حرب القوقاز والحنين الروسي للدكتاتورية

شبكة النبأ: لم يعي العالم بعد، مالذي حصل في أوسيتيا المتنازع عليها، ولم يفهم أحد ما ضرورة أستعمال القوة المفرطة من كلا الجانبين، الروسي والجورجي على حد سواء.

ولماذا تمتد الهمجية إلى الرقعة الأوربية والتي بدورها دائما ماتنتقد التهور الشرقي، هل هي العدوى؟ أم ان الأمر متجذرا هناك بالأصل. حيث روسيا فقدت سياط التسلط التي كانت بيدها إبان حقبة الاتحاد السوفيتي السابق..

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الأحداث والمستجدات بشأن الحرب في أوسيتيا المنقسمة الى شمالية وجنوبية مابين روسيا وجورجيا، وماهية الخيارات الدولية المطروحة إزاء التصرف الروسي:

فوضى المعارك تخيم على المدن الآمنة  

لم يكسر الصمت الذي يحيط بمدينة تسخينفالي سوى دوي نيران المدفعية البعيدة لكن سكان البلدة الرئيسية في منطقة اوسيتيا الجنوبية المتمردة في جورجيا تساءلوا عن المدة التي يمكن ان تستمر عليها هذه الحالة من الهدوء النسبي.

ولا تزال البلدة التي يتراكم فيها حطام المباني التي دمرت خلال القتال تعيش حالة من التوتر فيما غامر سكانها بالخروج من المخابيء للمرة الاولى في اعقاب ايام من القتال الشرس.

وعبر كثيرون عن صدمتهم وهم يشقون طريقهم عبر الشوارع المليئة بالانقاض والزجاج المحطم من واجهات المباني المحطمة والجثث التي لا تزال متناثرة هنا وهناك. وقال بعض السكان ان العشرات ما زالوا مدفونين تحت الكتل الخرسانية والمعدنية.

وقالت امرأة عجوز لمراسل رويترز الذي دخل المدينة مع القوات الروسية: انه امر مروع. لا نعرف ما الذي يحدث. لم ار شيئا كهذا في حياتي كلها. بحسب رويترز.

وفر الوف المدنيين خلال الساعات الاولى للمعركة وبدت الكثير من المباني السكنية وجدرانها المليئة باثار الاعيرة النارية وكأن سكانها قد هجروها. وأدى القصف المتكرر الى سقوط عشرات الاشجار.

ومع تدمير الجزء الاكبر من البنية التحتية تدافع السكان للعثور على الماء والطعام في الوقت الذي ظلت فيه نيران المدفعية تدوي دون توقف عند اطراف البلدة.

ولم يعرف احد من الذي يطلق النيران. هذا ماقالته فيوليتا كوكوييفا التي ترافق احد اقاربها المسنين انها امضت الايام الثلاثة الماضية مختبأة في قبو تحت الارض. واضافت: لم يكن لدينا ما نأكله. كان لدينا مجرد شريحة خبز ورشفة من الماء.

ونقل الاطباء في مستشفى محلي المرضى الى قبو خافت الضوء بعد ان احدثت الانفجارات فتحات كبيرة في الطوابق العليا. وقالوا انهم يفتقرون للامدادات الطبية والماء النظيف لعلاج 200 جريح.

وقالت الطبيبة فالنتينا كوتوخوفا: ليس لدينا ما نعطيه لهم ليأكلوه. نقدم ما لدينا من خبز قليل الى المسنين. انهم الاشد احتياجا.

وتقول موسكو ان الفي مدني قتلوا وشرد الالاف في "كارثة انسانية" في اوسيتيا الجنوبية.

وعرضت جورجيا وقفا لاطلاق النار وقالت انها سحبت قواتها من العاصمة الانفصالية. لكن الشائعات لا تزال تنتشر في المدينة ويقول السكان ان القوات الجورجية لا تزال حول المدينة. وتحدث البعض عن وجود قناصة يختبئون وسط الدمار.

ورأى مراسل من رويترز جثث ستة جنود جورجيين وسط اكوام من حطام يعلوها الصدأ بالقرب من ناقلة جند مدرعة تحترق. وكان دوي النيران مسموعا عند أطراف المدينة.

