تسرّب خطر القاعدة من المغرب العربي لأنحاء العالم

شبكة النبأ: تزايدت المخاوف من جهة المغرب العربي، خاصة بعد تصريح القاعدة الذي يحتفل بجزء المغرب العربي كدولته الإسلامية الموحدة والمفضلة. حتى ان التجنيد الخاص بالمقاتلين المرسلين إلى العراق وافغانستان يتم عبر تلك المناطق والجبلية الوعرة منها، حيث يتم تدريب المقاتلين هناك، من ثم يتم إرسالهم عبر قنوات وشبكة كبيرة، منتشرة على أجزاء من بلدان كثير، ليصل إلى محطته الأخيرة حيث يكون مقر عمله.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض على القارئ الكريم التطورات الحاصلة في دول المغرب العربي، والجهود الإستثنائية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتطهير المناطق من فلول عناصر القاعدة وبعض أنصارهم:

تنامي الحركات الجهادية في دول المغرب العربي

تنامي نزعات التشدد والاصولية الدينية وارتفاع وتيرة الانجذاب الشعبي نحو الحركات والجماعات المسلحة الاصولية في بلدان الشمال الافريقي ودول المغرب العربي، يؤرق ليس حكومات هذه الدول واجهزتها الامنية، بل والعواصم الغربية التي تخشى من انعكاسات مثل هذه الظاهرة على دولها ومصالحها في هذه المنطقة.

وكانت هذه المسألة في مركز اهتمام اجتماع امني عقد في الجزائر الشهر الماضي، شارك فيه اكثر من 40 خبيرا من دول شمال افريقيا والساحل الافريقي متخصصين في مكافحة الارهاب. بحسب (CNN).

وكشف الاجتماع حسب المصادر عن أن المناطق الصحراوية الشاسعة تفلت من مراقبة الحكومات مما حولها الى مراكزللتنظيمات السلفية التي اقامت فيها قواعد خلفية للتدريب، وجعلها منطلقا لفتح جبهات قتال في بلدان المنطقة. بحسب جريدة الوطن.

وحذر الاجتماع مما سماه النشاط التوسعي، لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في بلدان المنطقة المغاربية، بالاضافة الى مالي والنيجر وتشاد، موصيا بضرورة دعم ما سمي الدول الهشة، ومدها بوسائل التصدي لاتساع رقعة نشاط السلفيين الجهاديين، الذين يتكونون في معظمهم من جنسيات جزائرية وتونسية ومغربية وليبية ومن موريتانيا ومالي والنيجر.

ويسعى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، الى نقل نشاطاته خارج معاقله التقليدية لكي يترك الانطباع بأنه واسع الانتشار وباستطاعته تهديد اي بلد عربي يدعي انه بمأمن من سطوة السلفيين الجهاديين.

وقال خبراء في شؤون الارهاب: ان نشاط القاعدة تميز منذ حوالي عام ونصف بنقل عملياتها الى مناطق خارج معاقلها التقليدية وكانت حتى وقت قريب مستقرة وهادئة.

ويجمع الخبراء على ان موريتانيا اضحت ملاذا لكل الاسلاميين الحركيين الساعين لاطاحة انظمة المنطقة ويشيرون الى ان السلفيين الجزائريين لا يجدون اي صعوبة في التوغل الى عمق الاراضي الموريتانية بما فيها العاصمة نواكشوط لشن هجمات ضد اهداف مدنية محلية واجنبية والقيام بعمليات عسكرية استعراضية ضد ثكنات معسكرات في الشمال خاصة.

وتحدثت عن خلافات نشبت بين الخبراء الذين انقسموا الى فريقين متعارضين يدعو الاول الى الاستعانة بالولايات المتحدة وفرنسا وطلب تدخل قوات هذين البلدين ومشاركتهما في عمليات عسكرية ضد هذه الجماعات، فيما الثاني يرفض ذلك لان السلفيين الجهاديين سيجعلون مبررا لتصعيد اعمالهم الارهابية بدعوى مهاجمة الكفار المحتلين، مثلما يحصل في افغانستان والعراق.

ووفقا للمصادر نفسها فإن اجتماعا امنيا ثانيا ستعقده المجموعة الشهر الجاري لاستكما ل البحث ومناقشة الاليات المرتبطة بتنفيذ خطة عمل الجزائر 2002، التي كان اعدها الاتحاد الافريقي والتي شددت على تجفيف منابع الارهاب ومحاربة غسيل الاموال وتطوير التشريعات المتعلقة بتسليم المطلوبين والارهابيين وملاحقة مهربي السلاح وتجار المخدرات في الصحارى الذين يعتبرون المصدر الرئيسي في تمويل الجماعات الارهابية.

