه لتوفير مساعدة مالية للجنود العائدين.

ونوه مكناب إلى أن عددا متزايدا من أفراد الخدمة السابقين ينتهي بهم المطاف في السجون، "وهذا فيه إهدار للطاقات، وبالتأكيد الحكومة ستفضل أن تنفق المال على معالجة هؤلاء الناس ومنحهم فرصة بدلا من إنفاقه على رعايتهم في السجون.

من جهته تحدث وزير الدفاع في حكومة الظل ليام فوكس عن معاملة بريطانيا الظالمة للمحاربين القدامي قائلا جزء من تجديدنا القومي يجب أن يركز على الالتزام بتوفير المزيد من الاحترام والفخر بأولئك الذين يبدون استعدادا لتعريض أنفسهم للخطر من أجل سلامتنا وأمننا.

.................................................................................

* المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10/أيلول/2008 - 9/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م