جدلية الحرية والمعرفة في مسار الديمقراطية

د. نضير الخزرجي

إذا ذكر الحق ذكر معه الباطل كدلالة احدهما بالضد من الآخر، على نسق تعرف الأشياء بأضدادها، وإذا ذكر الحر ذكر العبد، ومنه إذا ذكرت الحرية ذكرت العبودية، هذه المصطلحات وأضدادها تكثر في الكتابات والأحاديث ويجري معها القلم واللسان مجرى المسلّمات.

ولكن هل تصح قاعدة الضدية مع مصطلحي الحر والعبد أو الحرية والعبودية؟

الإجابة ستكون يسيرة فيما لو لم يكن لمفردة العبودية إلا معنى واحد لا يتعداه إلى غيره، فتكون العبودية حينئذ نقيض الحرية، ويحق لنا القول بان مفردة الحرية تصدق عندنا معناها إذا بان لنا معنى العبودية، غير انه لا يمكننا التسليم لهذه المقابلة بسهولة، لسبب بسيط أيضا، هو أن للعبودية معانٍ عدة تلتقي في نقاط وتتقاطع في كثير منها، وتقاطعها يجعلنا نتريث في هضم معنى الحرية كمعنى مضاد للعبودية.

وندرك معالم هذا الاختلاف من خلال تعريف معنى العبودية، فعرّفها ابن منظور (ت 711هـ) بقوله: "العبد: الإنسان، حرا كان أو رقيقا. والعبد: المملوك خلاف الحر... وأصل العبودية الخضوع والتذلل ... وفي حديث أبو هريرة: لا يقل أحدكم لمملوكه عبدي وأمتي، وليقل فتاي وفتاتي، هذا على نفي الاستكبار عليهم، وان ينسب عبوديتهم إليه، فان المستحق لذلك الله تعالى هو رب العباد كلهم والعبيد"(1).

طرفا الحرية والعبودية

فالعبودية بمقتضاها العام تعني التذلل والخضوع، ولكن يقع الاختلاف في معاني الحرية من هذا الباب، نظرا لان للعبودية كما في ظاهر الكلمة طرفين، فإذا انقاد أحدهما للآخر وخضع له وأطاعه تحققت العبودية، فالخاضع في كل الأحوال هو الإنسان ذكرا أو أنثى حرا أو عبدا، ومصطلح العبودية ينتقل من معنى لآخر بنوع الطرف الآخر، فالعبد أو الرقيق يخضع لسيده المالك له، ولا يملك استقلالية قراره، وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء) سورة النحل:75، أي: "عبدا مملوكا لا يقدر على شيء، فليس للعبد شيء من الأمر"(2)، ويعلق الصفار على الآية الكريمة بقوله: "واعتبار التقابل  بين العبد والحر يعطي أن كلا من الطرفين متصف بخلاف أوصاف طرفه المقابل، فالعبد المفروض غير مالك لنفسه ولا شيء آخر من وسائل العيش ومتاع الحياة، وهو غير قادر على التصرف في شيء من المال أبدا .. فهو محبوس مقيد واقع تحت سلطة السيد والعبودية له. بينما الذي فرض في مقابله يملك نفسه ومصيره وقد رزقه الله رزقا حسنا وهو ينفق منه سرا وجهرا على قدرة منه وسلطة على التصرف بجميع أقسامه، وقد لمح القران إلى حرية التصرف هذه بقوله (ينفق) وتمتعه بالاستقلال التام في الاختيار والسلطة الحرة على العمل (سرا وجهرا). إذ إن هذه الأمور من أهم مظاهر الحرية في الإنسان وامتلاكه لمصيره وان لم يصرح بالحرية في الآية إذ أن الكناية أبلغ في التصريح"(3).

وإذا كان العبد لا يملك حق التصرف، هو في حقيقة الأمر في مقام الموت والعدم في قبالة من له حق التصرف، ولذلك فان البعض قابل الرق بالموت والحرية بالحياة، بخاصة عند تناولهم لتفسير آيات القران الكريم، فهذا النسفي (ت 710هـ) في تفسير قوله تعالى: (ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة) سورة النساء: 92، يوضح علة ذلك بقوله: "لمّا أخرج نفسا مؤمنة من جملة الأحياء لزمه أن يدخل نفسا مثلها في جملة الأحرار لأنّ إطلاقها من قيد الرق كإحيائها من قبل أن الرق ملحق بالأموات إذ الرق أثر من آثار الكفر والكفر موت حكما: (أو من كان ميتا فأحييناه) سورة الأنعام: 122"(4).

