شبكة النبأ: فيما يواصل الرئيس الامريكي بوش تمسكه بأن العراق
هو الجبهة المركزية لمحاربة الإرهاب حرصا على إثبات إنتصاره على
القاعدة في البلد الذي يحتفظ بثاني احتياطي من النفط، يسعى هذه
الايام لإثبات جدّيته في محاربة الإرهاب بأفغانستان وباكستان
اللتين بقيتا على مدى السنوات الماضية في المرتبة الثانية من
اهتمامات الادارة الامريكية..
من جهة اخرى، أستطاع بوش ان يعين الجنرال باتريوس قيصراً للحرب
في الشرق الاوسط بعد ان أشرف على إنجاح الاستراتيجية الاخيرة في
العراق بشان إحتواء المناهضين السنّة والقضاء على القاعدة، حيث نفذ
بتريوس والجنرال اوديرنو معاً استراتيجية عسكرية جديدة نسب اليها
الفضل في خفض العنف في العراق. وبصفته رئيسا للقيادة المركزية
سيشرف بتريوس على عمليات الجيش الامريكي في منطقة تشمل ايران
وباكستان و25 دولة اخرى اضافة الى ممرات مائية دولية مهمة
استراتيجياً واقتصادياً منها الخليج.
حرب العراق تحقق نجاحا أكبر من حرب
أفغانستان..
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش إن العمليات التي تقودها
الولايات المتحدة تحقق في العراق نجاحا أكبر منه في افغانستان حيث
تسمح الحدود التي تصعب السيطرة عليها مع باكستان للمتشددين
الاسلاميين بالعبور الى ساحة الحرب.
ووعد بوش بمساعدة أمريكية للتحقيق في اتهام الرئيس الافغاني
حامد كرزاي لعملاء باكستانيين بالتورط في هجمات داخل بلاده من
بينها هجوم بسيارة ملغومة على السفارة الهندية في كابول أسفر عن
مقتل 58 شخصا. وتقول باكستان ان تلك الاتهامات لا أساس لها من
الصحة.
وقال بوش في مؤتمر صحفي "سنحقق في اتهامه وسنعمل مع سلطاته
لاستكشاف حقيقة زعمه."واضاف "غير أنه لا شك في أن بعض المتشددين
يتوجهون من مناطق بباكستان الى أفغانستان. وهذا مصدر ازعاج لنا.
انه مصدر ازعاج لافغانستان وينبغي أن يكون مصدر ازعاج لباكستان."
وصرح بوش بأنه سيناقش الحرب على الارهاب مع رئيس وزراء باكستان
يوسف رضا جيلاني عندما يزور البيت الابيض هذا الشهر. بحسب رويترز.
وقال "سنواصل ابقاء الضغط على القاعدة مع أصدقائنا الباكستانيين.
امل بالتأكيد أن تدرك الحكومة مخاطر تحرك المتشددين في بلدها.
أعتقد أنهم يفعلون ذلك."
وزاد العنف في افغانستان بعد نحو سبع سنوات من الغزو الذي قادته
الولايات المتحدة لها. ويقول بعض المحللين ان هناك حاجة لمزيد من
القوات والمساعدات والرعاية في أفغانستان حيث قتلت حركة طالبان
مطلع الاسبوع الحالي تسعة جنود أمريكيين في أكبر خسائر أمريكية في
هجوم واحد بأفغانستان منذ عام 2005.
وقال بوش "جبهة واحدة تمضي فيها الاحوال حاليا أفضل من الاخرى..
انها العراق.. حيث نحقق نجاحا... وأفغانستان معركة صعبة."وأضاف أن
الوضع في افغانستان يذكر بالعراق قبل نحو عامين حيث "يدرك العدو أن
بامكانه التأثير على عقلية الشعب الامريكي اذا واصل قتل أناس
أبرياء.
الدعوة لقانون جديد حول سلطات الحرب
للحكومة الامريكية
من جهة ثانية قالت لجنة من أكبر حزبين في الولايات المتحدة تضم
العديد من المسؤولين الامريكيين السابقين البارزين إن الرئيس
الامريكي يجب ان يلزم بقوة القانون على ان يتشاور مع الكونجرس قبل
خوض حرب.
وتهدف اللجنة التي يقودها وزيرا الخارجية السابقان جيمس بيكر
وهو جمهوري ووارين كريستوفر وهو ديمقراطي الى توضيح الخط الفاصل
بين البيت الابيض والكونجرس الامريكي فيما يتعلق بسلطة خوض الحرب.
واقترحت اللجنة قانونا جديدا "قانون تشاور سلطات الحرب" يستلزم
من الرئيس ان يتشاور مع الكونجرس قبل نشر القوات الامريكية في "صراعات
مسلحة ذات شأن" وتعرف بانها عمليات عسكرية تستمر او يتوقع لها ان
تستمر اكثر من اسبوع.
