ربيع العراق القادم سيشهد سحب القوات البريطانية ومكوث القوات الأمريكية

(العراق بعيون غربية)

علي الطالقاني

شبكة النبأ: تناولت الصحف الغربية الصادرة هذا الأسبوع موضوعات مختلفة بالشأن العراقي فبينما تحدثت صحيفة عن سحب القوات الأمريكية خلال الثلاث سنوات المقبلة، تحدثت أخرى عن سحب القوات البريطانية في الربيع القادم، بينما تحدثت صحيفة عن الحكومة العراقية ودعمها الأجهزة الأمنية في الأنبار.

فقد قالت صحيفة التايمز البريطانية، نصّت مسودة اتفاق بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية على انسحاب القوات الأميركية من جميع المدن العراقية في الصيف المقبل، وأن الجنود سيغادرون البلاد في غضون ثلاث سنوات أذا أستمر الأستقرار الأمني.

 من جهته قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي"إن المسودة تحظر على الجيش الأميركي اعتبارا من العام القادم الانفراد بشن هجمات عسكرية من داخل العراق".

وينص الاتفاق قيودا على صلاحيات الجنود الأمريكيين في الأعتقالات ويصبح من اللازم عليهم تسليم أي معتقل للجنة أميركية عراقية جديدة. وسيتعين على الجنود الحصول على الضوء الأخضر من هذه اللجنة المشتركة قبل الإقدام على أي عمل من هذا القبيل.

وأضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفضت التعليق على المقترحات المدرجة في مسودة الاتفاقية المزمع إبرامها بين بغداد وواشنطن والتي تعالج وضع القوات الأميركية بعد العام 2008.

وقال زيباري أن المفاوضين الأميركيين والعراقيين شارفوا على الفراغ من إعداد مسودة الاتفاق.

وزادت الصحيفة أنه بعد خمسة أشهر من المشاورات التي اتسمت بالحدة في بعض الأحيان, فقد انتهى إعداد الجانب الفني من الاتفاق المتمثل في الصياغة القانونية السليمة للمسودة.

سحب القوات من العراق الربيع القادم  

من جهتها قالت صحيفة "ديلي تلغراف" نقلا عن مسؤولين عسكريين بريطانيين أن معظم القوات البريطانية العاملة في العراق ستنسحب خلال التسعة أشهر القادمة.

 لكن كثيرا من الجنود سيعاد نشرهم بسرعة في أفغانستان حيث القتال على أشده هناك ضد طالبان.

وأضافت الصحيفة إلى أنه ما زال هناك أكثر من أربعة الآف جندي بريطاني متمركزين في جنوبي العراق رغم تعهدات رئيس الوزراء بخفض العدد. وقد بدا غوردون براون حذرا خلال الشهور القليلة الماضية بألا يحدد جدولا زمنيا لانسحاب القوات البريطانية.

 وقالت الصحيفة إن العراقيين أوشكوا على الاقتراب من الموافقة على صفقة مع الأميركيين يمكن أن تؤدي إلى رحيل كافة القوات الأميركية خلال ثلاث سنوات تبدأ من الصيف القادم.

 وقالت مصادر الدفاع البريطانية تعليقا على انسحاب قواتها "لقد حققنا ما جئنا من أجله في العراق".

 من جهته أكد الجيش البريطاني أن الظروف في البصرة قد تحسنت كثيرا خلال الشهور القليلة الماضية عقب المواجهة الحاسمة مع المتمردين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية "رغم أملنا أن يقل الوجود العسكري البريطاني في العراق في المستقبل، فإنه من المبكر جدا مناقشة حجم وشكل القوات البريطانية التي سيتم خفضها. وبصفتها شريك تحالف رئيسي، فإن الولايات المتحدة لها دور كبير في تطوير خططنا المستقبلية".

دعم الأجهزة الأمنية في الأنبار 

من جانب آخر قالت صحيفة لوس انجلس تايمز الأمريكية إن الحكومة العراقية لاتهتم بدعم قوات الأمن العراقية في محافظة الانبار، وأشارت الصحيفة ان الآليات العسكرية التي منحتها القوات الأمريكية إلى القوات هناك هي الآن مستهلكة.

وزادت الصحيفة "في البداية عزا الجيش الأمريكي هذا التأجيل إلى سوء الأحوال الجوية، لكن عددا من القادة المحليين قالوا ان التفجير بيَّن ان قوات الأمن العراقية ما زالت غير مستعدة لتسلم الملف الأمني".

وتابعت "لوس انجلس تايمز" أن "الجيش الأمريكي منح القوات سيارات بيك آب من نوع فورد إلى قوات الشرطة ، الا ان الحكومة العراقية لم تزودهم بقطع الغيار أو نظم الصيانة للحفاظ على اشتغالها. لذا يعمد ضباط الشرطة في الرمادي إلى استخدام سياراتهم الشخصية ويديمونها بقطع غيار مستخدمة".

وعلق الصحيفة قائلة "العلاقة المهزوزة مع الحكومة، التي يقودها الشيعة في بغداد، هي واحدة من المشكلات التي تواجه الجهد الأمريكي في تسليم مسؤولية محافظة الانبار التي تقطنها غالبية من العرب السنة بعد أكثر من عام على انضمام الجيش الأمريكي مع قوات الأمن المحلية ومتمردين سابقين ومقاتلين عشائريين  لضرب تنظيم القاعدة في المحافظة".

ورأت الصحيفة  أن "نقل المسؤولية الأمنية إلى العراقيين سيكون حجر الأساس في الحرب في العراق، لانه بمثابة إعلان النصر في مهد التمرد وفي محافظة كانت تعدّ قبل عامين فقط من الآن ساقطة تحت سيطرة القاعدة في العراق. وهذا التأجيل سيثبط الآمال في انسحاب القوات الأمريكية في وقت قريب وهي منتصرة".

وحتى بعد تعليق نقل المسؤولية الرسمي، كما تقول الصحيفة، فان المارينز وقوات الشرطة العراقية يتعاونون في نقل المسؤوليات الأمنية شيئا فشيئا.

وختم الصحيفة بالقول "على الرغم من تواضع الإمكانات، فان قوات الأمن الفتية أثبتت قدرات عالية في فرض الأمن والقانون في المحافظة".

.................................................................................

- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء   20/تموز/2008 - 18/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م