وقال طبيبة في مستشفى محلي بصوت مرتجف: تعرض كل شيء للدمار لا شيء يعمل حتى المشرحة. اطلاق النار مستمر. لم يعد لدينا شيئا.

مدينة ستالين تتعرض لهجوم عنيف

امام مبنى سكني مدمر جلس رجل وهو يمسك بجثة شقيقه الذي قتل وهو يحاول ازالة الدماء التي تغطي وجهه. وعلى مقربة أخذت امرأة جاثية تصرخ فوق جثة رجل اخر قتل في غارة قصف روسية على بلدة جوري الجورجية. وجلست امرأة عجوز مخضبة بالدماء تحملق في الافق. وجلس رجل قرب جانب طريق وهو يضع رأسه بين يديه.

والاشخاص الذين أمكنهم الهرب استقلوا سياراتهم وغادروا البلدة يوم السبت بعد ان وضعوا فيها ما أمكنهم حمله. بحسب رويترز.

وقال طبيب محلي يدعى نيك: انني لا افهم منطقهم. انهم يقصفون كل شيء. لماذا يقصفون المدنيين.

ولم تتوقع بلدة جوري الهادئة عادة التي ولد فيها الدكتاتور السوفيتي الراحل جوزيف ستالين انها يمكن ان تتعرض لهجوم.

وكان الذعر الذي أعقب القصف انعكاسا للصدمة في جورجيا من شدة الرد الروسي على محاولتها استعادة السيطرة على اقليم اوسيتيا الجنوبية من الانفصاليين المدعومين من روسيا.

وقالت كاتيران وهي في العشرينات: لا يصدق ان تحدث اشياء كهذه في القرن الواحد والعشرين. ولم ترغب في ذكر اسم العائلة. وأضافت، انت تعلم ان ستالين كان من هنا. هو الذي أنشأ هذا البلد الكبير.. كبيرا وقويا. من دواعي السخرية ان يحدث شيئ من هذا القبيل.

وأمكن مشاهدة خمس جثث ممددة في الانقاض. وقال مسؤول بالصليب الاحمر طلب عدم نشر اسمه انه احصى 17 جثة في مشرحة محلية. ولم يتضح عدد الذين قتلوا منهم في قصف المبنى السكني.

وبدأ الصراع المباشر بين جورجيا وروسيا بشأن اوسيتيا الجنوبية بعد ان شنت تفليس هجوما عسكريا لاستعادة السيطرة على الاقليم من الانفصاليين.

وقال مسؤولون روس ان عدد القتلى في اوسيتيا الجنوبية بلغ 2000 شخص. وقال مسؤولون جورجيون ان 129 جورجيا قتلوا في القتال.

وكان الموقف أكثر هدوءا في العاصمة تفليس التي تبعد نحو 70 كيلومترا من جوري لكن أكبر مدن جورجيا كان يشوبها توتر شديد.

روسيا تعد العدّة لهجوم واسع على غرب جورجيا

فرضت روسيا حصارا بحريا على جورجيا وسيطرت على تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية وقصفت مدينة زوغديدي غرب جورجيا بعدما اعلنت جورجيا انسحاب قواتها من كامل هذه المنطقة الانفصالية محذرة من ان روسيا تستعد لشن هجوم على غرب جورجيا.

وعلى الصعيد الدبلوماسي حذر البيت الابيض من انعكاس النزاع بشكل كبير على العلاقات الروسية الاميركية على المدى البعيد معتبرا ان الرد الروسي على انسحاب جورجيا سيكون بمثابة اختبار. بحسب فرانس برس.

ورأت الرئاسة الاميركية ان طريقة تعاطي موسكو مع انسحاب القوات الجورجية من اوسيتيا الجنوبية في حال تأكد هذا الامر ستشكل اختبارا فعليا للنوايا الحقيقية لروسيا.

من جهته اعلن امين عام مجلس الامن الجورجي الكسندر لومايا ان بلاده طلبت من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لعب دور وساطة مع الروس.

