
شبكة النبأ: تحاول الصين القفز فوق الأسوار لمجاورة الدول
العظمى، بيد ان أغلب التقارير الدولية تشير إلى ان الصين بحاجة إلى
عشرة أعوام أخرى لمواكبة تطور دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية.
كما يرافق هذا التطور العلمي الازدهار الاقتصادي وانتعاش السوق
الصينية.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي، تسلط الضوء على الشأن
الداخلي الصيني، وتتنوع الاخبار في هذا بين البحث العلمي ومجرياته،
وبيوت الأزياء الغربية ورواجها لدى أثرياء الصين، والتخلي عن
الاراضي الزراعية بسبب إقطاع التعويضات:
توسع الصين المستمر في مجال البحث العلمي
قال مسؤولون كبار بمجال العلوم إن اقتصاد الصين المنتعش أتاح
لها زيادة الانفاق على الابحاث والعلوم الاساسية لكن مازال أمامها
مسافة كبيرة قبل أن تلحق بالولايات المتحدة وغيرها من الدول
المتقدمة.
وبعد ثلاثة عقود من الاصلاح الاقتصادي أصبح بوسع الصين أن تصرف
اهتمامها الى العلوم المتقدمة والابحاث المكلفة وهو ما كان يعتبر
ترفا في أيام كان أهم ما يشغل البلاد فيها اطعام وكسوة 1.3 مليار
نسمة.
وافتتحت جامعة بكين معهد كافلي لعلوم الفلك والفيزياء الفلكية
في مبنى على الطراز الصيني يطل على قصر يوان مينج يوان الصيفي.
وطالما كانت أطلال هذا القصر الذي أحرقته عن اخره القوى الغربية في
القرن التاسع عشر رمزا للضعف والمهانة في ماضي الصين.
لكن الزمن تغير. وبينما ساهمت مؤسسة كافلي التي أسسها رجل
الاعمال النرويجي فريد كافلي لدعم الابحاث والعلوم الاساسية بمبلغ
ثلاثة ملايين دولار فقد قدمت الجامعة المتميزة 14 مليون دولار على
الاقل للمبنى وتنوي الاستعانة بأكثر من عشرة أساتذة.
وقال جانج شيانين مدير مكتب الابحاث الاساسية بوزارة العلوم
والتكنولوجيا في الافتتاح ان: العلم الخالص غاية بشرية وعلى الجميع
أن يساهموا. ورغم أن الصين دولة نامية الا أن بامكاننا المساهمة
ايضا لان العلم بلا حدود. بحسب رويترز.
وتابع قائلا: حين لم يكن الاقتصاد متقدما بما يكفي كانت هناك
حدود لما نستطيعه. ومع زيادة قوة الاقتصاد فان نطاقنا يتسع.
وقال جانج ان انفاق الصين على البحث والتطوير بلغ مستوى قياسيا
عند 300 مليار يوان (43 مليار دولار) العام الماضي. وجاء نحو ثلث
الانفاق من الحكومة بينما أتى الباقي من شركات.
وزاد الانفاق على البحث والتطوير الى 1.49 بالمئة من اجمالي
الناتج المحلي مقارنة بأكثر من 2 بالمئة في الولايات المتحدة.
وجاءت معظم الزيادة في الانفاق في الاعوام الخمسة الماضية مع
قفزة الصين لتصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم.
وقال دينج لي المدير العام لمكتب العلوم الاساسية بالاكاديمية
الصينية للعلوم ان: معدل انفاقنا مازال منخفضا الى حد ما. اننا
ننفق حوال 5 بالمئة من موازنة الدولة للبحث والتطوير على العلوم
الاساسية والولايات المتحدة تنفق أكثر من 10 بالمئة. وأردف قائلا:
بالطبع أنا شخصيا أفضل أن يزيد المعدل.
وقال رئيس الاكاديمية شو جيهونج ان الاستثمار في العلوم أتى
بثماره عندما أرسلت جامعة بكين مئات العلماء والاطباء الى اقليم
سيشوان لتقديم العون بعد الزلزال الذي وقع في مايو ايار.
وقال شو ان: الزلزال أظهر أن تمويل العلوم والتكنولوجيا يجب أن
يستمر. لكن مسؤولين صينيين مثل جانج مازال ينتابهم قلق حيال مستوى
الاداء عندما يتعلق الامر بالانفاق على العلوم بالرغم من الزيادات
السريعة في الاعوام القليلة الماضية.
