شبكة النبأ: منذ الاجتياح
الأمريكي للعراق في أبريل 2003، تحاول الولايات المتحدة رمي ثقل
إخفاقاتها على أجندات خارج الحدود العراقية، لها المصلحة الكاملة
في إشاعة الفوضى داخل المشروع الأمريكي داخل العراق، بيد ان هذا
الأمر فيه مبالغة أيضاً ، فشماعة الأخطاء الأمريكية هذه قد أصبحت
مكشوفة ولعبة قديمة.
لكن هذا لا يبرر أبدا مواقف دول الجوار والحدود المحيطة
بالعراق، لاسيما إيران، فهي وبطبيعة التكوين الجغرافي والتاريخي،
تشعر بضرورة التدخل، سواء على المستوى السياسي، او ألاستخباراتي،
فهي تارة تقوم بحماية مصالحها، وتارة أخرى في رسم مستقبلها الخاص.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم وآخر
الأحداث والمستجدات بشأن الوضع العراقي وعلاقة إيران المباشرة في
رسم السياسة العراقية:
أمن واستقرار العراق مرتهن بشكل مباشر
بالجارة ايران
رفض دبلوماسي إيراني رفيع اتهامات أمريكية بأن إيران تحاول
زعزعة استقرار العراق واتهم الولايات المتحدة بأنها تحاول أن تحمل
طهران مسؤولية فشلها هناك.
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن العراق كرر نائب السفير
الامريكي اليخاندرو وولف الاتهام الامريكي بأن طهران تواصل دعم
المتمردين الذين يقاتلون القوات التي تقودها الولايات المتحدة هناك
وقال ان ايران تحاول زعزعة استقرار جارتها.
وقال وولف: أثناء العمليات في الآونة الأخيرة في البصرة ومدينة
الصدر وميسان كشفت القوات العراقية عن أدلة مقنعة بشأن المساعدة
الايرانية الفتاكة التي تواصل تدفقها الى العراق. بحسب رويترز.
واضاف ان مقاتلين مدربين تدريبا عاليا فروا الى ايران حيث وجدوا
هناك ملاذا آمنا وان أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري
الايراني تناقض السياسة الإيرانية المُعلنة لدعم الحكومة العراقية
ويتعين ان تتوقف.
ورفض المبعوث الإيراني في الامم المتحدة مهدي دانش يزدي المزاعم
ورد على تصريحات وولف في بيان وزعه في الامم المتحدة.
وقال يزدي: الحكومة الامريكية تصر بلا مبرر على سلوكها غير
المقبول في التضحية بالآخرين بما في ذلك ايران عن سياستها الخاطئة
في العراق من أجل صرف الانتباه بعيدا عن مصادر الفشل الامريكي في
هذا البلد. واضاف ان مصدر الفشل يكمن في استمرار وجود القوات
الامريكية والاجنبية الأُخرى في العراق.
وخاضت ايران والعراق حربا دامت ثمانية أعوام في ثمانينيات القرن
الماضي وتحسنت العلاقات منذ ان أطاحت قوات قادتها الولايات المتحدة
بصدام حسين قبل خمس سنوات وتولي حكومة يهيمن عليها الشيعة مقاليد
السلطة في بغداد.
وكان الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي قد أبلغ في
يونيو حزيران رئيس الورزاء العراقي نوري المالكي الذي كان يزور
ايران ان وجود القوات الامريكية هو أكبر عقبة أمام وحدة العراق.
وقال دبلوماسي بارز في الامم المتحدة في اجتماع مجلس الامن
الدولي ان أعمال العنف تقلصت وان الاوضاع الامنية تحسنت في أنحاء
العراق في الشهور الثلاثة الماضية.
وقال لين باسكو مساعد الامين العام للشؤون السياسية تراجعت
الأحداث العنيفة والضحايا وشهدنا تحسنا في أداء قوات الامن في
العراق خلال سلسلة من العمليات.
فرق اغتيال شيعية تُدَرَّب على يد قوات
القدس الإيرانية
وكشف مصدر استخباراتي أمريكي أن فرق اغتيال عراقية شيعية يجري
تدريبها في طهران حالياً على أيدي قوات القدس الإيرانية وعناصر من
حزب الله اللبناني، على أن تعود إلى العراق خلال الشهور القليلة
المقبلة لتنفيذ سلسلة اغتيالات لمسؤولين عراقيين وقوات أمريكية
وعراقية.
وكشف المسؤول في الاستخبارات الأمريكية في العراق هذه المعلومات
في مقابلة أجرتها معه وكالة الأسوشيتد برس، غير أنه رفض الكشف عن
هويته نظراً للمواضيع الحساسة التي تناولها.
