ملف الإنتخابات الامريكية: إستعمال الوتر الديني والحملة الإعلامية

شبكة النبأ: مازال المارثون نحو البيت الابيض مستمرا، دون كلل أو ملل، ومن يصاب به فقد خسر الرهان، وراحت عليه الجولة. بين أوباما وماكين، درب شائك وطويل، حيث وعود الديمقراطيين، وكلام الجمهوريين.

هكذا تعيش أميركا اليوم، في ظل توتر دولي وأزمة لامناص منها. بين ارتفاع اسعار الغذاء والنفط، وبين قضايا البيئة وملف الاحتباس الحراري، حتى الحرب القائمة في افغانستان والعراق، والتهديد الروسي الجديد. لتكون هذه الملفات والمحاور، نقطة الخلاف والإلتقاء لمرشحي الرئاسة الأمريكية.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير عن ملف الإنتخابات الأمريكية، نستعرض لكم الفارق المتبقي بين المرشحيّن من الأصوات، والمدة المتبقية لهما، مع عرض خاص لميزانيتهما الخاصة بالإعلام:

أغتايل رئيس الحزب الديموقراطي في ولاية اركنسو

قتل رئيس الحزب الديموقراطي في ولاية اركنسو الاميركية بيل غواتني بعد ان اقتحم مسلح مركز الحزب وفتح النار عليه على ما اعلنت الشرطة ومسؤولون ديموقراطيون.

وصرح اللفتننانت تيري هاستينغز من شرطة ليتل روك عبر قناة فوكس الاخبارية ان غواتني تعرض لعدة طلقات في الجزء الاعلى من جسده وتوفي متاثرا بجروحه في المستشفى بعد اربع ساعات.

واثار اغتيال غواتني (48 عاما) حالة من الصدمة لدى زملائه في الحزب الديموقراطي قبل اقل من اسبوعين على المؤتمر الوطني للحزب الذي يخوض معركة شرسة للوصول الى البيت الابيض.

واعلن بيل وهيلاري كلينتون في بيان: نحن حزينان جدا لوفاة بيل غواتني. وكان الثنائي قطن في ليتل روك كبرى مدن اركنسو طوال سنوات عندما كان بيل كلينتون حاكما ويعتبر غواتني من اصدقائهما المقربين. واعلنت الشرطة ان المسلح اصيب بجروح قاتلة بعد تبادل اطلاق النار معه اثر مطاردته. بحسب فرانس برس.

واصيب غوانتي السيناتور المحلي السابق عن اركنسو بثلاث رصاصات على الاقل قبيل الظهر (17,00 تغ) اطلقها رجل دخل الى مقر الحزب قرب مبنى الكابيتول في الولاية وطلب مقابلة رئيس الحزب بحسب وسائل الاعلام المحلية.

وقيل ان الشرطة ابلغت بالهجوم بعد تلقيها اتصالا طارئا اجرته سكرتيرة غواتني من متجر زهور مجاور. وقال شاهد هناك انها قالت للشرطة: النجدة تعرض رئيس حزبنا الى اطلاق نار. بحسب صحيفة اركنسو تايمز.

واصيب قادة الحزب الديموقراطي بصدمة قوية جراء الاغتيال قبل اسبوعين من اجتماع الديموقراطيين في دنفر لتسمية باراك اوباما رسميا كمرشحهم الرئاسي الى انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر. وقال رئيس اللجنة الديموقراطية الوطنية هاورد دين ومسؤولون اخرون في الحزب في بيان: خسرنا في هذه الحادثة العنيفة المشينة صديقا ورجلا محترما.

وغواتني هو احد المندوبين الكبار الـ800 في الحزب الذين يسمح لهم التصويت لمن يشاؤون في المؤتمر. وكان غواتني يؤيد كلينتون اثناء التنافس على الترشيح الى البيت الابيض. وكانت كلينتون هزمت اوباما بسهولة في انتخابات اركنسو التمهيدية.

كما كان غواتني مسؤول القسم المالي في حملة مايك بيب الناجحة عام 2006 لمنصب حاكم اركنسو. وقال بيب في بيان: خسرت اركنسو ابنا بارا وخسرت انا صديقا عظيما. واضاف الالم يعم اركنسو الليلة بسبب العدد الكبير من الناس الذين عرفوا بيل غواتني واحترموه واحبوه.