واعتبر الواحدي (ت 468هـ) في تفسيره للآية الأخيرة، الموت ضلالة والحياة هداية: "أو من كان ميتا فأحييناه: ضالا كافرا فهديناه وجعلنا له نورا دينا وإيمانا يمشي به في الناس مع المسلمين مستضيئا بما قذف الله في قلبه من نور الحكمة والإيمان، كمن مثله كمن هو في الظلمات، في ظلمات الكفر والضلالة ليس بخارج منها ليس بمؤمن أبدا"(5).

 ومثله قال ابن منظور في لسانه في شرح كلمة (حياة) معرجا على قوله تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء) سورة البقرة: 154،: "قالوا معنى أموات أي لا تقولوا هم أموات في دينهم، أي قولوا بل هم أحياء في دينهم، وقال أصحاب هذا القول دليلنا قوله عز وجل: (أوَ مَنْ كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) سورة الأنعام: 122، فجعل المهتدي حيا وانه حين كان على الضلالة كان ميتا"(6).

فيما قابل القرطبي (ت 671هـ) في تفسيره وهو يتعرض للآية الكريمة، بين الموت والجهل، والحياة والعلم قائلاً: "كان ميتا بالجهل فأحييناه بالعلم، وانشد بعض أهل العلم ما يدل على صحة هذا التأويل لبعض شعراء البصرة:

 وفي الجهل قبل الموت موت لأهله

 فأجسامهم قبل القبور قبور

 وان امرأ لم يحي بالعلم ميت

 فليس له حتى في النشور نشور"(7).

نخلص من هذا أن العبودية ليست موتا فحسب بل هي جهل وضلالة، والحرية حياة وعلم وهدى، ولهذا يستبعد البعض كون الجماهير بكليتها في بلد معين تريد الحرية وتناضل من اجلها، إنما: "الواقع إن الحرية للأحرار فقط، لابد أن تكون حرا أصلا لكي تحارب من اجل الحرية، حريتك وحرية الآخرين"(8)، وأعتقد أن هذا الفهم هو استغراق في معنى الحر والحرية، وإلا فان كل إنسان يبتغي الحرية، حتى الجاني المعترف على نفسه يطلب الحرية، لأنها نزعة داخلية.

هوية العبودية

والعبودية ليست مختصة ببلد دون آخر، فأي شعب يرتضي لنفسه الخضوع ينطبق عليه مفهوم العبودية، ولهذا لا معنى لقول ارسطوطاليس (Aristoteles) (ت 322 ق.م) إن الطغيان: "يتمثل بمعناه الدقيق في الطغيان الشرقي، حيث نجد لدى الشعوب الآسيوية، على خلاف الشعوب الأوروبية طبيعة العبيد، وهي لهذا تتحمل حكم الطغاة بغير شكوى أو تذمر"(9).

فليست للعبودية هوية أو جنسية، فالبلدان الأوربية سدرت ولقرون طويلة تحت حكم طغاة عرفهم التاريخ، وما نشاهده اليوم في أوروبا من تمدن إنما كان مخاض حروب طويلة ولقرون متمادية، وأوروبا نفسها وحتى يومنا هذا تنعى ألمانيا وايطاليا أن حكمتهما في القرن العشرين، قرن الحريات والديمقراطيات، شخصيات مثل هتلر (1889-1945م) في ألمانيا وموسوليني (1883-1945م) في إيطاليا، وقد أطاعهما الشعبان إطاعة عمياء، وهي في مفهوم أرسطو إطاعة العبيد، أو "طبيعة العبيد".

وبهذا اللحاظ فلا تعد العبودية مختصة بقوم دون آخر، مع الإقرار بوجود تفاوت بين شعب وآخر لتقبل العبودية والذل أو رفضهما، يقول الكاتبان البريطاني البروفيسور ديفيد بيتهام (David Beetham) والأيرلندي الدكتور كيفن بويلي (Kevin Boyle): "احتج الفيلسوف الليبرالي جون استيوارت ميل (ت 1873م)، في القرن التاسع عشر، بأن تأسيس السلطة الديمقراطية يتطلب مستوى متقدما من الحضارة، واعتبر البلدان غير الغربية ليست مؤهلة للحكم الذاتي، وتحتاج إلى سلطة مطلقة رشيدة لكي تحكمها، ومن الأفضل أن تكون تلك السلطة بإدارة الغرب. وقال بهذا الاعتبار العرقي معظم المفكرين المتنورين في تلك الفترة، ومع إن وجود الشعب المثقف مفيد بالتأكيد للديمقراطية، لأنه يعمل على تضييق الهوة بين الحاكم والمحكوم، فليس هناك من دليل على أن الافتقار إلى ثقافة منهجية يجعل الشعب عاجزا عن فهم ومناقشة المسائل التي تهمه، أو الاضطلاع بمسؤولية شؤونه الخاصة، ومن دراسة تاريخ الحكم المطلق نتبين أن السلطة الاستبدادية يمكن أن تكون أي شيء إلا رشيدة"(10).

