شؤون بريطانية: أمراض حربية واستغلال الجنسي

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: ماتزال التهديدات الدولية مستمرة، وتتنوع وتختلف بإختلاف النضوج التطور الحاصل في مجريات الحياة، فمنها الإرهاب وهو العنصر الذي يتصدر القائمة ويتعامل معه بحذر بالغ ودقة متناهية، بعد ذلك تأتي قضايا هذا العام المهمة منها ارتفاع اسعار الوقود، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، والتقلبات المناخية، وإنتظام الجريمة، ومدى توسعها وازدهارها، وإلى غير ذلك من الانشطة المختلفة التي تسبب أرقا وتخوفا لجميع المهتمين والدارسين.

ولم تسلم من هذا كله، دولة تعد الأولى بين قريناتها في أوربا، بريطانيا العظمى تعاني اليوم حالها حال أي بلد نامي، من هذه القضايا والعوالق المزعجة، فعلى صعيد الإرهاب أخذت لندن نصيبها وحصتها من التفجيرات وأعمال العنف والتهديدات المستمرة، أما على صعيد الجريمة، فإنها تعيش هذه الأيام في ظل حمام دم يستنزف الشباب بإداة جريمة بدائية جدا.

أيضا لم تسلم بريطانيا من معدلات التضخم العالمية والنقص الغذائي وارتفاع الاسعار الخاصة بالنفط.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي، تعرض على القارئ الكريم جانبا من الشأن الداخلي البريطاني، مع عرض خاص لحالة الجنود البريطانيين في العراق وآثار الأمراض التي تلحق بهم:

بائعات الهوى في بريطانيا والاستغلال الجنسي

تشير التقديرات إلى أن عدد ضحايا الإتجار بالبشر في بريطانيا يصل إلى 18 الف شخص.

(مراهقات مولودات في بريطانيا تُباع من أجل الاستغلال الجنسي داخل المملكة المتحدة)، هكذا جاء عنوان تقرير رئيسي في صحيفة الجارديان البريطانية لراشيل ويليامز، ويصور كيف يقوم بعض الرجال بالزواج من فتيات لمَّا يبلغن بعد سن الثانية عشرة من العمر.

ويقول التحقيق إن الشرطة البريطانية اكتشفت في قضية واحدة في شيفيلد وجود 33 فتاة قاصر سقطن ضحايا الاستغلال الجنسي من قبل رجال يكبروهن بالسن وهن بين سن الثانية والخامسة عشرة من العمر.

ويضيف أنه يجري استغلال بعض الفتيات الصغيرات من قبل رجال يتظاهرون في بادىء الأمر على أنهم أصدقاء مخلصين لهن، ومن ثم يأخذوهن إلى مدن وبلدات أخرى بعيدة حيث يخضعوهن لمزيد من الاستغلال من قبل أشخاص آخرين. بحسب بي بي سي.

وعندما تشعر الفتاة بأن صديقها يمارس عليها السيطرة والرعب والتخويف، فلا تعود تشعر بأنها قادرة على الرفض أو قول لا.

وينقل التحقيق عن مسؤولين في المركز البريطاني للإتجار بالبشر قولهم إنهم حصلوا على تقارير تتحدث عن فتيات، لم تتجاوز أعمارهن بعد سن الثانية عشرة من العمر، وقد أُرغمن على ممارسة الجنس بحدود 20 مرة في الليلة الواحدة!

يقول هؤلاء المسؤولون إنه يتم تشجيع الفتيات الصغيرات على الهروب من منازل عائلاتهن أولا وإمضاء أوقات أطول مع أصدقائهن الذين يتحولون لاحقا للسيطرة عليهن وتهديدهن بوسائل شتى.

أما فيرنون كوكر، وهو مسؤول في وزارة الداخلية البريطانية بمنصب وزير، فيقول إنه من الصعوبة بمكان تقدير الحجم الحقيقي لعمليات الإتجار بالبشر في بريطانيا.

ويضيف قائلا: إن هذه القضية بدأت تلقى طرحا متزايدا من قبل الناس ونحن نسعى أن نصل إلى فهم ما يجري بالضبط. إن بعض الأشخاص يقومون بتهيئة هذه الفتيات، فهم يحصلون أولا على ثقتهن، ومن ثم يعودون ويغدرون بهن.

