ملف الإحتباس الحراري: مكافحة المناخ وفقدان الأرز اللبناني

شبكة النبأ: في سعي العالم الجاد، نحو الحد من ظاهرة الإحتباس الحراري، وتسرب الطاقة، والتأثير المباشر في مناخ الأرض، وفي أثناء ذلك تتطور وتتفاقم المشاكل الدولية، السياسية منها والاقتصادية، لتكون مشكلة الإحتباس الحراري أو ما يتعلق بالبيئة، في التعداد الأخير ضمن برنامج قادة العالم. غير ان المحاولات الدولية، والجمعيات والمنظمات، وجميع الناشطين في هذا المجال، مازالوا يسعون إلى خلق تفكير عالمي جاد، بشأن مشكلة الإحتباس الحراري.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم العقبات، وأبرز المشاكل التي تواجه العالم في مستقبله القريب:

سعي اوروبا لمكافحة تغيرات المناخ وترشيد الطاقة

تراجع الوقود الحيوي واحتلت اجراءات ترشيد استهلاك الطاقة الصدارة فيما تتجه خطة طموحة للاتحاد الاوروبي لمحاربة التغيرات المناخية لان تصبح قانونا.

حين تبنى قادة الاتحاد الاوروبي في العام الماضي اهدافا جريئة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ودعم موارد الطاقة المتجددة وضعوا هدفا يقضي بان تكون نسبة عشرة بالمئة من الوقود الذي تستهلكه وسائل النقل وقودا حيويا يستخلص من المحاصيل والمواد الحيوية بصفة عامة بحلول عام 2020. بحسب رويترز.

ولكن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا فيما يرجع جزئيا لتنافس منتجي الوقود من محاصيل زراعية على الاراضي الزراعية لم يعد الوقود الحيوي مستصاغا.

وقال وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو بعد ان ناقش القضية مع كبار مسؤولي البيئة بالاتحاد الاوروبي في الشهر الماضي: نلعن الان الحل الذي وصفناه بانه اعجاز قبل 18 شهرا.

ويعتقد الوزراء الان ان الفرصة الاكبر لتحقيق نصر سريع في المعركة ضد ارتفاع درجات حرارة الارض يكمن في ترشيد استهلاك الطاقة.

وأضحى تشييد مبان جديدة تحافظ على البيئة بشكل أكبر والحد من استهلاك الاجهزة للكهرباء وتركيب مصابيح موفرة للطاقة في المنازل والمكاتب والشوارع الامل العظيم الجديد لانقاذ العالم وترشيد الانفاق.

ونتيجة لذلك قد يحول الاتحاد الاوروبي المكون من 27 دولة هدفا استرشاديا اقر في مارس اذار عام 2007 يقضي بخفض استهلاك الطاقة في الدول الاعضاء بنسبة 20 في المئة من مستوياته الحالية بحلول عام 2020 لهدف اجباري.

ومع تعهد مرشحي الرئاسة الامريكية بالمشاركة في المساعي العالمية للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري يتصاعد الضعط على الاتحاد الاوروبي لان يكون على مستوى مزاعمه بالريادة في هذا المجال ويصدر تشريعا خاصا بالتغيرات المناخية بحلول مارس اذار 2009.

وحذر جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية قائلا: ستتضرر بشدة مصداقية اوروبا التي كانت لها الريادة في ذلك الملف الهام للغاية لمستقبل كوكبنا اذا هي بعثت برسالة تفيد تراجعنا الان في الوقت الذي يغير فيه الاخرون مواقفهم.

واعادة النظر في أمر الوقود الحيوي ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه خطة الاتحاد الاوروبي اذ تتمرد الصناعات المستهلكة لكميات كبيرة من الطاقة بدءا من صناعة الصلب وانتهاء بالكيماويات والورق على امكانية الاضطرار لشراء اذون لانبعاثات ثاني اكسيد الكربون من خلال مزادات فيما قد لا يواجه منافسون في أماكن اخرى نفس القيود.

ويتمرد الاعضاء الجدد في الاتحاد من وسط اوروبا على الخطط الخاصة بقطاع الكهرباء الذي يعتمد كثيرا على الفحم او النفط والغاز الوارد من روسيا لتوليد الكهرباء اذ تضطره لسداد القيمة الكاملة لحصص الانبعاثات الكربونية بداية من عام 2012.

