ملف الإنتخابات الامريكية: المفاضلة بين التغيير والمألوف العامل الحاسم

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: سحَرَ مرشح الرئاسة الأمريكي باراك أوباما العاهل الأردني الملك عبد الله وأغدق عليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المديح وأسر قلوب الأوربيين من برلين الى لندن. فخلال جولة استغرقت أُسبوعا في الشرق الأوسط وأوروبا بدا ان سناتور ايلينوي الديمقراطي صاحب الاسم الغريب وعضوية لم تتعد ثلاث سنوات في مجلس الشيوخ نجح في تحقيق بعض التقدم في هدفه الرامي لطمأنة الإسرائيليين الى انه سيكون مُساندا قويا للدولة اليهودية.

غير انه لم يتضح بعد ما اذا كان أوباما نجح في تضيق الفجوة التي يراها ناخبون أمريكيون في خبرته الخارجية مقارنة بمنافسه الجمهوري في الانتخابات المقبلة في نوفمبر تشرين الثاني جون مكين، الذي أُسر في حرب فيتنام وصاحب سمعة قديمة بإعلاء قضايا الأمن القومي. وعلى ذلك فإن امريكا الان بين خياري السعي نحو التغيير او السير وراء المألوف الذي درج عليه الحزب الجمهوري منذ ثماني سنوات..

ورغم كل الإطراء الذي لقيه أوباما في الخارج هناك مخاطرة بأن يعتبر الامريكيون الجولة إعلانا سابقا لأونة بتحقيق النصر. والجولة التي شملت أفغانستان والعراق والكويت والاردن واسرائيل والمانيا وفرنسا وبريطانيا خطوة غير معتادة الى حد كبير من قبل مرشح رئاسة امريكي قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات رغم أن مكين قام بجولة مشابهة تقريبا في مارس اذار وسافر الى كولومبيا والمكسيك هذا الصيف.

ولم يحاول معاونو أوباما إخفاء شعورهم بان الجولة سارت على ما يرام ولكنهم حرصوا على التهوين من التوقعات بحدوث تغيير كبير في استطلاعات الرأي.

وقال روبرت جيبز كبير معاوني أوباما "أعتقد اننا اتحنا فرصة للمواطنين لمعرفة كيف سيكون اداؤنا على الساحة الدولية. لم نعتقد ان الرحلة أو شيئا واحدا سيغير الرؤية أو استطلاعات الرأي. نعتقد ان ذلك سيحدث على مدار الحملة."وتابع "لكن نرى ان الرحلة كانت بداية مهمة جدا."

وتفيد استطلاعات الرأي خلال الأيام القليلة الماضية تفوق أوباما على مكين بما بين خمس وسبع نقاط مئوية دون اختلاف كبير عن أرقام الشهر الماضي.

ويشبه معجبو أوباما المرشح الديمقراطي بالرئيس الامريكي الاسبق جون كنيدي. وعرف بقدرته على ان يفتن تجمعات أمريكية حاشدة بخطبه القوية. وبدا ان الهوس بأوباما الذي اجتاح العواصم الاوروبية كان بنفس درجة القوة ان لم يكن أقوى.

فقد تجمع 200 الف شخص للاستماع الى خطابه في حديقة تيرجارتن في برلين وهو نحو ثلاثة امثال اكبر حشد تجمع للاستماع اليه في الولايات المتحدة حين اجتذب 75 ألفا في بورتلاند باوريجون.

كانت بعض النقاط في خطاب أوباما تكرارا لما قاله كنيدي والرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان غير ان أوباما بدأ كلامه بالاشارة الى جذوره المختلطة "أعلم انني لا أبدو مثل الامريكيين الذين تحدثوا في هذه المدينة العظيمة من قبل."

وينبع جزء من جاذبية أوباما لبعض الاجانب كون امه أمريكية وابوه كيني وأنه أمضى فترة من طفولته في اندونيسيا ويرون انه سيتحلي بنظرة اكثر عالمية تجاه الشؤون الخارجية.

وفي برلين حث أوباما اوروبا على مساهمة أكبر في تحمل الاعباء منها تحقيق الاستقرار في افغانستان وهي رسالة ترى حملة أوباما انها هامة لتبديد اي انطباع بان خطابه نوع من الحشد الانتخابي الخارجي.