غضب القبائل الجزائرية واستغلال القاعدة

اوت جبال شمال الجزائر الخارجين عن القانون طويلا لكنها ليست مجرد أرض وعرة تستقطب عناصر تنظيم القاعدة إلى وديانها وغاباتها.

فنفور السكان المحليين من البربر من الحكومة التي يهيمن عليها العرب في البلاد التي تتمتع بعضوية منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) تجعل من منحدرات منطقة القبائل قاعدة مناسبة لاعتى قوة متمردة في شمال افريقيا.

ويعني هذا الواقع أنه في بعض الاحيان يغض الطرف عن وجود متشددين غرباء من قبل الشعب الذي لا يشترك معهم في ايديولوجيتهم الدينية الاصولية بدرجة تذكر.

ويقول دبلوماسيون ان ما ينتج عن هذا من حرمان الدولة من معلومات مخابراتية يمثل تهديدا أمنيا يتخطى الحدود القومية ويمتد من منطقة القبائل على بعد 90 دقيقة بالسيارة الى الشرق من الجزائر الى الجانب الاخر من المغرب والى الشمال من شواطيء البحر المتوسط الاوروبية. بحسب رويترز.

وفي ظل ارتفاع أسعار النفط ارتفاعا كبيرا مما أثار احتجاجات في اوروبا وأزمة الائتمان بالولايات المتحدة أصبح استقرار الجزائر اكثر أهمية للعالم الغربي المتعطش للنفط والغاز.

وقال منسق مكافحة الارهاب بالاتحاد الاوروبي جيل دي كيرشوف ان جناح تنظيم القاعدة بالمغرب انتشر بالفعل في شمال افريقيا.

وأضاف أن المغرب وموريتانيا اللتين يسودهما الهدوء عادة شهدتا زيادة في نشاط المتشددين الاسلاميين وقد يؤدي هذا في نهاية المطاف الى صلات مع شبكات لوجيستية في الاتحاد الاوروبي حتى بالنسبة للعمليات.

وكان من بين الهجمات التي وقعت في الجزائر العام الماضي تفجير انتحاري نفذه تنظيم القاعدة في العاصمة أودى بحياة العشرات ودمر مكاتب لمنظمة الامم المتحدة وحطم مكاتب تابعة للحكومة والقضاء والشرطة.

ولا يأسف موموه الذي يمتلك متجرا في غابة أشجار الارز ياكورين بشأن مقابلاته مع المتمردين ومعظمهم من غير البربر من مناطق أخرى من الجزائر والذين قد يكون من بينهم مواطنون من دول مجاورة.

وأضاف، زاروني مرة او اثنتين او ثلاث مرات منها واحدة كانت في السادسة صباحا قبل بضعة اشهر. أعطونني الفي دينار (31 دولار) وأخذوا بعض منتجاتي. ومضى يقول: ما داموا لا يؤذونني لا أعبأ بما يفعلونه.

انه سلوك معتاد بالنسبة لرشيد الحاج (58 عاما) الجندي المتقاعد الذي يعيش في قرية جبلة الزراعية الواقعة على قمة احد الجبال حيث ترتدي النساء ملابس البربر التقليدية بلونيها البرتقالي والاحمر.

وقال الحاج ان جناح القاعدة في شمال افريقيا او الجماعة التي كانت تعرف سابقا بالجماعة السلفية للدعوة والقتال وجدت من السهولة بمكان العيش في الجبال لأن معظم السكان المحليين محايدون.

ومضى يقول: أقصد بمحايدين أنهم لن يبذلوا أي محاولة للابلاغ عن المتمردين الاسلاميين حين يرونهم يتجولون في قراهم. العامل الثاني هو الجغرافيا... انظر الى الجبال. من السهولة الشديدة بمكان العثور على مكان للاختباء.

الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أسست عام 1998 بهدف اقامة دولة اسلامية استغلت الاستقلال الشديد لمجتمع البربر منذ بدأ رجالها يلجأون الى الكهوف النائية على قمم الجبال والادغال الكثيفة.

ويشكل البربر وهم السكان الاصليون لشمال افريقيا قبل الفتح العربي في القرن السابع خمس سكان الجزائر البالغ عددهم 33 مليونا. ومعظمهم مسلمون لكنهم يتحدثون لغتهم الخاصة ويتوحد كثيرون منهم مع ثقافة البربر اكثر من ثقافة العرب.

