شبكة النبأ: بات الصياد اليمني يخشى على حياته من مخاطر القرصنة
التي يمارسها قراصنة صوماليون أو على أيدي قراصنة اريتريين في
المياه الاقليمية اليمنية وقبالة السواحل الصومالية حيث أطلقت
ارتيريا مطلع الأسبوع الفائت أكثر من 87 صيادا يمنيا بعد مصادرة
قواربهم.
هذه المخاطر تواجه 65798 صيادا منهم 24393 يعملون من خلال
جمعيات تعاونية في حين تصل نسبة الصيادين الفرديين 62 في المئة
بأقل من 10 في المئة من النسبة العالمية التي يعمل فيها الصيادون
لحساب أنفسهم ويمتلكون 16 ألف قارب صيد توفر 2890 فرصة عمل سنوية.
وطالب رئيس الاتحاد السمكي في محافظة حضرموت عمر قمبيت بحماية
الصيادين اليمنيين من القراصنة وعمل حلول عاجلة لمشكلة القرصنة بما
يكفل تأمين المياه.
وذكر قمبيت لـ كونا، أن أعمال القرصنة لم تعد تواجه الصيادين
الفرديين بل وصلت لحد التعرض لسفن الصيد الكبيرة حيث تعرضت في
ابريل الماضي سفينة صيد تابعة لشركة (بروم) لاختطاف من قبل قراصنة
صوماليين طالبوا بفدية مقدارها 300 ألف دولار وبعد ثلاثة أيام
تركوا السفينة التي كان على متنها 28 صيادا يمنيا مفضلين اختطاف
يخت سياحي فرنسي مر بالقرب من السفينة.
من جهته قال وزير النقل اليمني خالد الوزير ان أعمال القرصنة
مشكلة حقيقية تواجه الصيادين وحركة الملاحة في المياه الاقليمية
والقراصنة يبحثون عن وسائل لاكتساب الاموال وان كانت بشكل غير
مشروع.
ويرى الوزير أن المشكلة لن تحل بجهود يمنية منفردة عن الجهود
الدولية مشيرا الى وجود جهود اقليمية تبذل تحت رعاية المنظمة
البحرية الدولية حيث عقدت مؤتمرات بهذا الشأن في صنعاء ومسقط 2006
ومؤتمر في تنزانيا 2008 وتلك المؤتمرات عقدت بناء على متابعة
الجمهورية اليمنية وأسفرت عن قرار انشاء مركز اقليمي في اليمن الى
جانب مركز آخر في كينيا أو تنزانيا.
وأضاف ان اليمن شرعت منذ بداية 2008 في بناء المركز الاقليمي
لمكافحة القرصنة وتنشر قوات خفر السواحل تعاميم الملاحة البحرية
بشأن تحديد المواقع التي يجب على السفن الابحار بها.
من جانبه قال وكيل وزارة الثروة السمكية غازي الأحمر ان الوزارة
تلزم الصيادين تزويد قواربهم بجهاز لاسلكي مرتبط بجهاز تتبع بنظام
مراقبة السفن عبر الأقمار الاصطناعي
أما الصياد سعيد قاسم (57 عاما) الذي يعمل في مهنة الصيد منذ
كان في ال12 من عمره قال ان "البحر أصبح محفوفا بالمخاطر وصرنا
نخشى أن يعترض طريقنا القراصنة الصوماليون الذين هم الخطر الأكبر
علينا وهناك عدد من الصيادين اختطفهم القراصنة في المياه الاقليمية
وطالبوا بفدية تصل أحيانا الى 20 ألف دولار".
ويلفت المسؤولون اليمنيون الى أن مخاطر القرصنة تجاوزت استهداف
الصيادين الى مهاجمة السفن التجارية وسفن الاصطياد وناقلات النفط
الأجنبية العابرة لخطوط الملاحة الدولية في البحر العربي وخليج عدن
والبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب.
وذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن "عدد هجمات القراصنة التي
تتعرض لها السفن التجارية ازداد بنسبة 14 في المئة في الأشهر
التسعة الأولى من 2007.
وعبر مكتب الملاحة الدولي التابع لهيئة الأمم المتحدة عن قلقه
من "ازدهار القرصنة في المياه الدولية شرقي وغربي القارة
الافريقية" ناصحا السفن التجارية بالابتعاد مسافة 200 ميل بحري على
الأقل عن السواحل الصومالية.
وقال المكتب في تقرير أصدره منتصف أكتوبر الماضي ان الأشهر
التسعة الأولى من عام 2007 شهدت 198 حادث قرصنة مقارنة ب 174 حادثة
لنفس الفترة من عام 2006.
وأضاف ان 15 سفينة تجارية اختطفت في الفترة نفسها الا أن المكتب
يرى أنه مازال العدد الاجمالي لأعمال القرصنة أقل مما كان عليه في
السنوات الماضية باستثناء سنة 2006 وهي السنة التي كان اتحاد
المحاكم الاسلامية يمسك فيها بزمام السلطة في العاصمة مقديشو
وأجزاء كبيرة من الأراضي الصومالية.
وذكرت تقارير صحافية أن قوات التحالف الموجودة في المياه
الاقليمية المتاخمة للقرن الافريقي لاسيما قوات القاعدتين
الأمريكية والفرنسية بجيبوتي تدخلت العام الماضي لانقاذ سفن أجنبية
تعرضت لهجمات القراصنة الصوماليين.
وشهد الربع الأخير فقط من العام الماضي 10 وقائع قرصنة من هذا
النوع كان أبرزها تعرض سفينتي اصطياد كوريتين جنوبيتين لأطول
احتجاز من قراصنة صوماليين.
كما تعرضت السفينة الكورية الشمالية (دان هونج دي) التي كانت
تنقل مساعدات غذائية للصومال بداية نوفمبر 2007 لهجوم قراصنة
صوماليين بعد افراغ حمولتها ونجحت القوات الدولية في انقاذها وأسر
عدد من القراصنة. |