وقالت سايرا بانو (21 عاما)التي وقفت وسط حشد من انصار أوباما اثناء اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في لندن "آمل ان يدرك الامريكيون كم هم محظوظون."

وفي قصر الاليزيه أشار الرئيس الفرنسي لأوباما على انه "مغامرة" ولكنه أعلن تأييده له.

ولم يكتف العاهل الاردني الملك عبد الله باقامة مأدبة عشاء لأوباما في قصره بل قاد السيارة شخصيا مصطحبا إياه للمطار. وهناك تقارب في السن بين أوباما والعاهل الاردني المتحمس لوعد المرشح الديمقراطي بتنشيط عملية السلام في الشرق الاوسط.

اوباما يدافع عن جولته الخارجية

وعاد المرشح الديمقراطي باراك أوباما الى حملة انتخابات الرئاسة الامريكية ودافع عن رحلته الخارجية التي استمرت اسبوعا قائلا "فعلنا ذلك على نحو طيب للغاية".

وقال أوباما "بالنسبة لي كي احكم واكون رئيسا فعالا فان الرحلة كانت مفيدة." واضاف "اقمت علاقات واواصر معينة من الثقة مع الزعماء الرئيسيين في انحاء العالم الذين فهموا مواقفي والكيفية التي اعمل بها واعتقد انني خرجت ببعض الثقة بانني استطيع التعامل مع هؤلاء الاشخاص."بحسب رويترز.

وفي كلمة امام عدد قليل من الصحفيين نفى اوباما ان تكون جولته الخارجية "متهورة" وقال انه اجتمع في اغلبها مع نفس الزعماء الذين التقى معهم منافسه الجمهوري جون مكين بعد ان فاز بترشيح الحزب الجمهوري.

وقال "الاسبوع الذي امضيته في التركيزعلى قضايا دولية لا يعني ان يترجم بالضرورة الى ارتفاع في نسبة شعبيتي في استطلاعات الرأي هنا في الولايات المتحدة لان الناس مهتمين كما هو مفهوم بالتأثيرات الفورية للاقتصاد."واضاف "وهذا ما سوف نتحدث بشانه خلال المستقبل المنظور."

وفي الوقت الذي بدأ فيه سناتور ايلينوي تحويل مسار اهتمامه واصل منافسه في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني هجومه على موقف أوباما بشأن العراق.

وقال مكين في مقابلة اجرتها معها شبكة (ايه بي سي) ان أوباما دعا الى سحب القوات الامريكية من العراق خلال 16 شهرا كي يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

وقال مكين في مقابلة اجريت معه يوم السبت "السناتور أوباما لا يفهم". وتابع "انه لا يفهم الامر جيدا واختار السير في طريق سياسي يساعده في الحصول على ترشيح حزبه."لكن مكين قال انه لا يشك في وطنية منافسه وان هذا هو مجرد حكمه عليه.

ودافع أوباما عن دعوته لسحب القوات قائلا انها كان يجب ان تبدأ في وقت مبكر عن ذلك وان غياب الحكم الصائب تمثل في تصويت مكين بالموافقة على الحرب في المقام الاول.

وقال للصحفيين "ما زلت اعتقد ان السبيل الوحيد امامنا من اجل استقرار الوضع في العراق والذي اقتنعت به في السابق وما زلت مقتنعا به الان يتمثل في توصل الاطراف المعنية الى مجموعة من التسويات السياسية."وسعى مكين ايضا الى استخدام رحلة أوباما ضده مشيرا الى انها كانت اهانة للناخب الامريكي.

أصوات المسلمين في الولايات المتحدة تدعم أوباما

يستطيع مرشح الرئاسة الامريكية عن الحزب الديمقراطي باراك أوباما أن يطمئن لمساندة قوية من المسلمين الامريكيين - إذا صدقت استطلاعات الرأي - ولكنه قد يخاطر بالاساءة لبعض من يدينون بهذه العقيدة لاضطراره ايضاح أنه ليس أحدهم.

وعدد الاصوات على المحك ضئيل بما أن المسلمين يمثلون نسبة ضئيلة جدا من تعداد سكان الولايات المتحدة في حين لا توجد أرقام يعتد بها لعدد الناخبين المسجلين منهم. بحسب رويترز.