والحل الذي اقترحه بورلو لمشكلة الاعضاء الجدد استغلال حصة من الحصيلة المتوقعة لتجارة الانبعاثات وتقدر عند 55 مليار يورو (86.36 مليار دولار) للمساهمة في جهود الاعضاء الجدد لتطهير قطاع الطاقة وتحسين كفاءته.

لكن الاعضاء القدامى الاثرياء مثل بريطانيا والسويد وهولندا يقولون ان المال يخص الخزانة الوطنية ويعترضون على اعادة توزيع الاموال على الدول الافقر التي تتلقى بالفعل معونات سخية من الاتحاد الاوروبي.

وتعد حكومات الاتحاد الاوروبي مواصفات صارمة للسماح بطرح الوقود الحيوي في السوق الاوروبية تلزم باستثمار مبالغ ضخمة في مجال انبعاثات ثاني اكسيد الكربون مقارنة بالوقود الحيوي. وتهدف اللوائح لحماية الغابات المطيرة من الدمار والحفاظ على المنتجات الغذائية الحالية.

وقال بورلو ان الهدف المتمثل في أن تكون نسبة عشرة بالمئة من وقود وسائل النقل وقودا حيويا يجب أن يشمل انواعا اخرى من الوقود البديل مثل الكهرباء والهيدروجين.

وتراجع البرلمان الاوروبي الذي يتمتع بنفس السلطات التشريعية للدول الاعضاء بشان الخطة عن هدف العشرة بالمئة. ووافقت لجنة مهمة على تحديد النسبة المستهدفة لاستخدام وقود وسائل النقل من موارد متجددة عند اربعة بالمئة فقط بحلول عام 2015.

تعديلات على الملابس والتكييف في مبنى الامم المتحدة

اعلنت الامم التحدة التي تريد المشاركة في مكافحة التغير المناخي وقف نظام التكييف في مقرها بنيويورك في نهاية الاسبوع خلال شهر آب/اغسطس.

وجاء في توجيه للامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المكيفات ستطفىء في البناية المؤلفة من 39 طابقا ما سيؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة من 22 الى 25 في نهاية الاسبوع خلال شهر آب/اغسطس. بحسب فرانس برس.

وهذه البادرة التي ترمي الى خفض تكلفة الطاقة ومكافحة التغير المناخي يمكن ان تستمر طوال السنة ما يتيح توفير مليون دولار على المنظمة الدولية وخفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون في البناية بمعدل 2800 طن. وخلال الشتاء يمكن ان يكون هذا التدبير معكوسا بحيث يخفض مثبت درجات الحرارة.

وقال الامين العام في بيان: تمكنا من جعل مسألة التغير المناخي واحدة من اولويات جدول الاعمال الدولي ... وهذا يعني ان على الامم المتحدة اتخاذ التدابير نفسها. واضاف، ينبغي ان نكون القدوة واذا كان علينا ان نطلب من الاخرين اتخاذ تدابير فيجب ان نتخذ نحن ايضا تدابير.

وفي اطار هذه البادرة يشجع الامين العام الموظفين والمندوبين والدبلوماسيين على التحرر قليلا من بروتوكل الملابس وارتداء ملابس خفيفة بدلا من بزات من ثلاث قطع ابتداء من الاول من آب/اغسطس. وردا على سؤال هل يكون الامين العام قدوة في هذا المجال ايضا اجاب جوناس باستور رئيس الفريق المسؤول عن التبريد: سيرتدي ايضا ثيابا خفيفة وقد اكد ذلك.

الولايات المتحدة تقيس انبعاثات ثاني اكسيد الكربون

اعلنت حوالى عشرين مدينة اميركية بينها نيويورك ونيو اورلينز انها ستعمد الى قياس ابنعاثاتها من ثاني اكسيد الكربون لايجاد افضل سبل للحد منها ولجم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وللقيام بذلك اعتمدت هذه المدن نظاما يستخدم في 1300 مؤسسة في العالم تنشر طوعا حجم انبعاث هذه الغازات. بحسب فرانس برس.

وقال بول ديكنسون رئيس مجلس ادارة كاربون ديسكلوجر بروجكت ان: المدن تنتج اكثر من 70% من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة وفي حال لم تقس من المستحيل الحد منها.

وكاربون ديسكلوجر بروجكت، التي تتخذ من لندن مقرا لها كونسورسيوم يضم 385 مستثمرا يطلبون منذ العام الفين من الشركات كشف انبعاثاتها من غازات الدفيئة.