وينتظر وصول وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي الاحد الى المنطقة لطرح مخرج من الازمة غداة تحذير الاتحاد الاوروبي من ان مواصلة روسيا عملياتها العسكرية في جورجيا سيضر بالعلاقات الاوروبية الروسية.

واعلن لومايا: لقد انسحبنا من كامل اوسيتيا الجنوبية تقريبا تعبيرا عن ارادتنا الطيبة وعن استعدادنا لوقف المواجهة العسكرية.

وبعد قليل اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية تشوتا اوتياشفيلي ان الجيش الروسي سيطر على تسخينفالي وهو ما اكده المسؤول الكبير في هيئة اركان الجيش الروسي اناتولي نوغوفيتسين موضحا ان الجيش الروسي يسيطر على القسم الاكبر من عاصمة جمهورية اوسيتيا الجنوبية.

وافاد نائب وزير الخارجية الروسي ان الفي شخص غالبيتهم الساحقة من المواطنين الروس قتلوا في اوسيتيا الجنوبية منذ بدء الهجوم الجورجي عليها.

وقالت المتحدثة باسم حكومة اوسيتيا ايرينا غاغلوييفا ان القوات الجورجية قصفت تسخينفالي بشكل منهجي طوال الليل مشيرة الى سقوط حوالى عشرين قتيلا و150 جريحا.

واعلن رئيس البرلمان الجورجي دافيد بكرادزه ان روسيا تستعد لشن هجوم على غرب جورجيا في المنطقة القريبة من جمهورية ابخازيا الانفصالية فيما افادت الداخلية الجورجية ان روسيا طلبت من الامم المتحدة سحب مراقبيها من المنطقة الواقعة بين ابخازيا ومدينة زوغديد.

وبعد قليل اعلن وزير الاندماج الجورجي تيمور ياكوباشفيلي ان زوغديد تتعرض لعمليات قصف.

وافادت وكالة انترفاكس الروسية نقلا عن مصدر في قيادة الاسطول الروسي ان السفن الحربية الروسية تفرض حصارا بحريا على جورجيا لمنع وصول اسلحة وتجهيزات عسكرية اخرى اليها.

وتدخلت اوكرانيا في النزاع مهددة بمنع سفن اسطول البحر الاسود الروسي المشاركة في النزاع مع جورجيا من العودة الى مرفأها في سيباستوبول جنوب القرم.

وبحسب الحكومة الجورجية فان موسكو ارسلت تعزيزات من ستة الاف جندي الى اوسيتيا الجنوبية فيما انزلت سفن حربية اربعة الاف جندي اخر في منطقة ابخازيا الانفصالية الجورجية.

واتهمت تبيليسي روسيا بتكثيف القصف الجوي على اراضيها وشن غارة على مطار عسكري قرب تبيليسي وقال لوميا بهذا الصدد: لم تكن اية طائرة (جورجية) موجودة في المطار. موضحا ان مهمة (الطائرات الروسية) كانت تدمير المدارج.

وواصل الطيران الروسي قصف منطقة ممرات كودوري الجبلية المنطقة الوحيدة من ابخازيا التي يسيطر عليها الجورجيون وقد اعلن الرئيس الابخازي سيرغي باغابش ان قواته ستواصل هجومها الجوي والبحري حتى خروج القوات الجورجية من منطقة ممرات كودوري الجبلية المتنازع عليها.

كما افاد لومايا ان روسيا استقدمت الى اوسيتيا الجنوبية خلال الليل مئة قطعة مدفعية ثقيلة وحشدت عددا كبيرا من المدرعات قرب الحدود الروسية الجورجية على مسافة حوالى 35 كلم من المنطقة الانفصالية.

وعلى الصعيد الانساني اتفقت روسيا وجورجيا على فتح ممرين انسانيين في اوسيتيا الجنوبية لاجلاء اللاجئين الجورجيين والاوسيتيين والجرحى والصحافيين الروس من اوسيتيا الجنوبية بحسب ما افاد مصدر في قيادة قوات حفظ السلام الروسية لوكالة ريا نوفوستي.

وقد طلبت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة اطراف النزاع في اوسيتيا الجنوبية السماح لوكالات المساعدات بالوصول الى المدنيين اللاجئين.

