مصر: حرائق تلتهم مساعي الإصلاح والتغيير

 

شبكة النبأ: الدولة الأكثر نفوسا في الوطن العربي، وهي بصورة أو بأخرى يعدّها العرب (عراب الوطن العربي)، اليوم وبعد موجة الغلاء التي تضرب العالم، وتدهور وتراجع في السياسات العربية، خصوصا بعد الاجتياح الأمريكي للعراق الذي غير خارطة الرقعة السياسية العربية، يشعر المصريون ان وقت التغيير قد حان، وان شبح السلطة النائمة على صدورهم آن لهم ان ينفضوها عنهم.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الشأن الداخلي المصري، وتنبؤات بعزلة مصرية بعيدا عن الأسرة الدولية في حال أستلم الإخوان زمام الأمور السياسية في مصر:

الإخوان المسلمون وتوقعات بعزلة دولية كاملة لمصر

توقع كتاب صدر حديثا عُزلة دولية لمصر اذا حكمتها جماعة الإخوان المسلمين كما تكهن بمعاملة للمسيحيين تماثل معاملة اسرائيل للعرب داخل الخط الأخضر.

وجاء في كتاب (ماذا لو حكم الاخوان؟..) للمؤلفة فاطمة سيد أحمد التي تعمل صحفية، وتقول: ليست لديهم رؤية استراتيجية للعلاقات الخارجية وسيكون هناك انعدام للتعامل معهم وستصبح العزلة مصيرنا مثل حماس وايران وحزب الله.

وتشير الكاتبة بذلك الى خلافات يمكن أن تنشب بين مصر تحت حكم الاخوان المسلمين والغرب حول قضايا أهمها وجود اسرائيل في الشرق الاوسط. بحسب رويترز.

ويتفق الإخوان وإيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران من العام الماضي على أن وجود اسرائيل يجب أن ينتهي لكنهم لا يرفضون بقاء اليهود في أرض فلسطين التاريخية التي يقولون انها ستصبح دولة فلسطين.

وقال الرئيس حسني مبارك في يناير كانون الثاني من العام الماضي ان الاخوان المسلمين خطر على أمن مصر وان صعود تيارهم يهدد بعزل أكبر دولة عربية سكانا عن العالم.

وفي الانتخابات التشريعية التي أُجريت عام 2005 شغلت جماعة الاخوان حوالي خمس مقاعد مجلس الشعب وبرزت كأقوى قوة معارضة في البلاد منذ حوالي نصف قرن.

لكن محللين يستبعدون أن يحصل الاخوان المسلمون على الاغلبية في انتخابات شفافة. ومع ذلك يقول المحللون ان الاخوان والجيش هما القوتان الوحيدتان المنظمتان في البلاد اللتان يمكن لاحداهما الوصول للحكم في حالة حدوث فوضى.

وجاء في الكتاب أن الاخوان المسلمين يعملون على اقامة دولة دينية وأن تلك الدولة ستمارس التمييز ضد الاقلية المسيحية. وأضاف، هم (الاخوان) في ذلك يحاكون ما تفعله اسرائيل مع عرب 48 الذين يمثلون الاقلية أيضا في المجتمع الاسرائيلي.

ويشتكي العرب داخل اسرائيل من تمييز ضدهم في المناصب والوظائف الحكومية وضعف التنمية الاقتصادية في مناطقهم.

ويقول الاخوان المسلمون انهم يريدون أن يقيموا عبر انتخابات ديمقراطية، نظاما للحكم يسترشد بمباديء الاسلام. لكنهم يرفضون مع ذلك أن يصل لرئاسة الدولة مسيحي أو امرأة حتى لو أصبح المنصب شرفيا.

وتقول جماعة الاخوان انها تمارس نشاطا سلميا لكن المؤلفة قالت في كتابها الذي أصدرته دار الحرية للصحافة والطباعة والنشر، انها بالفعل تخطط لحرب الشوارع. واسترشدت المؤلفة بقول المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف ان جماعته مُستعدة لارسال الالوف من أعضائها للقتال الى جانب حزب الله خلال حرب صيف عام 2006 مع اسرائيل. لكن المرشد قال ان حزب الله لديه ما يكفي من المقاتلين المُدربين وربما لا يريد أعضاء من الجماعة لم يتلقوا تدريبا على حمل السلاح.