الطلبة من الخريجين في الصين يفوقون فرص
العمل
بعد 19 عاما من حملة وحشية ضد طلبة محتجين في ساحة تيانانمين
بالعاصمة بكين يولي شباب الصين اهتماما بأجهزة الاي بود وسراويل
الجينز للمصممين العالميين وشراء سيارتهم الاولى اكبر من اهتمامهم
بالاصلاح السياسي.
واكثر ما يقلقهم هو الحصول على وظائف برواتب مجزية وحصة من
الثروة المكتشفة حديثا التي يستمتع بها الكثير من المهنيين
الصينيين مع نمو الاقتصاد بنسبة تتجاوز العشرة في المئة.
لكن القول أسهل من الفعل. ففي الصيف الماضي كان على الصين توفير
وظائف لنحو خمسة ملايين من خريجي الجامعات وفي الصيف الحالي يستعد
5.6 مليون اخرون للخروج إلى سوق العمل.
وهؤلاء الشباب هم في الغالب أول من يحصلون في أسرهم على تعليم
عال. ولهؤلاء الخريجين من الكليات والمدارس المهنية توقعات عالية
لا تتحقق بالرغم من النمو الاقتصادي الكبير حيث يزيد عدد الخريجين
عن الوظائف في الصين.
ويقول شيا دينج الذي حصل على شهادته في العام الماضي ومثل كثير
من زملاء دفعته قرر التسجيل في برنامج لدراسة الماجستير حين لم يجد
وظيفة: هناك قول مأثور... عندما تتخرج تصبح عاطلا عن العمل. بحسب
رويترز.
وذكرت صحيفة تشاينا ديلي أن متوسط معدل التوظيف لحديثي التخرج
في خريف عام 2007 بلغ 73 في المئة.
وقال ها جيمينج كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة تشاينا
انترناشونال كورب: معدل المواليد في الخمسينات وحتى أوائل
السبعينات كان مرتفعا للغاية. مواليد طفرة المواليد في تلك السنوات
أصبحوا الآن بالغين.
وأضاف، الذي تظهر أبحاثه أن الصين سيكون لديها فائض في العمالة
حتى عام 2015 الآن هذه هي الموجة الثانية من أطفال طفرة المواليد.
ابناؤهم الان في العشرينات من العمر وكثير منهم في الجامعة.
وسمحت الاصلاحات الاقتصادية المتنوعة التي شهدتها الاعوام
الثلاثون الماضية للطلبة بأن يحلموا بالالتحاق بالجامعة بدلا من
الحصول على وظيفة في مصنع.
وبنت الكليات حجرات دراسية جديدة وجددت الحرم الجامعية لكن
خريجيها في العادة لا يستطيعون منافسة الطلبة العائدين إلى الصين
من الخارج.
ومضى ها يقول ان: خريجي الجامعات يريدون رواتب أعلى لكنهم لا
يملكون الخبرة، مضيفا أن الشركات تفضل استقطاب العمال على المجازفة
بتوظيف خريج جديد.
وكان معظم طلبة الجامعات الصينيين اطفالا يتعلمون المشي بالكاد
في ربيع عام 1989 حين تجمع ابناء جيل سابق أصابهم الاحباط في ساحة
تيانانمين للتظاهر من أجل تطبيق اصلاحات سياسية قبل حملة دموية
ضدهم في الرابع من يونيو حزيران.
وكان التضخم أحد مخاوف المحتجين في عام 1989. اليوم تبلغ نسبة
التضخم نحو ثمانية في المئة وهو ما يقل كثيرا عن الذروة التي بلغها
في عام 1994 لكنه ما زال مقلقا للمخططين المركزيين الذين يساورهم
القلق بشأن الاستقرار الاجتماعي.
ويقلق الجيل الحالي بشان التقدم في حياته اكثر من قلقه على
الاصلاح الاقتصادي. ويميل دفاعهم عن القضايا إلى نبرة قومية مثلما
حدث في المظاهرات ضد اليابان عام 2005 او أمام متاجر كارفور هذا
الربيع بسبب شائعات سرت حول ارتباط سلسلة المتاجر الفرنسية بأنشطة
موالية للتبت.
