هل نتوقع أن نجد لك كتاباً عن الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي؟
بهذه الصيغة سألني أحد المقربين، متفائلاً أن أومئ له بالإيجاب.
فرددت عليه: إذا شاء الله..
فقال: كما كتبت عن والده الإمام الشيرازي نتوقع أن تكتب عنه
أيضاً!
حقيقة لم يدر في خلدي أن أكتب كتاباً عن الفقيه الشيرازي،
ولكنني بالفعل أتمنى ذلك، فأنا أطمح أن أكتب عن الشيرازي وغيره من
الأعلام الذين مرّوا بتاريخ المنطقة والأمة، غير أن المسألة لا
تسير بالأمنيات، فإن أردت تحقيق هذا المطلب فأنا بحاجة لبذل جهد في
ملاحقة نتاجه الفكري والثقافي، وذلك يعني أن أقرأ كتبه وأستمع
لمحاضراته، وربما أستقصي معلومة ترتبط به من هنا أوهناك، فالكتابة
حول الشخصيات وأفكارها تحتاج للتفرغ لأيام وربما لشهور أو سنوات،
بناءً على توافر القاعدة المعلوماتية عن الشخص المُراد الكتابة
عنه، من عدمها، وهنا تكمن المشّقة، كما تكمن القيمة الإبداعية
للعمل المُصنّف، إن كان هو النتاج التأسيسي الذي ستبنى عليه
الدراسات اللاحقة.
فبداهة؛ إن الكتابة عن سير الشخصيات أو أفكارهم، تلزم قراءة
تجاربهم وتحليلها بعمق؛ لتدويرها في مسيرة الأمة، فنحن لا نقرأ سير
الأعلام من أجل التباهي بهم، -وحق لنا التباهي بفعالهم- بل من أجل
تكرار بصماتهم في واقع الأمة بصورة ناصعة تجعل منهم قدوات تُتبع،
لا مجرد صور أو شعارات ترفع! وإلا فلا فائدة تُرجى حينئذٍ من
التغني بالعظماء إن لم نتحلَ بفعالهم، يقول تعالى: {أُولَئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام:90].
ويقول الشاعر:
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
فمشروع التأسي بالعظماء هو المشروع الحقيقي لنا، ولا يصّح أن
نذكر الفعال الحسنة للفقيه الشيرازي -أو غيره- فيما نحن نخالفها؛
فالشيرازي مشروع قدوة أولاً، ومشروع كتاب ثانياً.
قلت ذات يوم لصديق: مشكلتنا أننا نتكلم عن كون السيد الشيرازي:
فقيه مجد، ومحاضر بارع، وكاتب دقيق، وعابد زاهد، وعالم عامل،
وإنسان خلوق...إلخ، ونغفل أن نسأل أنفسنا عن أنفسنا!
أليس الأنفع لنا أن نكتشف أنفسنا بدلاً من التماهي السلبي في
الشخصية والشخوص؟
ابحثوا عن الإجابة في نتاج الفقيه الشيرازي. |