لكن في ظل الخبرات الاخيرة لانتخابات الرئاسة التي كانت نتائجها شديدة التقارب لا يمكن استبعاد أي أصوات في المواجهة بين أوباما الديمقراطي الذي قد يصبح أول رئيس أمريكي أسود والجمهوري جون مكين.

وأظهر مسح لمنتدى بيو للدين والسياسة إن 63 في المئة من مسلمي الولايات المتحدة يعتبرون إنهم ديمقراطيون أو يميلون في هذا الاتجاه مقارنة مع 11 في المئة يقولون أنهم جمهوريين أو يتفقون مع توجهات هذا الحزب.

وفي الوقت ذاته يعتقد 12 في المئة من الامريكيين إن أوباما مسلم وهو سوء فهم ظل قائما لاشهر وغذته شائعات على الانترنت.

وأثيرت القضية الحساسة في الانباء من جديد حين نشرت مجلة ذا نيويوركر (The Newyorker) رسما ساخرا على غلافها يصور أوباما مرتديا جلبابا وعمامة بينما تحمل زوجته بندقية في المكتب البيضاوي في البيت الابيض والعلم الامريكي يحترق في المدفأة.وذكرت تقارير غير مؤكدة إن حملة أوباما تنوي تعيين مسؤول اتصال بالطائفة المسلمة.

ويصف قسم خاص على موقع أوباما " Fight the Smears" صمم للتعامل مع هذه الشائعات الادعاء بانه مسلم بانه "كذب" ويذكر انه "لم يكن مسلما أبدا ولم يتم تنشئته كمسلم وإنه يدين بالمسيحية."

ويقول سفيان زاكوت مدير رابطة المسلمين الامريكيين بشمال امريكا "نعلم أنه ليس مسلما ولكن من يبالي.."

ويقول زاكوت إن ما يمنح أوباما قبولا هو تعهده بتوحيد الجاليات والطوائف ويضيف "لا نتوقع ان يأتي الينا ويقول (انا معكم) لا نحتاج لذلك."

غير إن ثاقب انجونوالا رئيس تحرير صحيفة (ساذرن كاليفورنيا ان فوكاس) وهي صحيفة اسلامية يتوقع ان تكون المنافسة متقاربة في الانتخابات الامريكية وهو ما يعني "الحاجة لاصوات مسلمي الولايات المتخدة وينبغي عليهم ان يتخذوا موقفا ..."

وقال "المسلمون جديرون بوقت أوباما مثل الجماعات الاخرى التي التقى بها... ويحسب له أنه اجتمع مع زعيم مسلم وأعتذر شخصيا لمسلمات منعهن متطوعون في حملته الانتخابية من الجلوس خلفه على منصة في تجمع حاشد في ديترويت لانهن محجبات."

وقال رانجونوالا "تحركاته جيدة" ولكن "ينبغي أن يبلغ المسلمون أوباما بأن عليه العمل لكسب اصواتهم".

ويقول أحمد رحاب المدير التنفيذي في مكتب العلاقات الامريكية الاسلامية في شيكاجو أنه كان ثمة اهتمام كبير بحملته الرئاسية بين المسلمين وأن القضايا الرئيسية التي تهمهم هي الحقوق المدنية والسلام في الشرق الاوسط والهجرة والاقتصاد والخوف من الاسلام. ولكنه يعتقد أن أوباما يبالغ في محاولة تصحيح سوء الفهم بشان كونه مسلما تاركا انطباعا بان المسلم ليس امريكيا بشكل ما.

حملة ضخمة لتفنيد شائعات "مغرضة" حول أوباما

وقرر أكبر تكتل عمالي في الولايات المتحدة تدشين حملة رئيسية لدحض الشائعات الدائرة حول أول مرشح أمريكي أسود للسباق الرئاسي، باراك أوباما.

وستركز منظمة AFL-CIO في حملتها تلك على ولايات مهمة في المعركة الانتخابية المقبلة منها أوهايو، وميتشيغان، وبنسلفانيا وويسكونسين.

وستتعرض الحملة إلى العديد من الشائعات غير الدقيقة الدائرة حول سيناتور إلينوي، منها عدم اعتناقه الديانة المسيحية، ورفضه ارتداء دبوس في سترته بالعلم الأمريكي، إلى جانب أنه لم يؤد يمين القسم على الإنجيل في مجلس الشيوخ.