ويطلقون على أنفسهم اسم "الامازيغ" او الرجال الاحرار ويعني استياؤهم من الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب أنهم يناقشون مسألة الحكم الذاتي بل وأحيانا بعنف منذ زمن طويل.

وساعدت صلات أعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بجماعات الجريمة المنظمة والصلات العائلية المحلية لاعضائها من البربر في تحقيق هدف الجماعة بمواصلة تمرد بدأه جيل سابق من المتمردين في عام 1992.

ولاقى اكثر من 150 الف شخص حتفهم في القتال منذ ألغت السلطات التي كان يدعمها الجيش نتيجة انتخابات برلمانية كان من المفترض أن يفوز بها الاسلاميون.

والامر يمثل مفارقة. فليس لدى البربر بوجه عام وقت للتشدد الاسلامي وربما في دولة اسلامية بحتة سيكونون أول من يعارضه. ولا تتفق الا قلة مع أهداف الجماعة. لكن في ظل المناخ الحالي لا تأخذ جانب الدولة الا قلة ايضا.

وهناك حالة من تواطؤ الامر الواقع قائمة على أساس "اذا لم تزعجني لن أزعجك". وما كانت هذه الحالة لتمثل تهديدا شديدا لو لم تغير الدولة من سياستها الامنية تغييرا مصيريا في عام 2002 .

ففي تلك السنة سحبت الحكومة قوة الدرك من منطقة القبائل بعد أن تمرد البربر عام 2001 احتجاجا على ما اعتبروه وحشية من قبل القوة شبه العسكرية وهي المعاملة التي شعروا بأنها سببت ظلما.

وساعدت هذه الخطوة في تهدئة الثورة الفورية لكنها خلفت فراغا على صعيد القانون والنظام سمح بازدهار الجريمة وحرم الحكومة المركزية من تدفق للمعلومات المخابراتية عن المتمردين.

المغرب يعتقل مشتبه بهم متطوعين للقتال في العراق

قالت مصادر رسمية ان السلطات المغربية اوقفت 35 شخصا في مدن مختلفة من المغرب للاشتباه في تجنديهم متطوعين للقتال في صفوف القاعدة في كل من العراق والجزائر.

وقالت وكالة المغرب العربي الرسمية للانباء ان: هذه الشبكة قامت باستقطاب وارسال نحو 30 مرشحا للقيام بعمليات انتحارية في العراق.. وثلاثة متطوعين للقتال في صفوف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بالجزائر. وأضافت ان أفراد هذه المجموعة كانوا يخططون أيضا للقيام بأعمال ارهابية في المملكة. بحسب رويترز.

وكانت محكمة مغربية قد أدانت الشهر الماضي 29 شخصا بأحكام تراوحت ما بين ثماني سنوات وسنة بتهمة استقطاب متطوعين للقتال في العراق وقالت ان لهم علاقة بمجموعات ارهابية عالمية من بينها تنظيم القاعدة والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية التي غيرت اسمها الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي والجماعة المغربية المقاتلة.

ورفع المغرب من درجة يقظته بعد تغيير الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية لاسمها ليشمل بلاد المغرب الاسلامي.

وكان تقرير للخارجية الامريكية قد أشار في وقت سابق الى أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي يدرب في معسكراته مقاتلين من المغرب وتونس ونيجيريا.

واعتقلت السلطات المغربية نحو 3000 شخص بعد تفجيرات الدار البيضاء الانتحارية في العام 2003 التي خلفت 45 قتيلا بمن فيهم 13 انتحاريا نفذوا العمليات.كما فككت أكثر من 55 خلية ارهابية.

الجزائر: 400 مسلح تعداد قاعدة المغرب الإسلامي

صرح وزير الداخلية الجزائري نورالدين يزيد زرهوني أن عدد أفراد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، لا يتجاوز 400 مسلح غالبيتهم ينشطون في الجبال الواقعة في منطقة القبائل.

وأضاف زرهوني الذي كان يتحدث لصحافيين على هامش اختتام دورة الربيع التشريعية للبرلمان الجزائري، ان عدد الارهابيين الذين يرفضون القاء السلاح يتراوح ما بين 300 و400 مسلح، موضحا بأن الدولة عازمة على مطاردة الارهابيين أينما كانوا.

من جانبه، توعد مدير الأمن القومي، العقيد علي تونسي بالقضاء على فلول تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وتطهير البلاد منهم، وكشف أن قوات الأمن بصدد نقل المعركة الى داخل معاقل الارهابيين أنفسهم. وأكد بان تنظيم القاعدة يعيش أيامه الأخيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء  22/تموز/2008 - 18/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م