وقدم المسؤول الإستخباراتي الأمريكي عدة قوائم بأهداف فرق
الاغتيال الشيعية لمستشار الأمن القومي العراقي، قائلاً إنها تتضمن
العديد من القضاة، لكنه رفض الكشف عن أسمائهم.
وتحضر الاستخبارات العراقية عمليات لتحديد زمن وأماكن دخول
مقاتلي الوحدات الخاصة إلى العراق، على أن تقدم تقييمها بذلك لرئيس
الوزراء العراقي، نوري المالكي.
وقال المسؤول الأمريكي إن الكشف عن المعلومات يأتي في إطار
الضغط على إيران لوقف تدريب المسلحين ومنعهم من العودة إلى العراق.
كذلك يريد الجيش الأمريكي من الحكومة العراقية أن تتخذ إجراءات
لحماية الشخصيات المستهدفة، ولذلك فقد تم إعداد ملصقات للمطلوبين
تشتمل على صور الأشخاص الذين يعتقد أنهم يتزعمون هذه الجماعات
الخاصة، وتم نشرها في أنحاء مختلفة من بغداد، وفقاً لمسؤول عسكري.
بالإضافة إلى ذلك، تحث الولايات المتحدة الحكومة العراقية على
مواجهة إيران بالمعلومات التي لديها عبر القنوات الدبلوماسية.
ومن المتوقع أن يعود المقاتلون إلى العراق في فترة تتراوح بين
الآن وشهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، غير أن المسؤول قال إنه لا
توجد معلومات تفيد بأن هؤلاء المقاتلين موجودون في العراق حالياً.
وحول مصدر هذه المعلومات، أفاد المسؤول إنهم حصلوا عليها من
مقاتلين تم اعتقالهم في العراق ومن مصادر أخرى في العراق رفض الكشف
عنها.
وكان العديد من المقاتلين العراقيين قد فروا من العراق باتجاه
الأراضي الإيرانية خلال فصل الربيع الماضي، عندما وجهت القوات
العراقية ضربة لتجمعاتهم في مدينة البصرة جنوبي البلاد، وكذلك في
بغداد وحي الصدر، ومن ثم في العمارة وحالياً في محافظة ديالى.
أما سبب اعتقاد الأمريكيين بأن المقاتلين توجهوا إلى إيران
فيعود إلى المؤشرات على الانخفاض الحاد في عدد العبوات الناسفة
القاتلة التي تحمل أختاماً إيرانية، إذ شهد شهر مارس/آذار الماضي
أكثر من 55 هجوماً بالعبوات الناسفة، وانخفض في يوليو/تموز إلى 18
هجوماً فقط.
وكشف المسؤول إلى أن عمليات تدريب هؤلاء المسلحين تتم في أربعة
مواقع في مدن قم وطهران والأهواز ومشهد، لكنه قال إن عدد هؤلاء
المسلحين غير معروف، ويقدرون بالمئات، وربما يتجاوز عددهم الألف
مسلح.وأضاف أن عمليات التدريب تجري بإشراف قائد قوات القدس،
الجنرال قاسم سليماني، وبمعرفة وموافقة مرشد الثورة الإسلامية، آية
الله علي خامنئي.
سعودي يعترف بالعمل لصالح المخابرات
الايرانية
من جهة ثانية اعلن مصدر امني عراقي ان الشرطة العراقية اعتقلت
سعوديا لدى محاولته التسلل الى ايران بجواز سفر عراقي غير قانوني
موضحا انه اعترف بالعمل لصالح المخابرات الايرانية في العراق. بحسب
فرانس برس.
وقال النقيب عزيز الامارة من الشرطة العراقية: اعتقلنا حصين
عليوي العرجاني (20 عاما) وهو سعودي الجنسية لدى محاولته التسلل
الى ايران عبر من معبر مهران الحدودي (150 كلم شرق بغداد).
واضاف ان: العرجاني كان يحمل جواز سفر عراقي غير قانوني واعترف
بالعمل لصالح المخابرات الايرانية في العراق. واكد الامارة ان
المعتقل يسكن في منطقة نجد شمال شرق السعودية.
المخاوف الإيرانية بشأن العراق وملء
الفراغ الامني
نفى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما نسب إليه بشأن
استعداد بلاده ملء فراغ القوات الأمريكية في العراق بعد انسحابها
من العراق، مبينا أن أمن العراق واستقراره هو لصالح جميع دول
المنطقة بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية.