كما سترد الحملة على مزاعم أن المرشح الديمقراطي المفترض ليس من مواليد أمريكا ورفض وضع يده على صدره أثناء تلاوة "عهد الولاء" - صلاة قصيرة ينشد خلالها النشيد الوطني. بحسب سي ان ان.

ويشار أن معظم أعضاء منظمة AFL-CIO من الطبقة العاملة في الولايات المتحدة، وهو تكتل له وزنه في صناديق الاقتراع ودعم بقوة السيناتور هيلاري كلينتون في المنافسة السابقة في السباق الديمقراطي الماراثوني لاختيار مرشح الحزب.

ويتوقع أن تعلب المنظمة دوراً هاماً في المعارك الانتخابية التي ستشهدها الولايات في نوفمبر/تشرين الثاني.

وفي المعسكر المناوئ، صعد  الجمهوريون من حملتهم ضد أوباما عبر تسخير شبكات التقنية الاجتماعية، لانتقاد سيناتور إلينوي مع بدء العد التنازلي للسباق الرئاسي نحو البيت الأبيض.

وعلى غرار "فيس بووك"، دشنت "اللجنة القومية للجمهوريين" موقعاً إلكترونياً جديداً تحت مسمى "باراك بووك. كوم"، للسخرية من المرشح الديمقراطي، وقبل مائة يوم من بدء الانتخابات.

ويشير الموقع الإلكتروني الجديد أن لأوباما سبعة أصدقاء، من بينهم " أنتوين "طوني" ريزكو، رجل أعمال من شيكاغو مدان، وويليام آيرز، عضو في منظمة Weather Underground، وهي جماعة يسارية متشددة برزت في السبعينيات.ويناصر أكثر من 1.2 مليون من أعضاء "فيس بووك" المرشح الأسمر.

هل يصلحُ ماكين السبعيني لحُكم أمريكا؟

كان جون ماكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية يخطط أصلا للحديث عن سياسة الطاقة وعن أسعار النفط.

ولكن عندما سلطت كاميرات التلفاز عليه وبجواره زوجته سيندي تحت شمس ولاية كاليفورنيا الحارقة انصب اهتمام العالم كله على اللصقة الصغيرة على خده.

وشعر ماكين الذي كان مصابا من قبل بالسرطان بالحرج عندما اضطر للاعتراف بأنه خضع لجراحة أخرى لإزالة سرطان من بشرته. بحسب د ب أ.

ورغم أنه أكد مرارا وتكرارا أن كل شيء على ما يرام وأن الجراحة التي خضع لها روتينية لكن ذلك سرعان ما أعاد للأذهان الموضوع القديم حول صحة المرشح الجمهوري وسنه حيث تحدثت جميع القنوات التلفزيونية تقريبا عن هذا الموضوع.

والسؤال الذي تناولته هذه القنوات صراحة هو: هل يصلح ماكين من الناحية الصحية وهو في الحادية والسبعين من العمر لتولي مهام منصب الرئيس الأمريكي الشاقة؟

حاول المحارب القديم في فيتنام حتى الآن مقابلة هذه المشكلة بالمزاح، فعندما سئل في برنامج حواري عما إذا كان رجل في سنه يحتاج إلى قيلولة يومية ، فعل ماكين وكأنه قد غلبه النعاس.

ومن أقوال ماكين الشهيرة عن نفسه: "أنا في عمر الأرض وبوجهي ندبات أكثر مما بوجه فرانكنشتاين". غير أن استطلاعات الرأي بينت أن ربع الناخبين يرون أن ماكين أكبر من أن يصلح لتقلد منصب الرئيس الأمريكي.

وأقدمت وسائل الإعلام الأمريكية بلا رحمة أو هوادة على مناقشة هذا الجانب من شخصية ماكين بكل صراحة. وصورت مجلة "فانتي فير" ماكين على غلافها مؤخرا على أنه شيخ متهالك في المكتب البيضاوي وأمامه وسيلة مساعدة على المشي يمسك بها.

وسخر النجم التلفزيوني الأمريكي الشهير ديفيد ليترمان من ماكين قائلا إنه طاعن في السن لدرجة أنه لم يعد يعرف العراق إلا باسمه القديم ، أرض الرافدين.