وصرح اللفتنانت هاستينغز ان الدافع وراء الاغتيال ما زال مجهولا. وقال: اننا نحقق في الموضوع. مضيفا ان المشتبه به لم يكن من موظفي غواتني السابقين. ونقل ان غواتني كان يملك عدة وكالات لتجارة السيارات في الولاية.

وفر مطلق النار في شاحنة نقل لكن الشرطة طاردته مسافة 40 كلم في مقاطعة غرانت جنوب ليتل روك حيث اصيب بطلقات نارية.

والهجوم العنيف هو الثاني الذي يستهدف الحزب الديموقراطي في عدة اشهر. ففي تشرين الثاني/نوفمبر احتل رجل زعم انه يحمل متفجرة مكتب حملة هيلاري كلينتون الانتخابية في ولاية نيو هامبشر واتخذ خمسة اشخاص رهائن طوال خمس ساعات ونيف قبل ان يستسلم.

الصراع الإعلامي بين اوباما وماكين والسعي لجذب الأصوات  

يقوم المرشح الديموقراطي الى البيت الابيض باراك اوباما بجولة داخلية جديدة لجذب اصوات الاميركيين في الوقت الذي شهد تقدمه على منافسه الجمهوري جون ماكين تراجعا في ثلاث ولايات رئيسية والذي يصفه فيه فريق هذا الاخير بانه متعجرف.

فقد كشفت نتائج استطلاع للراي اجرته جامعة كوينيبياك ان سناتور ايلينوي يتقدم في فلوريدا (جنوب شرق) واوهايو (شمال) وبنسيلفانيا (شرق) لكن تقدمه في هذه الولايات الرئيسية الثلاث شهد تراجعا كبيرا مقارنة بنتائج استطلاع مماثل جرى في منتصف حزيران/يونيو الماضي. بحسب فرانس برس.

وحصل اوباما على 46% من نوايا الاصوات في مقابل 44% لماكين في فلوريدا واوهايو كما يتقدم بسبع نقاط على منافسه في بنسيلفانيا (شرق) مع 49% من نوايا الاصوات في مقابل 42%. ونظرا لهامش الخطأ فان اوباما وماكين متعادلان تقريبا في فلوريدا واوهايو.

ومنذ 1960 لم يصل اي مرشح الى البيت الابيض من دون ان يفوز في ولايتين على الاقل من هذه الولايات الثلاث.

ويواجه اوباما منذ عودته من الشرق الاوسط واوروبا هجوما عنيفا من فريق حملة ماكين الذي اطلق في الايام الاخيرة في العديد من الولايات الرئيسية حملة دعائية متلفزة تصور اوباما على انه شخص متعجرف ومغرور.

وفي اخر اعلان دعائي تم تشبيه اوباما بالنجمتين بريتني سبيرز وباريس هيلتون من حيث بعدهما عن الواقع وعدم اكتراثهما بالصعوبات اليومية للاميركيين. واوضح استطلاع لشبكة سي.ان.ان ان 37% من الاميركيين يعتبرون اوباما متعجرفا.

من جانبه اتهم سناتور ايلينوي ماكين والجمهوريين بالسعي الى تخويف الاميركيين منه. وقال اوباما: نظرا لافتقارهم الى افكار جديدة فان استراتيجيتهم الوحيدة في هذه الانتخابات هي محاولة اخافتكم مني. سيسعون الى ان يقولوا لكم انه ليس وطنيا بصورة كافية واسمه مثير للسخرية ولا يشبه اطلاقا اي من الرؤساء الذين نراهم على الاوراق النقدية ويشكل مجازفة.

ورد عليه ريك ديفيز مدير حملة ماكين في بيان قائلا ان: باراك اوباما لعب بالورقة العنصرية وقد لعب مع اخفاء الحقيقة. وهذا الامر يثير انقسامات وهو شيء سلبي ومشين وخاطىء.

وتتفق نتائج جميع استطلاعات الراي على ان القضايا الدولية ومن بينها حرب العراق هي اكثر ما يثير قلق الاميركيين المهتمين ايضا بالاقتصاد ولا سيما اسعار البنزين.

وفي محاولة لجذب اصوات الناخبين البسطاء يقوم اوباما بجولة في المناطق المنكوبة بالفيضانات في ايوا (وسط) قبل ان يتحدث عن الاقتصاد والطاقة في مدينة سيدر رابيدس في الولاية نفسها.