واحيت الخلافات بشأن حرب العراق التي تفتقر للشعبية حججا
دستورية حول حدود سلطات الكونجرس والرئيس فيما يتعلق بالحرب. وفي
ظل الدستور فالكونجرس هو الذي يعلن الحرب ويسيطر على التمويل ولكن
الرئيس هو القائد الاعلى للقوات المسلحة. بحسب رويترز.
وحصل الرئيس جورج بوش على تفويض من الكونجرس في عام 2002 لحرب
العراق. ولم يتضح ما اذا كان القانون سيغير تلك النتيجة.
ويستلزم القانون المقترح من الكونجرس ان يصوت على قرار
بالموافقة او الرفض. ولكنه لا يستلزم من الرئيس ان يفوز بموافقة
المشرعين. ويمكن للرئيس ببساطة ان يستخدم حق الاعتراض على قرار رفض
للكونجرس وأن يواصل العمليات القتالية.
مجلس الشيوخ يعيّن بتريوس قائدا لعمليات
الشرق الأوسط
ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة على تولي الجنرال
ديفيد بتريوس قيادة مقار الجيش المسؤولة عن العمليات الامريكية في
الشرق الاوسط بما فيها العراق وافغانستان. ووافق مجلس الشيوخ على
بتريوس بأغلبية 95 صوتا مقابل اعتراض اثنين.
ووافق أيضا المجلس باغلبية 96 صوتا مقابل صوت واحد على ترشيح
اللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو قائدا للقوات الامريكية في العراق
محل بتريوس. وستتم ترقية اوديرنو الذي كان يشغل منصب نائب بتريوس
خلال الحرب الى رتبة الجنرال. وتعتبر القيادة المركزية للجيش
الامريكي اصعب قيادة عسكرية اقليمية لترأسها.
ونفذ بتريوس واوديرنو معا استراتيجية عسكرية جديدة نسب اليها
الفضل في خفض العنف في العراق. وبصفته رئيسا للقيادة المركزية
سيشرف بتريوس على عمليات الجيش في منطقة تشمل ايران وباكستان و25
دولة اخرى اضافة الى ممرات مائية دولية مهمة استراتيجيا واقتصاديا
منها الخليج.
وسيتولى المسؤولية في ذروة توتر مع ايران التي اختبرت مؤخرا
اطلاق صواريخ تقول طهران انها قادرة على الوصول الى اسرائيل ومنشآت
أمريكية في المنطقة.
ويواجه بتريوس أيضا ما يقول مسؤولون أمريكيون انه تهديد جديد من
القاعدة في باكستان وتزايد للعنف في أفغانستان. بحسب رويترز.
وقال جون وارنر السناتور الجمهوري عن ولاية فرجينيا "يساورنا
جميعا القلق بشأن الوضع الذي يزداد سوءا في أفغانستان" واصفا تلك
الحرب بأنها أولوية بالنسبة لبتريوس. واضاف "نحن محظوظون لأنه مؤهل
تماما لأنه درس عادات وتقاليد المنطقة وفهم تعقدها والوضع الجغرافي
السياسي فيما يتعلق بباكستان وايران. انه مؤهل تماما لتولي قيادة
تلك القوات في تلك المنطقة."
رغم الخسائر.. بوش يبدي ثقته في
الاستراتيجية في افغانستان
وأبدى بوش ثقته في نجاح الاستراتيجية في افغانستان على الرغم من
ان الجنود الاميركيين والقوات الدولية شهدوا الشهر الاكثر دموية
منذ الاطاحة بنظام طالبان في نهاية العام 2001.
وقال بوش ردا على سؤال صحافي "انني واثق من ان الاستراتيجية
ستنجح". واضاف "لقد كان شهرا قاسيا في افغانستان. لكن الشهر كان
قاسيا ايضا بالنسبة الى طالبان".
من جهته ابدى رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل
مولن "قلقه العميق من تصاعد اعمال العنف" في افغانستان ولا سيما في
جنوب البلاد وشرقها عند الحدود مع باكستان.
وأقر الاميرال مولن في مؤتمر صحافي "بان طالبان واعوانهم اصبحوا
من دون ادنى شك اكثر فاعلية واكثر عدوانية في الاسابيع الاخيرة كما
تظهره ارقام الخسائر البشرية".
وكان شهر حزيران/يونيو الاكثر دموية منذ بداية الحرب التي
تقودها القوات الدولية التي تواجه تصعيدا لحركة تمرد طالبان. وكانت
حركة طالبان بدأت تمردا بعدما طردها من السلطة في نهاية العام 2001
تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.
وقتل 49 جنديا من القوة الدولية المساعدة على ارساء الامن في
افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي والتحالف بقيادة اميركية
(ويضمان ما مجموعه 70 الف عنصر) في حزيران/يونيو في معارك
واعتداءات او في حوادث بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى
بيانات عسكرية.
وما حصل في افغانستان يفوق ما حصل في العراق حيث قضى 31 عسكريا
بينهم 29 اميركيا خلال الشهر نفسه بحسب موقع الكتروني.