لكن الحكومة لا تقبل بأي مجازفات. فالدخول إلى شبكة الانترنت في
جامعة بكين المرموقة يخضع لمراقبة أشد من تلك التي يخضع لها في
المنازل في العاصمة الصينية فيما تنهي جامعات أخرى في بكين الفصل
الدراسي قبل موعده ببضعة أسابيع هذا الصيف لضمان خروج الطلبة من
المدينة قبل اولمبياد بكين في اغسطس اب.
وحتى التبرعات والجهود التطوعية التي تدفقت بعد زلزال 12 مايو
ايار المدمر سرعان ما تولت الدولة توجيهها. وأصر مسؤولون على أن
الجهود الخاصة هي تحت قيادة الحزب الشيوعي وجسدت التغطية الإعلامية
الرسمية الحكومة والحزب والجيش في صورة الابطال.
ومع تجاوز عدد الخريجين عدد الوظائف بمقدار الثلث اضطلعت وزارة
التعليم بمهمة تنظيم معارض التوظيف على الانترنت وفي المدن.
وتستقطب المعارض الصاخبة عشرات الآلاف من الشباب الذين يتدافعون
إلى الاماكن المخصصة لطالبي الموظفين بالمعارض حاملين سيرهم
الذاتية.
وشعر جيل أكبر سنا من الخريجين بالغضب في ظل نظام للتكليف
بالوظائف كان يضمن وظيفة لكل خريج إلى أن تم ايقافه تدريجيا في
أواخر التسعينات.
وكان الطلبة قبل ذلك يتنافسون لتجنب تكليفهم في المناطق الافقر
حيث الرواتب المنخفضة واحتمالات التقدم على الصعيد العملي منخفضة
لكن هؤلاء الذين لم يتمتعوا بصلات خاصة لم يستطيعوا تجنب ارسالهم
للعمل في تلك الوظائف التي لا تعد بأي تقدم.
لكن في الاقتصاد التنافسي الآن فان عدد خريجي الجامعات يؤدي إلى
خفض مرتبات المبتدئين وهو ما يشعر الكثيرين بالقلق بشأن ما اذا
كانوا سيستطيعون تحمل نفقات بيت أبدا.
وسببت الاصلاحات العقارية في أواخر التسعينات طفرة في مجال
العقارات مما أثرى الكثيرين لكنها أبعدت الشقق عن متناول الشبان.
وتقول والدة شيا القلقة: هناك الكثير من الضغط على الخريجين في
يومنا هذا. وقدرت أن زيادة معدلات الفائدة تعني أن الخريج يحتاج
إلى راتب صاف يبلغ خمسة آلاف يوان (720 دولارا) شهريا حتى يستطيع
أن يسدد أقساط الرهن العقاري.
وأضافت، يجب أن يمتلكوا شقة وسيارة وإلا كيف يمكن أن يتزوجوا
بأي حال من الاحوال.
بيوت الازياء الغربية وعشق مجتمع
الأثرياء لها
بوسع مصممي الازياء الاوروبيين والامريكيين ممن يعانون الامرين
من أزمة القروض ان يضعوا نصب اعينهم الان الطبقات المتزايدة من
الاغنياء الجدد في الصين من اجل زيادة حجم المبيعات.
وتتسع بسرعة عضوية نادي مليونيرات الصين ومن بين هؤلاء الاعضاء
الجدد الكثير من النساء اللائي لا يترددن البتة عندما يطلب منهن ان
يدفعن مبلغ عشرة الاف دولار مقابل شراء رداء سهرة من احد بيوت
الازياء العالمية الشهيرة.
وقال سيباستيان سول وهو المدير التنفيذي لبيت ازياء برادا
الايطالي في منطقة اسيا المحيط الهادي والذي افتتح سلسلة من تسعة
متاجر في الصين: الصينيون هم الوافدون الجدد الى السوق العالمية
للازياء. بحسب رويترز.
واضاف، انهم يتوقون شوقا لمعرفة عالم الموضة. الازياء تبرز
الوضع الاجتماعي بصورة جلية الا ان الفخامة هي ايضا نوع من الجسور
التي تربطهم بالعالم الحديث.
وفيما نما الاقتصاد الصيني بنسبة زادت على عشرة في المئة سنويا
خلال الاعوام الخمسة الماضية تفخر البلاد في عام 2006 بوجود نحو
345 الف مليونير اذا قيس حجم ثرواتهم بالدولار الامريكي. وثلث
هؤلاء من النساء وفقا لتقرير لمصرف ميريل لينش والمؤسسة الاستشارية
كابجميني.
