السيارة الكهربائية وأمل المحافظة على البيئة.. والمال

شبكة النبأ: بين تردي المشاكل البيئية، وإرتفاع أسعار الوقود، تستعد كبريات شركات السيارات إلى وضع خطط بديلة ومغايرة عما إنتهجته في سياستها للتصنيع منذ عقود كثيرة، وذلك عن طريق إستبدال الوقود الطبيعي المتعارف عليه، بآخر بديل من شأنه أن يكون رفيقا جيدا للبيئة، وأن تكون هذه السيارات بأسعار مناسبة تلائم الدخل المتدني للفرد عالميا، وذات متانة وسلامة فريدة من نوعها.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض على القارئ الكريم، الجهد الذي تبذله شركات السيارات إلى التوصل لجعل السيارات أقل كلفة و أكثر امانا في القيادة المستقبلية:

السيارات الكهربائية سعي جاد بإتجاه التعميم العالمي

منتدى السيارات الالكترونية الآن، او: اي كارز ناو، مجتمع فنلندي على الانترنت يسعى الى تطبيق المنهج الجماعي الذي يتبعه مشاركون عبر الشبكة على غرار مؤلفي موسوعة ويكيبيديا للبدء في تحويل السيارات المستعملة التي تعمل بالبنزين الى سيارات كهربائية. ومن المقرر اطلاق أولى هذه السيارات في العام الحالي.

ويزعم المنتدى وهو باللغة الفنلندية أنه الاول من نوعه في العالم ويريد توفير بديل لما يعتبره الاعضاء تباطؤا في صناعتي النفط والسيارات.

وتعمل المجموعة ضمن عرف المشاريع مفتوحة المصدر، التي أرساها قطاع تكنولوجيا المعلومات مثل نظام تشغيل أجهزة الكمبيوتر المعروف باسم لينوكس والذي بدأه فنلندي وتحدى هيمنة مايكروسوفت. بحسب رويترز.

وقال يوكا يارفينين أحد المشاركين في المشروع: اذا حققنا نجاحا كبيرا فسيخلق هذا مشاريع مماثلة في أنحاء العالم نستطيع أن نتشارك معها في ما نعرفه" مضيفا أن هناك مشروعا مماثلا يجري اطلاقه في الدنمرك. ومضى يقول: نأمل في انشاء حركة عالمية.

وسعت السيارات الكهربائية جاهدة لتغيير صورة غير تقليدية بمبيعات هزيلة لسيارات تكون عادة غريبة بأسعار باهظة او عربات الجولف، ذات الحجم الاقتصادي محدودة المدى.

لكن لانها يتم شحنها من شبكة الكهرباء وتستخدم الطاقة بدرجة اكثر فاعلية فانها تصدر انبعاثات أقل وينظر اليها على أنها بديل واعد غير ملوث للهواء للسيارات التي تعمل بالبنزين.

وحين يأتي الامر الى الوعود يحرص صناع السيارات على استغلال مخاوف المستهلكين المتزايدة بشأن أسعار البنزين المرتفعة التي تدفع الى مقايضة سيارات الدفع الرباعي التي تسرف في استهلاك البنزين.

وكانت شركة كرايسلر ال ال سي واحدة من أحدث الشركات التي تعلن اعتزامها اطلاق سيارات تعمل بالكهرباء بشكل كامل خلال الاعوام الثلاثة او الخمسة القادمة.

وتسابق جنرال موتورز الزمن لاستكمال تصميمها للسيارة (تشيفي فولت) التي هي سيارة هجين قابلة للشحن وتخطط ميتسوبيشي موتورز لاطلاق سيارتها الكهربائية (اي مييف) في اليابان عام 2009 وفي اوروبا تجري الدعاية لسيارات دايملر الكهربائية من طراز سمارت فضلا عن موديلات من سيارات المرسيدس التي تعمل بالكهرباء والمقرر طرحها عام 2010.

لكن المجموعة الفنلندية توفر متنفسا للهواة الذين أحبطتهم صناعة السيارات حتى الآن.

ويقول بعض الخبراء ان ارساء بدائل للسيارات التي تعمل بالبترول سيستغرق ما بين خمسة وعشرة أعوام بالنظر الى التحدي الذي تمثله طاقة الانتاج بالنسبة لصناعة السيارات التي تضيف 65 مليون سيارة جديدة كل عام الى أسطول من مليار سيارة.