وشكل هذا الكونسورسيوم الذي يدير اعضاؤه اصولا بقيمة 57 الف مليار دولار شراكة لهذا المشروع مع التجمع الاميركي للمناطق المحلية للاقتصاد الدائم. ويضم التجمع 450 عضوا في الولايات المتحدة.

وكل واحدة من البلديات الاميركية ال21 التي اصبحت عضوا في هذه الشراكة الجديدة ستجمع ارقاما عن انبعاث غازات الدفيئة للانشطة البلدية الرئيسية مثل خدمات فرق الاطفاء وجمع النفايات ومعالجتها واستهلاك الطاقة في المباني البلدية.

وسيسمح ذلك لهذه المدن بان يكون لها مرجعية لمقارنة اداءها بالبلديات الاخرى وقياس مجمل انبعاثاتها.

الأرز الرمز الوطني اللبناني والتغير المناخي

تمثل أشجار الأرز التي تعلو الجبال شامخة بالنسبة للكثير من اللبنانيين رمزا لاستمرارية أراضيهم. لكن بعض خبراء البيئة يشعرون بالقلق من أن الاشجار تواجه تهديدا جديدا من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال نزار هاني المنسق العلمي لمحمية أرز الباروك الطبيعية بجبال الشوف: التحدي الاكبر الان بالنسبة للأرز في لبنان هو التغير المناخي.

ولا يقطع سكون هذا الملاذ الذي يقع على بعد نحو 90 دقيقة بالسيارة من صخب بيروت الجنوني الا همهمة الحشرات وحفيف النسيم عبر أغصان الأرز.

ويقول هاني ان النطاق الطبيعي للأرز يتراوح حاليا بين 1200 و1800 متر فوق مستوى سطح البحر. ويعني المناخ الأكثر دفئا أن أشجار الأرز لن تفلح الا في أماكن أعلى.

كانت أشجار الأرز ذات يوم تغطي أجزاء شاسعة من جنوب تركيا وسوريا ولبنان لكن الطلب على أخشابها والراتينج الخاص بها كان موجودا دائما كما تشير ملحمة جلجامش التي كتبت في الالفية الثانية قبل الميلاد والقصة التي وردت في الكتاب المقدس عن استيراد الملك سليمان لخشب الارز اللبناني لهيكله في القدس. بحسب رويترز.

وحظيت الاشجار بتقدير نجاري السفن من الفينيقيين والبنائين المصريين وغيرهم كثيرون مما أدى الى تقلص الغابات على مدار الالفيات. وقطع الاتراك العثمانيون الكثير من أشجار الارز اللبنانية. واستخدمت القوات البريطانية خشب الأرز في بناء خط السكك الحديدية بين طرابلس وحيفا في الحرب العالمية الثانية.

ولا تغطي أشجار الارز الان سوى خمسة الاف فدان في لبنان حيث لا توجد الا في 12 معقلا على ارتفاع عال من مستوى سطح البحر.

وتخضع كلها الان تقريبا للحماية. وأشجار أرز الباروك مزدهرة وتتوالد طبيعيا. اما ابناء عمومتها الاكبر حجما وسنا الموجودة في بستان محاط بأسوار قرب بشري في الشمال فأشهر منها لكن لم يبق منها الا القليل. ويعتقد أن أعمار بعضها تتجاوز الالفي عام.

وتجادل رانيا المصري أستاذة البيئة المساعدة بجامعة البلمند قرب بيروت بأن طول عمر الارز اللبناني لا يعطيه حصانة ضد التغير المناخي.

وتجود أشجار الارز على ارتفاع معين وتحب التربة الرطبة التي يتم تصريف مياهها جيدا وذات مستوى معين من الرطوبة.

وأضافت: هذه هي الاوجه التي يمكن أن يؤثر عليها التغير المناخي بشدة خاصة في هذه المنطقة... من الممكن أن يحدث انخفاض كبير في الرطوبة وانخفاض في سقوط الامطار.

ومضت تقول ان أشجار الارز تمثل جزءا من بيئة في لبنان خاضعة لضغوط متعددة من صنع الانسان لا تقتصر على التغير المناخي وأضافت: أشعر بالقلق بشأن التهديدات لاشجار الأرز بقدر قلقي على الأوضاع البيئية الأخرى في لبنان لكن ليس أكثر.

ومنذ عشر سنوات كانت الحشرات تدمر الأرز في تنورين بشمال لبنان. وربط باحثون بين هذه الاصابة بزنبور يتغذى على الاخشاب وبين التغيرات في درجة الحرارة ورطوبة التربة. غير أنه تمت السيطرة على هذه الاصابة في نهاية المطاف.