ولدى نحو خمسة الاف شخص في الصين ثروات تتجاوز 30 مليون دولار
امريكي وهم يمثلون نحو ثلث عدد اصحاب الملايين في منطقة اسيا
والهادي.
وحتى الصينيات اللائي يعشن في بحبوحة من العيش دون ان يحتفظن
بالملايين في البنوك على استعداد لانفاق مدخراتهن على مصممي بيوت
الازياء اذ ينظر الى وجهة الانفاق تلك على انها مؤشر على الوجاهة
الاجتماعية في بلد شيوعي اصبح مشغولا بصورة متزايدة بالالبسة
الفخمة التي تظهر مدى الثراء.
وهناك المديرة الصينية الانيقة الملبس تشانج نينج البالغة من
العمر 30 عاما والتي لم تزر فرنسا قط الا انها تعشق تقليعات ازياء
بيت الازياء هيرمس وتصفه بانه من ارقي بيوت الموضة.
وقالت تشانج التي تعمل مديرة في شركة للطاقة الكهربية في مدينة
جوانج بجنوب الصين وهي تتحدث عن بيت الموضة: احب بساطته. ابتكاراته
تضفي علي مسحة من الاناقة.
وتستثمر مؤسسات غربية للازياء الفاخرة مثل هيرمس ولوي فويتون
واوسكار دي لا رينتا تعاظم الطلب من جانب الصينيين الاثرياء ممن
يحرصون على المباهاة بثرواتهم الجديدة وارتداء الملابس
والاكسسوارات ذات الماركات العالمية.
وافتتحت سلاسل متاجر لين كروفورد الرائدة في سوق الازياء اول
فرع في بكين في اكتوبر تشرين الاول الماضي كما حذت شركات عالمية
كبرى حذوها.
وأفرز انتقال الصين المستمر الى اقتصاد السوق بعد عقود من الزمن
من الحكم الشيوعي الصارم سيلا لا ينقطع من الاثرياء الجدد.
وتقول انجيليكا تشيونج رئيسة تحرير مجلة فوج تشاينا التي انطلقت
عام 2005 ولديها 320 الف قارئ ان القوة الشرائية والرغبة العارمة
في الشراء لدى طبقة الاثرياء الجدد اوجدتا سوقا رائجة في مجال
الموضة.
وقالت تشيونج: انه امر مختلف للغاية عن الغرب فهناك الكثير من
الفرص الاستثمارية وهناك اناس اثرياء يظهرون في كل وقت.
وقالت: الشابة التي تتقاضى الان راتبا شهريا قدره خمسة الاف
يوان (716 دولارا امريكيا) قد تدير في العام التالي منشأة خاصة بها.
لذا فانها سوق طموح.
وقال تقرير لمؤسسة ماستركارد ان بيت تشانيل للازياء يجيء في
المقدمة بالنسبة لاقبال الصينيين الاثرياء يليه بيت جورجيو ارماني.
وتجتاح الصين موجة من تقليد الاكسسوارات للماركات العالمية وهي
تمثل مشكلة لشركات السلع الاجنبية الفاخرة في الصين.
ويقول محللون ان سوق السلع الفاخرة لاتزال في مهدها بالصين فيما
لايزال تجار التجزئة يبحثون عن افضل الماركات والاستراتيجيات
السليمة للمبيعات.
المزارعون الصينيون والتخلي عن اراضيهم
تشيع في الصين قصص احتجاجات يقوم بها مزارعون غاضبون بسبب
انتزاع مسؤولين بلا ضمير اراضيهم منهم مقابل تعويضات زهيدة.
ومع تنامي القلق جراء اختفاء اراض زراعية لازمة لتوفير الغذاء
لنحو 1.3 مليار نسمة يقل الاهتمام بسعي مزارعين في مناطق اغني في
الصين لبيع اراضيهم للحصول على المال وتفادي الاعمال الزراعية
الشاقة.
وفي هاينينج وهي بلدة ريفية تبعد نحو مئة كيلومتر غربي شنغهاي
في دلتا نهر يانجتسي يتقاسم عدد اكبر من الصوامع والورش الارض مع
اشجار التوت وحقول الارز.
ويتساءل المزارع تشو ويجانج (53 عاما) وهي يشير الى ارض منبسطة
تتناثر عليها المنازل: انظر لهذه الحقول هل ترى اي فرد دون
الثلاثين يعمل في الارض. لم يعد هناك مستقبل لزراعة الارض. بحسب
رويترز.