أما الشرطة، تتابع التحقيق، فقد بدأت تعتمد تعابير من قبيل "فتى عاشق" لوصف الطريقة التي يقوم بها الرجال الأكبر سنا بالتصرف في بادئ الأمر "كأصدقاء" مخلصين جادين، إذ يغدقون على صديقاتهن الصغيرات كميات كبيرة من المخدرات والهدايا، بما في ذلك الأموال والمجوهرات.

ويقول التحقيق إنه يتم نقل الفتيات، اللاتي يجدن أنفسهن تحت رحمة أصدقائهن، إلى أماكن مختلفة من البلاد حيث يعرِّفوهن على مجموعات أخرى من الرجال ويطلبون منهن تقديم الخدمات الجنسية لأولئك الرجال الجدد على اعتبار أنهم أصدقاء لهم.

ويضيف التحقيق: عندما تشعر الفتاة بأن صديقها يمارس عليها السيطرة والرعب والتخويف، فلا تعود تشعر بأنها قادرة على الرفض أو قول لا. فقد وصفت بعض الفتيات كيف تم إخضاعهن للعنف الشديد، بما في ذلك الاغتصاب، بينما قالت أخريات إنهن اُرغمن على نقل وتعاطي المخدرات.

وتقول الصحيفة إن تفاصيل عملية الإتجار بالبشر داخل بريطانيا تأتي في الوقت الذي أماطت فيه الحكومة البريطانية اللثام عن أكبر عملية تخوضها ضد المتورطين في مثل هذه الجرائم، والذين يستقدمون أشخاصا آخرين إلى البلاد حيث يرغمونهم على العمل في صناعة الجنس.

ويكشف تحقيق الجارديان أن تقديرات الشرطة تشير إلى أن عدد ضحايا الإتجار بالبشر في بريطانيا، واللواتي يرغمن على العمل كبائعات هوى، قد يصل إلى 18 ألف فتاة وامرأة.

كما يقول التحقيق إن غالبية الضحايا هن من الصين ودول جنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى عدد قليل من دول أوروبا الشرقية.

ويضيف قائلا إن عدد من وُجهت إليهم التهم حتى الآن بارتكاب جرائم مختلفة بلغ 80 شخصا، كما أُدين 24 شخصا، منهم شخصان ثبتت إدانتهما بجرائم الإتجار بالبشر.

مرض الجنود البريطانيين ولعنة العراق

كشفت دراسة بريطانية انه لا توجد صلة بين مرض الجنود البريطانيين الذين ارسلوا الى العراق وبين التطعيم المتعدد ضد هذه الامراض. وقالت الدراسة ان الجنود يميلون الى القاء اللوم في ضعف صحتهم على حقنهم بامصال متعددة حتى ولو كانوا لم يحقنوا.

وكان عدد من الدراسات قد ربط بين ضعف الصحة لدى القوات في العراق وبين التطعيم المتعدد لكن دومينيك ميرفي اخصائي علم النفس في الكلية الملكية بلندن قال ان هذا يعتمد على روايات الجنود وينبغي اعادة تقييمه.

وقالت الدراسة التي قام بها فريق ميرفي ونشرت في دورية بريتش ميديكال جورنال: التطعيم المتعدد الذي يعطى لافراد القوات المسلحة البريطانية استعدادا لانتشارهم في العراق ليس مرتبطا بالتطورات الصحية العكسية حيث يتم تسجيل التطعيم بشكل موضوعي في السجلات الطبية. بحسب رويترز.

واختار الفريق عشوائيا حوالي 5000 رجل وامرأة تم نشرهم في العراق منذ عام 2003 وسألهم عن حالتهم الصحية وعدد التطعيمات التي يتذكرون انهم تلقوها.

ووجدت الدراسة ان قدامى المحاربين المرجح أن يبلغوا عن اعراض الارهاق والاجهاد والمشاكل الجسدية الاخرى هم الذين يتذكرون انه تم تطعيمهم مرتين او اكثر في يوم واحد. وهؤلاء الاشخاص يصنفون حالتهم الصحية على انها أسوأ.

لكن عندما تفحص ميرفي وزملاؤه السجلات الصحية لنحو 10 في المئة من هؤلاء الرجال والنساء المختارين عشوائيا وجدوا انه بينما ابلغ 70 في المئة عن تطعيمهم مرة او اكثر في يوم واحد فان السجلات الطبية اظهرت ان 43 في المئة منهم فقط حصلوا على اكثر من تطعيم في يوم واحد.

