أموال العراق والضياع بين التبديد والإرهاب

إعداد/ علي الطالقاني*

شبكة النبأ: لا شك أن موضوع الفساد المالي والسياسي له تأثيره المباشر على البنية التحتية لأي بلد وبالخصوص اذا كان هذا البلد واقع تحت ظروف استثنائية تمثلت بحروب متعددة ولمدة عقود من الزمن، نَخرَت بُنيته ونثرت أشلائه على طاولة الفساد والقمع والفقر والتخلف.

وعلى ما يبدو أن العراق واحد من هذه البلدان التي واجهت أزمات كثيرة وكبيرة أستطاعت أن تهتك بحرمة الشعب فيه، وتضعه في دائرة الفساد الإداري والسياسي لتأتي حرب العام 2003 وتجسد هذه الصفات بشكل اكثر بشاعة ومأساوية...

فمن خلال تقرير يبين حجم الأموال التي بددت في العراق. أشار المفتش العام الأمريكي المختص بإعمار العراق في تقرير فصلي إلى أن الإدارة الأمريكية "بددت" أكثر من من نصف مليار دولار في ترميم منشآت تضررت جراء الوضع الأمني الضعيف.

تقرير "سيتورات بوين" جاء ليؤكد أن إدارة واشنطن أضاعت 560 مليون دولار خلاصة لأكثر من مائة عملية تدقيق اضطلع بها مكتبه.

ويضيف التقرير إن الكثير من مليارات الدولارات سيتم تخصيصها للأمن عوضاً من إعادة إعمار العراق نظراً لفشل إدارة الرئيس جورج بوش في التكهن بمدى خطورة الأوضاع هناك عند البدء في مهام إعادة بناء البلاد. بحسب CNN.

و أورد التقرير أن الحكومة الأمريكية لم تتوقع تماماً أو تخطط لأجواء العمل غير المستقرة التي ستواجه الأمريكيين عند بدء الإعمار.

وأضاف التقرير أن افتقار التنسيق ساهم في تأخيرات، وارتفاع الأسعار، وإلغاء مشاريع، ومشاريع مكتملة لا تتوافق والأهداف المرجوة.

وتفائل التقرير بشأن مستقبل العراق، رغم وصفه لمشاريع تنمية الاقتصاد، والخدمات الأساسية، والأمن والحكم بـ"الحقيبة المختلطة."

وزاد التقرير أن العراق أنتج 2.42 مليون برميل من النفط يومياً، خلال الفصل الأخير، فيما وصفه التقرير بأنه "أعلى متوسط إنتاجي خلال ثلاثة أشهر منذ غزو العراق عام 2003.

وأشار التقرير إلى "تحسن أمني"، يتضمن برنامجاً بقيمة 34 مليون دولار لحماية خط أنابيب مهم لنقل النفط، قائلاً: "نجاح  هذا البرنامج دليل على عدم تنفيذ هجمات ناجحة على خط النفط الشمالية هذا العام."

وأعتبر التقرير أن زيادة ارتفاع أسعار النفط وتحسن الأوضاع الأمنية، سيجني العراق هذا العام المزيد من العائدات، كما هو التوقعات، وفقاً للتقرير.

ويذكر ان الحكومة العراقية قدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن تصل عائدات النفط إلى 35 مليار دولار.

وفي السياق ذاته قال التقرير: "مع تحليق أسعار النفط عند قرابة 125 دولاراً للبرميل – أي نحو خمسة أضعاف الأسعار قبل خمسة أعوام – إلى جانب ارتفاع إنتاج العراق من النفط إلى معدلات غير مسبوقة، يتوقع المفتش العام، أن تفوق عائدات العراق في 2008، 70 مليار دولار..

وحذر التقرير الفصلي من مشاكل عميقة تتصل بالتخطيط والمشاريع التنموية، مستشهداً بمشروع تشييد سجن في "ديالى"، الذي أطلق عليه "الفشل الفاضح."

وبلغت تكلفة بناء "المنشأة الإصلاحية لخان بني سعد" 40 مليون دولار، قال التقرير إن جهات إعادة الإعمار هجرت المشروع وخلفت ورائها مواداً ومعدات كلفتها أكثر من مليون دولار.

وذكر التقرير إن "مخاوف أمنية أثرت على المشروع، إلا أن نوعية البناء كانت الرداءة بحيث استدعت هدم بعض من أجراء المنشأة وإعادة تشييدها."

وقال إن عدم التنسيق بين الجانبين الأمريكي والعراق ساهم بدوره في تبديد من المزيد من الأموال.

واستشهد التقرير بمثال قرار الأجهزة الأمريكية إقامة "نظام لإدارة المعلومات المالية، دون اعتبار لاحتياجات العراق، مما لتوقف البرنامج نظراً لعدم دعم الحكومة العراقية له، واصطدام المشروع بعائق آخر وهو اختطاف القائم عليه.

وقال الناطق باسم البنتاغون، جيوف موريل، إن التقرير المكون من 270 صفحة، "لا يحوي الجديد"  إلا أنه سيستخدم كدليل ولوضع المزيد من الإضافات عليه.

أمل العالم: ستّة حقول عراقية جديدة

من جانب آخر تبدو أنظار العالم متجهة الآن صوب العراق من أجل العثور على ترياق للأمراض الاقتصادية المستجدة التي أثرت في كل مناحي الحياة.