العلم نقيض العبودية

ولاشك أن العلم يطرد العبودية المذمومة والهداية تطرد الطغيان، من هنا حث الإسلام على ضرورة كسب المعارف والعلوم، لان المعرفة حياة الأمم، فقال رسول الله محمد (ص): "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"(11)، وقال عليه السلام: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد، اطلبوا العلم ولو بالصين"(12)، وقد حث الإسلام على تحرير العبيد وتعليمهم ليخرجوا من ربقة العبودية والجهل، وينقل لنا التاريخ انه في غزوة الطائف لم ينزل القوم على أمر الرسول (ص)، ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا من الحصن فهو حر، فخرج منه بضعة عشر رجلا .. فأعتق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من نزل منهم، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يموّنه ويحمله، وأمرهم أن يُقرؤهم القران ويعلموهم السنن(13).

فالعلم ينفي الجهل والعبودية ويقف على الضد منهما، والمعادلة طردية، من هنا يقول سقراط (Sokrato) (ت 399 ق.م): "ليس من احد شرير بمحض إرادته ذلك أن كل شيء لدى الإنسان يأتي من نقص في المعرفة، المعرفة تحرر، وتوصل إلى الحقيقة، والحقيقة سيدة مطلقة تأبى لمن وصل إليها أن يعود إلى عبودية الأهواء والنزوات"(14)، ولهذا فان الحرية عند سقراط: "تعني أن امرءاً ما تحرر من الجهل وانه لا يفعل إلا ما يتطلبه العقل"(15)، وأما عند ديكارت (Rene Desscartes) (ت 1596م): "فالحرية الحقيقية ليست قدرة التردد بين اختيار شيء ونقيضه بل هي الإرادة التي استعانت بالمعرفة واختارت الحق أي إنها الإرادة التي تتحكم فيها البواعث والحوافز الخيرة، ومن هنا فان المعرفة الطبيعية والنعمة الإلهية تزيدان الحرية ولا تنقصانها، تقويانها ولا تضعفانها .. كلما ازدادت معرفتي للحق والخير كلما ازدادت حريتي .. الحرية إذن تمر عبر عملية التحرر من الخطأ وهي في نهاية المطاف مع الخير المطلق"(16). وبناءاً على هذا التصور فإن الحرية والإنعتاق من ربقة العبودية والاستبداد هي ثمرة المعرفة.

بيد أن الكاتب المصري مصطفى أمين (ت 1997م) له وجهة نظر مختلفة حول علاقة المعرفة بالحرية مستنداً إلى الأرقام، فهو يرى أن الحرية والديمقراطية مقدمة على التعليم وليس العكس، يقول أمين في عموده اليومي الذي كان يكتبه في صحيفة الأخبار المصرية (عدد 3/10/1980): "من 200 عام كانت نسبة الأميين في أمريكا أكثر مما هي في مصر الآن، ومع ذلك نالت أمريكا الحرية الكاملة والديمقراطية الكاملة في تلك الأيام، وبهذه الحرية والديمقراطية أوصلت نسبة التعليم إلى 99%، فالحرية والديمقراطية هي التي تلد التعليم وليس التعليم هو الذي يلد الحرية والديمقراطية. إن التعليم لا يجيء بالديمقراطية بدليل انه عندما تولى هتلر حكم ألمانيا، كانت نسبة المتعلمين فيها مائة في المائة، ومع ذلك جاءت الدكتاتورية التي حوّلت الشعب المتعلم إلى رقيق وعبيد"(17).

