إتفاق أمني مؤقت سيُحدِث انقلاباً على المعاهدة الأمريكية العراقية

إعداد: علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: لاشك أن تواجد القوات الأمريكية على الأراضي العراقية ولد جدلاً واسعاً تعدّت مساحته الجغرافية ليغطي مساحة الدول المجاورة للعراق وما تسببه هذه الدول من معرقلات لتواجد هذه القوات، أما الأطراف العراقية التي غطت آرائها مساحات واسعة في وسائل الاعلام بهذا الشأن، فهي الأخرى تسعى جاهدة للتخلص من مطرقة الولايات المتحدة وسندان الشعب الذي يرفض أي اتفاقية تخل بالسيادة الوطنية.

أما على صعيد الكتاب والسياسيين الغربيين كان هناك أكثر من رأي فقد كتب"دين يتس" موضوعا في صحيفة "واشنطن بوست" يقول فيه تخلى المفاوضون الامريكيون والعراقيون. على ما يبدو عن محاولات التوصل لاتفاق امني رسمي قبل انتهاء ولاية الرئيس بوش لصالح ابرام اتفاق مؤقت حول هذه المسألة، طبقا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين امريكيين من مستوى رفيع.

وكان الجانبان، العراقي والامريكي، قد تفاوضا حول اتفاق يتعلق بوضع القوات الامريكية في العراق لكي يمنحها اساسا قانونيا للبقاء عند انتهاء تفويض الامم المتحدة لها في نهاية هذه السنة.

الا ان الزعماء العراقيين اعلنوا انهم لا يوافقون الا على ما وصفوه بـ مذكرة تفاهم بل واثار رئيس الحكومة نوري المالكي، ولاول مرة، احتمال تحديد جدول زمني لانسحاب الجنود الامريكيين من العراق.

ونقلت "الواشنطن بوست" عن مسؤول امريكي قريب من المفاوضات الاخيرة قوله: اننا نتحدث الآن حول مواعيد.

وأضافت الصحيفة ان مدى الوثيقة الامنية الجديدة التي يجري التفاوض عليها الآن سوف يكون محدودا زمنيا وسوف تسمح بمواصلة العمليات العسكرية الامريكية الاساسية بعد انتهاء تفويض الامم المتحدة الذي يحكم القوات الامريكية في العراق.

جدير بالذكر ان بغداد رفضت عددا من طلبات واشنطن السابقة لأنها برأي المسؤولين العراقيين تخرق سيادة البلاد. لذا، سوف تغطي الوثيقة الخاضعة للمناقشة الآن فقط عام 2009 على الارجح.

ويتوقع المفاوضون ان تتضمن افقا زمنيا بأهداف محددة لانسحاب الجنود الامريكيين من بغداد ومدن اخرى. ومن المتوقع ان تتضمن التواريخ المحددة توضيحات تشير الى قدرة القوات العراقية في تولي مسؤوليات الامن ذلك ان بعض المسؤولين العراقيين انفسهم كانوا قد اعلنوا ان أي جدول زمني للانسحاب لا بد ان يرتبط بأوضاع الامن على الارض.

ضغوط داخلية

ومن الواضح ان ثمة ضغطا داخليا قويا في العراق من اجل تحديد مواعيد لسحب القوات الامريكية، لا سيما بعد ان تراجع معدل العنف واصبحت قوات الامن العراقية اكبر حجما وقدرة على القيام بعمليات الامن.

كما يريد خصوم المالكي السياسيون استغلال مسألة عدم تحديد فترة بقاء الجنود الامريكيين في الانتخابات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا العام.

 وتلاحظ صحيفة واشنطن بوست في هذا السياق ان مسألة تمتع الجنود الامريكيين بحصانة قانونية في العراق تحميهم من الملاحقة والمساءلة هي من اكثر القضايا الشائكة التي لم يتم حلها بعد.حسب الوطن الكويتي

المسؤولون الامريكيون ذكروا ان هذه القضية غير قابلة للتفاوض، لكن نائب رئيس البرلمان العراقي قال ان النواب سوف يستخدمون حق النقض ضد أي اتفاق يعطي الجنود الامريكيين حصانة امام القانون.