لكن نصري قعوار الاستاذ المتقاعد بالجامعة الامريكية ببيروت والذي لعب دورا بارزا في تلك الجهود انه لا يمتلك أدلة علمية دامغة وكافية ليتكهن بمدى سوء التأثير الذي سيكون للتغير المناخي على أشجار الارز.

وأضاف: التغير المناخي لا يحدث بين عشية وضحاها بل على مدار سنوات كثيرة. لم نر بعد أي تدهور خطير في أشجار الارز على مدار السنين بخلاف هذه الحشرة.

ومضى قعوار (75 عاما) يقول: بالنسبة لي أشجار الارز رمز للبنان. انها تظهر قدرة البلاد الرائعة على الاحتمال... امل أن يستطيع أحفادي الاستمتاع بها.

وقاد وليد جنبلاط السياسي الدرزي جهود الحفاظ على أرز الباروك التي هي محمية طبيعية منذ عام 1996.

وقال هاني المنسق العلمي ان المحمية تغطي مساحة 160 كيلومترا مربعا اي 1.5 في المئة من جملة اراضي لبنان وتحتوي على ربع غاباته من الارز.

وأضاف هاني أن الارز اللبناني الذي يزين علم البلاد ينمو ليصل الى شكله الاسفيني المميز بعد أن يصل ارتفاعه الى ما بين سبعة وثمانية امتار.

ومضى يقول: ثم يموت الرأس. وهذه حالة طبيعية وليست مرضا لان خزان المياه تحت الارض لا يستطيع تغذية الشجرة الا حتى هذا الارتفاع... هذا هو الفرق بين الارز اللبناني في لبنان وفي أماكن أخرى.

وتابع قائلا: اذا زرعت ارزا لبنانيا في مكان به المزيد من المياه والجليد لا تستطيع أن ترى هذا الشكل الموجود على العلم.

والباروك جنة للتنوع الحيوي حيث يوجد بها 524 نوعا من النباتات اضافة الى تشكيلة غنية من الطيور والزواحف والثدييات التي يقال ان من بينها الخنزير البري والذئب والثعلب الاحمر وابن اوى والضبع.

وقوضت الاضطرابات السياسية في لبنان من جهود استقطاب الزوار للمحمية على الرغم من جمالها الهاديء.

وبلغت الاعداد ذروتها حيث بلغت 28 الفا عام 2004 لكنها انخفضت الى 21 الفا في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ولم يزرها الا 17 الف شخص عام 2006 وهو العام الذي شهد حرب اسرائيل ضد مقاتلي حزب الله بينما كان عددهم 14 الفا في العام الماضي.

واعترف هاني بأن الوضع في البلاد ما زال غير هاديء.. ليس بنسبة مئة في المئة... نأمل أن تكون الأشهر القليلة القادمة اكثر هدوءا وأن يأتي الناس الى هنا للاستمتاع بالطبيعة في لبنان.

التغير المفاجىء في مناخ أوروبا حدث قبل 12679 عاماً!!

قال علماء أن انخفاضا شديدا في درجات الحرارة في منطقة غرب أوروبا حدث قبل 12679 عاما على وجه التحديد بعد مرور رياح ثلجية فوق المحيط الاطلسي فيما يبدو مما يعطي لمحة عن مدى السرعة التي قد يحدث بها تغير المناخ.

وأشارت دراسة شملت اللقاحات والمعادن وغيرها من المواد الموجودة في الرواسب السنوية بقاع بحيرة ميرفيلدر مار بألمانيا الى تغيير مفاجىء في الرواسب يتفق مع تغير المناخ بشكل مفاجئ خلال عام واحد. بحسب رويترز.

وقال العلماء في مقال بنشرة (نيتشر جيوساينس) العلمية: البيانات التي لدينا تشير الى حدوث زيادة مفاجئة في العواصف التي تهب على المنطقة بين فصلي الخريف والربيع بين عام واخر قبل 12679 عاما بالضبط بما يتزامن الى حد كبير مع تغيرات أخرى شهدتها هذه المنطقة.

وكان العلماء يعرفون منذ فترة طويلة بأمر البرودة الحادة التي طرأت على الماخ قرب نهاية العصر الجليدي وهو ما يعرف ببرودة درياس. الا أن الدراسة التي شارك فيها باحثون من ألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة قد تساعد في توضيح أسباب الهبوط الشديد والمفاجئ في درجات الحرارة والفترة التي استغرقها على وجه التحديد.