ونقلت الوكالة عن محمود احمدي نجاد استغرابه مما نسبته إليه بعض
وسائل الإعلام بشأن استعداد بلاده ملء فراغ القوات الأمريكية في
حال انسحابها من العراق مشيرة الى قوله أن أمريكا احتلت العراق
وعليها الانسحاب منه حيث أن اقتدارها في المنطقة آيل إلى الزوال لا
محالة. بحسب فرانس برس.
وكانت جريدة سيراكيوز Seracuse الأمريكية قد نسبت على موقعها
على الانترنت، إلى الرئيس الإيراني نجاد قوله: إن على الدول
الإقليمية ملء الفراغ الأمني عند انسحاب القوات الأمريكية من
العراق.
وأوضحت الوكالة أن نجاد قال إنه سبق أن بين مرارا أن دول
المنطقة قادرة علي توفير أمنها دون الحاجة إلى تدخل القوي الأجنبية.
غير أن الصحيفة الأمريكية نقلت أن نجاد قال بعد اختتام زيارته
إلى اسطنبول مركز تركيا المالي والثقافي، إن الولايات المتحدة
ستغادر المنطقة قريبا وعلى البلدان الإقليمية أن تملأ الفراغ
الأمني، ولا حاجة لتدخل بلدان أخرى.
وفي معرض توضيحه التصريحات التي أدلى بها للوكالة التركية: على
الجميع دعم الحكومة العراقية للحفاظ علي استقلال العراق وسيادته
وتوفير أمنه.
وعلقت الصحيفة الأمريكية على زيارة نجاد إلى اسطنبول قائلة إن
تركيا وإيران يتشاركان في المخاوف إزاء العراق حيث يستقر
الانفصاليون الأكراد المتمردون ويشنون هجمات على كلا البلدين.
ويتشارك البلدان بالمعلومات الإستخبارية وينسقان هجمات عسكرية ضد
متمردي التنظيمين الكردييْن البي كي كي PKK، والبيجاك PEJAK،
الموجودين في شمال العراق.
أمريكا تحذر من عودة زعماء الميليشيات
إلى العراق
قال قائد كبير في الجيش الأمريكي انه يتوقع عودة زعماء ميليشيات
شيعية فروا إلى إيران للحصول على تدريب وعتاد إلى العراق قريبا
لمحاولة زعزعة الاستقرار.
لكن اللفتنانت جنرال لويد اوستين الرجل الثاني في تسلسل القيادة
العسكرية الامريكية في العراق قال ان هؤلاء الزعماء سيجدون مهمتهم
في تحقيق نجاح أصعب بسبب تحسن الاوضاع الامنية في معاقلهم السابقة.
واتهم الجيش الامريكي ايران بتسليح وتدريب وتمويل جماعات شيعية
في العراق. وتنفي ايران انها تحرض على العنف في العراق وتقول ان
عدم الاستقرار سببه وجود القوات الامريكية. بحسب رويترز.
وقال اوستين ان زعماء ما يطلق عليه اسم الجماعات الخاصة من
مقاتلي الميليشيات فروا بعد هجمات للقوات الامريكية والعراقية في
الاشهر الاخيرة على معاقلهم مثل حي مدينة الصدر في بغداد وفي مدينة
البصرة في جنوب البلاد.
وقال اوستين للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)
متحدثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العراق: نعتقد انهم دخلوا الى
... ايران للحصول على تدريب اضافي وموارد. ونتوقع ان يحاول هؤلاء
الزعماء العودة في مرحلة ما في المستقبل.
واضاف، رغم اننا نتوقع ان بعض هؤلاء الزعماء سيحاول العودة
قريبا فنحن نعلم انهم سيعودون الى وسط اقل ترحيبا بكثير.
ويقول مسؤولون ان وتيرة العنف في العراق بلغت ادنى مستوياتها في
اربعة اعوام بفضل عوامل منها تكتيكات جديدة للقوات الامريكية ووقف
لاطلاق النار اعلنه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقرار للمسلحين
السنة السابقين بمحاربة متشددي القاعدة.
واشار اوستين الى ان الجماعات الشيعية المتطرفة ستواجه صعوبة
أكبر بكثير في الحصول على تأييد اذا عاد زعماؤهم.
وقال اوستين: خلال الشهور العديدة الماضية استطاع الناس ان
ينعموا ببيئة اكثر سلما بكثير. اعتقد ان الناس يقدرون هذا.
ومضى يقول: لذا فان انماط الانشطة التي يأتي بها هؤلاء الزعماء
الى الاحياء والمحافظات لا اعتقد انها ستلقى الترحيب التي حظيت به
في الماضي.
