الفاتيكان بين مثليي الجنس ومعارضة النساء

شبكة النبأ: بعد عقود من الأمنيات في توحيد الكنيستين الكاثوليكية والإنجليكية، تبدأ المسافة مرة ثانية بالإتساع والتباعد والنفور، ذلك على خلفية جدل في تعيين النساء كقساوسة، وممارسة المثيلي الجنس لدور الرهبنة في الكنائس العالمية!..

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض على القارئ الكريم بعض التفاصيل الواردة في الموضوع الذي شغل العالم المسيحي مؤخرا..

وصول البابا إلى استراليا وسط انتهاكات جنسية في الكنائس

زار بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر استراليا لمدة تسعة أيام والتي من المقرر فيها أن يعتذر عن الانتهاكات الجنسية بحق أطفال من قبل رجال دين كاثوليك.

وفي الطائرة، التي تقله اعرب البابا الذي يبلغ من العمر 81 عاما عن امله في ان تتمكن الكنيسة الانغليكانية من تجنب الانقسام بعد الموافقة المبدئية المثيرة للجدل لترسيم نساء اساقفة في بريطانيا.

واكد البابا انه سيقدم اعتذارا عن التحرشات الجنسية التي ارتكبها رجال دين كاثوليك، معربا للصحافيين المرافقين له في رحلته، عن حرصه على تلافي تكرار مثل هذه التصرفات.

ويشارك البابا في الايام العالمية للشبيبة في سيدني في حضور الاف الشبان الكاثوليك الذين توافدوا من القارات الخمس.

واشار البابا الى ان موضوع البيئة سيكون حاضرا بقوة خلال هذه الاحتفالات التي يتمحور موضوعها هذا العام حول الروح القدس، معتبرا ان: الحديث عن الروح القدس هو حديث عن الخلق وعن مسؤوليتنا تجاه الخلق.

وشدد البابا على وجوب ايقاظ الضمائر، علما بانه جعل من الدفاع عن البيئة احدى ابرز القضايا التي سيدافع عنها خلال بابويته.

وردا على سؤال حول التعهدات البيئية التي قطعتها مجموعة الثماني مؤخرا اجاب البابا: يجب مواجهة هذا التحدي الكبير وايجاد القدرة الاخلاقية على تغيير الوضع نحو الافضل.

وحول مسألة حالات الاستغلال الجنسي التي ارتكبها رجال دين كاثوليك والتي ينتظر كثيرون في استراليا موقف البابا منها اجاب بنديكتوس السادس عشر: علينا درس ما لم يكن كاملا في سلوكنا وكيفية التحذير والمعالجة والمصالحة. واضاف، هذا هو فحوى الرسالة التي سنرسلها وفي الوقت عينه نمارسها. وتابع، ان تكون كاهنا امر لا يتفق والتحرشات الجنسية، لا يتفق وسلوك يناقض القداسة.

وطالبت اصوات كثيرة في استراليا بان يقدم بابا الفاتيكان اعتذارا عن هذه التجاوزات الجنسية على غرار تلك التي قدمها خلال زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة.

ووصل البابا الى استراليا في وقت بدأ فيه اليوم الاول من البرنامج الرسمي لاحتفالات الشبيبة، تحقيقا في تجاوزات جنسية مع كاهن.

وامر اسقف سيدني جورج بل بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مزاعم حول استغلالات جنسية. واتهم الاسقف بانه يسعى الى التعتيم على الموضوع.

يشار إلى أن هذه هي الرحلة التاسعة التي يقوم بها البابا بنديكتوس السادس عشر في ثلاثة اعوام، والرابعة التي لها ابعاد دولية بعد الايام العالمية للشباب في كولونيا في المانيا عام 2005، ورحلته الى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 وزيارته الى مقر الامم المتحدة في نيويورك في نيسان/ابريل الماضي.

وسيسعى 125 الف مندوب الى الايام العالمية للشباب جاؤوا من كل انحاء العالم اضافة الى عشرات الاف الاستراليين، الى اعطاء الكنيسة الكاثوليكية صورة جماعة شابة وكونية ومتحمسة وموحدة حول قائدها الروحي.

وسيلقي بنديكتوس السادس عشر 11 خطابا خلال رحلته، بينها عظة القداس الذي سيقام صباح الاحد في الهواء الطلق وسيحضره 500 الف شخص.