وفي نهاية عام 2006 أقام عشرات من الطلاب المنتمين لجماعة الاخوان كانوا يرتدون زي الميليشيات عرضا في جامعة الازهر مما أثار تساؤلات عما اذا كانت الجماعة تدرب أعضاء فيها على العمل العسكري.

وقالت الجماعة ان الطلاب كانوا يؤدون عرضا فنيا عن المقاومة المسلحة لكن السلطات ألقت القبض على عشرات من الاعضاء القياديين فيها بينهم الرجل الثالث خيرت الشاطر وقدمتهم للمحاكمة العسكرية وصدرت في أبريل نيسان أحكام على 25 منهم بالسجن والحبس لمدد تراوحت بين ثلاث سنوات وعشر سنوات.

حريق هائل يلتهم مبنى مجلس الشورى

شب حريق هائل في مبنى مجلس الشورى بالقاهرة وهو احد مجلسي البرلمان حيث أصيب نحو 16 شخصا بينهم بعض رجال الإطفاء.

وقد أتى الحريق بالكامل تقريبا على المبنى الواقع بوسط القاهرة كما امتد ايضا الى مبنى إداري مجاور ويفصل بين مبنى مجلس الشورى ومبنى مجلس الشعب.

وكافحت فرق الإطفاء أكثر من ست ساعات للسيطرة على النيران وشاركت مروحيات من الجيش المصري في عمليات الإطفاء. بحسب بي بي سي.

وقالت الصحف المصرية إن النيران دمرت مقار اللجان البرلمانية الخاصة بمجلسي الشعب والشوري‏ وإن فرق الإطفاء نجحت في منع امتداد النيران إلي قاعات مجلس الشعب‏,‏ خاصة القاعة الرئيسية منه‏,‏

وبحسب الصحيفة حدثت انهيارات في الحوائط الخارجية لمبني الجمعية الجغرافية المواجه لمجلس الشعب‏,‏ كما امتدت النيران إلي سطح مبني الضرائب العقارية .

وقال مراسل بي بي سي في القاهرة إن سقف الطابق العلوي للمبنى انهار تماما، وأضاف ان المبنى كان يوجد به غرف اجتماعات للجان البرلمانية المختلفة ما يعني انه كان يحوي ملفات لقضايا هامة إضافة إلى مضبطات للاجتماعات وجلسات مجلس الشورى.

وذكر مراسلنا عمرو عبد الحميد أن الحادث يثير التساؤلات بشأن مدى توافر التجهيزات الأمنية اللازمة لمواجهة الحرائق في مبنى بمثل هذه الأهمية.

وقد نشب الحريق في الطابق الثاني من المبنى الذي يتكون من ثلاثة طوابق وامتد الى الطابق الثالث، مسفرا عن اضرار مادية شديدة للمبني الذي يعود الى القرن التاسع عشر.

وشوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء القاهرة ، ونقل التليفزيون المصري عن مصادر امنية أن الحريق نتج على الارجح عن تماس كهربائي.

الشكوك تحوم حول عمل إرهابي في حريق المجلس

وقال وزير الداخلية المصري حبيب العادلي ان الحكومة تستبعد التعمد أو الارهاب في الحريق الذي دمر مبنى مجلس الشورى الذي يعود للقرن التاسع عشر.

وظل الدخان يتصاعد من المبنى المكون من ثلاثة طوابق بعد أكثر من 16 ساعة من اندلاع الحريق في الطابق العلوي ثم انتقاله الى الأسفل.

واستعان رجال الإطفاء بخراطيم المياه ووجهوها للجزء الخارجي من المبنى المقام على الطراز الايطالي متضمنا بعض ملامح المعمار الاسلامي الحديث من الداخل. وقالت مصادر أمنية انه تبين مقتل رجل اطفاء خلال مكافحة الحريق. بحسب رويترز.

وكانت مصادر وزارة الداخلية قالت في وقت سابق ان هناك رجل اطفاء مفقودا. وأصيب 15 من رجال الاطفاء والشرطة خلال مكافحة الحريق.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن العادلي قوله: الأجهزة الامنية تستبعد أن يكون وراء الحادث عمل تخريبي أو عمل مقصود.

وقالت مصادر في الشرطة في المراحل الاولى من الحريق انها تعتقد أن ماسا كهربائيا هو السبب.

وشاركت 55 سيارة اطفاء في مساعي اخماد الحريق التي شاركت فيها أيضا طائرات هليكوبتر عسكرية.

