
شبكة النبأ: بدت علامات الخوف والقلق ترتسم على وجوه العلماء
والباحثين، ذلك من التزايد المستمر لدرجات الحرارة، مع جهل تام أو
تجاهل من قبل الدول الكبرى المصنعة والتي لم تعمل على وقف أنشطتها
المسببة في هذا الارتفاع لمعدلات درجات الحرارة، أو التي تسهم فيه.
كما يُخشى من زوال بعض الثروات الطبيعية، ومنها الثروة السمكية
التي يقتات ويعمل عليها أغلب الناس في البلدان النامية، وتعتبر
مصدر رزق لهم ولعائلاتهم، وعلى صعيد الدول التي سيلحقها الدمار
والتضرر، فيبدو ان الإمبراطورية الروسية مهددة بالإنقراض أيضا، ذلك
لقرب زوال أكثر مناطقها الجليدية بسبب درجات الحرارة المرتفعة،
وتقلبات وتغيرات المناخ.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير، تسلط الضوء على أهم
الإتفاقيات الخاصة بملف الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية، مع
عرض لبيان الدول المصنعة الكبرى، وذوات الاقتصادات الناشئة:
التلوث بين كبار الدول الصناعية وذات
الاقتصادات الناشئة
وافقت أكبر الدول الملوثة للبيئة في العالم على أن هناك حاجة
لخفض كبير في انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري
الا أن الخلافات بين الدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة حالت دون
اتفاقهم على أهداف محددة.
والتغيرات المناخية كانت أكثر القضايا الشائكة في قمة مجموعة
الدول الصناعية الثماني الكبرى المنعقدة في اليابان العام الحالي
والتي وجهت الدعوة أيضا لزعماء أكبر الاقتصادات الناشئة مثل الصين
والهند والبرازيل للانضمام والمشاركة في اليوم الثالث.
وجاء بيان زعماء 16 دولة مشاركة في الاجتماع بينها الصين
والولايات المتحدة أكبر الملوثين للبيئة بعد يوم من تعزيز مجموعة
الثماني لهدف خفض انبعاثات الغازات الى النصف بحلول عام 2050 مع
التأكيد على أنها لا يمكن أن تحقق هذا الهدف بمفردها.
والتفت بيان مجموعة الثماني حول الاختلافات العميقة بين
المشاركين مع معارضة الولايات المتحدة للالتزام بأهداف ثابتة دون
الحصول على ضمانات باتخاذ الاقتصادات الناشئة الكبرى اجراءات أيضا.
بحسب رويترز.
وتقول الدول النامية والاتحاد الاوروبي وجماعات الخضر ان السبق
يجب أن يكون للدول الغنية وأن تحدد أهدافا تنفذ على المدى المتوسط
بشأن كيفية تحقيق الهدف الذي ينفذ على المدى الطويل بمنتصف القرن
والذي يقول علماء انه الحد الادنى مما هو مطلوب للحيلولة دون بلوغ
الاحتباس الحراري أبعادا خطيرة.
وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية: من الخطأ أن
ننظر الى هذا الامر على أنه مواجهة بين الدول المتقدمة والدول
النامية.. بالطبع نتقبل تحمل نصيب الاسد من المسؤولية ولكنه تحد
عالمي يتطلب ردا عالميا.
الا أن المعنيين بالبيئة انتقدوا على الفور الاتفاق الذي لم
يتغير عن مسودة اتفاق سابقة اتفق عليها في نهاية يونيو حزيران
مفاوضون من نفس الدول المشاركة.
وقال كيم كارستنسن مدير الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (دبليو.دبليو.
اف): انه نفس الجمود الذي نواجهه منذ فترة... مع عدم الرغبة في
المضي قدما خاصة من جانب الولايات المتحدة كان يستحيل القضاء على
ذلك.
ويشك خبراء في الاحوال المناخية في امكانية اتخاذ أي خطوات مهمة
للامام لمحاربة التغيرات المناخية الى أن ينتخب رئيس أمريكي جديد
ويتولى مهام سلطته في يناير كانون الثاني عام 2009.
واتفق زعماء الدول الست عشرة على أنه سيتعين على الاقتصادات
الكبرى المتقدمة أن تنفذ أهدافا على المدى المتوسط ولكنهم لم
يحددوا أي نسبة معينة. واتفقوا أيضا على أن الدول الأفقر سيتحتم
عليها اتخاذ إجراءات لكبح النمو السريع في انبعاثاتها.