انقسام داخل الكنيسة وطرد الجناح الأمريكي منها

سينشئ المحافظون من أتباع الكنيسة الأنجليكانية المجتمعون بالقدس تجمعا عالميا لمقاومة التيارات الحديثة بكنيستهم من قبيل تلك التي لا تمتنع عن ترسيم رجال أو نساء دين مثليين.

وقررت هذه المجموعة قطع علاقاتها بالجناح الليبرالي من الكنيسة الأنجليكانية في كل من الولايات المتحدة وكندا.

وستدبر هذه المجموعة أمورها بشكل مستقل عن كبير أساقفة كانتربري الدكتور روان ويليامس، بلاهوتها ومجلس أساقفتها الخاص لكن داخل إطار الكنيسة الأنجليكانية.

ويقول أنصار التيار المحافظ إنهم يخضون معركة ضد إنجيل مزور، وإن الصدع بين تياري الكنيسة لا يمكن رأبه.

ويقول المحافظون إن الاتحاد العالمي المرتقب سينكب على قراءة قويمة للكتاب المقدس، وذلك بعد خمس سنوات من محاولة طرد الجناح الأمريكي من الكنيسة بسبب ترسيمه لأسقف مثلي، ومباركة زواج مثلي.

ويقول محرر الشؤون الدينية في بي بي سي روبيرت بيغوت إن لإنشاء طائفة مستقلة تأثير عميق على عموم الكنيسة الأنجليكانية في العالم، لأنه يمنح المحافظين الساخطين شبكة قوية من الحلفاء عبر العالم.

جدل بشأن حواري المسيح كانوا جميعا من الرجال

صوت المجلس العام لكنيسة انجلترا بأغلبية كبيرة لصالح اعتماد المرأة أسقفا في الكنيسة، غير أنه أقر مجموعة من الإجراءات لإرضاء الرافضين لهذا القرار لم يفصح عن مضمونها بعد.

وتبلغ نسبة القساوسة النساء في كنيسة انجلترا السدس، فيما يوجد بالفعل أساقفة نساء ضمن الكنيسة الإنجيلية في كل من الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا.

ويجادل كثيرون بأن من الإهانة للمرأة بعد أكثر من عشرة أعوام من شغلها لمنصب القسيس حرمانها من أحقيتها في الترقي داخل الكنيسة.

ومن مؤيدي هذا الرأي رئيس الكنيسة التي يبلغ عمرها 450 عاما كبير أساقفة كانتربري روان ويليامز.

فيما يجادل التقليديون بأن حواري المسيح كانوا جميعا رجالا، وبالتالي فلا سابقة في المسيحية لشغل المرأة منصب الأسقف. وتنشط المعارضة في إفريقيا خاصة لتنصيب المرأة أسقفا.

وكان حوالي 1300 قسيس قد هددوا بالخروج من الكنيسة إذا لم يتم الإتفاق على التمسك بالتقاليد.

وأرسل القساوسة تهديدهم في خطاب إلى كبير أساقفة كانتربري، لكن منتقديهم قالوا إن معظم الموقعين على الخطاب من القساوسة المتقاعدين وليسوا في الخدمة الآن.

وقال الأب روبرت فايرز أحد الموقعين على خطاب القساوسة: على الرغم من أن الرجال والنساء متساوون لدى الله، إلا أنني سأتخذ قرارات صعبة إذا سمحت الكنيسة للنساء أن يكن أساقفة.

وقال كبير أساقفة كانتربري في عظة الأحد إن المسيح سيشعر بالألم على الجانبين المختلفين حول تعيين النساء كأساقفة وتعيين المثليين كقساوسة. وعينت أول مجموعة من النساء كقساوسة في كنيسة انجلترا عام 1994.

معارضة الفاتيكان

وانتقد الفاتيكان بشدة خطة كنيسة انجلترا لترسيم اساقفة من النساء واصفا ذلك بانه انشقاق تاريخي عن العقيدة المسيحية يزيد من التباعد بين الانجيليين والكاثوليك.

واكدت الهيئة الحاكمة لكنيسة انجلترا الكنيسة الام للطائفة الانجيلية العالمية انها ستقوم بترسيم نساء في صفوف الاساقفة العليا مع اتخاذ اجراءات تسوية لاسترضاء الاتباع التقليديين في صفوف الكنيسة. ومثل الكنيسة الكاثوليكية يستطيع الاساقفة الانجيليون ترسيم كهنة.