وقال ميرفي في مقابلة بالهاتف: هذه هي المرة الاولى التي استطعنا فيها الوصول الى السجلات الطبية بدلا من الاعتماد فقط على الابلاغ الشخصي.

وقال: الجنود المرضى اكثر ميلا الى تذكر تلقي اكثر من تطعيم في حين انه في حالات كثيرة لا يكونون قد حصلوا بالفعل على هذا العدد.

وشكا الكثير من الجنود البريطانيين والامريكيين من ضعف في الصحة مثل قدامى المحاربين في حرب الخليج لعام 1991. ومن الاسباب المشتبه فيها التعرض للمبيدات الحشرية واليورانيوم وغاز الاعصاب وكيماويات اخرى بالاضافة الى التطعيم.

واثبتت دراسة امريكية كبرى في عام 2006 ان الجنود الذين تم نشرهم خلال حرب الخليج في عامي 1990 و1991 اصيبوا بالمرض بشكل اكبر من قدامى المحاربين الاخرين لكن لم يكن هناك دليل على اصابتهم باعراض حرب خليج مشتركة.

وقال ميرفي: بعض الدراسات التي وضعت التطعيم المتعدد كسبب للاصابة بالمرض عند الجنود الذين عملوا بالعراق ينبغي اعادة تفسيرها في ضوء النتائج التي توصلنا إليها.

ويجري عادة تطعيم الجنود البريطانيين الذين يرسلون الى العراق ضد امراض الجمرة الخبيثة والتيتانوس والتيفود والحمى الصفراء.

مدخرات المتقاعدين البريطانيين

تشير الدراسة إلى أن 51 في المائة فقط من المواطنين البريطانيين قادرين على الادخار لما بعد التقاعد.

حيث لايستطيع واحد من ثلاثة بريطانيين أن يضع جانبا مدخرات تفيده بعد التقاعد حسبما خلصت إليه دراسة أجريت بطلب من شركة بريطانية للتأمين على الحياة.

ووجدت الدراسة التي أجريت على 6381 شخصا أن نصفهم لا يدخر ما يكفي للعيش برخاء بعد التقاعد.

وتشير الدراسة إلى القلق الذي ينتاب العديد من البريطانيين عما ستكون عليه حياتهم على أثر الإحالة إلى المعاش.

ويقول أحد محرري بي بي سي للشؤون الاقتصادية إن ارتفاع تكاليف العيش، وأزمة القروض تساهم في تراجع القدرات الادخارية لدى المواطنين البريطانيين فيما يبدو.

وقالت نسبة 60 في المائة من الذين خضعوا للدراسة إنهم غير قادرين على الزيادة في مدخراتهم خلال السنة المقبلة. بحسب بي بي سي.

فقط نسبة 51 في المائة لديها ما يكفي من المداخيل لتأمين مدخول تقاعد مناسب، حسب الدراسة التي أجرتها مؤسسة يوغوف YouGov أثناء شهر مارس/آذار الماضي.

وهذه الفئة تبلغ من العمر خمسين سنة في المتوسط، وتتقاضى أجورا سنوية تتراوح ما بين 30 ألف جنيه استرليني و50 ألفا.

وفي المقابل تعجز النساء على العموم، أومن لديهم أطفال دون سن الخامسة، أو من يشغلون أنفسهم بأنفسهم، أو من عليهم ديون عن توفير المال الكافي لتأمين تقاعدهم.

ويقول محررٌ للشؤون المالية في بي بي سي إن معدي الدراسة يعترفون بأن ارتفاع أسعار المحروقات وتراجع قيمة العقارات، قد يعني أن المستقبل لن يكون أحسن حالا.

تصاعد فواتير الطاقة وعدم استعداد المستهلك البريطاني

قالت مؤسسة ايرنست اند يونج للاستشارات ان من المتوقع ارتفاع فواتير الطاقة في بريطانيا اكثر من 200 جنيه استرليني سنويا للمساعدة في تمويل تكاليف الوفاء بهدف الاتحاد الاوروبي بخفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض بنسبة الخمس بحلول عام 2020 .

وستلتزم بريطانيا بموجب مقترحات قدمتها مفوضية الاتحاد الاوروبي في يناير كانون الثاني بتوليد 15 في المئة من طاقتها من مصادر متجددة مثل الرياح والشمس او اكثر من ثلاثة اضعاف المستوى الحالي.