وموقف الاقتصادات الناشئة مهم. وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة
الثماني نحو 40 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة
الاحتباس الحراري. وتبلغ نسبة الصين والهند معا نحو 25 بالمئة من
إجمالي نسبة الانبعاثات وهي نسبة تتزايد مع ازدهار اقتصادهما الذي
يعتمد بشكل كبير على الفحم.
وأبلغ مسؤول حكومي ياباني الصحفيين أن إندونيسيا واستراليا
وكوريا الجنوبية فقط هم الذين ساندوا دعوة مجموعة الثماني بالاتفاق
على رؤية مشتركة لخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2050 . وقالت
الدول الأخرى إن الدول المتقدمة المسؤولة عن الجزء الأكبر من
الانبعاثات عليها اتخاذ إجراءات أولا.
ونقلت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) عن الرئيس الصيني
هو جين تاو قوله: الصين دولة نامية وتسير في طريقها صوب التحول إلى
التحديث والتصنيع. المستوى المعيشي للناس ليس مرتفعا ومهمة الصين
الأساسية في الوقت الحالي هي تطوير اقتصادها وتحسين المستوى
المعيشي للناس.
وتجمع قمة مجموعة الثماني في جزيرة هوكايدو بشمال اليابان زعماء
اليابان وبريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا
والولايات المتحدة.
ولم تكن التغيرات المناخية نقطة الخلاف الوحيدة في هذه
المحادثات.. تعاني الدول الناشئة أكثر من الدول الغنية من ارتفاع
أسعار الوقود والغذاء واتخذت موقفا عدوانيا تجاه التلميح بأن السبب
في ذلك هو طلبها المتزايد.
انهيار الامبراطورية الروسية بسبب ارتفاع
درجات الحرارة
حذر تقرير من أن ارتفاع درجة الحرارة في العالم سينشر الدمار في
روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة.
ورسم التقرير الذي يقع في 52 صفحة وأعده الصندوق العالمي للحياة
البرية بالتعاون مع منظمة اوكسفام البريطانية صورة قاتمة لانهيار
اجتماعي وبيئي واقتصادي في روسيا وامبراطوريتها السابقة اذا لم
يتخذ العالم اجراءات عاجلة.
وقال اليكسي كوكورين خبير المناخ بالصندوق في روسيا وهو يرفع
رسما بيانيا للاتحاد السوفيتي السابق مقسم الى قطاعات حمراء
وبرتقالية وصفراء اثناء عرضه التقرير في موسكو: هذا الرسم يظهر
انهيار البنية التحتية. عندما ترتفع درجات الحرارة تتصدع البنية
التحتية. بحسب رويترز.
وظهر على الغلاف الخارجي للتقرير فريق من المتزلجي علي الجليد
وهم يركضون قبالة ارض قاحلة خالية من الجليد وانهار جليد منكمشة
وطين مشقوق وسط قاع نهر جاف ودب قطبي ملتصق بقطعة جليد معزولة.
وحذر التقرير من ان روسيا التي تمتد من شرق اوروبا الى الشرق
الاقصى في اسيا ويغطي الجليد حوالي 60 في المئة من مساحتها مهددة
بشكل خاص من ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
وقال ايجور تستين مدير مكتب الصندوق في روسيا ان الجليد سيذوب
ويدمر البنية التحتية وان ارتفاع درجات الحرارة سيدمر محاصيل حيوية
وسيؤدي الى جفاف انهار رئيسية وان الملاريا وامراضا اخرى ستزحف
شمالا لتصيب المزيد والمزيد من الناس.
الثروة السمكية مهددة بالإنقراض من قبل تغيّرات المناخ
رجحت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" أن
يتمخض ارتفاع درجات حرارة الأرض، وغيره من التبدّلات الناجمة عن
تغيّر المناخ، عن آثار قوية على الثروات السمكية وتربية الأحياء
المائية، ما سينعكس بالتالي على أوضاع الأمن الغذائي لبعض الفئات
السكانية.
وجاء تحذير المنظمة في بداية حلقة دراسية علمية نظمتها حول
تغيُّر المناخ والثروات السمكية البحرية بمقرها الرئيسي في روما،
بمشاركة أكثر من 200 خبير ومسؤول من صنّاع السياسات حول العالم،
بهدف رسم صورة أكثر اكتمالاً لمدى للتحديّات التي تواجه ملايين
البشر ممن يعتمدون على الأسماك في الغذاء والدخل. بحسب (CNN).
وقال تقرير نُشر على موقع المنظمة الإلكتروني أن مصايد الأسماك
الطليقة تختلف أساساً عن غيرها من نُظم إنتاج الأغذية في ترابطاتها
واستجاباتها إزاء ظاهرة تغيّر المناخ، وكذلك لجهة نتائجها المتوقعة
على الأمن الغذائي.