وقد جعل المرشح الجمهوري من مسالة الطاقة واحدة من اولويات حملته. ويكرر في كل من لقاءاته تاييده لاستئناف عمليات التنقيب عن النفط في البحر امام السواحل الاميركية والمتوقفة منذ العام 1981.

وتلقى هذه الفكرة دفاعا قويا من شركات النفط ومن الرئيس جورج بوش الذي طلب من الكونغرس الذي يملك فيه الديموقراطيون الاغلبية السماح برفع التجميد المفروض على اعمال الحفر والتنقيب هذه في اسرع وقت ممكن.

الورقة الجديدة في التودد للناخب الأمريكي المتدين

يستهدف كل من باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية ومنافسه الجمهوري جون مكين الناخبين المتدينين حين يناقشان دور الدين في الحياة العامة والايدز والبيئة وقضايا أخرى.

ويلعب الدين دورا كبيرا في السياسة الامريكية رغم الفصل التقليدي بين الكنيسة والدولة ومن شبه المؤكد ان يسأل كثيرون المرشحين عن مكانة الدين في برامجهما الرئاسية.

وتستضيف أكبر كنيسة انجيلية امريكية أوباما ومكين في اطار (المنتدى المدني) ويقوم بمحاورتهما كل على حدة القس ريك وارن في كنيسة ساديلباك في ليك فورست بكاليفورنيا وان كان من المتوقع ان يظهرا معا على المنصة لفترة قصيرة من الوقت. بحسب رويترز.

وقال مايكل لينساي محلل السياسة الاجتماعية بجامعة رايس في هيوستون: هذا شيء استثنائي. هذه هي المرة الاولى التي يدعو فيها واعظ مرشحي الرئاسة... انهما يتنافسان على هذا الصوت.

ويشكل اتباع الكنيسة الانجيلية ربع الامريكيين البالغين وأصبحوا قاعدة محافظة رئيسية للحزب الجمهوري مع التركيز في السابق على معارضة الاجهاض وحقوق المثليين وتعزيز مباديء الاسرة التقليدية.

كانت هذه القضايا هي السبب وراء حصول بوش على نحو 80 في المئة من أصوات البروتستانت الانجيليين البيض في انتخابات عام 2004 لكن الحركة بدت أكثر انقساما واضطرابا هذا العام وان بقيت في الاغلب داخل المعسكر الجمهوري.

وأظهر مسح أجراه منتدى بيو عن الدين والحياة العامة ان 61 في المئة من البروتستانت الانجيليين البيض يؤيدون المرشح الجمهوري مكين بينما أيد 25 في المئة المرشح الديمقراطي أوباما.

لكن منتدى بيو اشار الى انه في يونيو حزيران عام 2004 كان بوش يتمتع بتأييد 69 في المئة من هذه المجموعة كما اشارت استطلاعات رأي اخرى الى تنامي جيوب من المؤيدين الانجيليين للحزب الديمقراطي.

كما أشارت استطلاعات أخرى للرأي الى تأييد راسخ لاوباما والديمقراطيين من جانب انجيليين سود ومن أصحاب الاصول اللاتينية مما يجعل "معركة الايمان" معركة رئيسية في الانتخابات الرئاسية الامريكية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني القادم.

لم يحمس مكين الناخب الانجيلي المحافظ حين أيد في السابق ابحاث خلايا المنشأ وانتقد زعماء الحركة عام 2002 لكن مكين من معارضي حق الاجهاض وهي ورقة رابحة مع هذه المجموعة.

وهناك فرصة متاحة ايضا امام أوباما وهو مسيحي متدين. ويرى مراقبون انه متحدث مفوه سيتحدث بكل ارتياح عن ايمانه أكثر من مكين الذي نشأ كعضو في الكنيسة الاسقفية البروتستانتية لكنه ينتمي الان للكنيسة المعمدانية الجنوبية الانجيلية.

ويدعو عدد كبير من الزعماء الانجيليين ومن بينهم وارن الى توسيع اهتمامات الحركة لتشمل الفقر والتغير المناخي دون اسقاط لقضايا محورية مثل حق الاجهاض.

وكان أوباما الذي يطمح لان يكون أول رئيس امريكي أسود قد ربط بين ايمانه وبين قضايا منها الفقر والبيئة.