واشار تقرير لايرنست اند يونج اسمه "تكاليف الارض" ان من المتوقع ان يكلف ذلك المستهلكين البريطانيين نحو 5.3 مليار جنيه استرليني/10.5 مليار دولار/ سنويا او نحو 213 جنيها/423 دولارا/ للمنزل الواحد . بحسب رويترز.

وقال التقرير ان نصف هذه الزيادة ستتمثل في ارتفاع اسعار الطاقة في السوق وتصاريح الاتحاد الاوروبي لانبعاثات الغاز بالاضافة الى استخدام عدادات للكهرباء اكثر تطورا في المنازل في كل انحاء بريطانيا. وسيذهب ثلث اخر بشكل مباشر نحو زيادة المعدل الحالي للطاقة المتجددة في بريطانيا.

وقال سايمون هارفي وهو مدير في ايرنست اند يونج ان: المستهلك العادي لا يدرك على ما يبدو ان هذه التكاليف الاضافية ستؤثر على ميزانيته.

وفي استطلاع على الانترنت اجرته الشركة قال نصف المستهلكين البريطانيين الذين تم استطلاع ارائهم انهم لن يخفضوا استخدامهم للطاقة حتى اذا زادت الاسعار.

واظهر الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة يو جوف دوت كوم ايضا ان 96 في المئة من بين 2400 شخص شاركوا في الاستطلاع ابدوا عدم اتفاقهم مع بيان فاتورة الطاقة بمنزلي لا بد وان تزيد للمساعدة في مكافحة التغير المناخي.

وقال هارفي: يوجد على مايبدو قدر مفزع من عدم المبالاة بين المستهلكين لخفض استهلاك الطاقة على الرغم من العناوين اليومية بشأن ارتفاع فواتير الوقود.

موجة من الجرائم تعصف بلندن

شهدت لندن مقتل ثلاثة شبان بينهم طالبان فرنسيان قتلا في جريمة وحشية عقبت سلسلة طويلة من جرائم القتل بالسلاح الابيض استهدفت شبانا منذ مطلع العام في العاصمة البريطانية بدون ان تتمكن الشرطة من وقفها.

وعدا الفرنسيين قتل 18 فتى في جرائم عنيفة بينهم 13 بالسلاح الابيض منذ مطلع العام الجاري في لندن.

وكان آخر ضحايا هذه السلسلة المأسوية الشاب شاكيلوس تاونسند (16 عاما) الذي عثر عليه في مدخل مبنى مكاتب في جنوب لندن وقد جرح بالسلاح الابيض وتوفي في المستشفى.

وقال المحقق كليف لايونز: انه حادث عبثي جديد قضى فيه شاب بالسكين. وفي وقت تبدأ شرطة لندن التحقيق في هذه القضية الجديدة كان محققوها الاكثر حنكة ما زالوا تحت صدمة قتل الشابين الفرنسيين لوران بونومو وغابريال فيريز. بحسب فرانس برس.

وعثر على جثتي الطالبين في العلوم البالغين من العمر 23 عاما الاحد وقد طعنا باكثر من 250 طعنة سكين في شقة اشعلت فيها النيران في حي نيو كروس الشعبي جنوب لندن.

وان كانت ظروف الجرائم تختلف الا ان سلاح الجريمة يبقى نفسه: السكين التي هي في غالب الحالات بحسب الشرطة مجرد سكين مطبخ عادية.

وقتل 17 شابا في جرائم عنيفة خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2007 بالمقارنة مع 18 هذه السنة غير ان ما يثير قلق الشرطة هو استخدام السلاح الابيض في معظم هذه الجرائم.

وفي 29 حزيران/يونيو قتل بن كينسيلا شقيق ممثلة تلفزيونية يبلغ من العمر ايضا 16 عاما طعنا اثناء مشاجرة في حانة.

وانتخب رئيس البلدية الجديد المحافظ في لندن بوريس جونسون على اساس برنامج نص على مكافحة الجريمة بلا هوادة. كما اعلن عن اعتقال 1200 شخص خلال عملية استمرت ستة اسابيع وضبط خلالها 528 سكينا. وتجهزت بعض المدارس بآلات لرصد المعادن لتفتيش التلاميذ.

وذهب رئيس البلدية الى حد تحذير الشبان وقال: مهما حصل ان صادفتم شجارا في الشارع لا تتدخلوا لان احدا ما قد يكون يحمل سكينا. وشدد: اقول للشبان: لا تتدخلوا في الشجار ابتعدوا عنه.