وربما عنى الكاتب من ذلك أن الحرية هي تربية ورغبة في ممارستها قبل أن تكون مفردات ومصطلحات وأرقاما يتعلمها المرء عن ظهر قلب، فالحرية مسألة فطرية يطلبها الجميع بغض النظر عن مستوى التعليم، ولكن حجم الإقبال والدفاع عنها يتفاوت من إنسان لآخر، والحرية يتوق إليها العالم والجاهل، لكن العالم أو المتعلم يدرك أهميتها وتأثيرها في الحياة اقدر من غيره لان المعرفة، وبخاصة المعرفة الخادمة للإنسان، توفر وعيا للإنسان يستطيع به إدراك الحياة والتمييز بين الحق والباطل، وبين الحرية والاستبداد، وعلى كل حال، فان حجم الإدراك ومسؤولية تحمل تبعات هذا الإدراك بعد تفعيله يعتمد على نوع المعرفة المتحصلة، وقد دلت حركة التاريخ أن الأمة التي كان العلم فيها قائما والعلماء محترمين، ترفل بالحرية، لأن الحرية مرتع العلم ورحم العلماء.

العبودية السياسية

والإنسان المسلوب الحرية يخضع للحاكم الظالم، ويخضع للجبت والطاغوت، فهو عبد لتحقق شرط العبودية في علاقة هذا الإنسان مع الحاكم، وهو شرط التذلل والخضوع والطاعة، بغض النظر عن كون الطاعة صادرة عن قناعة أو إكراه، من هنا كان جهاد الطاغية وعدم الخضوع له يقع ضمن أدبيات الإسلام الواضحة، بل هو مما اُمر به الناس، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده) سورة الحج: 78: "قيل: عنى به جهاد الكفار، وقيل: هو إشارة إلى امتثال جميع ما آمر الله به والانتهاء عن كل ما نهى الله عنه، أي جاهدوا أنفسكم في طاعة الله وردوها عن الهوى وجاهدوا الشيطان في ردّ وسوسته، والظَلَمة في ردّ ظلمهم ... وقد روي أن رجلا سأل النبي (ص) أي الجهاد أفضل عند الجمرة الأولى فلم يجبه، ثم سأله عند الجمرة الثانية فلم يجبه، ثم سأله عند جمرة العقبة فقال صلى الله عليه وسلم: أين السائل؟ كلمة عدل عند سلطان جائر"(18).

ولا شك أن نوازع النفس لها علاقة مباشرة بقوة أو ضعف سيطرة الحاكم الظالم، فالنفس التواقة للخير ترفض الشر، والنفس الغالبة عليها الشر ترفض الخير، ولذلك فهي تسهل للظالم استعباد الناس وسوقهم كعبيد، مادامت النفوس ميالة إلى الشر وقمع الخير. من هنا يحذر المفكر الفرنسي، الكسيس دو توكفيل (Alexis de Tocqueville)(ت 1859م) العالم الديمقراطي وهو يتحدث عن قوة وضعف الثورة الأميركية في كتابه (الديمقراطية في أميركا) (Democracy in America)، يحذر من سيادة النزعة الفردية فهو يؤكد: "إن النزعة الفردية في المجتمعات الديمقراطية سوف تؤدي في النهاية إلى ابتعاد الناس عن الحياة العامة وانشغالهم بمصالحهم المادية الضيقة مما يمهد الطريق أمام الحكم الاستبدادي"(19)، فيما يتساءل مونتسكيو (Charles Louis de Montesquieu): "إن الناس يحبون الحرية ويكرهون القهر والعنف وتتنفر من الطغاة فلماذا يعيش معظم الناس في العالم تحت الاستبداد؟ ويجيب قائلا: إن الشرط الوحيد لقيام الاستبداد هو الشهوات الإنسانية وهذه موجودة في كل مكان"(20).

إن محاولة تأصيل مبدأ الدفاع عن الحريات هو الذي يحرك كل إنسان يريد الخير لبني جلدته ووطنه، ويناضل من أجل استقلال بلده وحرية مجتمعه، ولو فدى في هذا السبيل روحه التي بين جنبيه، فعلى سبيل المثال كان باتريك هنري (Patrick Henry) (ت 1799م) الوطني الأميركي الذي دعا إلى تسليح الجيش الأميركي في ولاية فرجينيا ضد القوات البريطانية، كان هذا الوطني المتعصب لبلده قد رفع في حرب المواجهة مع بريطانيا شعار: "أعطني حريتي أو اعطني الموت"(21).

وتظل عبارة الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء من سنة 61 هجرية مشعلا لأولئك الذي يترددون بين دائرة العبودية للطاغوت ودائرة الحرية، فهو ينادي العسكر الذين جندهم الأمويون لقتاله: "إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم"(22)، ولهذا رفض (ع) أن يموت موت العبيد ويسلم للعدو، أو يفر فرار العبيد، فقال: "لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا افر فرار العبيد(23)، وكان يرتجز ويقول:

"آليت لا اُقتل إلا حرا        وان رأيت الموت شيئا نُكرا"(24)

من هنا نادى بعلو الصوت:

"إني لا أرى الموت إلا سعادة    والحياة مع الظالمين إلا برما"(25)

فالموت بحرية سعادة، والحياة بعبودية عار وشنار.

