تهريب السلاح وإعتراف البنتاغون بخطورة القنابل العنقودية

شبكة النبأ: تعدّ ظاهرة انتشار الأسلحة التقليدية، من الظواهر المعقدّة عالميا، ذلك لسرعة وصولها وتداولها، وهي إما تكون سقطا من متاع العسكر، أو تجارة تشحذها ألسنة الحرب في بعض الدول التي يستعر فيها القتال.

وقد جذبت بعض الدول التي يكثر فيها الإقتتال والتمرد، كل أنواع الأسلحة، ومنها العراق وأفغانستان، وكولومبيا وغيرها. أيضا هنالك بعض انواع من الأسلحة المحرمة دوليا تسعى الدول المهتمة والنشطاء الحقوقيين إلى تحريمها نهائيا وتفكيك منظومتها، ومنها القنابل العنقودية.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الإقرار الصادر من البنتاغون مؤخرا والذي يعترف بخطورة القنابل العنقودية:

الأسلحة المفقودة ودخولها إلى الدول المتمردة

أوضحت دراسة جديدة ان كل عام تفقد مئات الالاف من الاسلحة الصغيرة وينتهي بها الأمر في أيدي متمردين في دول مثل العراق وكولومبيا وأفغانستان.

وقال مشروع مسح الاسلحة الصغيرة البحثي المستقل ومقره جنيف في تقريره السنوي ان ما يصل الى 650 ألف سلاح يفقد. وهذا الرقم يستثني عددا كبيرا من الاسلحة التي تحول، وعادة يعني ذلك أنها سرقت أو بيعت في السوق السوداء؛ من حكومات ومخزونات عسكرية.

وقال كيث كروسه مدير المشروع البحثي أثناء اصدار التقرير في نيويورك: التحويل خطير على وجه الأخص لان ذلك يمكن أن يعني نقل كميات كبيرة من الاسلحة لافراد وجماعات تسعى لقتل مدنيين. بحسب رويترز.

ودعا الحكومات أن تكون أكثر يقظة في رصد الأسلحة الصغيرة للتأكد من أنها لا تحول بشكل غير مشروع لمتمردين وجماعات متشددة.

واستطرد: ندرك عوامل الخطورة في عملية التحويل والسيناريوهات والوسائل التي يمكن أن تحول دون حدوث مثل هذه الانشطة.

وأفادت الدراسة بأن من بين الدول التي ينتفع فيها متمردون أو جماعات متشددة من عملية تحويل الاسلحة الصغيرة أفغانستان وكولومبيا والعراق وسريلانكا والصومال وليبيريا.

الا أن الدراسة تشير الى أنه في حالة شمال كينيا فان بين 40 و50 في المئة من الذخيرة في السوق السوداء تسربت من القوات المسلحة الكينية.

ويقول التقرير ان من بين المشاكل وجود كميات كبيرة من فائض الاسلحة والذخيرة. وبالرغم من أنه من الممكن تدمير هذا الفائض في المخزون الا أن كثيرا ما تختار بعض الدول تصدير الفائض بدلا من تدميره.

وذكر التقرير أن من بين نحو 200 مليون سلاح في شتى أنحاء العالم يمكن اعتبار 76 مليون فائضا. ويجرى تدمير نحو 430 ألف سلاح صغير فائض سنويا.

وتابعت الدراسة أن الثلثين من بين 20 و30 مليون طن من ذخيرة الاسلحة الصغيرة العسكرية في شتى أنحاء العالم يمكن أن تعد فائضا.

وقالت الدراسة انه بالرغم من أن بعض الدول من المصدرين المسؤولين الا أن هناك بضع اجراءات للمتابعة يجب أن تتخذ بمجرد تسليم الاسلحة للتأكد من أنها لا تقع في أيدي متمردين أن جماعات متشددة.

وتتهم الولايات المتحدة ايران بتسليح وتدريب متمردين وجماعات تدرجها واشنطن في قائمتها للمنظمات الارهابية في العراق ولبنان وأماكن أخرى في الشرق الاوسط. وتنفي ايران هذه المزاعم.