ولكن في الساعات الاولى عندما كانت النيران في أوجها لم يعمل بالموقع سوى عدد ضئيل من خراطيم المياه وكان أغلبها من مستوى الارض.ووجهت أغلب كمية المياه الى الجدران الخارجية ولم تصل الى الداخل حيث كانت تحترق الدعامات والأرضيات الخشبية.

رفض دعوى من قبل رئيس حزب لإسقاط الجنسية عن معارض

قالت مصادر قضائية ان قاضيا مصريا أوصى برفض دعوى يطلب مقيمها اسقاط الجنسية عن المعارض البارز سعد الدين ابراهيم الذي يعيش في المنفى منذ أكثر من عام.

وجاء في الدعوى التي أقامها أحمد عبد الهادي رئيس حزب شباب مصر وهو حزب لا يعرف عنه أنه يتمتع بشعبية ان ابراهيم حصل على الجنسية الامريكية قبل عشرات السنين دون أن يحصل على اذن من وزير الداخلية طبقا لنص قانوني.

وجاء في الدعوى أيضا أن ابراهيم الذي يرأس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ويعمل أستاذا لعلم الاجتماع في الجامعة الامريكية بالقاهرة أخذ يسيء لمصر ويعمل بكل جهد على الاضرار بمصالحها وسمعتها الدولية وحاول أن يصل الى نتيجة مؤداها أن مصر قد انهارت وأن نظامها فاشي.

وقال مصدر قضائي ان القاضي صلاح توفيق قال في تقرير قدمه الى محكمة القضاء الاداري بالقاهرة انه يوصي برفض الدعوى التي أقيمت العام الماضي.

وأضاف المصدر أن القاضي قال في التقرير ان رئيس الوزراء الذي يخوله القانون سلطة اسقاط الجنسية له أن يسقطها أو لا يسقطها طبقا لاعتبارات يراها ولا يمكن الزامه في ذلك بقرار معين.

وتابع أن القاضي لم يتطرق في تقريره الى ما جاء في الدعوى عن أن ابراهيم يتسبب في الحاق ضرر بسمعة مصر. ويخشى ابراهيم القاء القبض عليه اذا عاد.

ويقول ابراهيم ان مصر تحتاج الى اصلاح ديمقراطي ويعارض احتمال أن يشغل جمال الابن الاصغر للرئيس حسني مبارك منصب والده لاحقا. ومبارك الذي يحكم مصر منذ عام 1981 يبلغ من العمر 78 عاما.

والتقارير التي يكلف قضاة في محاكم القضاء الاداري بكتابتها في قضايا منظورة أمامها ليست ملزمة. وفي قضيتين مماثلتين أوصى قاضيان اخران برفض القضيتين ولم يصدر حكم في أي منهما الى الان.

وأسقطت الجنسية المصرية عن ابراهيم في الستينات حين كان يدرس في الولايات المتحدة وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الهزيمة العسكرية أمام اسرائيل عام 1967 لكن السلطات أعادتها اليه في السبعينات بعد وصول الرئيس الراحل أنور السادات الى الحكم.

وفي أوائل الشهر الحالي أصدرت محكمة للجنح في القاهرة حكما بالحبس لمدة عامين على ابراهيم لادانته بالاضرار بسمعة مصر. لكن المحكمة منحته الاختيار بين تنفيذ الحكم أو دفع كفالة عشرة الاف جنيه لحين نظر الحكم أمام محكمة أعلى. وتقرر لنظر الحكم يوم 18 أكتوبر تشرين الاول المقبل.

وهذه الدعوى احدى الدعاوى التي رفعها ضد ابراهيم ساسة وغيرهم بعضهم مقرب من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أو يحمل عضويته. وتقول جماعات مراقبة حقوق الانسان ان هذه القضايا هي سبيل تروع به الحكومة ابراهيم دون الزج باسمها في القضايا.

وقضى ابراهيم شهورا في السجن عام 2002 بتهم مماثلة وشنت الولايات المتحدة حملة قوية لاطلاق سراحه وتسببت القضية في بعض التوتر في العلاقات بين القاهرة وواشنطن.

ويقول مؤيدون للحكومة ان ابراهيم يضر بمصر حين يحث الولايات المتحدة على ربط مساعداتها لمصر باصلاح ديمقراطي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  3/أيلول/2008 - 2/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م