وإذا كان الأمل معقودا على ستة حقول نفط جديدة في العراق، فإنّها معقودة في السعودية على ما يعدّ أضخم حقل غير مستخدم في العالم وهو حقل الخريس.

وأعلن وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أنّ وزارته فتحت مناقصة لتطوير ستة حقول سترفع حجم إنتاج البلاد من النفط بنحو 1.5 مليون برميل يوميا.

وقال الشهرستاني إنّ المناقصة مفتوحة لـ35 شركة عالمية، معتبرا الإعلان "حدثا فريدا من نوعه كما أنه أمر مهم جدا في العراق الجديد لاسيما مع إعلاننا عنه بطريقة شفافة تماما" وذلك في مؤتمر صحفي عقده للغرض الاثنين.

ويبلغ حجم إنتاج العراق حاليا 2.25 مليون برميل يوميا، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

ويعدّ هذا الرقم قريبا من وضع الإنتاج النفطي قبل قليل من غزو الولايات المتحدة للعراق، ولكنه أقلّ بكثير من حجم الإنتاج قبل حرب الخليج عام 1991.

العراق وأكبر ميزانية في تاريخه

من جهة أخرى أقرت الحكومة العراقية، ميزانية بديلة لعام 2008، قيمتها 70 مليار دولار، وهي أكبر ميزانية في تاريخ العراق، وفقا لمتحدث باسم الحكومة.

وصوّت الوزراء العراقيون على قبول ميزانية إضافية بقيمة 21 مليار دولار، في اجتماع عادي، لتضاف على الميزانية السابقة التي أقرتها الحكومة وقيمتها 49 مليار دولار، وفقا لعلي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية.

والميزانية الإضافية البالغة 21 مليار دولار، تم توزيعها على 7.4 مليارات دولار ميزانية استثمارية و 13.6 مليار دولار ميزانية تشغيلية تشمل وزارات الدولة العراقية ومحافظاتها، بزيادة بنحو 18 في المائة عن موازنة عام 2007.

وقال مسؤولون عراقيون إن عام 2008 سيكون عام إعادة البناء والإعمار، في وقت تقول فيه تقارير إن معدل العنف تراجع خلال العام الماضي. بحسب CNN.

والجدير بالذكر ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" قالت في تقرير إن كافة المؤشرات الرئيسية تدل على تراجع معدل العنف في العراق ما بين 40 في المائة إلى 80 في المائة منذ فبراير/شباط العام الماضي، عند التزام الرئيس الأمريكي جورج بوش بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى هناك.

ويأمل العراق في توسيع إيراداته عن طريق زيادة الإنتاج من ستة حقول نفط، وحقلي غاز طبيعي، طرحتها الحكومة للمزايدة مؤخرا.

وقالت الحكومة العراقية إن المزايدة ستكون مفتوحة لـ35 شركة عالمية، وأنها تأمل أن ترفع إنتاج البلاد بواقع مليون ونصف المليون برميل في اليوم.

ويبلغ حجم إنتاج العراق حاليا 2.25 مليون برميل يوميا، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ويعدّ هذا الرقم قريبا من وضع الإنتاج قبل قليل من غزو الولايات المتحدة للعراق، ولكنه أقلّ بكثير من حجم الإنتاج قبل حرب الخليج عام 1991.

ارتفاع صادرات النفط

من جهته قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إن التراجع الملحوظ في الهجمات التخريبية على خطوط أنابيب نقل النفط، ساهم في ارتفاع الصادرات والإستفادة من الأسعار المرتفعة للمادة الحيوية.

وذكر الشهرستاني أن الهجمات انخفضت من 30 هجوم شهرياً في المتوسط عام 2007، إلى أربعة فقط الشهر الماضي، تركزت غالبيتها في مناطق الشمال، حيث تنشط المليشيات السنية المسلحة، وفقا لما أوردته وكالة أسوشتيد برس.

وصرح المسؤول خلال حديث لقناة "الشرقية" أن التراجع ساعد العراق في رفع حجم صادراته من نفط الحقول الشمالية حول كركوك إلى ميناء "كيهان" التركي.

وأجبرت الهجمات التخريبية المتكررة، على مدى السنوات الأربعة الماضية، السلطات العراقية على إغلاق خط الأنابيب الشمالي.

وأوضح وزير النفط العراقي في وقت سابق من هذا الشهر، أن صادرات بلاده من النفط، وغالبيتها من الحقول الجنوبية حول البصرة، ارتفعت بمقدار مليوني برميل يومياً، ولأول مرة منذ الغزو الأمريكي عام 2003.حسب CNN

ويتزامن ارتفاع سقف الانتاج العراقي من النفط مع الأرتفاع القياسي في الأسعار ما يتيح المزيد من العائدات للعراق الذي يصارع لإعادة إعمار البلاد عقب عقود من الحرب، والعقوبات الدولية وسوء الإدارة.

ويتوقع أن يجني العراق عائدات تصل إلى 70 مليار دولار بنهاية هذا العام، حال بقاء أسعار النفط عند مستوياتها الراهنة.حسب CNN

وعزا الشهرستاني، تراجع الهجمات التخريبية إلى مساهمة "مجالس الصحوة" السنية في تحسين الأوضاع الأمنية.

وتشير التقديرات إلى أن احتياطات العراق من النفط تصل إلى قرابة 115 مليار برميل، بجانب 112 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وفق وزارة النفط.

.................................................................................

- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام: مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت   9/تموز/2008 - 7/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م