اتفاق مؤقت

وفي نفس السياق ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين امريكيين كبار ان المفاوضين الامريكيين والعراقيين يعدون لإتفاق أمني مؤقت قبل ان يترك الرئيس جورج بوش السلطة. ويتفاوض الجانبان على اتفاق يضع اساسا قانونيا لوجود القوات الامريكية في العراق عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة لها بنهاية العام الحالي. لكن القادة العراقيين تحدثوا الاسبوع الماضي عن مجرد اتفاق على ما وصفوه بمذكرة تفاهم.

 كما اثار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمرة الاولى احتمال وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول امريكي قريب من المفاوضات قوله "نحن نتحدث عن مواعيد" رغم رفض بوش الشديد من قبل للنداءات بوضع جدول زمني. والعراق قضية كبرى في معركة انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجرى في نوفمبر بين الجمهوري جون مكين والديمقراطي باراك اوباما. ويؤيد مكين الاستراتيجية الحالية لادارة بوش فيما دعا اوباما لوضع جدول زمني للانسحاب. وانضم طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي لقائمة المؤيدين لجدول زمني للانسحاب. وقال لتلفزيون العراقية ان العراقيين يجب ان يعرفوا متى ستغادر القوات الامريكية والقوات الاخرى ارض العراق. واضاف ان من حق العراقيين ان يعرفوا ما اذا كانت هناك نية لدى القوات الامريكية لمغادرة العراق ام لا.

 وقالت الصحيفة ان وثيقة الامن المؤقتة ستكون محدودة من حيث المدة والنطاق وستسمح باستمرار عمليات الوحدات العسكرية الامريكية الاساسية عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة. وقد رفض العراق عددا من مطالب واشنطن التي اصر انها تنتهك سيادته. وأوضحت الصحيفة ان الوثيقة التي يجري بحثها حاليا مع العراق ستغطي عام 2009 فقط على الارجح. واضافت واشنطن بوست ان المفاوضين يتوقعون ان تشمل الوثيقة "أفقا زمنيا" مع اهداف محددة بانسحاب للقوات الامريكية من بغداد ومدن ومنشآت اخرى. وستشمل المواعيد المحددة على الارجح توضيحات تشير الى قدرة القوات العراقية على تولي الامن كشرط للانسحاب. وهناك ضغط داخلي قوي في العراق لتحديد مواعيد لانسحاب القوات الامريكية خاصة مع تراجع العنف لأدنى مستوياته في اربعة اعوام وزيادة حجم القوات العراقية وتوليها قيادة مزيد من العمليات الامنية. وسيحاول خصوم المالكي السياسيون على الارجح استغلال قضية وجود القوات الامريكية دون جدول محدد للانسحاب في انتخابات المحافظات في وقت لاحق من العام الحالي. وقالت واشنطن بوست ان اكثر القضايا الخلافية التي لم تحسم حتى الان هي الحصانة القانونية للقوات الامريكية في العراق. وكان مسؤولون امريكيون قد اعلنوا ان هذه القضية غير قابلة للتفاوض. لكن نائب رئيس البرلمان العراقي قال ان النواب سيعترضون على الارجح على اي اتفاق يعطي الجنود الامريكيين حصانة من المحاسبة امام القانون العراقي. وتعارض ادارة بوش دائما وضع اي جدول زمني للانسحاب قائلة ان ذلك سيمكن الجماعات المسلحة من الاعداد للعمل سرا والانتظار حتى مغادرة القوات الامريكية للعراق لتعاود الظهور. ويجري خفض مستويات القوات الامريكية بالفعل مع توقع ان ينسحب هذا الشهر اللواء الاخير من الالوية الخمسة المقاتلة التي امر بوش بنشرها العام الماضي. وسيترك ذلك 15 لواء مقاتلا في العراق او نحو 140 الف جندي.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين من الادارة والجيش الامريكيين ان واشنطن تدرس سحب قوات اضافية اعتبارا من سبتمبر. واضافت الصحيفة انه لم يتخذ بعد قرار نهائي بشأن سحب القوات لكن يمكن سحب ما يصل الى ثلاثة ألوية مقاتلة في العراق او من المقرر سحبها بنهاية ولاية الادارة في يناير.

...................................................................................

- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام:يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتي للاشتراك والاتصالwww.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء  16/تموز/2008 - 12/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م