بوتين ومدفيدف يدعون الى فتح تحقيق في أعمال إبادة جورجيّة

دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى التحقيق في اعمال الابادة التي ارتكبتها القوات الجورجية في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية حيث اطلقت جورجيا هجوما عسكريا. بحسب فرانس برس.

وقال بوتين خلال لقاء مع الرئيس الروسي ديميتري مدفيدف نقلته محطة فيستي-24 الروسية في بث مباشر ان افادات اللاجئين الاوسيتيين تتجاوز اطار تفهم اعمال عسكرية.

وقال بوتين للرئيس الروسي: برأيي انها عناصر نوع من ابادة ضد الشعب الاوسيتي. واعتقد انه سيكون من العدل ان تامر النيابة العسكرية بالتحقيق في مثل هذه الحوادث وخصوصا لان غالبية الشعب الاوسيتيتي هي من المواطنين الروس.

ورد مدفيدف: بالتاكيد ساصدر مثل هذا الامر. مؤكدا في الوقت نفسه ان المسؤولين عن مثل هذه الاعمال سيحالون الى القضاء.

إدانة أوربية ودعوة للوقوف بوجه السياسة الروسية

دعا رؤساء دول البلطيق الثلاث ليتوانيا واستونيا ولاتفيا ورئيس بولندا في بيان مشترك الاتحاد الاوروبي الى اعادة النظر في تعاونه مع روسيا التي يتهمونها بالامبريالية بعد تدخلها عسكريا في جورجيا.

وفي بيان مشترك شديد اللهجة قال الرؤساء الاستوني توماس هندريك ايلفس واللاتفي فالديس زاتلرز والليتواني فالداس ادامكوس والبولندي ليخ كاتشينسكي ان على الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي اخذ المبادرة والوقوف بوجه تمدد السياسة الامبريالية والرجعية في شرق اوروبا. بحسب فرانس برس.

وفي الوقت نفسه طلب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي من الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي الدعوة الى قمة اوروبية طارئة حول جورجيا.

وانتقدت بولندا ودول البلطيق الثلاث الاعضاء في الاتحاد الاوروبي منذ 2004 والتي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي طوال نصف قرن موقف الاتحاد الذي لم يكن حازما بما فيه الكفاية حيال روسيا.

وابدت بولندا ثم ليتوانيا حزما واقدمتا على تعليق لفترة 18 شهرا المفاوضات حول اتفاق اقتصادي جديد بين روسيا والاتحاد الاوروبي.

وكان وراء عملية التعطيل مشاكل ثنائية مع موسكو لكنها عكست استمرار حالة من انعدام الثقة من قبل الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي سابقا حيال روسيا.

واطلقت هذه المفاوضات في نهاية حزيران/يونيو. لكن الرؤساء الاربعة اقترحوا تعليق هذه العملية بعد تدخل القوات الروسية في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لموسكو.

واضاف بيان الرؤساء الاربعة: لقد تجاوز اتحاد روسيا الخط الاحمر في حفظ السلام والاستقرار في منطقة النزاع وفي حماية المواطنين الروس خارج حدوده.

وتابع البيان: بعد الاعمال العسكرية الاحادية الجانب من قبل القوات الروسية سنستخدم كرؤساء جميع السبل المتاحة للتأكد من ان عدوانا على دولة صغيرة في اوروبا لن يمر مرور الكرام ولن يكون سببا للادلاء بتصريحات فارغة توازي بين الضحية والمعتدي.

كما دعوا حكوماتهم الى بدء محادثات مع نظرائهم الاوروبيين لمعرفة ما اذا كان بالامكان اعتبار السلطات الروسية الحالية شريكا استراتيجيا للاتحاد الاوروبي، وما اذا كان يجوز مواصلة تبادل حوار ايجابي مع بلد يستخدم اسلحة ثقيلة ضد دولة مستقلة.

واقترح الرؤساء الاربعة التخلي عن البرنامج الذي يسهل منح تأشيرات دخول للمواطنين الروس الى الاتحاد الاوروبي.