وعلى النقيض من المزارعين في مناطق اخرى في الصين يعتبرون ارضهم
ملاذا آمنا في اوقات الازمات فان تشو وجيرانه يسعدهم بيع الارض.
وفي الآونة الاخيرة حصلت اسرته على مبلغ 23 الف يوان (3300
دولار) حين باع المجلس المحلي قطعة من الارض ليشيد عليها مصنع
كيماويات. وقال تشو: تتحول الارض الى منازل ومصانع. يطلقون عليه
تقدم.
وقبل خمس سنوات كان تفكير تشو مختلفا فحينها كانت الارض لا تزال
مهمة وكان افراد اسرته الخمسة يكسبون نصيب الاسد من دخلهم من
الزراعة لكنه الآن يثق في مستقبله دون الارض. فالاقتصاد الخاص
المحلي يزدهر مما يخفف من القلق بشأن العثور على وظيفة.
ويعمل ابن تشو في التجارة وهو يبيع ويشتري قطعا من الجلد
وينقلها في سيارة فان اشتراها حديثا. اما زوجة ابنه فتعمل في مصنع
ملابس جلدية محلي مثل معظم النساء في هاينينج وتحصل على اجر شهري
جيد يبلغ ثلاثة آلاف يوان.
وتعمل زوجة تشو في ورشة صغيرة ويعمل تشو في مصنع لاعادة تدوير
البلاستيك قرب منزله. وتكفي دخول الاربعة الشهرية لحياة مريحة
بعيدا عن الارض ويقول وهو يشير الى حفيده البالغ من العمر سبع
سنوات: لن يكون حفيدي مزارعا ابدا.
وتبرز حركة التصنيع التي تزحف على دلتا نهر يانجتسي الصراع بين
عزم الصين الحفاظ على الاكتفاء الذاتي من الغذاء بنسبة كبيرة
ومسيرة التحضر التي لا تتوقف وهي السبيل لرفع مستوى المعيشة.
ويقول لياو هونجلي من مركز ابحاث الاقتصاد الزراعي وهو معهد
بحثي تابع لوزارة الزراعة: تريد الحكومة المركزية الحفاظ على اراض
زراعية كافية من اجل قضايا استراتيجية مثل الامن الغذائي ولكن
الحكومات المحلية والمزارعين يرون ان يمكنهم تحقيق مكاسب مالية من
الارض. وقال لياو: انها مشكلة خطيرة جدا في المناطق الساحلية
الغنية في الصين مثل تشيجيانج وجيانجسو وجوانجدونج والمناطق
الريفية المحيطة بالمدن الكبرى.
ومن ان لاخر تتحول خلافات بسبب الاستيلاء على الاراضي
والتعويضات لافساح المكان لاقامة مصنع جديدة او ضاحية سكنية الى
أعمال عنف في ارجاء الصين. غير ان بعض المناطق مثل هاينينج بدأت
برامج تتيح نوعا من الامان للمزارعين الذين يتخلون عن اراضيهم.
ومقابل كل 15 الف يوان تحصل كل امراة فوق 50 عاما وكل رجل فوق
ستين عاما على مبلغ شهري قدره 320 يوانا.
ويرى وين تي جون الاستاذ في جامعة رينمين ان هاينينج مراة تعكس
ما يحدث في الصين الحديثة. وقال ان المجتمع يركز علي النمو
الاقتصادي باي ثمن ويتخطى تدريجيا المحاوف المتعلقة بالامن الغذائي
ويجعل من التحضر السريع اتجاها حتميا. ويقول وين: تتحول الاراضي
الزراعية في المناطق الغنية في الصين لمبان ومصانع. وفي واقع الامر
يتم تشجيع المسؤولين المحليين على ذلك لان فرص الترقية تزيد كلما
ارتفع اجمالي الناتج المحلي.
من جانبه يقول تشن ماو تشينج (40 عاما) وهو يقيم في بلدة قريبة
انه دفع 160 الف يوان من بينها 30 الف يوان؛ غرامات، ورشى
للمسؤولين في القرية لبناء مخزن مساحته 300 متر مربع على حقل ارز
خلف منزله وتمكن على الفور من تأجير المخزن بمبلغ 23 الف يوان
سنويا.
وقال تشن وهو اب لطفل في الثانية عشرة من عمره: ينبغي ان تقتنص
الارض بسرعة. حين تبني على قطعة من الارض يمكن ان تتوارثها الاجيال.
