شبكة النبأ: لاشك ان الوساطة الجيدة عمل شاق, وسوف تشعر غالبا
وكأنك تعمل في منطقة حرب دائرة بين اشخاص, وقد تفقد فاعليتك احيانا
وأنت تمارس مهمة أيجاد ارضية للتفاهم، ولكن المهم هو عدم السماح
للملل بالتسرب الى فكرة الإصلاح والتقارب التي تحملها بشأن اطراف
النزاع.
وتكمن فاعلية الأشخاص في مهمة الوساطة في حل النزاعات بمدى
شعورهم بالمسؤولية تجاه القضية التي تواجه الأطراف محور النزاع،
وكذلك اهمية الوقوف على الدوام على مسافة واحدة من الاطراف
المتنازعة لأن مجرد شعور أحد الاطراف بأنك متحيز ولو قليلا الى
الطرف الاخر سيكتب الفشل لمهمتك حتماً..
نقدم لك عبر البحث التالي ملخصاً لخطوات مايجب ان تتذكره حينما
تمارس عملية الوساطة، حتى لاتفقد الطريق الصحيح:
1- لاترتكب اخطاء، وسوف تكون لديك الفرصة لعمل شئ جيد. تقول
احدى المحاميات انها تحب العمل الذي تقوم به لأنها تفضل ان تقف "بجانب
الحق في أي قضية".
والوساطة هي الاخرى " تقف على الجانب الصحيح " للامور التي
تتضمن الضغط العصبي, والعوز الاقتصادي، والصعوبات، وفقد الحياة.
وسوف تتاح لك الفرصة كوسيط لمساعدة الناس على توفير المال، والحفاظ
على العلاقات، واحيانا منع الاشخاص من ان يقتل احدهم الآخر. وحتى
اذا فشلت الاطراف في التوصل الى تسوية، فسوف تكون قد اتحت لهم
الفرصة لدراسة الامور في جو آمن، وهذا يساوي الكثير في حد ذاته.
2- سوف تكون وسطا حياديا فيما يتعلق بموضوع النزاع حيث لايبدأ
الوسيط الوساطة وهو يحمل تحيزا الى جانب من هو المصيب أو من هو
مخطئ، او من الطرف الذي يجب ان تكون لمصالحه الأولوية أو ماهي
الحلول التي تتفق مع الظروف المحيطة بأفضل صورة.
فالوسيط ياتي بوجهات نظر خاصة عن الخطوات التي يجب ان تتبع حتى
يمكن مراعاة واحترام معايير العدالة. فكر في نفسك كداعية سوف
يستخدم طاقاته لتدريب وتشجيع وفي بعض الاحيان لوم الاطراف.على سبيل
المثال،انت كوسيط لن تسمح بالمقاطعات اثناء الكلام أو التهديدات
اللفظية، أوتخويف احد الاطراف للآخر.
3- فكر في نفسك كعامل مساعد في حل المفاوضات التي تحتاج
للمعاونة. انت كوسيط عامل مساعد وحفاز واداة تتيح تقدم المفاوضات.
وهذا يعني انك لو رايت ان الاطراف المتنازعة وهم يتفاوضون مع بعضهم
بصورة طيبة، فقد تتراجع وتتركهم لكي يتقدموا في المفاوضات بانفسهم.
ولكن اذا تعثرت مفاوضاتهم، فقد تتدخل بصورة اكثر فاعلية لوضع
المفاوضات على المسار السليم.
4- اسمح لنفسك ان تكون فاعلاً وحازماً خلال عملية الوساطة
.يقول كارل سليلكيو مؤلف كتاب (الوساطة في حل النزاعات) لن
انسى ابدا ماقاله احد الوسطاء المتمرسين الفطاحل في عمليات الوساطة
بين العمال والادارة:(لاتنخدع فالوساطة ليست عملية لينة سهلة، ويجب
ان يكون الوسطاء حازمين وان يعملوا بجد مع الاطراف للتوصل الى حلول) وكذلك
يجب ان تكون مستعدا للامتحان. فقد يتسائل احد الاطراف في تعجب: هل
يستطيع هذا الوسيط ان يحميني في هذا الموقف؟ فهذا يعني ان تكون
قائدا وحكما للاجتماعات المشتركة. وعليك تشجيع (الوعي) لدى كل طرف
و(الفهم) لمصالح الطرف الاخر و(المجالات ) الممكنة التي تؤدي الى
المصالحة
5- عليك بالإنصات ثم الإنصات. لأن الإنصات الفعال هو احد
مهارات الاتصال المطلوبة في الوسيط وعلى اغلب الظن لن يجد
المتنازعون من ينصت اليهم جيدا حتى جاءوا اليك.
6- كن مستعدا لتعلم وتدرب. ففي بعض الاحيان، سيكون في امكانك
تحسين الموقف الى حد بعيد اذا قدمت درسا سريعا ملخصا عن كيفية
التفاوض. فقد تكون مهارات التفاوض ضعيفة جدا لدى العديد من
المتنازعين الذين سوف تتعامل معهم. وفي الغالب يمكن ان تلعب هذه
الجلسات التعليمية والتدريبية دورا حيويا في تغيير مسار النزاع.