وكتب العلماء: نشير الي ان هذا التحول في قوة الرياح يمثل تغييرا مفاجئا في الرياح الغربية فوق المحيط الاطلسي لتصبح تيارا هوائيا اقوى في منطقة محددة.

وكان العلماء تكهنوا في السابق بأن البرودة المفاجئة ربما سببها نيزك أثار الغبار وحجب اشعة الشمس.

وذهبت نظريات أخرى الى أن السبب في ذلك ضعف تيار الخليج الدافئ ربما نتيجة تدفق شديد للمياه الباردة الى مياه الاطلسي بعد ذوبان الجليد في أمريكا الشمالية أو أوروبا.

وتضيف نتائج هذه الدراسة الى الادلة على الظروف اللازمة لحدوث تغيرات مناخية مفاجئة. ويخشى بعض العلماء في العصر الحديث من امكانية حدوث مثل هذه التغيرات المؤلمة في المناخ بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الى حد كبير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نتيجة استخدام الانسان للوقود الاحفوري.

ورأى بعض العلماء أن ذوبان جليد جرينلاند على سبيل المثال قد يؤدي الى تدفق المياه الباردة على الاطلسي مما قد يؤدي بدوره الى ابطاء تيار الخليج الدافئ ويحدث برودة مفاجئة في الجو بالرغم من الاتجاه العام لارتفاع الحرارة.

لكن لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة قالت العام الماضي انه "من غير المرجح للغاية" أن يتوقف تيار الخليج الدافئ خلال القرن الحالي.

فشل المحتجّين بإيقاف تشغيل محطة كهرباء تعمل بالفحم

تسلق محتجون مناهضون لتغير المناخ الأسوار من أجل دخول محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في جنوب شرق انجلترا لكن شركة (اي.أون) الالمانية التي تقوم بتشغيلها قالت انه لم يتم تعطيل إنتاجها.

ويعارض المحتجون خططا لتشغيل وحدتين جديدتين تعملان بالفحم في المنشأة ستقوم شركة اي.أون بتشغيلهما أيضا. بحسب رويترز.

وقالت الشرطة انها اعتقلت نحو 50 شخصا أثناء الاحتجاج الذي بدأ كمسيرة سلمية لكنه تحول الى مشاحنات عنيفة مع شرطة مكافحة الشغب عندما اندفع ناشطون نحو أسوار الموقع.

ودخل أربعة من المحتجين محطة الكهرباء قبل ان يتم اعتقالهم. كما اعتقلت الشرطة محتجين آخرين في نهر قريب وهم يحاولون دخول الموقع باستخدام زورق. وكانت المظاهرة تسعى الى وقف انتاج المحطة لمدة يوم واحد.

وقال متحدث باسم شركة اي.أون: تعين علينا زيادة الامن عند محطة الكهرباء ويشعر العاملون بالقلق نتيجة لما قد يحدث لهم. واضاف، محطة الكهرباء تولد الطاقة ويسير العمل كالمعتاد... الى المدى الذي يمكن ان تصل اليه في مثل هذا اليوم غير العادي.

ويقول المحتجون ان الفحم يبعث مستويات عالية غير مقبولة من ثاني أُكسيد الكربون وهو الغاز الذي يعد مسؤولا عن تغير المناخ.

وقالت هيلين اتكيسنون (26 عاما) وهي مصورة طبية من كامبريا بشمال غرب انجلترا: اننا نحاول ان نبعث برسالة الى الناس مفادها اننا لا نريد مزيدا من (محطات الكهرباء) التي تعمل بالفحم... هذا شيء لن يفيد مستقبلنا على الاطلاق.

توقعات علمية امريكية لهذا العام وتسميته بموسم الأعاصير

رفع فريق بحوث الاعاصير الشهير بجامعة ولاية كولورادو توقعاته لموسم الاعاصير في المحيط الاطلسي لعام 2008 قائلا انه يتوقع الان هبوب 17 عاصفة استوائية تصل تسع عواصف منها الى مستوى الاعاصير.

وكان الفريق توقع في يونيو حزيران ان يشهد الموسم الممتد ستة اشهر اعتبارا من اول يونيو 15 عاصفة تزيد قوة ثماني عواصف منها لتصبح اعاصير. بحسب رويترز.

وقال الباحثون ان من المرجح ان تهب خمسة اعاصير قوية او كبيرة تزيد اقصى قوة لرياحها عن 170 كيلومترا في الساعة.