وبخلاف معظم الحيوانات البرية، تتسم الأنواع الحيوانية المائية
التي يستهلكها البشر بقدرتها على التكيُّف الحراري، أي بمواءَمة
درجة حرارة البدن بدرجات متفاوتة مع حرارة البيئية، وبالتالي،
تؤثّر تبدلات الحرارة بقوة على قدرتها الأيّضية ومعدّل نموها
ووتيرة إنتاجها وتكاثُرها الموسميّ.
وعددت المنظمة مجموعة من الظواهر المناخية الحديثة التي باتت
تؤثر على مصائد الأسماك، وفي مقدمتها ظاهرة النينيو، في جنوب
المحيط الهادي، والارتفاع المتوصل لحرارة مياه المحيطات، وخاصة على
السطح، رغم أن المحيط الأطلسي بدأ يُظهر علامات تؤكد ارتفاع درجات
حرارة مياهه العميقة.
وذلك إلى جانب رصد تبدلات في توزُّع حركة الأسماك، استجابة
لتغيّرات المناخ، إذ يزداد انتقال الأسماك في المناطق الدافئة نحو
المناطق القطبية، وارتفاع ملوحة المحيطات وخاصة في الطبقات الأقرب
إلى السطح بالمناطق الحارة، وانعكاس الآية في المناطق الباردة.
كما حذر التقرير من تزايد حمضيّةً المحيطات، بما ينطوي عليه
ذلك من نتائج سلبية محتملة على العديد من أنواع الشعاب المرجانية
والكائنات الحيّة الحاملة للكالسيوم.
ورأت الفاو أن أكثر من 42 مليون شخص حول العالم يعملون في مصائد
الأسماك وتربية الأحياء المائية، وغالبيتهم العظمى لدى الدول
النامية، وتساهم الأغذية المائية بنحو 20 بالمائة أو أكثر من كميات
البروتين الحيواني، التي يتناولها في المتوسط أكثر من 2.8 مليار
نسمة في الدول الفقيرة.
خطة الحكومة البريطانية في المدارس
لإنبعاثات الكربون
قالت وزيرة البيئة البريطانية ان المدارس الحكومية البريطانية
ستندرج تحت خطة الحكومة الجديدة للتبادل المحلي لانبعاثات الكربون
ابتداء من ابريل نيسان 2010.
وقالت الوزيرة هيلاري بن انه سيجري قياس الطاقة المستخدمة في
المدارس وحسابها بالنسبة لحصص الانبعاثات التي تسمح بها السلطات
المحلية والتي سيتم تشجيعها بدورها على تقديم النصح للمدارس بشأن
الاستخدام الكفء للطاقة.
وقالت بن في بيان: الشبان بامكانهم جني الاستفادة القصوى غدا من
العمل الذي نقوم به بشأن التغير المناخي اليوم. لهذا يجب أن تكون
المدارس مشمولة في التحول الى اقتصاد منخفض الكربون. بحسب رويترز.
ورصدت بريطانيا أيضا 110 ملايين جنيه (220.3 مليون دولار)
لادخال تكنولوجيا الطاقة المتجددة في أكثر من 200 مدرسة ثانوية
تخضع حاليا للتجديد خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وبموجب برنامج منفصل للمباني المنخفضة الكربون يمكن أن تطلب
المؤسسات دعما من الحكومة البريطانية يغطي ما يصل الى نصف تكلفة
تركيب مصادر الطاقة المتجددة مثل الالواح الشمسية وتوربينات
الرياح.
وتلزم الخطة المسماة (الالتزام بخفض الكربون) وهي خطة اجبارية
لا تهدف لجلب عائدات وستبدأ في 2010 حوالي خمسة الاف مؤسسة كثيفة
الاستهلاك للطاقة من القطاعين التجاري والعام بما في ذلك المتاجر
والجامعات والبنوك وسلاسل الفنادق بشراء تراخيص اذا أصدروا ما يزيد
على حصتهم من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويمكن للمؤسسات التي تخفض انبعاثاتها بيع التراخيص الزائدة عن
حاجتها للمؤسسات التي تصدر انبعاثات أكثر من حصتها.
وقالت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في مارس اذار انه
من المنتظر أن تقوم الخطة وهي جزء من مشروع قانون للحكومة بشأن
التغير المناخي بمساعدة بريطانيا في خفض انبعاثاتها من الكربون
أربعة ملايين طن بحلول 2020 وهو ما يوازي سحب مليون سيارة من
الطرق. |