حملة تلفزيونية لأوباما تكيل التهم لماكين

هاجم باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية منافسه الجمهوري جون مكين واتهمه في إعلان تلفزيوني دعائي بأنه أداة ويعمل لصالح شركات النفط الكبرى.

وفي محاولة من جانب أوباما سناتور ايلينوي للاستفادة من غضب الأمريكيين من ارتفاع أسعار البنزين يبدأ الاعلان بلقطة لسائق يزود سيارته بالبنزين وبالإشارة الى الأرباح الهائلة التي حققتها شركات النفط العام المنصرم. بحسب رويترز.

ويقول صوت المذيع في الاعلان: كل مرة تملأ فيها سيارتك بالبنزين تملأ شركات النفط جيوبها. والآن تساهم شركات النفط الكبرى في حملة جون مكين بمليوني دولار.

يظهر في الاعلان مكين سناتور اريزونا وهو يقف الى جوار الرئيس الأمريكي الجمهوري الحالي جورج بوش ويقول مذيع الاعلان: بعد رئيس كان في جيب شركات النفط الكبرى... لا نستطيع مجيء آخر مثله.

ويتحدث الاعلان عن خطة أوباما لمنح الأُسر الأمريكية إعفاءات ضريبية قيمتها ألف دولار لكل أُسرة للتغلب على ارتفاع أسعار الوقود وفي المقابل فرض ضرائب على الأرباح الهائلة التي تحققها شركات النفط. ويتهم الاعلان المرشح الجمهوري بأنه يعتزم إعطاء شركات النفط المزيد من الإعفاءات الضريبية. وكان هذا الاعلان التلفزيوني هو الأحدث لأوباما في حملته الانتخابية المكثفة المُذاعة.

شركة عملاقة تحذر موظفيها من انتخاب اوباما

حذرت شركة وول مارت الاكبر في العالم موظفيها من تداعيات احتمال انتخاب المرشح الديموقراطي للبيت الابيض باراك اوباما معتبرة انه قد يفضي الى تعزيز سلطات النقابات بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال. بحسب فرانس برس.

واوردت الصحيفة استنادا الى شهادة اثني عشر موظفا ان ادارة وول مارت، عقدت اجتماعات داخلية عدة اثارت فيها هذا الموضوع. وركز خطاب الشركة على احتمال اقرار مشروع قانون من شأنه تسهيل انشاء نقابات داخل الشركات في حال انتخاب اوباما. وايد اوباما المشروع موضحا انه سيوقع القانون في حال قدم اليه كرئيس. في المقابل اعلن المرشح الجمهوري جون ماكين رفضه للمشروع.

وقالت موظفة في احد متاجر وول مارت في ميسوري: ابلغنا الداعي الى الاجتماع ان الهدف منه ليس تحديد الشخص الذي سنصوت له بل التأكيد ان هذا القانون سيمر اذا فاز الديموقراطيون وانه لن يكون لنا كلمة في قضية النقابات. واضافت الموظفة للصحيفة: لست غبية كان الهدف تحديد الشخص الذي ينبغي ان اقترع له.

وردا على سؤال ل"وول ستريت جورنال" اكد متحدث باسم وول مارت انه اذا صح ان ممثلين للشركة ابلغوا الى موظفين كيفية التصويت فقد اخطأوا وقاموا بذلك من دون اذن.

الفقراء وأفضلية اوباما على ماكين

افادت نتائج استطلاع ان الاميركيين الاكثر فقرا بما فيهم البيض يفضلون المرشح الديمقراطي باراك اوباما. وجاء في الاستطلاع الذي نشرته الواشنطن بوست وشمل اكثر موظفين اميركيين فقراء ان 58% منهم ينوون انتخاب اوباما مقابل 28% لجون ماكين.

وبين السود من تلك الفئة يقول 96% من الاشخاص المستطلعين انهم ينوون انتخاب اوباما مقابل 2% ماكين. بحسب فرانس برس.

وبين الاميركيين من اصول اسبانية ينوي 61% انتخاب المرشح الديمقراطي مقابل 22% للمرشح الجمهوري في حين يحظى اوباما بتقدم من عشر نقاط على ماكين (47% مقابل 37%) لدى البيض الذين لا يتجاوز دخلهم السنوي 27 الف دولار.