وأفردت صحيفة نيويورك تايمز عنوانها الرئيسي ذات مرة لماكين وبالتحديد لمواطن القصور النحوية والبلاغية في خطبه. والحق أن ماكين سيكون أكبر الرؤساء الأمريكيين سنا إذا نجح فعلا في الفوز في الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر المقبل حيث سيكمل عامه الثاني والسبعين نهاية أغسطس المقبل. وسيتفوق ماكين بذلك على الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الذي كان يبلغ من العمر 69 عاما عندما حكم الولايات المتحدة عام 1981. وعلق الكاتب الصحفي ديفيد جيرجين مؤخرا على التحفظات على سن ماكي بالقول: "لقد عادت مسألة السن تطرح نفسها".

أما المرشح الديمقراطي للرئاسة، باراك أوباما، فإنه سيكمل 47 عاما في الرابع من أغسطس المقبل أي أن الفارق بين سن المرشحين سيكون 25 عاما، مما يعني جيلا كاملا. أضف إلى ذلك أن ماكين لم يظل "شابا سبعينيا" بل بالعكس فإن السن يبدو عليه بشكل واضح ومن علامات ذلك حركاته الجامدة وغير المرنة كما تبدو على ملامحه السنوات التي قضاها في الأسر في فيتنام الشمالية السابقة.

غير أن ماكين يحاول أن يستفيد من مسألة تقدم سنه حيث يراهن بشكل خاص على خبرته في القضايا الخارجية والأمنية التي تمتد لسنوات طويلة. ويحاول المرشح الجمهوري أن يصور خصمه أوباما على أنه مبتدئ.

ولا يكف ماكين في خطبه عن التأكيد على أنه "تعلم أشياء على مدى حياته". لا عجب إذا أن يكون السن أهم عناصر المعركة الانتخابية التي ستكون بالطبع "بين مسن وشاب".

في السياسة الأمريكية.. الستينات لها سحر باق

ربما تكون فترة الستينات قد ولت وأصبحت مجرد تاريخ لكن بالنسبة للسياسة الأمريكية هذا العقد من الثورة الاجتماعية لا يغيب عن الأذهان.

استخدم باراك أوباما وجون مكين المرشحان الديمقراطي والجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية بالفعل بعضا من رموز الستينات الدائمة من حركة الحقوق المدنية الى حرب فيتنام الى جماعات العنف الراديكالية الى وودستوك مهرجان الهيبيز الموسيقي الشهير في الستينات. بحسب رويترز.

ولعبت المواجهات الثقافية التي أذكاها الصراع الاجتماعي في الستينات دورا في كل سباق رئاسي امريكي منذ فوز الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون عام 1968 والسباق الحالي بين أوباما ومكين ليس استثناء من ذلك.

ويقول ريك برلستاين مؤلف كتاب "أرض نيكسون" التاريخي الذي يرصد كيف ساعدت الاضطرابات الاجتماعية في الستينات نيكسون على الفوز بالبيت الابيض مرتين والتأثيرات السياسية التي بقت عالقة طوال عقود "في السياسة يصعب الاقلاع عن العادات القديمة."وأضاف "الستينات كانت فترة تقلب ونحن لم نبدأ بعد في التعرف على الانقسامات التي أحدثتها."

وحين اضطر أوباما - وهو أول مرشح أسود يخوض السباق الامريكي باسم حزب رئيسي في الولايات المتحدة - للدفاع عن وطنيته مؤخرا ردا على انتقادات وجهت له على الانترنت القى باللوم جزئيا على ارث الستينات.

وقال أوباما (46 عاما) في خطاب القاه في مكتبة هاري ترومان الرئاسية في ولاية ميزوري " الملفت للنظر في هذا الجدل الدائر اليوم عن الوطنية هو انه يعود بجذوره الى الحروب الثقافية للستينات... جدل يرجع 40 عاما الى الوراء او اكثر."

وقال أوباما الذي كان في الثامنة من عمره حين انتهي ذلك العقد "الغضب والاضطرابات السائدة في تلك الفترة لم تجف تماما بعد. كثيرا ما تجد سياساتنا نفسها عالقة في تلك المناقشات القديمة الرثة."

طفت تلك المناقشات التي تنعش ذكرى هذا التاريخ النابض لعقد الستينات مرارا خلال السباق على مقعد الرئاسة في البيت الابيض الذي يبلغ ذروته في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

جولة أوباما لم تحرك أرقام الأصوات لصالحه

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته CNN، أن جولة المرشح الديمقراطي المفترض للانتخابات الأمريكية، باراك أوباما، في الشرق الأوسط وأوروبا، التي قوبلت بتغطية إعلامية مكثفة، وانتقادات لاذعة من جانب المعسكر الجمهوري، لم تُترجم مزيداً من الأصوات لصالحه في السباق الرئاسي المرتقب.