واعلنت شرطة لندن تشكيل فريق خاص من 75 عنصرا لمكافحة هذه الآفة الجديدة. من جهتها تمول الحكومة حملات توعية ومبادرات لحض الشبان على عدم استخدام السكاكين.

غير ان خبير الجرائم ديفيد ولسون الاستاذ في جامعة سيتي في بيرمنغهام شدد على وجوب بذل جهود بعيدة الامد لاقناع الشبان بان يضعوا ثقتهم في السلطات من اجل حمايتهم.

وقال: انهم يحملون سكينا اولا لان هذا يعطيهم انطباعا بانهم رجال ويكسبهم الاحترام. لكن السبب الاكثر انتشارا هو ان الشبان يقولون انهم يشعرون بالخوف اما على انفسهم او على اصدقائهم.

الجاسوسية الروسية تهدد أمن بريطانيا العظمى

قالت اجهزة الاستخبارات البريطانية ان خطر العمليات الارهابية يخيم على بريطانيا نظرا لان جهاز الاستخبارات "مي 5" مضطر لاهدار امكاناته لمراقبة انشطة الجواسيس الروس. ويتعين على المي 5 تحويل عدد كبير من بين عناصرها الـ 3.6 لمراقبة تحرك اجهزة الاستخبارات الروسية، في وقت تكون فيه المهمة الرئيسية لجهاز الاستخبارات البريطاني التصدي لـ 200 جماعة مشتبه في مشاركتها بالارهاب تضم حوالي 200 شخص من المتطرفين القاطنين في المملكة المتحدة. بحسب موسكو.

وعبرت المصادر الامنية بلندن عن القلق بعد ان اعلن ان روسيا تشغل المرتبة الثالثة في لائحة مصادر الخطر على امن بريطانيا العظمى وتأتي على رأسها شبكة القاعدة من ثم ايران.

ونقلت صحيفة الغارديان اللندنية في تقرير نشر نصه بالروسية ايضا عن مصدر حكومي قوله ان الحكومة البريطانية اعربت عن قلقها من نشاط عناصر الجاسوسية الروسية عبر القنوات الدبلوماسية، بيد ان الجانب الروسي رفض كافة طلباتها.

وقال المصدر: طلبت الحكومة البريطانية في المحادثات مع موسكو وقف ذلك النشاط، ولكن الجانب الروسي اكتفى بالاشارة الى ان الجميع يمارسون التجسس على طرف ما.

واوضح المصدر ان جهاز الامن البريطاني المعروف بـ "مي5" استنفذ طاقاته، وحدث احيانا ان صب كل قوته في عملية واحدة. وفي مثل هذه الحالة تتضرر الابعاد الاخرى لضمان الامن. وفي نفس الوقت علينا ان نواجه التهديد القادم من الروس. مضيفا، ان الشكوك تحوم حول تورط روسيا بممارسة الاغتيالات في الشوارع البريطانية، وينبغي ان نتوقع اذا انهم قاموا مرة بمثل هذه الافعال، فانهم سيمارسونها ثانية.حسب قوله.

ووفقا لمعطيات الصحيفة فثمة 30 جاسوسا روسيا ينشطون في بريطانيا، اي كل خامس موظف في الممثليات الروسية في بريطانيا. وتشير الغارديان الى ان الجواسيس الروس يراقبون تحركات ونشاط المهاجرين وخصوم السلطات، ويحاولون ايضا اختلاس اسرار الدولة وتجنيد رجال الاعمال واعضاء البرلمان والعلماء لتحقيق اغراضهم.

بريطانيا والتهديدات المحتملة من الركود الإقتصادي

افادت دراسة اقتصادية شملت 5 آلاف شركة صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم أن بريطانيا تواجه خطر الركود الاقتصادي خلال الشهور القادمة.

وورد في تقرير غرفة التجارة البريطانية الدوري أن أزمة الإئتمان وارتفاع الأسعار قد أثر بشكل سلبي على أهم قطاعات الإقتصاد البريطاني.

وصرح رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أنه الرجل المناسب لاخراج بريطانيا من الأوضاع الصعبة.

وقد شهدت مؤشرات أسواق المال العالمية هبوطا بسبب القلق من وضع الإقتصاد العالمي.

وقالت شركات عاملة في مجال الصناعة والخدمات إن المبيعات قد انخفضت في الشهور الثلاثة الأخيرة، وإن الشركات تتوقع أزمات حادة في السيولة النقدية.