والاعاصير الكبيرة هي تلك المصنفة من الفئة الثالثة الى الفئة الخامسة على مقياس سافير-سيمبسون والمؤلف من خمس درجات.

وفي المتوسط يشهد موسم العواصف بالمحيط الاطلسي حوالي عشر عواصف تتحول ست منها الى اعاصير. وكان موسم 2005 الذي حطم الارقام القياسية شهد 28 عاصفة منها الاعصار كاترينا.

اتفاقية المناخ الدولية وضيق الوقت للوصول إلى حلول مرضية

قال أكبر مسؤول مكلف بملف التغيرات المناخية في الأمم المتحدة ان الوقت ضيق للوصول الى اتفاقية لمكافحة التغير المناخي في الموعد المخطط وهو نهاية العام 2009 لأن مسودات للاتفاقية يتعين أن تكون جاهزة خلال أقل من عام.

وسيجتمع مفاوضون من حوالي 200 دولة في العاصمة الغانية أكرا في الفترة من 21 الى 27 أغسطس اب لمناقشة عناصر اتفاقية مستقبلية مثل تخفيضات أكبر في انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وسبل ابطاء وتيرة قطع اشجار الغابات وتقديم مساعدة الى الدول النامية للتكيف مع المعايير المقترحة. بحسب رويترز.

وقال ايفو دي بوير رئيس أمانة التغير المناخي بالامم المتحدة لرويترز عن جدول زمني من المقرر أن ينتهي باتفاق على معاهدة جديدة للمناخ تحل محل بروتوكول كيوتو الحالي في اجتماع في كوبنهاجن اواخر 2009 الوقت ضيق.

اذا كنت ستتفاوض حول شيء في كوبنهاجن في ديسمبر (كانون الاول) 2009 فيجب أن تكون عناصر هذا التفاوض متاحة قبل ذلك الموعد بستة أشهر. وحتى الآن لم تقدم في المحادثات سوى مقترحات غامضة.

وبسؤاله عما قد يحققه اجتماع أكرا قال بوير: تشبيها بالسناجب امل أن نجمع مزيدا من الجوز. آمل أن نتلقى مقترحات أكثر تحديدا.

ومحادثات أكرا هي الثالثة من نوعها هذا العام التي تهدف للتوصل الى اتفاق لابطاء تصاعد درجات الحرارة التي تلقي لجنة المناخ بالامم المتحدة اللوم فيها على الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من حرق الوقود الاحفوري وهو ما قد يؤدي الى التصحر وتغيرات في الامطار الموسمية وزيادة مناسيب مياه البحار.

وقال دي بوير انه لا يعتقد أن انهيار محادثات التجارة العالمية الشهر الماضي والتباطؤ الاقتصادي في كثير من الدول الغنية سيخرج الجهود الرامية لمكافحة التغير المناخي عن مسارها.

ومضى قائلا: قطاع الاعمال ما زال ينادي بالوضوح والطموح، مضيفا ان الكثير من الصناعات تريد أن تعرف القواعد على المدى الطويل حتى تقرر مثلا هل تبني محطة للطاقة تعمل بالفحم أو مزرعة لطاقة الرياح.

وقال دي بوير ان انهيار محادثات منظمة التجارة العالمية في جنيف أوضح أن الدول النامية في حاجة الي صوت أقوى في الهيئات الدولية مثل مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وسيكون اجتماع أكرا الاول من نوعه منذ اتفقت الدول الثماني الصناعية الكبرى الشهر الماضي على رؤية لخفض انبعاثات الغازات الضارة بنسبة 50 في المئة بحلول العام 2050.

لكن دي بوير قال ان من غير الواضح هل من المفيد تحديد عام 2050 كموعد مستهدف. واضاف أن 2050 هدف بعيد جدا ودعا الى أهداف أقرب أجلا لدفع السياسيين الى التحرك الان بدلا من ترك التخفيضات لجيل المستقبل.

وقال ان من غير الواضح هل الرؤية التي تنشد خفض الانبعاثات الى النصف ستكون غير ملزمة أو هدفا نهائيا.

ويلزم بروتوكول كيوتو جميع الدول المتقدمة عدا الولايات المتحدة بخفض الانبعاثات بمتوسط قدره 5 في المئة بحلول 2008-2012 مقارنة مع مستوياتها في 1990. ويهدف الاتفاق الجديد الى اشراك جميع الدول في اتفاقية تحل محل بروتوكول كيوتو على ان يبدأ سريانها من 2013 .

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء   19/تموز/2008 - 17/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م