وهذا النوع من الاحصاءات يمكن ان يثير مجددا مسألة الاولوية
التي يفترض منحها ومسألة الموارد التي يجب تخصيصها للجبهتين
العراقية والافغانية في اوج حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية
التي تشكل الحرب احد اهم مواضيعها.
وفي ختام عملية سحب خمسة الوية قتالية بدات في نهاية 2007 سيصل
عدد الجنود الاميركيين في العراق الى 140 الفا في تموز/يوليو.
آخر لواء أمريكي من القوات الاضافية يبدأ
الانسحاب من العراق
من جهة ثانية قال متحدث باسم الجيش الامريكي إن الجيش الامريكي
بدأ سحب اخر الالوية القتالية الخمسة التي تم نشرها في اطار زيادة
القوات الامريكية في العراق في عام 2007.
وأضاف المتحدث أن اللواء الاضافي الاخير سيغادر العراق بنهاية
يوليو تموز الجاري. ويتفق هذا مع الخطط التي اعلنها الجنرال ديفيد
بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق الذي قال إن تراجع مستويات
العنف سيسمح باجراء هذا التخفيض للقوات. بحسب رويترز.
وحجم القوات قضية رئيسية في انتخابات الرئاسة الامريكية التي
تجرى في نوفمبر تشرين الثاني القادم.
وكان لدى الجيش الامريكي 20 لواء مقاتلا في العراق في ذروة
الوجود العسكري الامريكي هناك في عام 2007 حيث كان حجم القوات
يتراوح بين 160 ألفا و170 ألفا. وسينخفض حجم القوات الى حوالي 140
ألفا بمجرد رحيل اخر لواء تم نشره في اطارة زيادة القوات.
وقال المتحدث "وحدات اللواء الخامس الاضافي بدأت بالفعل في
اعادة الانتشار وعليه سيكون لدينا بنهاية يوليو وحدات في اطار 15
لواء قتاليا في العراق." ورفض المتحدث تحديد اللواء أو الكشف عن
موقعه لدواع أمنية.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش أرسل 30 ألف جندي اضافي للعراق
في العام الماضي لوقف تفشي العنف الطائفي بين الشيعة والسنة من
العرب الذي هدد بدفع البلاد الى حرب أهلية شاملة.
شركة تعهدات امريكية متهمة بالتسبب في
وفاة جنود صعقاً بالكهرباء
من جهة ثانية وجدت مجموعة كاي.بي.ار اكبر شركة تعهدات اميركية
من الباطن في العراق نفسها في خضم فضيحة جديدة اذ اتهمتها عائلات
جنود ونواب بالتسبب جراء الاهمال في وفاة 13 اميركيا في العراق
صعقا بالتيار الكهربائي.
وخلال جلسة استماع نيابية قالت شيريل هاريس والدة السرجنت ريان
ماسيث الذي توفي في كانون الثاني/يناير "فيما كنت استعد دائما
لسماع من يقول لي ان ابني قتل في المعركة او جراء قنبلة صدمت حين
عرفت انه توفي صعقا بالتيار الكهربائي حين كان يستحم في مقر وحدته".
بحسب فرانس برس.
ومجموعة كاي.بي.ار الفرع السابق لمجموعة هاليبورتون التي ترأسها
فترة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني هي الشركة الاميركية الاولى
في العراق التي تتولى تأمين المواد الغذائية والسكن والمحروقات
للقوات الاميركية.
وتفيد شهادات خلال جلسة الاستماع ان مجموعة كاي.بي.ار ابلغت
بوجود مشاكل كهربائية في هذه المنشآت قبل وفاة السرجنت ماسيث.
وانتقدت ديبي كراوفورد الخبيرة الكهربائية السابقة في مجموعة
كاي.بي.ار عدم كفاءة موظفي الشركة في العراق وانعدام التوجيهات
والمسؤوليات. وقالت "كانوا يكررون على مسامعنا:انتم في منطقة حرب
فماذا تنتظرون؟ متهمة مجموعة كاي.بي.ار بالاهمال.
واضافت ان "مجموعة كاي.بي.ار كانت تدعي بأن عقودها لا تنص على
التعويض على الاخطار المحتملة بل تقتصر على المعدات".
وهذه القضية هي الاخيرة التي كشف عنها في سياق سلسلة طويلة تشمل
شركات تعهد من الباطن خاصة بوزارة الدفاع الاميركية في العراق
وغالبا ما تتهم بالتزوير.
وجاء في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا ان مسؤولا في
وزارة الدفاع الاميركية كان مكلفا الاشراف على عقد مع مجموعة
كاي.بي.ار قد نقل الى وظيفة اخرى في 2004 لانه رفض دفع مليار دولار
الى المجموعة لعدم توافر مستندات تبرر التكاليف الباهظة.
ودفعت هذه الفضيحة الجديدة السناتورة هيلاري كلينتون الى
المطالبة بفتح تحقيق نيابي حول العقود التي تمنح لمجموعة كاي.بي.ار. |