وبدأت المجموعة صغيرة. وقد حددت طلبات باكثر من 500 عملية تحويل للسيارات للعمل بالكهرباء في فنلندا ويهدف موقعها على شبكة الانترنت الى تعريف المشترين المحتملين بباعة السيارات المستعملة وقطع الغيار الملائمة والميكانيكيين الذي يستطيعون تنفيذ عملية التحويل باستخدام محرك كهربائي وبطاريات ليثيوم.

وسيكون أول نموذج يتم تحويله سيارة تويوتا كورولا ويهدف المنتدى الى انتاج عشرات السيارات الكورولا الالكترونية هذا العام التي يقول ان مداها سيبلغ 150 كيلومترا عن كل مرة يتم شحنها فيها وستبلغ أقصى سرعة لها 120 كيلومترا في الساعة.

وهذا مقارنة بنموذج سيتي الذي تنتجه مؤسسة ثينك للسيارات المتخصصة ومقرها اوسلو والتي تقطع ما يصل الى 180 كيلومترا وتبلغ أقصى سرعة لها 100 كيلومتر في الساعة.

ويتوقع المنتدى أن يصل اجمالي تكلفة السيارات المستعملة وأجر الميكانيكيين الى نحو 25 الف يورو (38 الف دولار) تقريبا وهو سعر مقارب لسعر سيارة كورولا جديدة في فنلندا كما سيقوم بعمليات التحويل باستخدام قطع غيار متوفرة تجاريا.

وفي المنتدى يسجل المشاركون أفكارا على حائط المناقشات بالموقع وقوائم بعناوين البريد الالكتروني وستستخدم المجموعة التي لا تهدف الى الربح افضلها.

وتعتقد المجموعة أن 500 طلب ستكون كافية لعمليات تحويل كبيرة. وتعتزم مؤسسة ثينك طرح دفعة من ثمانية الاف سيارة كهربائية العام القادم بسعر 20 الف يورو للواحدة.

وخبراؤها متطوعون يتفاوضون على أسعار قطع الغيار وتحويل السيارات. ويسدد المستهلكون ثمن السيارة وقطع الغيار وأجر الميكانيكي.

وتم التغلب على المشكلة القديمة الشائعة للسيارات الكهربائية الى حد كبير وهي البطاريات الثقيلة ذات العمر المحدود وذلك من خلال تكنولوجيا بطاريات الليثيوم غير أنه لا تزال هناك حدود لنطاقها.

والبنية التحتية للطاقة هي احدى العقبات وهناك بضع مواقع عامة يستطيع المرء شحن سيارة كهربائية منها في فنلندا لكن من الممكن ايضا شحنها في المنزل.

ووقعت شركتا رينو ونيسان اتفاقا مع البرتغال لتجعلا من البلاد واحدة من أوائل الدول التي توفر للمستهلكين امكانية وجود محطات لشحن السيارات الكهربائية على مستوى البلاد. وأعلنت الشركتان أنهما ستسوقان السيارات الكهربائية بكميات تجارية في اسرائيل والدنمرك عام 2011.

ويقول الباحث يوهاني لوريكو من مركز البحث التقني في فنلندا ان نوايا المجموعة الالكترونية طيبة لكنها لم تتعامل مع المسألة بعد بشكل قابل للاستمرار.

وأضاف: حقيقة ليست هناك امكانية كبيرة هنا لكن هذه خطوات في الاتجاه الصحيح. تحويل السيارات المستعملة لبضع سنوات التي تعمل بالبترول اهدار للموارد الطبيعية. سنشهد تعديلات على سيارات مستعملة يتجاوز عمرها عشر سنوات من خلال تكنولوجيا أقدم تعتمد على المحركات التي تعمل بالبنزين.

وتقول المجموعة ان من الافضل لصورة السيارات الكهربائية أن تبدأ بسيارات جديدة بدلا من الموديلات المستهلكة. وتقول ادارة السيارات في فنلندا انها قد تقبل تسيير سيارات المجموعة على الطرق في فنلندا.

وقال ايريك اسبلاند الضابط البارز في وحدة التفتيش على السيارات: من الممكن جدا قبولها ما دامت تتفق مع المعايير المحددة قانونا... هناك بضعة معايير لكنها ليست شيئا لا يمكن التغلب عليه على الارجح.

اسبانيا تضع جدولاً زمنياً لسيارات الطاقة الكهربائية

وقال وزير الصناعة الاسباني ميجيل سيباستيان ان حكومته تهدف الى مليون سيارة تعمل بالكهرباء على الطرق في البلاد بحلول عام 2014 وذلك في اطار خطة لخفض استهلاك الطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات، واضاف سيباستيان في افادة امام لجنة برلمانية: السيارات الكهربائية هي المستقبل وهي محرك الثورة الصناعية.