وتشن مسجل رسميا كفلاح وينص القانون الصيني على ان من حقه امتلاك
قطعة من الارض لكنه يعمل حاليا كفني بمصنع حياكة صغير.
ويقول تشن انه وزوجنه يعملان 13 ساعة يوميا في المتوسط ويحصلان
على اجازة في عيد الربيع في شهر يناير كانون الثاني او فبراير شباط.
وكسب الزوجان حوالي 120 ألف يوان في العام الماضي. وقال تشن: اتمنى
ان تتوسع منطقة التنمية القريبة كي ترتفع قيمة الاراضي والمنازل.
أول محادثة مباشرة بين الرئيس الصيني
ومتصفحي الأنترنت
أجاب الرئيس الصيني هو جينتاو على سؤالين فقط خلال محادثة على
شبكة الانترنت تعد الاولى بينه وبين مستخدمي الانترنت الصينيين على
موقع اليكتروني رسمي. وكان أول هذين السؤالين.. ماذا تفعل عادة على
الانترنت.
وكان نحو مئتي سؤال في انتظار الرئيس هو على موقع صحيفة الشعب
اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي وذلك بعد وقت قصير من اعلان
غير متوقع بأنه سيجري محادثة مع 221 مليون مستخدم للانترنت ببلاده.
بحسب رويترز.
وبدأ هو المحادثة بالقول: عادة ما أكون مشغولا نسبيا ومن
المستحيل أن اتصفح الانترنت يوميا.
وكان السؤال الاول الذي أجاب عنه الرئيس الصيني هو ماذا يفعل
عادة على الانترنت.
وقال هو: أول ما أفعله هو قراءة الاخبار المحلية والاجنبية.
وثانيا معرفة اهتمامات الناس على الانترنت وأود أن أعرف نصائحهم
واقتراحاتهم حول عمل حزبنا وبلدنا.
والسؤال الثاني الذي اجاب عنه هو ما اذا كان بامكانه متابعة
المشكلات والاقتراحات التي يطرحها الناس على الانترنت.
واجاب: نبدي كثيرا من الاهتمام بالنصائح والاقتراحات التي
يطرحها متصفحو الانترنت... نحن في حاجة للاستماع الى أصوات الشعب
بلا حدود وجمع حكمته لانجاز الامور واتخاذ القرارات. وأضاف أن
معرفة الرأي العام وجمع حكمة الشعب عبر الانترنت قناة مهمة ايضا.
واستغرقت محادثة الرئيس الصيني على الانترنت 20 دقيقة. وقال
مستخدم للانترنت وهو يشعر بخيبة الامل: لماذا انتهت بهذه السرعة.
الكتاب المقدس ودعائية اولمبياد بكين
أوردت وسائل إعلام محلية أن الصين ستوزع نسخا مجانية من الكتاب
المقدس باللغتين الانجليزية والصينية عليها شعار دورة بكين
الاولمبية على الرياضيين والسائحين أثناء الالعاب التي تقام الشهر
المقبل.
وقالت صحيفة تشاينا ديلي ان المجلس المسيحي الصيني طبع 50 ألف
نسخة من الكتاب المقدس وستكون متوفرة في الكنائس وقرية الرياضيين.
بحسب رويترز.
وقال جو جياوهونج المسؤول بالمجلس المسيحي الصيني للصحيفة: على
حسب علمي فانها ستكون المرة الاولى التي سيستخدم فيها الشعار
الاولمبي على كتاب ديني.
وفي العام الماضي قال منظمو دورة بكين الاولمبية ان الحظر الذي
سيفرض على أي مطبوعات أو مواد تستخدم لانشطة دينية أو سياسية لا
يشمل النسخ الشخصية من الكتاب المقدس.
لكن تقريرا نشرته وسائل إعلام ايطالية في نوفمبر تشرين الثاني
الماضي قال انه لن يسمح حتى بذلك وقدم أحد أعضاء مجلس الشيوخ
الامريكي مشروع قرار يدين هذا الحظر.
ويتمتع المسيحيون بحرية ممارسة شعائرهم في الصين رغم محاولات
الحكومة السيطرة على الكنائس من خلال مطالبتها بقبول اشراف الدولة
عليها وضرورة تسجيلها.