قلق إيران الدائم من الاتفاقية الأمنية
مع الولايات المتحدة
قال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي خلال زيارة الى طهران
ان اتفاقا يسمح للقوات الامريكية بالبقاء في العراق بعد انتهاء
تفويضها لا يهدف الى مواصلة الضغط العسكري على ايران.
وجاءت التطمينات في وقت زاد فيه توتر العلاقات بين الجارين بشكل
اكبر من المعتاد بسبب اتهامات بان ايران ايدت ميليشيات شيعية مارقة
في العراق خلال معارك مع القوات الحكومية في وقت سابق هذا العام.
بحسب رويترز.
وندد على لاريجاني رئيس البرلمان الايراني بالاتفاق الامني
الامريكي العراقي المتوقع قائلا ان فكرة استمرار الوجود الامريكي
تقرع اجراس الانذار في المنطقة.
وقال صالح للصحفيين: شرحت لهم (الايرانيون) بدقة وبوضوح موقف
الحكومة العراقية.. اننا نسعى الى تفاهم مع الجانب الامريكي ينظم
تواجد القوات الاجنبية في العراق ويضمن السيادة العراقية بما يساعد
القوات العراقية والحكومة على اداء مهامها في محاربة الارهاب
واستباب الامن والاستقرار.
وتابع، اكدنا ان هذه التفاهمات لن تكون على الاطلاق جزء من اي
عمل يستهدف مصالح شعوب المنطقة. واضاف صالح: من مصلحتنا في العراق
ان نتشاور مع جيراننا في ايران ومع الدول الاخرى كي لا يساء
فهمنا.. لنؤكد ان تواجد القوات الامريكية في العراق الهدف منه هو
لخدمة الامن والاستقرار في العراق لا استخدام العراق قاعدة ومنطلق
لاستهداف مصالح جيراننا.
واجتمع صالح مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ومسؤولين
اخرين خلال الزيارة التي قال انها ركزت بدرجة اكبر على القضايا
الاقتصادية والتجارية منها على السياسية والامنية.
وقال احد مساعدي نائب رئيس الوزراء العراقي ان صالح بحث ايضا
اقتراحا عراقيا لانشاء شبكة امنية اقليمية تضم ايران وتركيا ودولا
عربية.
وقال ان صالح التقى مع سعيد جليلي مستشار الامن القومي الايراني
وان: الطرفين ناقشا مقترحا عراقيا باقامة منظومة او شبكة للامن
الاقليمي تخص الامن والاقتصاد والسياسة وحركة المواطنين وتشمل
ايران وتركيا والدول العربية المجاورة.
وقال المساعد الذي طلب عدم ذكر اسمه ان جليلي علق على المقترح
بقوله: هذه فكرة جيدة جدا.. علينا ان نستثمر الظروف الحالية الى
ابعد الحدود ونقيم شبكة مصالح مشتركة بين هذه البلدان.
وقال لاريجاني: التدخل في تقرير مصير العراق سيكون مضرا
للامريكيين بالذات .. لا ينبغي للامريكيين ان يطلبوا طلبات اكثر من
اللازم من العراق. ليدعو الشعب العراقي يختار كيف يعيش وماهي
الحكومة التي تحكمه.
برهم صالح يتفق مع الجانب الإيراني على
مشاريع تجارية واقتصادية
وزار الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي والوفد
المرافق له في طهران، رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني وومجلس
الشورى الإسلامي، فيما أعلن عن توقيع اتفاقيات للتبادل التجاري بين
البلدين.
ونقلت وكالة (إيرنا)الإيرانية عن أمين المجلس الأعلى للأمن
القومي سعيد جليلي، تأكيده على أن الضرورة لتنميه العلاقات بين
إيران والعراق وسائر دول المنطقة هو إيجاد الأمن المستديم في
العراق. لافتا إلى ان وتيرة الاستقرار الأمني في العراق تتحسن يوما
بعد يوم.
وقال جليلي لدي استقباله نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح
ان تضافر الجهود والطاقات الكامنة لإيران والعراق من شانه ان يشكل
نواه قويه لتنميه التعاون الإقليمي.
يذكر ان السلطات الإيرانية منعت القنوات الإعلامية العراقية من
تغطية اللقاء ما أدى إلى استياء كامل الوفد الصحفي العراقي ووعدوا
بكتابة استنكار رسمي لتقديمه عن طريق الحكومة العراقية إلى الحكومة
الإيرانية. بحسب أصوات العراق.
من جهته، صرح الدكتور برهم صالح للقنوات الإعلامية العراقية، في
محل إقامته أن: موقف الحكومة العراقية يسعى إلى وجود دائم للتفاهم
مع أميركا لتنظيم قواتها بما يضمن السيادة وبما يساعد القوات
العراقية على محاربة الإرهاب مع ضرورة التواصل مع دول الجوار لضمان
الأمن الإقليمي.