وتتعارض نتائج هذا الاستطلاع مع ما يراه العديد من الخبراء من صعوبة يواجهها سناتور ايلينوي في اجتذاب الناخبين البيض من الطبقة العاملة الذين فضل معظمهم خلال الحملة الانتخابية التمهيدية لدى الديمقراطيين هيلاري كلينتون. ويفيد الاستطلاع ان ماكين لا يبدو قادرا على اجتذاب هؤلاء كما فعلت هيلاري كلينتون.

ويفيد الاستطلاع ايضا ان العديد من الاميركيين الفقراء لا ياملون كثيرا في قدرة هذا المرشح او ذاك على تحسين اوضاعهم الشخصية. ففي حين اعتبر 35% من المستطلعين مهما كانت انتماءاتهم الحزبية ان اوباما سيحسن وضعهم المالي مقابل 12% لماكين فان نسبة هؤلاء تبلغ 41% عندما يتعلق الامر بالاعتقاد بان لا هذا ولا ذاك يستطيعون تغييره.

واجري الاستطلاع من 18 حزيران/يونيو الى 7 تموز/يوليو على عينة من 1350 شخصا تتراوح اعمارهم بين 18 و64 سنة عملوا على الاقل ثلاثين ساعة في الاسبوع السنة الماضية لكن دون ان تتجاوز مواردهم 27 الف دولار خلال 2007.

ويبلغ هامش الخطا في هذا الاستطلاع اقل من 4%. وتفيد احصائيات رسمية بان نحو 40% من الموظفين يتقاضون 27 الف دولار او اقل في السنة.

تراجع واضح في نقاط الفرق بين اوباما وماكين

تقلص الفارق بين المرشحين الى الرئاسة الاميركية باراك اوباما وجون ماكين حيث اقتصر تقدم الديموقراطي على خصمه الجمهوري على ثلاث نقاط فحسب بحسب استطلاع للراي نشره مركز بيو للابحاث.

وحاز اوباما على 46% من الاصوات على مستوى البلاد مقابل 43% لماكين. وفي نهاية حزيران/يونيو افاد استطلاع مشابه عن تقدم اوباما بثماني نقاط (48% مقابل 40%). اما في منتصف تموز/يوليو فبلغ تقدم اوباما خمس نقاط (47% مقابل 42%). اما استطلاع معهد غالوب اليومي فاشار الى تقدم اوباما بست نقاط (48% مقابل 42%). بحسب فرانس برس.

وافاد معهد بيو ان اوباما يجد صعوبة اكبر في استنفار القاعدة الانتخابية مقارنة بماكين. ويدعم 83% من الديموقراطيين اوباما فيما يحظى ماكين بتاييد 87% من الجمهوريين. ويبدو ان الانتخابات التمهيدية الديموقراطية المضنية فعلت فعلها. واعرب 72% من الديموقراطيين الذين دعموا هيلاري كلينتون عن استعدادهم للتصويت لصالح اوباما فيما تلقى ماكين تاييد 88% من الناخبين المؤيدين لخصومه الجمهوريين السابقين في الانتخابات التمهيدية.

وتؤيد اكثرية من الناخبات (51% مقابل 38%) اوباما. غير ان الرجال يفضلون ماكين (49% مقابل 41%).

كما تتجلى الخلافات العرقية في هذا الاطار. فاوباما الذي قد يصبح الرئيس الاسود الاول للولايات المتحدة يلقى دعم 88% من الناخبين السود مقابل 5% لماكين. في المقابل لم يحصل اوباما في هذا الاستطلاع على اكثر من 39% من اصوات الناخبين البيض. واجري استطلاع بيو للراي بين 31 تموز/يوليو و10 اب/اغسطس بمشاركة 2414 شخصا مع هامش خطا من 52%.

الدور الإعلاني في الإنتخابات الأمريكية وإرتفاع النفقات

أظهر تقرير أن المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة انفقا نحو 50 مليون دولار وبثا أكثر من مئة الف اعلان تلفزيوني منذ بدء الحملة الانتخابية في أوائل يونيو حزيران وهو ما يتجاوز بكثير الانفاق على الاعلانات في الحملة الانتخابية عام 2004 .

وقال مشروع الاعلان بجامعة ويسكونسن الذي يراقب الانفاق على الاعلانات السياسية في تقرير ان المرشح الديمقراطي باراك اوباما أنفق 27 مليون دولار بين الرابع من يونيو حزيران و26 يوليو تموز في حين أنفق المرشح الجمهوري جون مكين ما يزيد قليلا على 21 مليون دولار. بحسب رويترز.