وقال المستشار الإقتصادي لغرفة التجارة البريطانية ديفيد كيرن ان الدراسة أظهرت أن احتمالات المستقبل مثيرة للقلق.

وأضاف قائلا: نحن الآن نواجه خطر ركود حقيقي. المستقبل يبدو عابسا وسنحتاج الى فترة أطول وأشق من المتوقع لاستعادة العافية الإقتصادية.

وهناك عدة تعريفات لمغهوم الركود، أحدها هو تراجع الأداء الإقتصادي.

وتلاحظ دراسة الغرفة التجارية البريطانية أن قطاع الخدمات خاصة المطاعم وشركات السياحة والسفر هي من أكثر القطاعات التي تأثرت سلبا حتى الآن، حيث بلغ مستوى المبيعات وفرص العمل في هذا القطاع أدنى مستوى له منذ بداية التسعينات. وقال ديفيد فروست رئيس الغرفة التجارية إن التقرير يدعو إلى القلق.

ويتوقع أن يفاقم التقرير في شعور التشاؤم الذي يطغى على عالم الأعمال، من أصحاب المتاجر الى مقاولي البناء.

وكان قطاع العقارات قد تلقى ضربة أخرى حين قال البنك المركزي إن صفقات تمويل شراء العقارات قد انخفضت بنسبة 28 في المئة في شهر مايو/أيار ووصلت مستوى اقل بـ 68 في المئة من العام الماضي.

وجاءت أخبار انخفاض أداء القطاع الصناعي بأقصى سرعة له منذ سنة لتضيف الى ما سبق من مؤشرات الركود الاقتصادي.

ويعتقد بعض الخبراء الاقتصاديين أن احتمال الركود في بريطانيا أصبح يعادل 50:50، حيث كان لدى هؤلاء الخبراء أمل في أن يؤدي تباطؤ الأداء الإقتصادي الى تقليل نسبة التضخم دون أن يتحول إلى ركود حقيقي.

فكرة التقاعد لدى أكثر من نصف الجنود البريطانيين

أظهر مسح أجرته وزارة الدفاع البريطانية ان نحو نصف افراد القوات المسلحة البريطانية يفكرون بانتظام في ترك الخدمة فيما يعكس مصاعب خوض الحرب في العراق وأفغانستان.

والمسح الذي شمل قياس الروح المعنوية لافراد القوات المسلحة أظهر ايضا القلق بشأن نوعية المعدات والشكاوى بشأن الاجور والقلق من تعدد فترات الخدمة خارج الوطن.

وقالت الوزارة وهي تكشف عن تفاصيل المسح الذي شمل 9000 جندي ان الدراسة كشفت مناطق القلق لكنها اصرت على انه يجري تحسين الاحوال. كما أظهر المسح ان 47 في المئة من الجنود والبحارة يشعرون بانتظام برغبة في ترك الخدمة. بحسب رويترز.

وقال باتريك ميرسر عضو مجلي العموم البريطاني عن حزب المحافظين المعارض وهو ضابط سابق في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية: أعتقد ان ايقاع العمليات أدى الى مثل هذا المستوى من التوتر بين العائلات ولذلك ليس من المستغرب بالنسبة لكثيرين ان يفكروا في ترك الخدمة.

وأظهر المسح ان 72 في المئة من أفراد القوات الجوية الملكية قالوا ان الروح المعنوية منخفضة أو منخفضة جدا.

وفي مشاة البحرية الملكية قال 57 في المئة انهم يشعرون بعدم الرضا أو بعدم الرضا على الاطلاق من مستوى المعدات.

وفي الشهر الماضي قال رئيس الوزراء جوردون براون ان الحكومة: ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة افراد القوات المسلحة بعد ان شكا قائد الجيش ريتشارد دانات من ان الجنود يحصلون على رواتب أقل من موظفي المرور.

ويزداد قوام القوات البريطانية في افغانستان بانتظام وسيصل الى 8000 جندي بحلول نهاية العام. وقتل 110 من الجنود البريطانيين هناك.

وخفضت بريطانيا قواتها في العراق الى النصف تقريبا الى نحو اربعة الاف جندي في العام الماضي لكنها أجلت سحب مزيد من الجنود. وقتل 176 جنديا بريطانيا في العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء  15/تموز/2008 - 11/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م