وكشف سيباستيان مؤخرا عن خطط للحكومة لخفض استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة على مدى عامين في مسعى لتوفير 5 مليارات يورو (7.87 مليار دولار) سنويا مع الصعود الحاد لاسعار النفط وفيما تعاني اسبانيا تباطؤا اقتصاديا حادا. بحسب رويترز.

وقال: اننا نواجه الصدمة النفطية العالمية الثالثة. وتحاول الحكومة الاسبانية خفض واردات النفط الخام. وقال سيباستيان ان اعتماد البلاد على الوقود الاحفوري المستورد كلفها 17 مليار يورو على مدى الاثني عشر شهرا الماضية.

وتنتج اسبانيا كميات صغيرة جدا من النفط والغاز واستوردت 57.5 مليون طن (421 مليون برميل) من النفط العام الماضي وفقا لارقام رسمية.

وفي وقت سابق من هذا العام توقعت شركة ايناجاز لتوزيع الطاقة أن يزيد استهلاك اسبانيا بنسبة 10.1 في المئة الى 449580 جيجا واط/ساعة (حوالي 43 مليار طن متري) في 2008 .

نحو مبيعات قياسية للسيارات في العام في 2008

وافادت دراسة نشرها بنك سكوتيا الكندي ان مبيعات السيارات في العالم احرزت تقدما بنسبة 1,5 % في الفصل الاول من 2008 بفضل النمو الكبير في البلدان الناشئة ومن المتوقع ان تبلغ مستوى قياسيا على امتداد السنة.

الا ان المبيعات سجلت تدنيا في ايار/مايو وحزيران/يونيو بسبب التراجع في اسواق الولايات المتحدة واوروبا الغربية واليابان نتيجة الارتفاع القياسي لاسعار النفط والتباطؤ الاقتصادي.

لكن الخبير الاقتصادي كارلوس غوميز الذي اعد الدراسة قال: نتوقع ان تسجل المبيعات على امتداد 2008 الرقم القياسي السنوي السابع على التوالي، بسبب القوة التي تشهدها في الوقت الراهن اسواق السيارات في كل من البرازيل وروسيا والهند والصين.

واضاف ان، مبيعات السيارات في هذه البلدان ستتجاوز على الارجح مشتروات السيارات في الولايات المتحدة في 2009. وقد تجاوزت المبيعات في الولايات المتحدة في 2005 المبيعات في البرازيل وروسيا والهند والصين بأكثر من 10 ملايين وحدة.

وآفاق المبيعات قاتمة في الولايات المتحدة فيما يمكن ان يشهد 2008 و2009 اسوأ نتيجة لسنتين متتاليتين منذ 1993. بحسب فرانس برس.

وفي الفصل الاول سجلت المبيعات في اميركا الجنوبية واوروبا الشرقية النسبة الاعلى (+24%). وفي روسيا وحدها قفزت الى 40% وبلغت 1,45 مليون وحدة ويفترض ان يصبح هذا البلد في 2009 اهم سوق في اوروبا قبل المانيا والرابع في العالم.

وفي الصين ادى ارتفاع اسعار البنزين الى الحد من المبيعات التي لم تحرز تقدما سوى بنسبة 17% في الفصل الاول في مقابل متوسط سنوي نسبته 30% منذ بداية العقد الحالي.

الا ان اسعار البنزين لم تؤثر على المبيعات في البرازيل اهم سوق في اميركا الجنوبية حيث يستطيع 88% من السيارات الجديدة المبيعة السير ايضا بواسطة الايتانول الاقل كلفة والذي يصنع في هذا البلد من قصب السكر.

واضاف غوميز: نظرا الى التقدم الكبير للمبيعات في البرازيل وفي كل مكان من اميركا الجنوبية ارتفع انتاج السيارات في البرازيل بنسبة 23% منذ بداية السنة وسيستمر في الارتفاع لان شركات السيارات ستستثمر خمسة مليارات دولار اميركي في 2008 و20 مليارا حتى 2010.

وخلص غوميز الى القول: حتى قبل هذه الاستثمارات كانت البرازيل تصنف في المرتبة السابعة بين شركات صنع السيارات في 2007 متخطية كندا واسبانيا وهي على وشك تخطي فرنسا وكوريا الجنوبية في 2008 على الارجح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد   10/تموز/2008 - 8/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م