وأضاف المشروع أن اللجنة الجمهورية القومية بثت 6005 اعلانات أخرى في الفترة نفسها وانفقت 3.6 مليون دولار في حين لم تبث اللجنة الديمقراطية القومية أي اعلانات رئاسية.

وبالمقارنة قال البرنامج ان المرشحين في عام 2004 بثا 77 الف اعلان في يونيو ويوليو.

وبث أوباما عددا كبيرا من الاعلانات بلغ 55312 اعلانا بزيادة تسعة الاف اعلان عن مكين. ولكن باضافة اعلانات اللجنة الجمهورية الى اعلانات مكين يقل الفارق مع أوباما الى 2744 اعلانا.

وكان أكثر من 90 بالمئة من اعلانات اوباما ايجابية ولا تذكر مكين في حين ان ثلث اعلانات مكين كانت سلبية وتقارن بين المرشحين.

وقال جولدشتاين: هذه الحملة عن باراك أوباما وليست عن جون مكين، فمكين كان يحاول التشكيك في مصداقية منافسه كقائد في حين كان أوباما يحاول أن يؤكد للناس استعداده للقيادة.

أولويات السياسة العسكرية للمرشحين أوباما وماكين

فيما يلي السياسات العسكرية للمرشحين الرئيسيين لانتخابات الرئاسة الامريكية سناتور اريزونا الجمهوري جون مكين وسناتور ايلينوي الديمقراطي باراك اوباما بشأن القضايا العسكرية والدفاعية الكبرى، العراق: يحبذ مكين الى حد كبير سياسة ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الخاصة بسحب القوات حين يقول القادة ان الوضع آمن بدرجة تسمح بهذا وحين يتحسن الوضع الامني. وأشار الى أن الولايات المتحدة ستكون قد انتصرت في حرب العراق بحلول نهاية الولاية الرئاسية الاولى لمكين في يناير كانون الثاني عام 2013 وستكون معظم القوات الامريكية قد عادت الى الوطن. بحسب رويترز.

ويقول اوباما ان هدفه هو سحب القوات الامريكية المقاتلة كاملة في غضون 16 شهرا من توليه الرئاسة. لكنه قال ايضا انه سيبقي على قوة لتدريب القوات العراقية وتنفيذ عمليات مكافحة الارهاب وحماية الدبلوماسيين الامريكيين.

أفغانستان: يجادل اوباما بأن الحرب في افغانستان أهم من العراق وتعهد بنشر لواءين مقاتلين على الارجح قوامهما نحو سبعة الاف فرد.

وقال مكين ان على القادة الحصول على الالوية الثلاثة التي طلبوها في أفغانستان لكن تأكيده على حرب العراق يعني أن من الممكن أن يستغرق وصول هذه القوات الاضافية وقتا أكبر.

كما دعا كل من مكين واوباما الحلفاء بحلف شمال الاطلسي الى نشر مزيد من القوات والعتاد في افغانستان.

الدفاع الصاروخي: يقول مستشارون لمكين واوباما انهما يدعمان أنظمة لحماية الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية من قبل دول مثل ايران وكوريا الشمالية.

ودعم مكين هذه المسألة قلبا وقالبا بينما تقول حملة اوباما ان أنظمة الدفاع الصاروخي ستخضع لتدقيق اكثر احكاما مما كان الوضع عليه تحت قيادة الرئيس بوش.

حجم الجيش الامريكي: يدعم مكين واوباما برنامجا بدأ تحت قيادة بوش لتوسيع الجيش الامريكي ومشاة البحرية ليصل قوامهما مجتمعين الى نحو 750 الف فرد من القوات العاملة. ويحبذ مكين زيادة القوات بأعداد اكبر لتصل الى 900 الف فرد. ولا يؤيد أي من المرشحين تطبيق نظام التجنيد الاجباري.

الانفاق في مجال الدفاع: قالت الحملتان انهما لا تريان اي احتمال بخفض الانفاق الاجمالي للولايات المتحدة في مجال الدفاع على المدى القريب على الاقل.

لكن المرشحين ناديا ايضا باصلاح أنظمة مشتريات الموارد الخاصة بوزارة الدفاع (البنتاجون) لوقف التكاليف المتزايدة للاسلحة والمعدات. وبنى مكين سمعة بالكونجرس بالتدقيق الشديد في برامج البنتاجون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء   20/تموز/2008 - 18/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م