وقال الرؤساء: على افعال اتحاد روسيا في جورجيا ان تؤثر على المحادثات مع روسيا بما في ذلك تلك المتعلقة بالشراكة الاستراتيجية الجديدة.

واوضح الرؤساء: نعتقد ان على الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي بصفتهما هيئتين اساسيتين للاستقرار والامن في اوروبا وعبر الاطلسي ان يضطلعا بدور محوري لضمان السلام والامن والازدهار ليس فقط في الاتحاد الاوروبي بل ايضا في المناطق القريبة من اوروبا.

واعتبروا ان النزاع اختبار للتحقق من مصداقية الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي للتاكيد لجميع اعضاء هاتين المؤسستين والدول الراغبة في الانضمام اليهما بان الاقدام على هذه الخطوة امر مفيد.

وخلال مؤتمر صحافي في وارسو اعلن الرئيس البولندي: هذه المرة الامور لن تنقضي بتصريحات فارغة. واضاف، ان عمليات القوات المسلحة الروسية مخالفة للاعراف الدولية وهي في الواقع عملا عدوانيا.

كما انتقدت بولندا ودول البلطيق ضمنا المانيا وفرنسا اللتين عارضتا ترشيح جورجيا واوكرانيا للانضمام الى حلف شمال الاطلسي خلال قمة الحلف التي عقدت في بوخارست في نيسان/ابريل. ويرى الرؤساء الاربعة ان روسيا فسرت هذا الرفض بانه ضوء اخضر للعدوان.

وحتى الان وحدها السويد انتقدت روسيا بلهجة شديدة واستشهدت بادولف هتلر متهمة موسكو بشن عدوان على جورجيا لا يتماشى مع القانون الدولي.

وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت في بيان: لدينا اسباب تدفعنا الى التذكر كيف استخدم هتلر قبل اكثر من نصف قرن مثل هذه العقيدة لمهاجمة مناطق كبيرة في اوروبا الوسطى.

الموقف الأميركي حيال التطورات في الحرب الروسية

أشارت الولايات المتحدة الى أن روسيا ترغب في تغيير النظام في جورجيا بعد رفض موسكو عرض تفليس بشأن وقف اطلاق النار في اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي.

وقال المندوب الامريكي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد أمام مجلس الامن إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أبلغ وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بأن رئيس جورجيا لا بد أن يذهب. بحسب رويترز.

ثم وجه خليل زاد نظره مباشرة الى السفير الروسي فيتالي تشوركين وسأله بشأن ما اذا كانت موسكو تسعى الى تغيير النظام. وقال: هل هدف الاتحاد الروسي هو تغيير القيادة في جورجيا. من جانبه لم يرد تشوركين بشكل مباشر على السؤال لكنه قال إن هناك زعماء باتوا يمثلون عقبة.

وقال تشوركين للصحفيين في وقت لاحق: أحيانا يتعين على هؤلاء الزعماء التفكير بشأن مدى فائدتهم لشعوبهم. وتابع، تغيير النظام هو محض اختراع أمريكي.. نحن جميعا نؤيد الديمقراطية في جورجيا.

وفي موسكو قال لافروف إن رحيل ساكاشفيلي ليس ضرورة حتمية لحل الازمة لكن روسيا لم تعد تعتبره شريكا.

وقال خليل زاد للصحفيين ان المحادثة الهاتفية بين رايس ولافروف كانت مثيرة للانزعاج مضيفا أن زمن الاطاحة بالحكومات الاوروبية بالقوة انقضى.

وقال المبعوث الامريكي انه سيقدم مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يدين موسكو بالرغم من أن روسيا عضو دائم العضوية وتملك حق النقض (الفيتو).

وقال المبعوث الجورجي ايراكلي الاسانيا أمام مجلس الامن ان تصريحات تشوركين كلها دعاية سوفيتية. مضيفا أن روسيا تريد تكرار ما فعلته في الشيشان. ومضى يقول ان موسكو تخطط لمحو دولة جورجيا وابادة الشعب الجورجي. وقال خليل زاد ان روسيا تشن حملة ترهيب في جورجيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس   14/تموز/2008 - 12/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م