فربما لم يتعلم الطرفان المتنازعان كيف يفكران في موضوع المصالح.
وربما لم يخطر احدهما الآخر انه يهتم بمصالح أي طرف اخر الا نفسه.
وتكون المساهمة التي تقدمها هنا هي تعليم هذا المبدأ والتدريب عليه.
7- إعرف حدودك. من الاهمية ان تعرف انك لاتملك القوة على صنع
تسويات ولكنك تستطيع فقط ان تساعد على اتاحة الظروف المناسبة لحدوث
مثل هذه التسويات ان هناك خيارات مختلفة امام الاطراف المتنازعة،
فانهم يستطيعون اجتناب المشكلة او التعايش معها او رفعها الى سلطة
اعلى، او الوصول بها الى اللعب بالقوى. ان اندماجك الفعال في عملية
الوساطة هو الهدف النبيل بالسعي نحو العمل الجيد.
8- استثمر روح الدعابة لديك. تقول العبارة الشائعة بان الألم
والمرح هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة وليست مصادفة ان تتضمن
المواقف الكوميدية في التلفزيون وحتى المسرح, المواقف الكوميدية
التلقائية غالبا نوعا من النزاع بين افراد او مجموعات. وتقدم كل من
الكوميديا وروح الدعابة وسائل بناءة للتغلب على هذه الظروف
الصعبة.ان الضحك مع الناس افضل من الضحك عليهم.. اضحك مع نفسك, فقد
يساعدك ذلك على ان لاتكون جاداً اكثر من اللازم.
9- حل المشكلات هو فن ترجمة النزاعات الى شكل جديد. ويعتبر حل
المشكلات هو فن ترجمة أي نزاع او صراع او هجوم الى شكل جديد يمكن
للاطراف المتنازعة ان تتعامل معه بسهولة اكثر مما كان عليه الحال
في النزاع الاصلي. على سبيل المثال, تخيل شخصين يتفاوضان مع بعضهما.
فاذا تركا وادواتهما الخاصة, فسوف يرى كل طرف ان الاخر هو المشكلة.
ولكن الوسيط الخبير في حل المشاكل يشجع الطرفين على التركيز على
كيان ثالث هو المشكلة نفسها محل الخلاف. وانت كوسيط سوف تساعدهما
على ان يكونا اكثر رقة في التعامل فيما بينهما في حين تكون انت
شديد المراس في التعامل مع المشكلة.
10- فكر في عملية الوساطة كمجموعة من الخطوات او المراحل.
فللوساطة مراحل ثلاث وهي البداية والوسط والنهاية.. مثلها مثل
الشطرنج فهناك تحركات معينة يجب ان تحدث في البداية وتحركات اخرى
يجب ان تنتظر حتى المرحلة المتوسطة وتحركات اخرى لايمكن ان يكتب
لها النجاح الااذا تحققت في المراحل المتاخرة. وبالطبع لايفكر
اطراف النزاع في الامرعلى هذا المنوال. فحين تقابلهم غالبا يكون كل
منهم قد حاول فرض حلول متطلبات نهاية اللعبة على الطرف الاخر وربما
تتفاقم المشكلة. وهنا سوف يكون هدفك كوسيط ان تستخدم اولى الكلمات
التي تنطق بها لاول طرف يتصل بك لتبدا في اعادة توجيه النزاع الى
مسار ذي نقاط محددة للمراجعة وحل المشكلة.
وفيما يلي ملخص لعملية الوساطة:
الخطوة الاولى: الاتصال الاول. قد يتصل بك احد او انت تقوم بأول
اتصال.
الخطوة الثانية: اللقاء الافتتاحي. ما هي النقاط الرئيسية التي
يجب تغطيتها حتى يمكن لأطراف النزاع التقدم في الوساطة?
الخطوة الثالثة: الاجتماعات الخاصة. جوهر المشكلة هو مصالح كل
طرف وهي التي تحرك النزاع. وهنا تكون الاجتماعات الفردية تحت مظلة
الثقة والسرية وهي وسيلتك الاولى.
الخطوة الرابعة: الاجتماعات المشتركة المكوكية. ما الشكل الذي
يمكن ان يتخذه الاتفاق. هل المفروض ان تجمع الاطراف معا للعمل على
حل النزاع بصورة مشتركة ام يجب ان تقوم برحلات مكوكية ذهاباً
وأيابا للمساعدة على صياغة الاتفاق?
الخطوة الخامسة: الختام. حيث يمكنك اختبار الإتفاقات التي
اجريتها حيث البقاء والاستمرار عليها او تغييرها للمتابعة وللإعداد
لأي خلاف في المستقبل.
......................................................................
المصادر/
الوساطة في حل النزاعات/كارل سليكيو
|