وأكّد صالح: وجود مخاوف حقيقية وتساؤلات إيرانية من جدوى
الاتفاقية المزمع توقيعها مع الجانب الأمريكي لاسيما(والتساؤل
للجانب الإيراني)أن العراق يرزح تحت البند السابع وأن الاتفاقية
تعدّ قيدا آخر لايعطي الحرية للعملية السياسية في العراق.
وفي إطار لقاءات الوفد العراقي المرافق لنائب رئيس الوزراء، أكد
السفير العراقي محمد مجيد الشيخ أنه: تم التفاهم على التبادل
التجاري بين البلدين واشتراك إيران بتوفير بعض مستلزمات البطاقة
التموينية للعراقيين،بعد اجتماع وزير التجارة العراقي مع نظيره
الإيراني.
من جانب آخر وقع السيد وزير الكهرباء على اتفاق رسمي بتزويد
العراق بمليون لتر من وقود (كازويل) لحساب وزارة الكهرباء لإدامة
منظومات المحطات الكهربائية العراقية، فضلا عن الاتفاق على جملة من
المشاريع الاقتصادية منها إنشاء مصنع للسيارات في العراق.
من جانبه كشف وزير الكهرباء كريم وحيد، ان الوفد العراقي الذي
زار طهران، وقع اتفاقية مع الجانب الايراني تقضي بتزويد العراق
بـ4500 ميغا واط، مبينا ان ما سماه بـ"بيروقراطية الاجراءات
الحدودية" تسببت في اعاقة الوصول الوقود الايراني الى محطات توليد
الكهرباء العراقية.
وقال وحيد الذي يشارك في الوفد العراقي، برئاسة نائب رئيس
الوزراء برهم صالح، في تصريح: إن وزارة النفط العراقية "وقعت للمرة
الاولى اتفاقيات ومذکرات ذات مستويات عالية، فقد تم التوقيع على
اتفاقية مع الجانب الايراني يتم بموجبها تزويد العراق بـ 4500 ميغا
واط.
وعقد العراق مع ايران في اوقات سابقة، اتفاقيات تتضمن تزويد
العراق بالكهرباء بشكل مباشر، فضلا عن تجهيز محطات توليد الكهرباء
بالوقود اللازم لتشغيلها.
وعن ابرز المعوقات التي تحول دون زيادة نسبة تجهيز محطات
الكهرباء العراقية، بالوقود الايراني، أردف وحيد أن: بيروقراطية
الإجراءات الحدودية، وتفتيش المرکبات، ووجود نقص فی الكميات
المجهزة، هي من أهم ما عرقل تجهيز محطاتنا بالوقود.
وتابع وحيد أن الأعمال في المحطة الكهربائية بمدينة الصدر (شرقي
العاصمة بغداد)، والتي من المؤمل ان تعمل بواقع 320 ميغا واط، رسا
قرار تنفيذها على احدی الشرکات الايرانية. مبينا ان هناك محطة اخرى
تنفذها الشركات الايرانية، هي محطة كهرباء الحيدرية في محافظة
النجف، وهي بمثابة هدية من الشعب الايراني الى الشعب العراقي من
ناحية التمويل. مضيفا ان التصاميم النهائية للمحطة أنجزت.
وعلى صعيد ذي صلة، كشف وزير الكهرباء ان هناك مفاوضات على تجهيز
العراق بـ 7900 ميغا واط من الكهرباء، في مشروع تشترك فيه شركات
عالمية كبرى. دون ان يكشف عن طبيعة هذه المفاوضات ولا الأطراف التي
تشارك فيها.
وكان إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية وصل إلى نحو تسعة آلاف
ميكاواط، قبل غزوه الكويت في صيف العام 1990، وكان من المؤمل أن
يصل إلى 18 ألف ميكاواط عام 2000، لكن الحروب التي خاضها النظام
السابق، والحصار الدولي الذي فرض على العراق، أدت إلى تراجع حاد في
إنتاج الطاقة الكهربائية، وتردي وضع المنظومة الوطنية، ليصل
إنتاجها إلى نحو خمسة آلاف ميكاواط قبل 9 نيسان/ أبريل من العام
2003.
وكان الناطق الإعلامي لوزارة الكهرباء أعلن في 28 تموز يوليو
الماضي، عن تحقيق الوزارة ما وصفه أعلى إنتاج للطاقة الكهربائية
منذ يوم التاسع من نيسان/ أبريل من العام 2003، بواقع ستة آلاف
ميكاواط. |