إقرار البنتاغون بخطورة القنابل العنقودية

أعلنت القوات المسلحة الأمريكية أنها غيّرت من سياستها المتعلقة بالقنابل العنقودية، وأنها بصدد خفض مستوى خطورة هذه القنابل، دون أن تتبع خطى أوثق حلفائها في حظر استخدامها.

وتقضي السياسة الجديدة بأن تبدأ الولايات المتحدة بحلول العام 2018 باستخدام القنابل العنقودية الجديدة التي تتميز بانفجار 99 في المائة من مكوناتها عقب إلقائها.

يشار أن القنبلة العنقودية مكونة من مئات من القنابل الصغيرة، "قنيبلات" بحجم القنبلة اليدوية، التي تنتشر عقب إلقائها من الطائرات المقاتلة لتغطي مساحة بحجم ملعب كرة القدم.

ولسوء الحظ، فإن العديد من القنيبلات لا تنفجر إلى أن يعترضها أحدهم أو يتعامل معها مدنيون، وغالباً من يكونوا من الأطفال، فتنفجر بهم. بحسب (CNN).

وبموجب السياسة الجديدة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، ستعمل على تدمير مخزونها من القنابل العنقودية الحالية التي لا تتوافق مع سياسة انفجار 99 في المائة من مكوناتها.

بالإضافة إلى ذلك، ستبدأ الوزارة بالتخلص من مخزونها الحالي في أقرب وقت ممكن، بحسب ما ورد في بيانها الذي أصدرته مؤخرا.

ويأتي التغيير في سياسة البنتاغون تجاه القنابل العنقودية جراء ضغوط دولية تعمل بهدف حظر استخدامها نهائياً.

وكانت بريطانيا، أقرب حلفاء الولايات المتحدة بين الدول الغربية، قد انضمت في مايو/أيار الماضي لأكثر من 100 دولة في التوقيع على معاهدة دولية تحظر هذا النوع من القنابل، وتنص على تدمير المخزون منها في غضون ثمانية أعوام.

ومن المتوقع أن تتم المصادقة على تلك المعاهدة، التي تم التوصل إليها خلال محادثات دولية جرت في العاصمة النرويجية أوسلو، بحلول نهاية العام الحالي.

وقاطعت المحادثات كل الولايات المتحدة وروسيا وباكستان وإسرائيل والصين والهند، وهي من الدول المصنعة لذلك النوع من القنابل.

وقال مسؤول في البنتاغون إن القنابل العنقودية أنقذت أرواح الجنود الأمريكيين، وتلعب دوراً مشروعاً ضمن الترسانة الأمريكية من الأسلحة.

ووفق البيان الصادر عن البنتاغون: لقد وفرت مزايا عديدة متميزة ضمن أهدافها العديدة، ذلك أن استخدامها عمل على تقليص المخاطر بالنسبة لأفراد القوات الأمريكية ومن حيث قدرتها على إنقاذ أرواحهم.

أما المعارضون، فيقولون إن العديد من القنابل الصغيرة تبقى بعد إلقائها دون أن تنفجر، وتلفت انتباه الأطفال أو تعرض المدنيين الآخرين للخطر عند الاقتراب منها دون قصد.

وتقدر جماعات دولية متخصصة بمتابعة العمليات العسكرية والقتال أن ما بين 3 إلى 16 في المائة من هذه القنابل لا تنفجر بعيد إلقائها.

وكان السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي، وهو أحد أشد المعارضين لهذه القنابل، قد رعى في يونيو/حزيران الماضي، مشروع قانون يدعو إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للتوقيع على معاهدة حظر القنابل العنقودية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الأمريكية أن السياسة الجديدة: تخدم بوصفها أساساً للموقف الأمريكي في المحادثات التي تهدف إلى التوصل لاتفاقية دولية حول الأسلحة التقليدية التي بدأت في السابع من يوليو/تموز الجاري.

وأفاد البيان أن هذا يأتي نظراً لأن اتفاقية الأسلحة التقليدية تشمل كافة دول العالم المنتجة للقنابل العنقودية، وبذلك سيكون تأثيرها أكبر من تلك التي تم التوصل إليها في مايو/أيار الماضي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين  28/تموز/2008 - 24/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م