إذن فالحياة لا تكون حياة حرة وكريمة إلا مع  الحرية، والموت لا يكون موتا مطمئنا إلا من أجل الحرية، وبذلك يتحقق للإنسان وللمجتمع سعادة الدارين.

* الرأي الآخر للدراسات – لندن

alrayalakhar@hotmail.co.uk

...................................

 1- ابن منظور، محمد بن مكرم،  لسان العرب ج15 (بيروت، دار صادر) ص147.

2- العروسي الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين ج2 (قم إيران، المطبعة العلمية، ط2) ص68.

 3- الصفار، فاضل، ضد الاستبداد (بيروت، دار الخليج العربي للطباعة والنشر، ط1، 1418هـ/1997م) ص128-129.

4- النسفي، عبد الله بن احمد بن محمود، تفسير النسفي ج1، ص240.

5- الواحدي، علي بن احمد، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (تفسير الواحدي)، تحقيق: صفوان عدنان الداوودي ج1 (بيروت ودمشق، دار القلم والدار الدمشقية، ط1، 1415هـ) ص373.

6- لسان العرب ج14 (مصدر سابق) ص212.

7- القرطبي، محمد بن احمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) تحقيق: احمد عبد العليم البردوني ج7 (القاهرة، دار الشعب، ط2، 1372هـ) ص78.

 8- عبد السميع، د. عمرو، الديمقراطية (القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، ط1، 1418هـ/1998م) ص113.

9- إمام، د. إمام عبد الفتاح، الطاغية .. دراسة فلسفية لصور الاستبداد السياسي (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ط2، 1996م) ص293.

10- د. ديفيد بيتهام ود. كيفن بويلي، المدخل إلى الديمقراطية، ترجمة: احمد رمو (دمشق، وزارة الثقافة، 1997م) ص42-43.

11- البغوي، الحسين بن مسعود الفراء، تفسير البغوي، تحقيق: خالد العك، ومروان سوار ج2 (بيروت، دار المعرفة، 1407هـ/1987م) ص340.

12- الرومي، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ج1 (بيروت، دار الكتب العلمية، 1413هـ/1992م) ص51.

13- انظر: الشيرازي، محمد، ولأول مرة في تاريخ العالم ج2 (الكويت، ديوانية الإمام الشيرازي، ط2، 1417هـ/1997م) ص111.

 14- د. زيادة، معن، الموسوعة الفلسفية العربية، ج1 (باريس، بيروت، معهد الإنماء العربي، 1988م) ص366.

15- العلوي، مجتبى، "الحرية .. نصوص ونظرات" مجلة النبأ (بيروت، المستقبل للثقافة والإعلام، السنة 6، العدد 43، 1420هـ/2000م) ص137.

16- الحرية .. نصوص ونظرات (مصدر سابق) ص135.

17- الأنصاري، د. عبد الحميد إسماعيل، الشورى وأثرها في الديمقراطية" (مدينة نصر، مصر، دار الفكر العربي، 1416هـ/1996م) ص189.

 18- تفسير القرطبي ج12 (مصدر سابق) ص99.

19- معاش، مرتضى، "الحرية .. المدخل لحياة أفضل" مجلة النبأ (بيروت، المستقبل للثقافة والإعلام، السنة 6، العدد 46، 1421هـ/2000م) ص29.

20- الحرية .. المدخل لحياة أفضل (مصدر سابق) ص29.

21- بن حاج، علي، من وراء القضبان (لندن، الجبهة الإسلامية للإنقاذ، 1421هـ/2000م) ص13.

22- المقرم، عبد الرزاق بن محمد الموسوي، مقتل الحسين (بيروت، دار الكتاب الإسلامي، ط5، 1399هـ/1979م) ص275.

 23- مقتل الحسين (مصدر سابق) ص229.

24- الشيرازي، محمد، الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام (بيروت، مؤسسة الفكر الإسلامي للثقافة والإعلام، ط3،  1413هـ/1992م) ص310.

25- الشاهرودي، نور الدين، أضواء على النهضة الحسينية (طهران، مكتبة عماد للطبع والنشر، 1421هـ/2000م) ص22.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  6/أيلول/2008 - 5/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م