تطبيق قانون التحرش الجنسي على مدير صيني
قالت صحيفة محلية ان رجلا صينيا حكم عليه بالسجن خمسة أشهر
لتقبيله زميلته في العمل دون رضاها في اول عقوبة طبقا لقانون جديد
للتحرش الجنسي.
وذكرت بكين نيوز نقلا عن الصحيفة المحلية ان الرجل ويعمل مديرا
ولقبه لوي دعا احدى موظفاته لمكتبه في اقليم سيشوان بجنوب غرب
البلاد لبحث مسائل تتعلق بالعمل ولكنه اخبرها انه يرغب في ان
يصادقها.
واوضح التقرير انه عندما رفضت المرأة طلب لوي سارع الرجل باطفاء
الانوار وقبلها وهو يقبض على رقبتها. بحسب رويترز.
وقالت الصحيفة ان الانسة تشين صرخت وقاومته وسمعها زملاؤها في
المكتب المجاور فاتصلوا (بالشرطة).
واضاف ان الرجل ثبتت ادانته باستخدام القوة للتصرف دون احتشام
تجاه سيدة. وسنت الصين قانون التحرش الجنسي في عام 2005.
وتواجه الصينيات في العصر الحديث تحديات جمة بكافة مناحي الحياة
تتراوح من عمليات اجهاض غير قانونية يقدم عليها ازواج يفضلون
الذكور الى تفضيل الرجال عليهن في العديد من الوظائف.
وكشف مسح اجري في عام 2005 ونشر بوسائل الاعلام الحكومية أن 21
في المئة فقط من الصينيات قلن انهن لم يتعرضن قط لتحرش جنسي.
الخلايا الإرهابية والتهديدات المحتملة
لغرب الصين
جاء في تقرير على موقع الحكومة على الانترنت ان القوات الصينية
في كاشجار باقليم شين جيانج في اقصى غرب البلاد كشفت حتى الان 12
خلية ارهابية تتخذ من الخارج مقرا لها.
وأشار التقرير نقلا عن تصريحات هوانج سان بينج نائب رئيس الحزب
الشيوعي في كاشجار بالاسم الى: الحركة الاسلامية لتركستان الشرقية،
وحزب التحرير على انهما المنظمتان المتورطتان.
وصنفت الامم المتحدة الحركة الاسلامية لتركستان الشرقية على
انها منظمة ارهابية في عام 2002 وان لها علاقات بتنظيم القاعدة.
لكن حزب التحرير الذي يقول ان هدفه هو اقامة دولة اسلامية ينفي
انتهاج العنف.
وقال التقرير: مع اقتراب دورة الالعاب الاولمبية فان قوات الحزب
الشيوعي وشرطة الشعب المسلحة وادارة الامن العام في كاشجار استعدت
تماما لأي طاريء ويمكنها الرد على الحوادث المفاجئة في أي وقت.
بحسب رويترز.
وقالت وسائل الاعلام الصينية ان عدة أمثلة لوجود مؤامرات
ارهابية في شين جيانج تكشفت في الاسابيع القليلة الماضية.
وقالت الصين انها احبطت خمس منظمات ارهابية تخطط لشن هجمات
تستهدف دورة الألعاب الاولمبية في بكين حيث اعتقلت الشرطة 82 شخصا
في شين جيانج. ولم يتضح ما اذا كان أحدث تقرير ضم تلك الحوادث التي
شملت اعتقال افراد.
وتقول منظمات حقوقية ان الصين تستخدم دورة الالعاب الأولمبية
التي ستقام في بكين ذريعة لشن حملات صارمة في شين جيانج التي يعيش
فيها ثمانية ملايين من المسلمين واليوغور.
وقال التقرير ان كاشجار القريبة من الحدود الباكستانية
والافغانية كانت خط الجبهة لجهود شين جيانج لمكافحة الارهاب.
ونقل التقرير عن هوانج قوله: هذه المنظمات تسللت بنشاط الى داخل
الصين باستخدام اشخاص ليس لديهم وظائف أو افرج عنهم من معسكرات
الاصلاح أو الساخطين على المجتمع لتنفيذ انشطة هدامة ويمثلون
تهديدا.
وأضاف التقرير: ورغم ان عدد المتورطين ليس كبيرا الا ان له
تأثير محدد على المجتمع بسبب الموقع الخاص لكاشجار.
وقال ديلشات راشيت المتحدث باسم المؤتمر العالمي لليوغور في
المنفى ان هذا مجرد مثال اخر على ان الصين تستهدف اليوغور. |