وسيعمق القرار من الانقسام بين الكنيستين الكاثوليكية والانجيلية اللتين كانتا تبذلان جهودا كبيرة في الاعوام الاخيرة لاحراز تقدم في الحوار بالرغم من القضايا الشائكة مثل رجال الدين المثليين الانجيليين. بحسب رويترز.

وقال مكتب الفاتيكان لتشجيع الوحدة المسيحية في بيان: بالنسبة للمستقبل سيكون لهذا القرار عواقب شديدة على الحوار الذي حقق حتى الان نتائج مثمرة كثيرة.

وقال: مثل هذا القرار يمثل انشقاقا عن التعاليم الرسولية التي التزمت بها كل الكنائس في الالفية الاولى وبالتالي سيصبح عقبة جديدة امام المصالحة بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة انجلترا.

وتقول الكنيسة الكاثوليكية ان النساء لا يمكنهن دخول سلك الكهنوت لان المسيح اختار رجالا فقط كرسل له وهي نقطة وصلت بها الى نهاية حاسمة في مايو ايار باصدار مرسوم بمعاقبة اية محاولة لترسيم نساء كهنة بالحرمان الكنسي.

لكن كنيسة انجلترا وافقت على ترسيم نساء كهنة في عام 1992 واليوم فان واحدا من كل ستة كهنة في ابرشيات انجلترا من النساء. ويقول الليبراليون انه ستصبح اهانة الان اذا لم يسمح لهن بدخول مراكز السلطة ويشيرون الى الانجيليين في كندا والولايات المتحدة ونيوزيلاندا الذين اصبح لديهم بالفعل اساقفة من النساء. ويحتاج قرار هيئة الكهنوت الانجيلية الى التوكيد من خلال عملية طويلة ومعقدة.

لكن اذا تم قبول التسوية بصورة كاملة في اجتماعات كنسية قادمة وتم اعداد الجدول الزمني بحلول عام 2012 فان كبير اساقفة كانتربري روان وليامز ربما تخلفه يوما ما امرأة كزعيم روحي للانجيليين في العالم.

وانفصلت الكنيستان منذ اختلف الملك هنري الثامن ملك انجلترا مع روما في القرن السادس عشر. واليوم فان اتباع الكنيسة الانجيلية يصل عددهم الى 77 مليونا بالمقارنة مع 1.1 مليار كاثوليكي.

حكاية القس المزيف في أروقة الفاتيكان

اعتقل قس مزيف في الفاتيكان عندما دخل كنيسة القديس بطرس وحاول الاستماع إلى الاعترافات التي ينطق بها المصلون المسيحيون أمام آبائهم من رجال الدين في الكنائس.

ونقلت صحيفة أوبزرفاتور رومانو عن القاضي الإيطالي جيانلويجي ماروني قوله، إن الرجل كان يرتدي زي الكهنوت ويحمل وثائق كنسية. ولم يكشف القاضي في حديثه عن التوقيت الذي وقعت فيه الحادثة.

لكنه قال إن الرجل مثل للمحاكمة أمام محكمة في الفاتيكان، ولم يكشف عن الحكم أو العقوبة التي طبقت عليه.

وقال القاضي إن الرجل ادعى أنه قس، وكان اكتشافه بمثابة مفاجأة عندما كان يستعد لأخذ مكانه الكنسي في طقوس الاعتراف التي يتلقاها من المصلين.

وأضاف، لقد كان يرتدي لباسا كهنوتيا لكن العين الفاحصة للمسؤولين عن الكنيسة لم يغب عنها إدارك شيء غريب في سلوكه.

وكشف القاضي عن أنه تبين للفاتيكان أن الأوراق الثبوتية وتصاريح الدخول التي كان يحملها الرجل كانت سليمة، غير أن السلطات الإيطالية فحصتها مجددا وأثبتت أن الرجل ادعى أنه قس قبل ذلك على الأراضي الإيطالية.

وقال القاضي إن القضية اعتبرت ادعاء لقب ديني وبالتالي قُدم المتهم إلى محكمة كنسية في الفاتيكان، وهي نفس النوع من المحاكم التي يمثل أمامها المتهمون في قضايا بسيطة مثل سرقة المتعلقات الشخصية من زوار الفاتيكان.

وتتمتع حاضرة الفاتيكان في قلب العاصمة روما بصفة الدولة المدينة على الأراضي الإيطالية.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت  26/تموز/2008 - 22/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م