وبيّن المسح الذي نفذته الشبكة بالتعاون مع "أوبنيون ريسيرش كورب"، وهو الأول بعد الجولة التي قام بها أوباما للعراق، وأفغانستان، وبعض دول المنطقة إلى جانب فرنسا وبريطانيا، وألمانيا، أن هذه الزيارات لم تحدث تغييراً  يذكر، من حيث الأصوات، منذ يونيو/حزيران الماضي.

وبحسب استطلاع الشهر الماضي، تقدم أوباما بواقع 51 في المائة على غريمه المرشح الجمهوري المفترض، جون ماكين، الذي حصل على 44 في المائة.

وتقدم أوباما بفارق ضئيل عن معدل الشهر الماضي، ما يبقيه في مرمى ضربات المرشح الجمهوري، قبيل أقل من مائة يوم على انطلاق السباق نحو البيت الأبيض.

وكذلك، يكشف المسح الحديث أن للجولة، التي صممت بعناية لصقل قدرات المرشح في التعامل مع السياسة الخارجية، تأثيراً محدوداً للغاية على الناخب الأمريكي الذي همه الشاغل كيفية تعامل سيناتور ألينوي مع قضايا الأمن القومي.

وعقّب كيتينغ هولاند، مدير قسم الاستطلاعات بـCNN قائلاً: "هل ساعدت جولة أوباما على تحسين موقفه أمام الرأي العام على صعيد قضايا السياسة الخارجية؟ والرد هو: كلا لم تقعل." وأضاف: لم يحقق أوباما تقدماً جديداً على ماكين فيما يتعلق وتلك القضايا.. قرابة 52 في المائة يعتقدون أن أداء ماكين سيكون أفضل حول حرب العراق.. وهو ذات معدل شهر إبريل/نيسان."

ويكشف الاستطلاع أن انتقادات ماكين الحادة للزيارة حققت بعض أهدافها، تحديداً اتهامه للخصم الديمقراطي بالتصرف وكأنه قد فاز بالرئاسة الأمريكية، وانتقاده لعدم  زيارة الجنود المصابين في ألمانيا، نظراً لمنع الطاقم الإعلامي من مرافقته.

كما أظهر ميل المستطلعين إلى جانب ماكين فيما يتعلق والأمن القومي وكافة القضايا الخارجية: الإرهاب، أفغانستان، العراق والشرق الأوسط، إيران إلى جانب الهجرة. وقبع ماكين خلف أوباما في القضايا الداخلية منها الاقتصاد والرعاية الصحية وسوق العمل، وفق الاستطلاع.

وقال ثلثا الذين شاركوا في الاستطلاع إن الزيارة كانت ملائمة للمرشح الرئاسي، فيما أعرب 72 في المائة منهم أن أوباما يهتم لأمر قدامى المحاربين والقوات الأمريكية في العراق.

وأعرب ثلثا المستطلعين عن اعتقادهم بأن المرشح الديمقراطي المفترض "متعجرف"، وهو رأي ذات الشريحة في المرشح الجمهوري. وتزامنت تلك الآراء مع إطلاق معسكر ماكين منشوراً دعائياً واصفاً أوباما بأنه من "أكبر المشاهير في العالم."

وأردف هولاند معقباً : "هناك يكمن بعض الخطر على ماكين من مثل هذه الاتهامات.. 40 في المائة قالوا، في المسح، إنه هجومه على أوباما غير عادل."

وقال ربع المشاركين في الاستطلاع أنهم قد يغيرون آرائهم حول مرشحيهم خلال الفترة من الآن وحتى نوفمبر/تشرين الثاني، فيما أكد 38 في المائة أن أصواتهم ستذهب بالقطع للمرشح الديمقراطي، و33 في المائة لمنافسه الجمهوري.

وشارك في الاستطلاع، الذي أجري خلال الفترة من 27 إلى 29 يوليو/تموز الجاري، 914 شخصاً، ويحمل هامش خطأ يعادل ثلاث نقاط في المائة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء  5/تموز/2008 - 3/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م